منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

3 الصفحات V  < 1 2 3  
Reply to this topicStart new topic
> النظام التعليمي في ظل غياب الخلافة
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 8 2017, 12:22 PM
مشاركة #41


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



النظام التعليمي الحالي
معلم مقهور وطالب مظلوم


========================


في ظل الأنظمة التعليمية الحالية التي تسوء يوما بعد يوم بسبب النظام التعليمي الفاشل، هذا النظام الذي أصبحنا نسمع بشكل غريب عن مستوى من الأمية يفوق 70% في الصفوف الأولى للطالب والتي يفترض أنها تعلمه القراءة والكتابة، هذا النظام التعليمي الفاشل جعل المعلمين مقهورين وظلم الطلبة الذين هم موضع العملية التعليمية.

وما سنتحدث عنه هو حالات موجودة وبكثرة، وهي ليست هجوما على الطلاب أو على المعلمين لا سمح الله، ولكن هي بيان لما يعانيه النظام التعليمي في بلادنا، وإلا فالخير كبير في اغلب معلمينا وفي اغلب طلابنا.

أما بالنسبة للمعلم فحدث ولا حرج، فالمعاش للمعلم لا يكفيه الحد الأدنى من متطلبات الحياة مما يؤدي بالمعلم إلى البحث عن أعمال أخرى بعد دوامه المدرسي، فينتقل من عمل في التعليم نصف النهار الأول إلى عمل آخر حتى المساء وهكذا، حتى يصاب المعلم بالإعياء مما يؤثر على أدائه المدرسي.
يذهب المعلم صباحا وهو بنفسية غير جيدة من هذه المهنة، فمعاشها لا يكفيه، وليت الأمر اقتصر على الراتب الذي يأخذه المعلم!!!
فعندما يبدأ المعلم التدريس يفاجأ بوجود طلبة بنسبة عالية تصل 60% لا يريدون التعلم وهم ضجرون شديد الضجر من التعليم، فيعملون على إثارة الفوضى وأي أمر يعطل العملية التعليمية في الحصة المدرسية، من إثارة الفوضى وعدم الاستجابة للمعلم، فيتعب المعلم في الحصة ويرى نتيجة الاختبارات غير مرضية أبدا مما يؤدي به إلى نوع من الإحباط في تطوير نفسه بالقول:"أتعب ولا أجد نتيجة"
صفوف مكتظة حتى أنه في بعض الصفوف تجد الطلبة يجلسون على الأرض وعلى الشبابيك والمعلم لا يجد مكانا للوقوف أمام الطلبة، وصفوف ضيقة مكتظة يصعب ضبطها لجلوس الطلاب بشكل متراص، مما يؤدي إلى كثرة الأمراض في الجهاز التنفسي للمعلم والطلاب والروائح الكريهة في الصف، مما يجعل المعلم ينتظر فراغ الحصة بفارغ الصبر حتى يخرج من الحصة.
عدد الحصص مرتفع فما أن يخرج من صف حتى يدخل آخر، ولا يجد له إلا حصة واحدة للاستراحة وربما لا يوجد له في ذلك اليوم، فيمضي يومه من الصباح حتى الظهيرة وهو يعطي حصة تلو الحصة في ظروف صعبة فينتهي الدوام وهو منهك.
وفي حصة الاستراحة إن وجدت يكون عليه كمّ هائل من الأعمال الكتابية من تحضير الحصص وغياب الطلبة وأوراق تدريب للطلبة وتصحيح الامتحانات واجتماعات الإدارة، فيصاب بالإنهاك.
في بعض المدارس تجد الكثير من الطلبة الذين يتمردون على المعلمين، فيثيرون الفوضى بتعمد شديد، ولا يستطيع المعلم الكلام معهم لان أولياء أمورهم ربما مسؤولين أو ربما من عائلات سيئة قد تعتدي على المعلم إن فكر بمعاقبتهم أو ربما مجرد الصراخ عليهم، وإذا حصل الاعتداء على المعلم بسبب هؤلاء الطلبة وأهاليهم فان أمره يمر مرور الكرام بينما لو اعتدي على احد هؤلاء الطلبة فان الدنيا تقوم ولا تقعد على هذا "المعلم المجرم"، فيحار المعلم كيف يعطي حصة ناجحة في صف فيه مثل هؤلاء الطلبة؟؟
المهم في وزاراتنا أن لا تتحدث عن المشاكل بل يجب أن تتحدث عن الايجابيات حتى لا تثير فتنة على حسب زعمهم، فيضطر المعلم لتحمل كل سيئات النظام التعليمي والفوضى مما يؤدي إلى حصة فاشلة، المهم في النهاية عند وزارة التربية والتعليم أن لا تقول أن لنظامهم التعليمي سيئات.
ومن المصائب التي يعاني منها المعلم كثرة الاجتماعات والطلبات من مديريات التربية والتعليم بتنفيذ أمور لا يمكن تنفيذها أبدا في بيئات مدرسية غير صالحة نهائيا لهذه الأمور، مثل عمل مجموعات من الطلبة للتعليم الجماعي في صف الطلبة لا يستطيعون المشي فيه إلا فوق الطاولات لعدم وجود متسع على الأرض للمشي، ويحار أيضا كيف ينفذ برنامج حاسوبي للتعليم في مدرسة لا يوجد فيها حواسيب أو فيها ربما مجرد حاسوبين مثلا، وكيف ينفذ تجربة مخبرية في مدرسة لا يوجد فيها أدوات مخبرية أو غرفة مخبرية.
الترسيب ممنوع إلا بنسبة لا تتجاوز 5% مما يؤدي إلى ترفيع الطلبة من صف إلى صف وهم لا يتقنون القراءة والكتابة، ومناهج ضخمة سيئة لا يمكن إنهاؤها خلال الفصل الدراسي، ويطلب من المعلم إنهاء المنهاج وفي نفس الوقت علاج كل الطلبة الضعاف ويمنعون ترسيب الطلبة، ولا يوفرون للمعلم ما يحتاجه من بيئة مدرسية ووسائل تعليمية، ثم يحاسبونه بكل قوة عن ضعف الطلبة الذي هم ضحية لهذا النظام التعليمي الفاشل وليس ضحية المعلم.

