إقتباس(الفاروق2 @ May 12 2013, 12:54 PM)
هذا مقال منشور بأحد الصفحات على الانترنت يناقش الخطوط العريضة للثورة الحقيقية و ما يجب ان تحققه ..... و يفرق بين الثورة و الانتفاضة .... تحليل سياسي لانتفاضات الشعوب المسلمة في ما بات يسمى بالربيع العربي
إن أبعد ما كان أن يتصوره أحد هو أن تثور الشعوب المسلمة في البلدان العربية ضد حكامها. فلطالما سكتت هذه الشعوب عن الظلم والفساد ورضيت بالهوان والذل وبالعيش الظنك، حتى حكم عليها بالجبانة ثارة، وبالميتة ثارة أخرى. ولاشك أن من كان هذا ظنه بهذه الشعوب، تكون دهشته كبيرة، ويكون إعجابه بها أكبر، وتتملكه نشوة السعادة والافتخارحين يراه الآن وقد قلعت الخوف الذي سكن قلوبها لعقود من الزمن واستيقظت من سباتها العميق لتعلن أنها حية وتعتزم استرداد سلطانها المسروق منها وكرامتها المنتهكة. إلا أن لحظات النشوة هاته لايجوز لها أن تترك المشاعر والعواطف تتغلب على تفاعلنا مع الأحداث الجارية، فتتغلب علينا النظرة السطحية الآنية التي طالما كانت سبب فشلنا في التعامل مع كل الأحداث الثي تجري في العالم مند أكثر من قرن من الزمن، فكانت عواقب غالب هذه الأحداث علينا بدلا أن نجعلها تكون لنا. من هذا المنطلق أقدم هنا بحثا يتطرق للأحداث الجارية بعمق، وأطرح آراء وتساؤلات عما يجب أن تكون عليه الثورة وما يجب أن تحقق. ويتظمن البحث نقطتين عريضتين:
1) مفهوم الثورة ومقوماتها الأساسية.
2) حل “عقدة الغرب“ عند الشعوب الإسلامية شرط أساسي لإحداث تغيير جدري وحقيقي.
وهذا هو الواصل للمقال http://www.ennaba.com/?p=5957 تعليق رقم (1) على الموضوع:
المقال تطرق لبحث الحراك الشعبي في البلدان العربية بطريقة منهجية مفصلة ، ليصل بالقارئ الى حكم على حقيقة ما حصل في هذه البلدان، مثل تونس و مصر و اليمن، و يعطيه مقياسا يستعين به في تحليله للأحداث الجارية و تفسيرها، كما يقدم خطوطا عريضة للشعوب المنتفضة حتى لا تضل السبيل.
اما المنهجية التي اتبعها الكاتب في تحليله، فهو انه وضع اولا مفهوما للثورة، حيث حددها على انها: " .
.. هي القلع الجدري لنظام دولة واستبداله بنظام جديد منفصل ومنقطع تماما عن القديم ومخالف له. ويشمل التغيير المبدأ الذي تقوم عليه الدولة وتبنى وتنهظ على أساسه الأمة، وما ينبثق عن هذا المبدأ من نظام سياسي واجتماعي واقتصادي للبلاد". ثم جاء بامثلة للثورات التي قامت في فرنسا و روسيا و ايران، ليدعم بها، اولا مفهوم الثورة، ثم ليبين من خلالها، و ثانيا المقومات التي يجب ان تتوفر في اي حراك شعبي او انتفاضة لتنضج الى ثورة، حيث قال: "
كانت هذه بعض الأمثلة من التاريخ الحديت تبين الروح الحقيقية للثورة والركائز الأساسية التي تقوم عليها. فقد بينا عن طريق هاته الأمثلة أن القيادة لا تكون إلا لمبدأ واحد، تحمله فئة من الشعب المنتفظ، ويكون على رأس هذه الفئة شخصية قيادية، مبدئية، مؤمنة بالتغيير الجدري وشجاعة في اتخاد القرارات الصعبة التي لا يجرؤ عليها فاقدوا العزيمة والراكعين للواقع. كما أنه لا نجاح للثورة إلا إذا تمكنت قيادة الفئة الثائرة من نزع السلطة وجعل الجيش تحت امرتها. فهي حينئذ لا تطالب وتناشد، بل تأمر فيطاع أمرها وينفد". اذن، حين يقوم الشعب من اجل مبداء للحياة، و توجد قيادة للحراك الشعبي، ثم توجد قوة (كالجيش مثلا) تحمي هذا المبداء وتمكن حامليه من الحكم به، حين تتوفر هذه المقومات ساعتها يمكن الحديث عن ثورة.
و انطلاقا من هذا المنهج في البحث، توصل الكاتب الى ان ما حصل في البلدان العربية، كمصر و تونس و اليمن، ليس بثورة، و انما انتفاضة شعبية، حيث قال: "
إذا ما تأملنا كل الحركات الشعبية القائمة أو التي قامت في عديد من البلدان العربية كمصر وتونس واليمن، فسنجد أن هذه الحركات لا تستوفي غالبية الشروط المذكورة أعلاه، وبالتالي فالأصح أن يطلق عليها انتفاضات شعبية وليست ثوراتا".
و ليفصل حكمه هذا على هذه الانتفاضات، فقد بين الكاتب كيف انها فارغة من مبداء واضح و كيف انها تحمل شعارات فارغة يروج لها الاعلام، مثل شعارات التعددية و الديمقراطية ... "
والعجب أن غالب الذين خرجوا يطالبون بإسقاط هذا النظام أو ذاك في البلدان العربية، ورغم أنهم مستعدون للتظحية بحياتهم، فغالبهم يتبرأ من أي توجه إيديولوجي، ويؤكد أنه غير مسيس ولا يحمل فكرا عقائديا، وخصوصا حين يتعلق الأمر بالاسلام السياسي، حتى أن جماعات إسلامية نفسها تتبرأ من أي نوايا لإقامة الشريعة الاسلامية والحكم بما أنزل الله. وليبرهنوا عن نواياهم “المرضى عنها”، فهؤلاء وأولائك يرفعون شعارات التعددية والديمقراطية ويصرحون بأن المسلم والنصراني والعلماني والليبرالي، إلى غير ذلك من مسميات، كلهم إخوة ويسعون لتأسيس دولة “مدنية” تجمعهم فيها المواطنة وليس الدين، وينشئون دستورا “توافقيا” بين التيارات الاسلامية والعلمانية والليبرالية".
فمن تتبع التغطية الإعلامية للجزيرة التي لعبت دورا مهما في انتفاضات مصر و تونس و اليمن، فسيجد انها كانت تسوق لعكس ما احتوا عليه هذا المقال من واجب وجود مبداء، و سيجد انها حاولت احتضان ذلك الحراك الشعبي حتى لا يتحول لثورة حقيقية تقلب النظام فعلا، و تأتي بمبداء جديد ( الاسلام) لسدة الحكم! فاصبح انشغال الناس بفرد الحاكم اكثر منه من انشغالهم بالنظام و المبداء. فكان ان قبلوا بانتخابات مضللة لتغير وجوه بدل اخرى. و شغلتهم بشعارات المواطنة و حرية الراي و حقوق "الأقليات" و مدنية الدولة..... فكان بالتالي ان اصبحت الميوعة في المواقف و الأفكار هي السائد في الرأي العام و عند المتنافسين الجدد على المراكز في الدولة...........