o أعلن تنظيم داعش فى مارس 2020 سيطرته على منطقة كيسينجا شمال موزمبيق التى لا يتعدى المسلمون بها أكثر من 18% من عدد السكان، كما أعلن مسؤوليته عن العمليات الإرهابية التى ضربت كل من مدينتى كابو ديلجادو وبالما، وسيطر على ميناء ميكيمبو دى برايا المطل على المحيط الهندى بموزمبيق، وذلك بعد شن عناصره هجوماً على أفراد الأمن مما أودى بحياة أكثر من 2900 شخص ، فضلا عن نزوح حوالى 800 ألف آخرين. o ظهرت الأزمة مع تكون جماعة الشباب المتشددة فى موزمبيق عام 2015 – وهى جماعة ليس لها علاقة بحركة الشباب الصومالية – نتيجة أسباب تقليدية متعلقة بالتهميش الاقتصادى والاجتماعى والتعامل الأمنى العنيف وارتفاع معدلات البطالة، ثم انتقلت تلك الجماعة المحلية إلى تشكيل فصائل عسكرية، ومن ثم تحول نشاطها إلى حرب العصابات والتعاون مع منظمات إرهابية عالمية، وكانت جماعة الشباب تمتلك في بداية الأمر ما يقارب 50 مقاتلًا، لكن عددهم ظل يتزايد حتى بلغ نحو 1500 مقاتل يعملون فى خلايا صغيرة. o وفى يناير 2018 أعلنت جماعة الشباب بموزمبيق من خلال مقطع فيديو مصور انضمامها لتنظيم داعش على غرار جماعة بوكو حرام، وتم الاعتراف بها من قبل تنظيم داعش فى أبريل 2019، ومن هنا صارت موزمبيق امتداداً لتنظيم داعش بوسط أفريقيا، على غرار جماعة قوات الحلفاء الديمقراطية فى الكونغو الديمقراطية ولاية داعش بوسط أفريقيا. o بعد الخسائر المتلاحقة التى مُنِى بها تنظيم داعش فى سوريا والعراق سعى لإيجاد مصدر تمويل وبقعة تحتضنه فى العمق الأفريقى، لذا وسع نطاق نفوذه بدولة موزمبيق الهشه مستغلًا حالة التمرد ضد الحكومة، وتعاون داعش مع التنظيم المحلى المتشدد ( حركة الشباب) كمرحلة لزيادة نفوذه، كما أن الاكتشاف الهائل للغاز الطبيعى بشمال موزمبيق، دفع تنظيم داعش لمهاجمة مناطق الطاقة حيث يعتبر إقليم كابو ديلجادو من أهم أقاليم المنطقة الشمالية نظراً لموقعه الجغرافى المُطل على المحيط الهندى. o وتضاعفت أهمية ذلك الحوض بعد اكتشاف (5000) مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى، تحديداً فى حوض “روفوما” بالقرب من الساحل الشمالى، وتعد تلك الكمية أكبر احتياطى للغاز الطبيعى المسال فى القارة الأفريقية، وتأتى موزمبيق فى المرتبة التاسعة عالميًّا، لتشكل أرباح صادرات الغاز وفقًا لتقديرات الحكومة حوالى 60 مليار دولار. o ومن المعروف أن الشمال الموزمبيقى يقع فى نطاق يعرف بانتشار الهيروين والمواد المخدرة وغيرها من المواد المهربة مثل العاج والأخشاب والياقوت وذلك عن طريق البحر والبر وعبر الحدود بين تنزانيا وموزمبيق.
|