أما بالنسبة للطلبة موضع العملية التعليمية فهم مظلومين بشكل كبير في هذا النظام التعليمي، فالصفوف مكتظة مما يقلل فرصة الطالب من اهتمام المعلم وعنايته، فصف فيه 50 طالب في حصة مدرسية مدتها 40 دقيقة، لا تكفي لضبط الطلبة ولا تكفي لشرح الدرس ولا تكفي لان يسال الطالب مجرد سؤال، هذا إذا سارت الحصة على ما يرام.
أما المناهج فهي موضوعة بشكل سيئ جدا، فعدد الكتب كبير جدا على الطلبة بالذات في المرحلة الأولى للتعليم، ويجب تدرسيه لغة أجنبية بسبب سيطرة الاستعمار على بلادنا، ومعلم منهك يدخل عليهم وهو غير مسرور بعمله ولا بتعليمه، ويصرخ فيهم أحيانا ويعاقبهم ليضبطهم بسبب كثرتهم ولا يجد المعلم وقتا لاستيعاب الطلبة وفهم مشكلاتهم، فيلجا أحيانا إلى قمعهم من اجل تسيير العملية التعليمية.
يتم أحيانا توظيف معلمين سيئين من ناحية الكفاءة في التعليم، لا يعرفون كيف يديرون ثلاثة طلاب فضلا عن أن يديروا صف مدرسي، وهؤلاء الخريجين هم من ضحايا التعليم الجامعي الفاشل أيضا، لا يوجد تدريب جيد لهم قبل التوظيف لان هذا ربما يحتاج ميزانية من الوزارة وهذا يجب التقليل منه، ويكون الضحية في النهاية الطالب، لان الطالب سيخضع لتجربة معلم جديد لا يفقه معنى التعليم مما يضر بالطلبة.
الطلبة الضعاف في الناحية الأكاديمية لا توفر لهم مدارس تعلم النواحي الحرفية والمهنية والصناعية، فليس كل الطلبة مبدعين في الناحية العلمية، فتجد أن أكثر من ثلاثة أرباع الطلاب ليسوا مع المعلم أثناء الحصة لأنهم لا يفقهون النواحي العلمية بشكل جيد، فيرفعونهم من صف إلى آخر ويمضون الأيام وهم أميون لا يستطيعون القراءة والحساب بشكل جيد.
الفوضى في المدارس تؤدي إلى التشويش على الطلبة المهتمين بالعلم والتعليم، فيقل تحصيلهم العلمي ويجدون بيئة في الحي وفي الشارع لا تشجع على التعليم، بل تتندر بالنكات على المعلمين فيؤدي هذا إلى احتقار مهنة التعليم عند الطلبة.
وبسبب هذا الفشل في النظام التعليمي تجد أن الكثير من أولياء الأمور يضطرون لإرسال أبنائهم ليأخذوا الدروس الخصوصية خارج المدرسة، مما يكلف الأهل البسطاء الكثير من المال وهذا بسب فشل النظام التعليمي في إيصال الرسالة التعليمية بشكل جيد، ومن لا يملك المال فان ابنه سيكون ضحية لهذا الفشل في النظام التعليمي.

ومع ذلك ورغم كل هذه السيئات التي نراها في نظامنا التعليمي إلا انه يوجد قسم لا باس به من المعلمين والطلاب ممن يشقون هذا الطريق الصعب البائس الذي أوجده النظام التعليمي، فتجد معلمين رغم كل سيئات النظام التعليمي إلا أنهم يتفانون في إيصال الرسالة التعليمية للطلبة بأفضل ما يتوفر لديهم، حتى انك تجد معلما يشتري الوسائل التعليمية من ماله الخاص ليوفر للطلبة الشرح الأفضل للحصة، وبعض المعلمين يتحملون الإهانات من بعض أولياء الأمور، المهم أن لا يؤثر ذلك على أدائهم التعليمي وحتى الطلبة أبناء هؤلاء الأهل السيئين فإنهم لا يهانون من قبل المعلمين بسبب آبائهم السيئين، والبعض الآخر من المعلمين يستمر في تعليمه حتى لو تأخر الراتب أو تم الخصم منه، وبعضهم يعطي دروسا خصوصية للطلاب مجانا أو بأسعار زهيدة جدا المهم أن يفهموا المادة التعليمية ويكون عملهم هذا لوجه الله تعالى.

وبالنسبة للطلاب فان سوء النظام التعليمي لا يمنعهم من الاهتمام بالتعليم ولا يمنع هذا أهلهم من تدريسهم ومتابعتهم وتوفير ما يلزم لهم كي يفهموا المادة التعليمية بشكل جيد، ويوفرون لهم كل ما يلزم حتى يخرجوا متعلمين أقوياء رغم سوء هذا النظام التعليمي.

هذا وانه ولكثرة المشاكل في نظامنا التعليمي إلا أنك تجد أن الكثير من الخريجين من العالم الإسلامي يتوجهون إلى بلاد الغرب للعمل فيها، وهذا يدلل انه رغم سوء النظام التعليمي في بلادنا وتطوير النظام التعليم في الغرب إلا أنك تجد الكثير من أبناء المسلمين يتفوقون على الغربيين الذين توفر لهم كل الإمكانات، وهذا لان العقيدة الإسلامية جعلت التعليم مقدسا عن المسلمين وأعطت المعلم والمتعلم احتراما واهتماما كبيرا، ولو وجد نظام يرعى هؤلاء لعملوا في بلادهم، ولكنها الآثار السيئة لغياب الخلافة.

إلا انه يوجد هناك أمور تزيد في قهر المعلم وظلم الطلاب، وهي ليست من أي منهما، ولكنها من النظام التعليمي بشكل عام:
• الأساس التعليمي في العالم الإسلامي منفصل عن العقيدة الإسلامية، فأساس التعليم قائم على أساس فصل الدين عن الحياة، ومن تحت ستار قائم على تغريب المفاهيم عند أبناء المسلمين وإبعادهم عن دينهم الإسلامي، مما يؤدي أن يكون هناك انفصام بين ما يتعلمه الطلاب وبين ما يحملونه من عقيدة في قلوبهم.
• تدخل غربي في وضع المناهج التعليمية، فالمناهج لا توضع إلا تحت إشراف الدول الغربية والمؤسسات الغربية، وكل صفحة ومعلومة توضع تحت إشراف الغربيين بما لا يؤدي إلى ثورة على الحكام أو سخط ينفجر ويدمر عروش الحكام، وبما يؤدي لأن يبقى العالم الإسلامي متأخرا عن الغرب.
• الأنظمة لا تدعم العملية التعليمية ولا تدعم برامج التعليم ولا تدعم البحث العلمي في العالم الإسلامي، ولا تهتم أبدا في بناء المدارس، وتحاول جاهدة أن تقلل من الإنفاق على التعليم، بينما على أجهزة الأمن والمخابرات ومحاربة الإسلام تنفق كل ما تستطيع.
• التعليم قائم على التلقين وعلى تقليد الغرب بما يتعارض مع العقيدة الإسلامية، بينما أسلوب التلقين الفكري وان يكون التعليم مؤثرا بسلوك الطالب فهو غير موجود، وهذا الأسلوب الناجح لا يكون إلا إذا كان التعليم مبنيا على أساس العقيدة الإسلامية وكان هناك دولة ترعاه.

هذا وان دولة الخلافة القادمة قريبا بإذن الله تعالى يجب عليها مراعاة كل العيوب الموجودة في النظام التعليمي الحالي وتغييرها أو إصلاحها حسب الموضوع، فمثلا:
• يجب أن يكون الأساس الذي توضع بناء عليه المناهج التعليمية العقيدة الإسلامية حتى لا يكون هناك انفصام بين ما يتعلمه الطلاب وبين ما يحملونه من عقيدة إسلامية
• استخدام أسلوب التلقين الفكري للطلاب، والابتعاد قدر الإمكان عن التحفيظ للأفكار والمفاهيم.
• توفير مدارس بأعلى قدر مستطاع بحيث تكون الصفوف غير مكتظة بالطلبة، وتوفير كل ما يمكن من مرافق للمدرسة للمساعدة في عملية التعليم، وتوفير المختبرات والأجهزة الحديثة للمساعدة في عملية التعليم
• التدقيق على كل خريج جامعي يريد أن يصبح معلما، بحيث يتم تدريبه تدريبا قويا مكثفا كي يكون صالحا للتعليم، والتركيز على وضع المعلمين كثيري الخبرة لتعليم الصفوف الأولى
• الحرص الشديد على سير العملية التعليمة بحي لا تسمح الدولة بأي تمرد ولو بسيط على أي معلم من أي شخص في الدولة مهما كان مركزه، وبحيث يعتبر الاعتداء على المعلم اعتداء على الدولة نفسها
• تحسين أوضاع المعلمين بشكل جيد وحسب المستطاع كي يتفرغ للتعليم وتطوير نفسه، والعمل في نفس الوقت على زيادة عدد المعلمين كي يتوزع حمل التعليم على عدد كبير من المعلمين
• توفير الأمن للمدارس من أي اعتداء من سفهاء الناس وسقطهم.
• مراقبة تحصيل الطلبة باستمرار ووضع الطلاب كل حسب ما يحتاج إليه من دراسة أكاديمية علمية أو دراسة مهنية أو حرفية، ولو اضطرت الدولة لفتح الكثير من المدارس لهذه الأمور.

