عاد فرع تنظيم القاعدة في افغانستان المعروف باسم “داعش خراسان” لشن عملية انتحارية داخل العاصمة كابل، مستهدفا مناسبة اجتماعية لأحد قيادي حركة طالبان المسيطرة على البلاد، الأمر الذي ردت عليه الحركة بالهجوم على ما قالت إنه مخبأ للتنظيم في مقاطعة باروان شرق البلاد، مما يفتح الباب واسعا أمام إمكانية توسع المواجهات بين الطرفين.
وكان تفجير كابل الذي وقع الأحد 2 اكتوبر 2021 الأول من نوعه الذى ينفذه داعش منذ شهر أغسطس الماضي حينما استهدف انتحاري محيط مطار كابل، وان قدرة التنظيم على الوصول إلى قلب العاصمة وفى مناسبة خاصة بقادة الحركة يسلط الضوء على إمكانيات وقدرات التنظيم المتطرف داخل أفغانستان من ناحية، والقدرات العسكرية والاستخباراتية لحركة طالبان للتعامل مع هذا التحدي من جهة أخرى.
وأشار مراقبون إلى "الصعوبات التي تعانيها الحركة في ظل هذه الأحداث"، حيث لم تتمكن من الحصول على اعتراف إقليمي وشرعية دولية، مما يحرمها قدرا كبيرا من المعلومات والمساعدات اللوجستية التي قد تساعدها في محاربة التنظيم المتطرف الذي يخوض الحرب على شكل خلايا صغيرة ومتفرقة متصلة بشبكات عابرة للحدود.
وقال احد الباحثين لموقع “سكاي نيوز عربية”: “ثمة وساطة إقليمية كثيفة النشاط لخلق تعاون أولي بين الحركة والأجهزة الاستخباراتية الدولية، لمد طالبان بالمعلومات والتفاصيل اللوجستية، لتثبت الحركة جدارتها في الاستجابة للمخاوف الدولية المتعلقة بنمو التنظيمات الإرهابية بافغانستان، وبحيث تكون هذه الوساطة مفصولة عن الاعتراف السياسي أو الشروط الداخلية التي تحاول القوى الدولية فرضها على الحركة، وأن تكون محصورة في الملف الأمني المتمثل في الحرب على الإرهاب، لتنجح دون عوائق.
ويشبر احد التحليلات الى أن العقل المركزي للحركة يسعى لأن ينال مكانة الشريك في الحرب العالمية ضد الارهاب، خاصة وان عملية تنظيم القاعدة في 11 من سبتمبر تعد أكبر كارثة عانت منها طالبان، حيث تم طردهم من السلطة وعاشوا عقدين من الزمن يسعون بمرارة للعودة والسيطرة على أفغانستان، ولديهم اهتمام بعدم تكرار ذلك.
وفى الختام فان استمرار هجمات التنظيمات الارهابية فى افغانستان يؤكد صعوبة تخلى تلك التنظيمات (داعش – القاعدة) عن ثوابت مواقفها، او الالتزام باية تعاهدات لوقف انشطتها الارهابية، لاسيما مع سعيها المستمر لبسط النفوذ والسيطرة، وعدم الاكنراث بمعاناة الشعب الافغانى.
https://eocr.euالمصدر: