البديل بين ظهرنيكم فأين أنتم ؟؟
أمام هذا الحراك المزلزل, الذي شاهدته الأمة من أقصاها إلى أقصاها، لاستئصال طغاتها...الذين تآمروا عليها بأمر من أعدائها فاستعبدوها شرا استعباد في ظل دساتير دونت و قوانين قننت لجعلنا نقبع تحت وطأة الاستعمار. فجعلوا أهلها أجراء في بلادهم غير مالكين لثرواتهم غرباء في مواطنهم و بين أهليهم...
تجد أيادي خبيثة تربت في تربة عقيمة من" إعلاميين, سياسيين, قانونيين, مثقفين, حزبيين.." تريد أن ترجع أعزة أهلها أذلة ,تريد الالتفاف على هذه الثورة المباركة ,و الركوب على الموجة لتوجيه دفتها مرة أخرى نحو هذه الاسطوانة المشروخة حول أهمية الديمقراطية هذا المبدأ التطويقي الذي أكل معتقده و حرياته وقيمه و ثوابته من (منع للمآذن بسويسرا – حرب على الحجاب و النقاب في فرنسا- وحرب على رسول الإسلام من خلال الرسوم الكاريكاتير في الدنمارك. و حملة حرق القرآن الكريم في امريكا و من قمع و اعتقال و تعذيب للمتظاهرين في معقل الرأسمالية في "وول ستريت" و من سار في فلكها (اثينا روما , لندن, هونغ كونغ......)
ورغم كفر أهل هذا المبدأ بملته ( النظام الرأسمالي) لقصره و عجزه عن إنقاذ اقتصاده المتهاوي ((فكانت قمة كان التي كان شعارها الإنقاذ 'فقمة كان هذه "المنقذة" لم تنقذ شيئا ')) و مطالبته بنظام الاقتصادي الاسلامي
تجد المشهد الإعلامي مازال حمال أوجه فهو يسعى للركوب على حراك داخلي حقيقي لنبض ثوري لخدمة أجندة خارجية فينبري على استعمال سياسته المزدوجة للتسلق على الأحداث فيخرج علينا بمظهر الناصح الأمين للشعوب في الوقت الذي يسقيها السم الزعاف عن طريق الترويج للديمقراطية على أنها شعار المرحلة للسياسة القادمة و عنوان التجارة و مفتاحه لتنشيط الخلايا الاقتصادية و الاجتماعية التي تتطلع لها البشرية
فعلى الأمة أن تحذر من من يريد التلاعب بها لتكريس هذا الواقع المرير و الاكتفاء بتغيير مظهره الخارجي تحت مسميات اخرى،(كالإسلام المعتدل) وأدوات مستحدثة لأحزاب كرتونية مبرمجة لترميم النظام الديمقراطي القديم وليس إلغائه جملة و تفصيلا...
فكهنة الأصنام هؤلاء يتسابقون جميعا لتعديل تلك الدساتير الفرنسية و الانكليزية و الأمريكية المترجمة, التي حكمتنا طويلا تحت أفكارها و مفاهيمها الضالة المنحرفة مما كرس هيمنة الباطل و الاستبداد و الاحتلال الغربي... و كل حزب بما لديهم فرحون' فقد ذكر زعماء حزبيون ان الحكومة التونسية التي يقودها الإسلاميون ستركز على الديموقراطية وحقوق الإنسان واقتصاد السوق الحر في تغييرات مزمعة على الدستور لتترك بذلك الدين بعيدا عن الوثيقة التي ستقوم بإعدادها'!
﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
هذه الديمقراطية الزائفة التي انتفضت شعوبها عليها و التي عبث بها الحكام وتلاعب بها وحوش الرأسماليين وفصلوها على مقاسهم يجب أن توضع في المزبلة هم و أولئك الذين يبرمجون فضائياتهم و منابرهم للتطبيع الديمقراطي و هذا ما يشكل الإصرار منهم على تغييب الإسلام السياسي الذي قامت الثورات من اجله باعتباره بديل الأمة الوحيد و بدون منازع لإنقاذها و لإنقاذ البشرية جمعا لأن العالم اليوم كله يدور في دوامة مفزعة تسبب فيها نظام رأسمالي فاسد .عالم يريد من ينتشله من براثين وحوش الرأسماليين و أنت يا امة المليار يا أمة من تملك هذا البديل العقائدي السياسي الحضاري بين ظهرانيها أنت عنه من المعرضين ؟؟
( نظام كله مأخوذ من الوحي، بعد أن اطمان العقل إلى أن عقيدته التي انبثق عنها مبنية على العقل وتوافق الفطرة وتقرر ما في الانسان من عجز، مما يجعله وحده الضامن لحسن خلافة الانسان في الأرض، وعمارتها ).
﴿ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ{49} كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ{50} فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ{51} بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً. ﴾