إن النظام التعليمي والمعلم والطالب سيبقون يعانون في ظل هذا النظام التعليمي الفاشل والفاسد، فالمشكلة ليست في شخص المعلم، وأيضا ليست في طلبتنا واستيعابهم، بل هي في النظام التعليمي الفاشل، وهذه المشكلة لن تحل ولن يزال القهر عن المعلم والظلم عن الطلبة إلا بإقامة الخلافة وتغيير النظام التعليمي بشكل كامل، عندها سنعود كما كنا سابقا الأول في العالم في مجال التعليم والابتكارات والاختراعات، وسيأتي على دولة الخلافة رعايا الدول الأخرى لكي ينهلوا من علوم الدولة الإسلامية.


https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 8 2017, 06:31 PM
مشاركة #42


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



#المرأة_والتعليم في ظل #الخلافة_العثمانية
(مترجم)


=============


كان تطبيق سياسات التحديث، بعد هدم الخلافة العثمانية، بشكل خاص يعتمد على أساس #تحرير_المرأة من براثن (التخلّف و #الرّجعية). وكان التعليم العلماني ونظامه التعليمي، الذي كان يُنظر إليه بأنه حديث ومعاصر، هو العامل الأساسي في بناء الأمم الحديثة ويتطلب إلغاء وتشويه الصورة الإيجابية لنمط الحياة الإسلامي السابق. وادّعت الدّول #الديمقراطية #العلمانية الجديدة في العالم الإسلامي مكافحة تجهيل #المرأة من خلال تشويه سمعة مستوى المرأة التعليمي في الإسلام وخصوصًا تحت ظل الخلافة ووصفها، في ظل هذا النظام الإسلامي بالتالي: "أمهات جاهلات، شريك سطحي ومخدوع، اتّحاد زواج غير مستقر، عضو كسول وغير فعّال وغير منتج في المجتمع"، وبالرّغم من أنه خلال القرون الأولى من الخلافة العثمانية لم تكن النساء يتعلمن ضمن نظام مدرسي مُمنهج ومبني من قبل الدولة - الذي لم يكن أيضًا موجوداً للرجال - إلاّ أنّهن لم يُسلبن أو يُحرمن من الحصول على العلوم والمعارف أو متابعة التعليم أو من الحصول على المهارات الطبية أو من التفوق في مجالات تعليمية أخرى، على النقيض من ذلك، فإن البحث والسّعي وراء المعارف والثقافة والعلوم الإسلامية والعلمية - من الرجال والنساء على حد سواء - أمر يُثابون عليه بشكل كبير.
في ظلّ الخلافة العثمانية كان التعليم والتدريب للأطفال، بشكل أساسي، مُلقى على عاتق كبار السّن أو الآباء في العائلة. كان هيكل العائلة في ظل الخلافة العثمانية مبنيًا على القيم الإسلامية وغالبًا ما كان يعيش ثلاثة أجيال من العائلة مع بعضهم بعضاً. وفي مثل هذه الهيكلية كانت المعرفة والتعليم تنتقل في هذه الوحدة العائلية من الكبار إلى الصغار. ومن هنا، كان تعليم المرأة القراءة والكتابة والقرآن الكريم والمعارف الإسلامية الأساسية بالإضافة إلى الحِرَف وإدارة المنزل والآداب والسلوك تُوفر لها في البيت، وأيضًا فإن أية مهارات أخرى أو تدريبية احترافية تُعطى لهُنّ في المنزل.
لطالما نظر #الإسلام إلى تعليم الإناث نظرة أهمية كُبرى. فقد كانت أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وصحابيات الرسول ﷺ على سبيل المثال يُمثلن قدوة يُحتذى بها في جميع نواحي الحياة، السياسية والفقهية والطبية و #الأدب و #الشعر. بالإضافة لهذا فإن #الإسلام قد أعطى المرأة الحق في العمل في مختلف المجالات بما فيها الطب. دعوى مرفوعة للخلافة العثمانية. المثال القادم يُوضّح وجود الطبيبات الإناث في ظل الخلافة العثمانية.
"في القرن الخامس عشر وصفت مخطوطة تركية خاصة بالجراحة تسمى تيشراهيتول هانية من سابونستش أوغلو، وصفت طبيبات إناث أجرين عمليات جراحية نسائية معقدة. كنّ يُسمين بالطبيبات.
وأشارت ملفات الأجور من سنة 1798 - 1799 لمستشفى الحريم في قصر توبكابي يسمى "كاريلير هاستانيسي، أشارت إلى توظيف طاقم صحي من الإناث مشابه لمستشفيات اليوم. وعالجت فيه طبيبة تدعى مريم كادين عائلة عبد الحميد في بداية القرن التاسع عشر. وكانت تتقاضى معاشًا شهريًا وتصريحاً مفتوحاً للدخول إلى الحريم.
الصيدلية الملكية في قصر يلديز وظّفت طبيبة أنثى تسمى الطبيبة جولبيياز هاتون وكان معاشها يبلغ 200 akces عام 1872م. كما وكانت هناك أيضا الطبيبة مورتي في مكتب الحجر الصحي. وقامت السيدة مونتاغو، زوجة السفير البريطاني عند الخلافة العثمانية، بذكر وجود طبيبات داخل الدولة يقمن بالتطعيم ضد الجدري وذلك في رسائلها عام 1717م. وكانت مجهزات الأدوية، ويسمين "حكيم كادين" يُدعون إلى القصر ويُعطين المعاشات وهدايا عيد الفطر وعيد الأضحى. وكانت تسمى الطبيبة التي تعالج الانتفاخ والإسهال عند الأطفال بـ "كرباشي كادينلار"، وعالجت الأزبتشي كادينلار، مرضاً يسمى "الأز" (التهاب جلدي).
وأثبتت وثائق قانونية تعود لعام 1622م أن طبيبتين كانتا تُجريان عمليات جراحية للرجال إحداهن كانت تُدعى - صالحة هاتون - والتي أجرت عمليات استئصال الأورام والفتاق على 21 رجلاً.
بالإضافة لهذا، من المعروف جيدًا أن العثمانيات لم يكنّ أميّات أو غير متعلمات كما يُدّعى دائمًا. العديد من النساء كُنّ يمتلكن في بيوتهن مكتبات خاصة. والكتاب الذي حاز على المكان الأول في بيوتهن كان القرآن الكريم. كما واحتوت مكتباتهن على كتب في السير للشخصيات الإسلامية البارزة والأدعية المأثورة والقصائد التي تتحدث عن النبي ﷺ، وكُتب التاريخ والأدب.
وكانت #النساء اللواتي يعشن ويعملن في قصور الخلفاء يستطعن الحصول على مستوى عالٍ من التعليم. حريم قصر توبكوبي على سبيل المثال احتوت على مدرسة النُخبة للبنات والتي عُرفت داخل وخارج الدولة بالمستوى التعليمي العالي الذي قدمته للطالبات. بالإضافة لذلك كان بالمحيط القريب من القصر، حيث سكنت النساء اللواتي غادرن الحريم بعد الزواج، كان الناس يستطيعون الانتفاع من المعرفة والأخلاق وطريقة حياة النساء اللواتي اكتسبن الدرجة العالية من التعليم داخل القصر. وأيضًا فإن النّاس خارج القصور قدّموا لبناتهم التعليم في الأدب والرياضيات والتاريخ وحتى اللّغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية والفارسية من خلال توظيف مدرسين خاصّين داخل بيوتهم بحسب قدراتهم المادّية.
وحقيقة أن التعليم لم يكن حكرًا على نساء القصور، يُثبت من خلال مذكّرات آخر معلمة في القصر صفيّة أونيوفر عن الوقت الذي أمضته في الحريم. صفية أونيوفر لم تتلق تعليمها داخل القصر، وكان السلطان رشاد قد عيّنها عام 1915م كمعلمة للبنات والنساء في الحريم. وقد علمتهن القرآن الكريم والعلوم الإسلامية والقراءة والكتابة والحساب والهندسة واللياقة البدنية. كما وكتبت أونيوفر في مذكراتها أن جميع نساء الحريم كان لديهن مكتباتهن الخاصة في بيوتهن وكن يناقشن مع بعضهن الكتب التي كنّ يقرأنها، وكن مهتمات بالتاريخ بشكل كبير. إن مستوى التعليم الذي تلقته النساء في #الحريم يمكن أن نفهمه بمثال ابنة #السلطان محمود الثاني، عديلة سلطان (1826- 1899) حيث كانت مشهورة بشاعرة الديوان وبالإحسان. كما اشتهرت بقصائدها الرائعة ورسائلها الملحمية التي كتبتها باللّغة التركية العثمانية البليغة، وهي لغة تعلمتها فقط بعد دخولها إلى القصر.
وبالرغم من الهبوط الفكري المتزايد والاضطرابات السياسية في آخر 101 - 150 سنة من عمر الخلافة العثمانية، إلاّ أنه لم يتوقف بناء المؤسسات التعليمية من قبل الحكومة. وعلى وجه الخصوص قام السلطان محمود الثاني وعبد الحميد الأول بكل ما يستطيعونه من أجل إقامة نظام تعليمي مرموق للأمّة الإسلامية.
قام السلطان محمود الثاني عام 1830م بتأسيس نظام تعليمي إلزامي للبنات والبنين ابتداءً من جيل الخامسة إلى عمر البلوغ. وقام أيضًا بمنع توظيف الأطفال أو انضمامهم إلى المهن قبل إنهائهم للمدرسة. كان المدرسون لهذه الصفوف عادةً ما يكونون أئمة المساجد في الأحياء السكنية أو نساء متعلمات.
ولكن لم يكن ممكنًا المحافظة على هذه القوانين بسبب التطورات السياسية، لذا حاول الخليفة عبد الحميد عام 1845م مرةً أخرى تنظيم التعليم في المدارس الابتدائية والثانوية في كافة أنحاء الدولة، وكان يتم مراقبة المدرسين جيدًا، ثمّ توسيع المنهاج الدراسي ومراقبة الحضور.
القرآن الكريم كان يُدرّس في المرحلة الابتدائية بالإضافة إلى الكتابة واللّغة التركية والعقيدة الإسلامية الأساسية والأخلاق والهندسة والحساب والتاريخ وحفظ القرآن الكريم غيبًا، بالإضافة إلى المواضيع الأخرى. وخلال هذه الدروس جلس البنات والبنين في طابور منفصل داخل الصفّ الدراسي. وكان شاهزاد محمد ابن #السلطان_عبد_الحميد الأول قد افتتح مدرسةً في منطقة إيمرجان في اسطنبول عام 1778م.
هذه المدرسة قدّمت التعليم بعد المدرسة الابتدائية للبنات والبنين وسُمّيت على اسم والدته هوماشاه هاتون.
وفي عام 1783م قدّمت مدرسة للبنات فقط التعليم الثانوي في كومبكابي حيث قامت ثلاث معلمات، عائشة ونفيسة وهاديسي بالإشراف على تعليم البنات. وبعدها في عام 1807م أُسّست مدرسة طاهر هاتون الثانوية للبنات في منطقة سيركشي في اسطنبول.
بالإضافة إلى مدرستين أخريين ثانويتين في أوسكودار / اسطنبول عام 1807 و1811، ومدرسة ثانوية في سيفيك نيهال أوسطا عام 1842. وهذه المدرسة الأخيرة أسّسها رئيس صندوق فاليدا سلطان (والدة الخليفة). وهذه أمثلة قليلة توضّح وجود المدارس في الخلافة العثمانية حين تلقّت البنات فقط، والبنات والبنين مع بعضهم بعضاً التعليم.
هذه المدارس الثانوية للبنات حوت مناهج دراسية واسعة شملت دراسة #القرآن_الكريم وترتيله والدراسات
الإسلامية والأدب وقواعد العثمانية والعربية والفارسية والصحة والهندسة والحساب وفن الخطوط والتاريخ والحرف ومعلومات عامّة حول الحياة. وكانت الإدارة المنزلية موضعًا مهمًا يتم تدريسه في هذه المدارس. وقدّمت المدرسة معلومات تفصيلية وشاملة حول مواضيع واسعة ومتعددة من أجل تجهيز البنات لحمل مسؤولياتهن الإسلامية بعد الزواج. ويشمل هذا كل شيء من الطبخ إلى العلاج في البيت إلى الخياطة والحسابات المنزلية، وفنّ الضيافة ومعالجة الأمراض البسيطة. وأيضًا التغذية الصحية المناسبة للعناية بالأطفال وكبار السّن.
وسواء أكان التعليم في المدارس أو في البيت، كانت العثمانيات جاهزات جيدًا لتحمّل المسؤولية في البيت. وكنّ يمتلكن المعارف والخبرة اللازمة للعب أدوارهن كزوجات.
وفي عام 1842م تمّ افتتاح أول دورة حكومية لتخريج القابلات في تيبهاني - أ. أميري وأول خرّيجاته كنّ 10 مسلمات و26 من غير المسلمات. وبعدها بأعوام، عام 1858م تم افتتاح أول مدرسة رشدية ثانوية للبنات وخصوصًا كالفا إناس روشيديسي ووفّرت التعليم الديني الأساسي، وفي هذه المدارس عملت النساء، مسلمات وغير مسلمات، كمعلمات، وخصوصًا دروس الخياطة. ومنذ عام 1871 أشرفت النساء في بعض المدارس على الإدارة. ومع مرور الوقت تطلب وجود المدارس الثانوية للبنات إنشاء مدارس تدريب معلمات للإناث حيث تستطيع خرّيجاتها العمل كمعلمات في الرشديّات. وبناءً على ذلك تمّ افتتاح دار المعلمات عام 1870. وفي نفس العام تمّ إنشاء مدرسة أخرى للبنات. مدرسة الفنون والحرف (سانايي مكتبليري). ومن خلال توفير الدورات الحرفية مثل الخياطة والطبخ والتطريز ونسج السجّاد، جهزت هذه المدرسة الإناث الدخول إلى سوق العمل إذا ما رغبن في ذلك.
وتمّ توظيف الخرّيجات في مجالات حكومية مختلفة من أجل خدمة الناس بالمهارات التي اكتسبنها، مثل العمل كمترجمات للغات أجنبية متعددة. وأظهرت السجلات أن النساء كنّ يتلقين منحًا خلال تعليمهن.
إن دولة الخلافة وقادتها الذين حكموا بالإسلام رأوا أنه من واجبهم توفير احتياجات الأمة بالإضافة لهذا، لا يوجد أي دليل على معاملة النساء كرعايا من الدرجة الثانية، أو سلبهنّ حقّهن في التعليم أو العمل أو في توظيف مهاراتهن لخدمة الناس. على العكس من ذلك، كان التشجيع والمساعدة من قبل الدولة يُعطى لهنّ للسير في طريق العلم واكتساب مهارات متعددة في ظلّ الدولة التي تطبّق أحكام الله عزّ وجل.
قال رسول الله ﷺ: «من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترًا من النار‏»

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 9 2017, 06:46 PM
مشاركة #43


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



تلبية حاجات #الأطفال


=============


#الطفل إنسان وهو جسد مادي فيه طاقة حيوية تتمثل في الحاجات العضوية والغرائز و #التفكير

أولا: إشباع الحاجات العضوية
يحتاج الطفل إلى الطعام والشراب والتنفس وقضاء الحاجة ودرجة حرارة مناسبة وضغط جوي مناسب، لتنمو عضلاته وينمو جسمه لذا لا بد من إشباع هذه الحاجات لديه.
يكون نمو الطفل في السنوات الأولى من حياته سريعا، ويكون النمو عادة من الأعلى إلى الأسفل ومن مركز الجسم إلى الأطراف، ولهذا يجب الاهتمام بطعام الطفل وشرابه ونومه ونظافته. ومعالجة بعض المظاهر المرضية كالمغص أو البكاء والصراخ. وترك الطفل يلهو ويلعب ويتحرك في أماكن آمنة وتحت رقابة المربي حتى تنمو أعضاء جسمه ويتمكن من استخدامها.

ثانيا: إشباع الغرائز – #النمو الانفعالي
تبدأ الغرائز بالظهور من خلال النمو الانفعالي ويقصد به المشاعر الناتجة عن إحساسات الغرائز من سرور وارتياح وضحك وبكاء وخوف وغضب وأسى وحزن وضيق وألم ويتطور النمو الانفعالي عند الطفل من استجابات عامة مشوشة إلى أخرى خاصة، كما تأخذ انفعالاته في التنوع والتخصص. فتظهر المشاعر المتعلقة بغريزة البقاء كالخوف والقلق والغضب والأسى والألم والضيق ومخاوف الطفل في هذه المرحلة فإنها تنتقل من الأشياء الحسية إلى الأشياء الوهمية كالأشباح والوحوش والظلام أو يخاف من الأصوات العالية أو الألم الجسدي أو الحركات المفاجئة. لذا يجب حماية الطفل من الانفعالات الشديدة وضرورة إبعاده عن كل ما يثير فيه الخوف أو القلق، وأن يكف الأهل عن سرد القصص التي تثير الخوف كقصص الغولة والجن وغيرها، خاصة في هذه المرحلة بالذات. كما يظهر عنده الصراع مع الأولاد والشجار معهم. كما يوجد حب التملك لدى الطفل أيضا لديه البخل والكرم ولديه الأثرة والإيثار وهذه مظاهر لغريزة البقاء عند الإنسان، وهذه المظاهر يمكن إحلال الواحدة مكان الأخرى، ويمكن تقوية واحدة وإضعاف أخرى، أو يمكن استخدامها جميعا في مواقف متنوعة، وهذه تتبع مفاهيم الإنسان وميوله.

ثالثا: النمو الاجتماعي
من #المشاعر التي تظهر لدى الأطفال تلك المشاعر المتعلقة بغريزة النوع كالتعلق بالأم والالتصاق بها والخوف من فقدانها وإحساسه بمحبتها وعطفها، يبدأ الطفل منذ الأشهر الأولى من حياته بالاستجابة للمؤثرات الاجتماعية حوله مثل كلام البالغين وضحكهم معه وتقديمهم الغذاء له وفي اللعب الخيالي يبدأ الطفل في تحديد دور الجنس الذي ينتمي إليه، فالأولاد يتبنون دور الأب أو الجد، بينما البنات يتبنين دور الأم أو الجدة. وفي هذا العمر يتأثر الولد بأبيه وإخوته الذكور، بينما تنجذب البنت إلى أمها وأخواتها الإناث.
والأصدقاء في هذه السن لهم تأثير على الطفل في تفكيره ومشاعره وسلوكه، وهو يبذل جهده في تقليدهم. حتى إنه يقلدهم في انتهاك المعايير السلوكية التي تربى عليها، لأنه يتعلم معايير أخرى غير موجودة في منزله، أفضل طريقة هي استهجان سلوكه مع مناقشته فيما يعنيه حقيقة أو يحس به، على الأم أن تواجه مخالفاته بهدوء، دون أن تشجعه على الاستمرار فيها، بل تذمها وتحذره من الاستمرار فيها، وإلا فإنها تعاقبه على ذلك وتنفذ بالفعل تهديدها له.

رابعا: النمو اللغوي
يساعد الأطفال على النمو اللغوي #الأسرة و #الحضانة، و #الروضة، ويفشل الأبوان في مساعدة الطفل على التقدم في الكلام عندما يبالغون في تأمين حاجات الطفل ورغباته، ينبغي إعطاء الطفل فترة ليعبر عن حاجاته بالكلام قبل أن يتم توفيرها له. وكذلك يفشل الوالدان اللذان يضغطان على أولادهم في أن يتكلموا بسرعة ودقة منذ البدء لأن ذلك يؤدي به إلى الفشل ويعوق تقدمه في التعبير.

خامسا: النمو العقلي
إن التفكير يقتضي سلامة الأعصاب والحواس والدماغ وقدرة الدماغ على الربط بين الواقع الذي يحس به والمعلومات المخزنة في الذاكرة، لذا ينبغي التحقق من سلامتها جميعا والاهتمام بالمعلومات المقدمة للطفل بأن تكون معلومات صحيحة وحقيقية ومرتبطة بالواقع حتى يستطيع التفكير فيها. وهذا يعني أن على الأم أن توفر البيئة المناسبة لطفلها لتطوير دماغه بشكل طبيعي وتشجيعه على الاكتشاف والتعلم، وعلى الأم أن تحادثه وتقرأ له وأن تستمع معه إلى الأناشيد الهادفة.

ويتعلم الطفل فكرة الارتباط بين السبب والنتيجة، وعلى الأم أن توفر لطفلها الأشياء التي تلزمه لإجراء هذه التجارب، واكتشاف عقلي آخر يتوصل الطفل إليه هو فكرة (دوام وجود الشيء) حيث يكتشف أن الأشياء لا تفنى عندما تختفي عن ناظريه، وأنها مستمرة في دوامها. وليس كما كان يفكر سابقا. ثم يبدأ بتكوين صور عقلية للأشياء والأفعال والمفاهيم، ويستطيع أن يحل بعض المشكلات البسيطة مستخدما عملية المحاولة والخطأ في عقله بدلا من استخدام الأشياء المادية، كما يزداد تعلمه اللغوي، وعندما تتطور ذاكرته وقدراته اللفظية يبدأ في فهم مفاهيم زمنية بسيطة ويستطيع أن يفهم العلاقات بين الأشياء، يساعده على ذلك ألعاب الفك والتركيب لتكوين أشكال لصور معينة ويبدأ في إدراك قيمة الأعداد.

يقضي الطفل معظم وقته في السؤال عن كل شيء يحصل حوله، وينتبه بشدة للأجوبة التي تعطيها له أمه، فلو سأل لماذا تظهر الشمس بالنهار؟ لماذا يأتي الليل؟ من خلقنا؟ أين الله؟ على الأم أن تنظر لهذه الأسئلة بجدية وتحاول الإجابة عنها إجابة صحيحة بسيطة مباشرة، لأن ذلك يساعد طفلها على توسيع معرفته.

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين – ولاية #الأردن

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 04:15 PM
مشاركة #44


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



كلمات وتسجيلات المؤتمر النسائي العالمي " #الخلافة_والتعليم"
كلمة الافتتاح
تلقيها الناطقة باسم نساء حزب التحرير في #إندونيسيا
(مترجمة)


============


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين لا شريك له، هو الخالق المدبر المصور له الأسماء الحسنى. وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله لا نبي بعده، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد...
أخواتي العزيزات، بارك الله فيكنّ...
بحمد الله تعالى، يتشرف القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، وبالتعاون مع نساء حزب التحرير في إندونيسيا، بتنظيم هذا المؤتمر النسائي العالمي الخامس. عنوان مؤتمرنا اليوم هو "الخلافة والتعليم: إحياء العصر الذهبي". لقد اعترف العالم بأن العصر الذهبي للحضارة الإنسانية حدث عندما سادت العقيدة الإسلامية العالم مع تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع أنظمة الحياة، بما في ذلك التعليم.
هذا المؤتمر هو تتويج لحملة عالمية عن #الخلافة والتعليم، والتي بدأت يوم 16 شباط/فبراير 2017، وتضمنت توزيعاً واسعاً للعديد من المقالات وأشرطة الفيديو، والمشاركة الفعالة في وسائل التواصل الإلكتروني، والتفاعل مع قيادات وناشطين في المجتمع، وافتتاح معرض بتاريخ 10 آذار/مارس. وطوال فترة الحملة، بيّنا واقع وأسباب أزمة التعليم في جميع أنحاء العالم، الذي هو تطبيق نظام التعليم العلماني من جانب الحكومات الديمقراطية الليبرالية التي تتبنى الفكر الرأسمالي. وقد جعلت عقيدة الكفر التعليمَ سلعةً تجارية واستخدمته كأداة من أدوات الاستعمار الرأسمالي، خصوصا في بلاد المسلمين.
ومن أجل البلاد الإسلامية، قام الغرب بتزويد التعليم بوسائل ومواد أبعدت المسلمين عن عقيدتهم وإرثهم الثقافي، وكذلك منعت صحوتهم وتقدمهم. وفي الوقت نفسه، جعلوا المسلمين يطبقون العلمانية والليبرالية وغيرها من الأفكار غير الإسلامية. وأصبح أبناء هذه الأمة محل تجارب علمية في المختبرات التي تختلف عن الموطن الحقيقي للمسلمين. وقد تم تدريبهم على الطريقة الغربية، والتي هي جعل العلم أو المعرفة بعيدا عن التطبيق العملي واستبدال المواد الأكاديمية التي تنتهك منهجية التدريس الإسلامي الصحيح بها. وبيّنت هذه الحملة أيضا الصور المجيدة للحضارة الإنسانية في ظل دولة الخلافة التي كانت تطبق نظام التعليم الإسلامي الذي كان قادرا على حماية هوية المسلمين كخير أمة.
أيتها الأخوات العزيزات، سيُقدم لكنّ في هذا المؤتمر اليوم إن شاء الله عرض عن الهدف الحقيقي من التعليم في الإسلام، وأسباب أزمة #التعليم اليوم، والكيفية التي طبقت بها الخلافة التعليم بحيث وصلت بهذه الأمة إلى عصر ذهبي. وسيوضح هذا العرض أيضا لمحات عن المدارس والتعليم العالي في النظام الإسلامي، وأساليب التدريس، وأهمية اللغة العربية، فضلا عن استراتيجيات التعليم لجيل اليوم من المسلمين قبل إقامة #دولة_الخلافة الثانية على منهاج النبوة. وستتاح لكن الفرصة أيضاً لإجراء حوار مع مصادر مختصة في جلسة المناقشة.
أخواتي رحمكنّ الله...
إن هذه الحملة والمعرض والمؤتمر حول موضوع الخلافة والتعليم ذو أهمية كبيرة. وهنا نقدم حلا لمشاكل التعليم في بلادنا التي تزداد سوءاً. إن هذه المناقشة ذات صلة وثيقة بوضعنا الحالي، فإنه بإمكاننا رؤية صورة التعليم القبيحة بأعيننا، حيث معنويات الطلاب المحطمة، وتدهور نوعية المعلمين، وطرق التعليم الغامضة على نحو متزايد، وعدم وجود عدد كاف من المدارس، وعدم كفاية المرافق في المدارس والجامعات، وارتفاع تكلفة التعليم، وعدم الحصول على التعليم في مختلف المناطق، وصعوبة إيجاد علماء حقيقيين، كل هذه المشاكل واضحة لعيوننا وآذاننا. كل هذا يعكس رداءة نوعية التعليم لدينا.
إن الجهود المعلنة من قبل الحكومات لمعالجة هذه المشاكل لم تضع حداً لها. وإن تغيير #المناهج الدراسية المتكرر لم يحسّن من نوعية الطلاب. وإن شهادات المعلمين لا تمنحهم بالضرورة حياة مزدهرة ولا تزيد من إخلاصهم في العمل. بل على العكس من ذلك، يُهمل الطلاب نظرا للمتطلبات الإدارية للشهادة. وإدارة التعليم من قبل إدارات خاصة، وليس من قبل الدولة، جعل الحصول على تعليم جيد باهظ الثمن للطلاب. إن اتجاهات أبحاثهم تتحكم بها هذه المؤسسات، والتي من المتوقع أن تمنحهم الرعاية المجتمعية، لكنها في الواقع تحاصرهم لأن يصبحوا عمالا للشركات الرأسمالية. ونتيجة لذلك، فقد كانت هناك جهود مختلفة لتحسين قطاع التعليم، ولكنها في الحقيقة جعلت الوضع أسوأ حالا.
لذلك، وبشعور تام بالمسؤولية، قمنا بتنظيم هذا المؤتمر باعتباره أفضل عمل لله سبحانه وتعالى ولرسول الله r ، وللإسلام ولهذه الأمة، حتى تُقام شريعة الله سبحانه وتعالى في هذا العالم، ولإرضائه سبحانه وتعالى حتى ينزل علينا بركاته، إلى أن تنتصر أمة الإسلام، وتسود أنظمة الإسلام جميع البشر في جميع أنحاء العالم، وتتحقق المثل العليا النبيلة في بناء جيل يجهد في تقديم أفضل مساهمة للحضارة الإسلامية.
أيتها الأخوات الكريمات،
إن عودة #العصر_الذهبي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال إنشاء نظام التعليم الإسلامي الذي يتكامل مع النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المستمدة من #الشريعة_الإسلامية. إن طريقة إعادة هذا العصر الذهبي واضحة وضوح الشمس، وما علينا إلا إتباعها. وإن هذه الصورة الذهبية حقيقية لأنها كانت موجودة لمئات السنين. وفقط مع العمل الجاد يمكننا إيجادها مرة أخرى، وهذا من خلال نشر الوعي داخل هذه الأمة عن النظام الديمقراطي الفاسد الذي هو من صنع البشر وتفوّق النظام الإسلامي الذي هو من عند الله. وبالتالي، لن تتردد هذه الأمة في الإطاحة بهذا النظام غير الإسلامي، والمطالبة بتطبيق الإسلام.
سوف يؤتي عملنا الشاق اليوم ثماره، التي سوف نورثها لأجيالنا الحبيبة القادمة. ونحن نأمل حقاً أن تنجح هذه الحملة والمؤتمر، وأن تحدث تأثيراً كبيراً في هذه الأمة. عسى أن تُكتب لنا من الصالحات، وأن تثقل موازيننا في الآخرة، وأن نقيم الحجة يوم الحساب بإذن الله بأننا عملنا لهذه الدعوة ودعونا العالم للكفاح من أجل إقامة #الخلافة_الراشدة_على_منهاج_النبوة.
أخواتي رحمكنّ الله...،
وأخيراً أقول بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله أفتتح هذا المؤتمر
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
والسلام عليكُنّ ورحمة الله وبركاته

أم فضيلة
الناطقة باسم نساء حزب التحرير في إندونيسيا

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 04:27 PM
مشاركة #45


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



كلمات وتسجيلات المؤتمر النسائي العالمي " #الخلافة_والتعليم"
الكلمة الأولى- إندونيسيا- ما هي الغاية الحقيقية من التعليم؟ (مترجمة)


===============


تسعى #الحضارة #العلمانية الغربية إلى #القضاء على الوحي الإسلامي بوصفه السلطة العليا للمعرفة في نظام التعليم لمصالحها الاستعمارية. وتلعب علمنة المعرفة دور العدو الخفي ضد المسلمين، وتعمل على تقويض #العقيدة_الإسلامية وهوية #الأمة .

لا يمكن بناء نظام تعليم سليم دون فهم الغاية من التعليم وكيف ستفيد مخرجات التعليم المجتمع والحضارة. وعندما تتم الإجابة بشكل واضح على هذا الفهم الأولي - بوصفه القضية الأساسية - فإن القضايا الفرعية مثل سياسة التعليم، والمواد التي تدرس، وطرق التدريس، وهلم جرا، سوف تتشكل على أساس هذه الغاية. هذا هو النهج الصحيح وليس العكس كما هو معتمد من قبل معظم البلاد الإسلامية التي تركز على القضايا الفرعية والتقنية دون وجود رؤية واضحة عن الغاية من التعليم.
ينص كتاب "أسس التعليم المنهجي في دولة الخلافة"، الذي أصدره حزب التحرير على أن التعليم يجب أن يكون طريقة للحفاظ على العقيدة والثقافة الإسلامية في صدور أبناء المسلمين، لأن الثقافة هي العمود الفقري لوجود الأمة وبقائها. فعليها تُبنى الحضارة وتُحدد غاياتها وأهدافها، وبالتالي تشق الأمة طريقها في الحياة متميزة عن باقي الأمم. فإذا مُسحت هذه الثقافة الإسلامية، انتهت هوية الأمة، واندثر نمط عيشها، وتحولت ولاءاتها، وغرقت في تاريخها وراء الأمم الأخرى.
لذلك، فإن هذه الكلمة لا تعالج المشكلات التربوية العامة مثل مناقشة المناهج الدراسية، ونوعية الطلاب، أو عدم وجود المرافق التعليمية. فقد نوقشت تلك الجوانب المختلفة في كثير من الأحيان في مئات الندوات والمؤتمرات. بيد أن هذه الكلمة سوف تركز على الضرر الأكثر جوهريا، وهو "الضرر الناجم عن اعتماد الغاية الخاطئة للتعليم" لأن هذا هو السبب الرئيسي وراء أزمة التعليم البالغة في السوء في جميع أنحاء البلدان الإسلامية، بل في العالم بشكل عام.

العلمانية تلوث الغاية من التعليم في العالم الإسلامي

علمنة المعرفة في نظام التعليم اليوم لها تأثير هائل على الأمة. في العالم العربي - قلب العالم الإسلامي، ربط الاستعمار الغربي عمدا مصطلح العلمانية بمصدر الكلمة "العلم" (المعرفة) لتعزيز العقيدة العلمانية، وهو ما يتعارض تماما مع الإسلام. وكان هذا من أجل جعل المصطلح العربي للعلمانية تمثل المعارف الحديثة التي تحتاج إلى التنمية والاعتماد. وهذا في الحقيقة تضليل كبير لأن الكلمة الأصلية "العلمانية" في لغتهم (اللغة الإنجليزية) ليس لها أية علاقة في أي شكل من الأشكال بكلمة "المعرفة". بدلا من ذلك، فإن العلمانية تمثل فكرة خاطئة شاملة عن الإنسان والكون والحياة التي تبناها الغرب.

هذا التضليل له تأثير جسيم. حيث أصبحت نظم التعليم في البلاد الإسلامية ملوثة بالقيم الليبرالية والعلمانية. ثم نتيجة لذلك، أصبح المثقفون مفصولين عن الأمة لأنهم وجدوا صعوبة في فهم مشكلة الأمة بسبب فقدان الفكر السياسي الإسلامي، وتبني التفكير العلمي العلماني، والأساليب العلمية الغربية.
عملية العلمنة هذه كانت تقرن بالمبدأ الرأسمالي، اللذين أصبحا معا المحركين الرئيسين للتعليم الحديث في العالم اليوم، مما تسبب في تطوير البراغماتية في التعليم، والذي يتجلى في كون هدف التعليم مفرطاً في المادية. وهذا أبعد ما يكون عن هدف تطوير المعرفة وتحسين نوعية الشخصيات.
هذا هو السبب في أن هذا العصر، على الرغم من أنه "عصر المعرفة الوفيرة" كما سماه البروفيسور جيمس دوداستات، إلا أنه غير قادر على حل الأزمات الإنسانية والاقتصادية والأخلاقية والسياسية والاجتماعية. إن إنتاج العلوم والتكنولوجيا يتم اليوم بسرعة هائلة لا تصدق، لكنه غير كفء لخلق عالم أفضل. البشر ينتجون باستمرار التقدم العلمي ولكنهم أيضا ينتجون الأزمات باستمرار.
هذه الأضرار التي لحقت بالغاية الحقيقية من التعليم أنشأت نفسها كسرطان في النظم التعليمية في بلاد المسلمين. هذا السرطان، أي العلمانية، اخترق وأصبح بوابة لتسلل أهداف مدمرة أخرى داخل النظام التعليمي.

هناك ثلاثة أنماط على الأقل من الأهداف المدمرة للتعليم التي أصابت البلاد الإسلامية وهي على النحو التالي:

1. تسلل الغايات التعليمية الأجنبية كجزء من أجندات الاستعمار
تحت ستار مكافحة التطرف أو تدابير مكافحة الإرهاب اليوم، فإن العالم الغربي لديه بشكل واضح أجندة خطيرة لقمع عودة النهضة الإسلامية. فهم يقومون بتغيير المناهج ليس فقط بسبب المشاكل الداخلية في البلدان الإسلامية، وإنما بسبب مصالحهم الخاصة للحفاظ على هيمنتهم على بلاد المسلمين. هناك العديد من الطرق التي يستخدمونها للضغط على بلاد المسلمين، بما في ذلك مؤتمرات حوار الأديان التي توصي بانتظام بإجراء تغييرات على المناهج الدراسية في بلاد المسلمين لإفساح المجال لتوثيق العلاقات بين الأديان، أو من خلال نوع من الشروط المرتبطة بتلقي منح من الهيئات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أو من خلال قمم الأمم المتحدة والوكالات الدولية مثل اليونسكو، واليونيسيف، إلى آخره.
لقد كثفت في الأشهر والسنوات الأخيرة الأجندات المتعلقة لمزيد من علمنة النظم التعليمية في العالم الإسلامي. والواقع أن أي شخص يدرس موجة هذا التغيير في المناهج يرى ذلك، مثل تشبيه الشاعر، الأخطل، "كالعَرّ، يَكْمُنُ حِيناً، ثمّ يَنْتشِرُ"، حيث المرض خفي لكنه مستمر في الانتشار بشدة. وفي العالم العربي خصوصا، كمركز للحضارة الإسلامية - فإن موجة التغييرات في المناهج تجتاح العديد من البلدان الإسلامية تحت مظلة كاذبة اسمها مكافحة الإرهاب / التطرف.
على سبيل المثال، حذفت الحكومة السعودية موضوع الولاء والبراء تماما من مادة التوحيد، في أعقاب أحداث 11 أيلول/سبتمبر. وفي المغرب وصل مدى الدعوات بعد التفجيرات في البلاد إلى حذف كلمة الجهاد من جميع الكتب المدرسية. وينطبق الشيء نفسه بالنسبة لدولة الإمارات والكويت واليمن، حيث صرح رئيس الوزراء اليمني: "علينا تنفيذ التغيير في مناهج تعليمنا قبل أن تأتينا مترجمة من أمريكا، فنحن شعب مسلم ولا ضرر من تخفيف الجرعة الدينية!"
كما أن التغييرات في محتوى المناهج كانت أيضا كبيرة جدا في دول عربية أخرى، مثل الأردن على سبيل المثال حيث أجريت التعديلات إلى درجة أنها طالت اللحية والخمار ولباس المرأة في الصور الموجودة في الكتب المدرسية. كما حذف أيضا درس كامل عن سورة الليل وتم الاستعاضة عنه بدرس جديد عن السباحة. وفي الجزائر، اقترح وزير التربية والتعليم في عام 2016 إحلال لغة الشارع، الجزائرية العامية، في التعليم الابتدائي محل العربية الفصحى، لغة القرآن. أما في تونس، فقد قال وزير التربية والتعليم إنه لتعزيز سعادة الطالب، ينبغي تقليص حصص الرياضيات والفيزياء وأن نستبدل بها حصص الرقص والموسيقى في المدارس المختلطة.
ولا يختلف الوضع في أجزاء أخرى من العالم الإسلامي مثل إندونيسيا وتركيا وباكستان وبنغلاديش وأفغانستان، على سبيل المثال. ففي تركيا مثلا، فإن المناهج الدراسية في مادة الدين والأخلاق تعلم طلاب الصف السابع أن "العلمانية، هي الضمان لحرية الفكر والعقيدة"، في حين إن دروس التاريخ تظهر الافتراءات ضد الإسلام والقادة المسلمين في الماضي على أنها حقائق، وبالتالي يتم فصل الشباب عن تاريخهم وثقافتهم الإسلامية.
لقد أصبح زخم السرد الزائف لمكافحة الإرهاب / التطرف اليوم محركا مهما للتصعيد الأخير لعلمنة التعليم في العالم الإسلامي. على سبيل المثال، قام نظام رابطة عوامي في بنغلاديش في عام 2010، بتنقيح السياسة التعليمية تحت ستار "التحديث" وقام بتشكيل لجنة جديدة للتعليم لمزيد من علمنة نظامه التعليمي. وعمدت الحكومة على تعيين عدد كبير من العلمانيين الملحدين والهندوس في مناصب رئيسية في وزارة التربية والتعليم، وفي لجنة التربية الوطنية، ولجنة تنسيق المناهج الوطنية، في حين أعطت أفرادا من الطائفة القاديانية مسؤولية كتابة وتحرير الكتب الإسلامية. في باكستان، أعلنت الحكومة في عام 2006 سلسلة من الإصلاحات في التعليم وأنشئت فرقة العمل المعنية بالتعليم في باكستان (PETF) لعكس مستوى أسلمة النظام التعليمي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تدريب المعلمين في البلاد غالبا ما يتم من قبل المنظمات الأجنبية أو المنظمات المحلية الممولة من قبل الغرب. وفي أفغانستان، منذ بداية الحرب الأمريكية في تشرين الأول/أكتوبر 2001، أنفقت الوكالة الأمريكية للتنمية ما لا يقل عن 868 مليون دولار على برامج التعليم في أفغانستان لتوجيه تفكير الشباب نحو تحبيذ الاستعمار. وقد تم حذف الموضوعات التي وردت فيها القضايا الإسلامية مثل أسماء الله الحسنى، والجهاد وما إلى ذلك من الكتب المدرسية.
وهنا في إندونيسيا، يتم تنفيذ نسخة جديدة من علمنة التعليم من خلال تشجيع الإسلام المعتدل. منذ عام 2016، تم تطبيق المنهج الجديد لمادة التربية الإسلامية الذي يؤكد على فهم ما يسمى الإسلام السلمي المتسامح والمعتدل. وهو في الحقيقة، نموذج للإسلام الذي يرفض الجهاد والمعتقدات السياسية الإسلامية مثل دعم الشريعة الإسلامية أو دولة الخلافة، بينما يقبل المعتقدات غير الإسلامية من الليبرالية أو الأديان الأخرى تحت ستار "التنوع الثقافي". وقد صرح وزير الشؤون الدينية أن هذا المنهج الجديد كان استجابة الحكومة لتعزيز السلام وسط تصاعد العنف وانتشار ما يسمى بـ"المذاهب المتطرفة" في المؤسسات الأكاديمية. كما تحركت الوزارة على المستوى الإقليمي من خلال تسهيل منتدى تعاوني في عام 2016 سُمي بحلقة علماء رابطة آسيان والذي كان مؤلفا من علماء جنوب شرق آسيا ومدرسة داخلية إسلامية لتعزيز الإسلام المعتدل والقيم الإسلامية المعتدلة التي تتبناها الرابطة.
وهكذا تسللت الأجندات الاستعمارية إلى نظام التعليم في البلاد الإسلامية، من العالم العربي إلى أقصى شرق آسيا. لقد جاء طاعون العلمنة بطرق وأشكال مختلفة لاختراق بلاد المسلمين، وبمساعدة تبعية الحكام المسلمين ورؤيتهم التربوية السيئة.

2. رسملة التعليم وإضفاء الطابع التجاري عليها
تنشغل البلدان الإسلامية بخصخصة التعليم من أجل أغراض تجارية. وهذا في الحقيقة هدف مدمر للتعليم وهو نتيجة لتنفيذ النظام الاقتصادي الرأسمالي الليبرالي في بلادنا الذي يقوم على الربا والذي قوض الهدف الحقيقي من التعليم في العالم الإسلامي. الواقع أن العولمة الرأسمالية تلزم: أولا، أن جميع البلدان يجب أن تعتمد النظام الاقتصادي الليبرالي، مع شعار التجارة الحرة. ثانيا، خصخصة جميع القطاعات العامة. ثالثا، وضع الدولة كضامن لاستمرار نظام اقتصاد السوق. وقد كانت لهذه الشروط الثلاثة تأثيرات فادحة على التعليم في العالم، أي الخصخصة واستقلالية التعليم، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة التعليم، بحيث لم يعد التعليم من الممتلكات العامة (ملك للشعب) وإنما أصبح ملكاً لطبقة معينة من الأثرياء داخل المجتمع.
كان هذا يجري بالتوازي مع تيار العولمة الذي جلب موجة من جعل التعليم سلعة، مما جعل التعليم ينظر إليه الآن كمصنع للخدمات. بدأ هذا التيار من قبل منظمة التجارة العالمية التي وضعت التعليم باعتباره واحدا من قطاعات الخدمات من خلال الاتفاقية العامة للتجارة في الخدمات (الجاتس)، الذي ينظم تحرير تجارة 12 قطاعا خدميا، مثل الرعاية الصحية، وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وخدمات المحاسبة والتعليم العالي والتعليم مدى الحياة، فضلا عن الخدمات الأخرى.
لقد دهورت الرأسمالية المعرفة بالفعل من خلال النظر إليها كبضاعة أو سلعة. حيث يتم تقييم العلاقات ونطاق المعرفة باستمرار بقيمتها الاقتصادية. ويتم قياس فشل أو نجاح كل مجال من مجالات المعرفة دائما بالفئة الاقتصادية. وإذا كثر عدد الخريجين العاطلين عن العمل، فإن السؤال لا يكون عن منهجية التدريس أو المعلمين، ولكن عما إذا كان له تأثير مادي أم لا.
كما قللت الرأسمالية أيضا شأن أصحاب المعرفة (أهل العلم والعلماء) وأنزلتهم إلى مستوى العبيد. حيث خطفت معارفهم وكفاءاتهم المهنية لإضفاء الشرعية على الإجراءات التي يتخذها الرأسماليون في سرقة الثروات الطبيعية في العالم الإسلامي. على سبيل المثال، في إندونيسيا، فإن قوانين الاستثمار والنفط والغاز، والكهرباء، والموارد المائية - التي تعذب الناس، هي من عمل المثقفين بطلب من الرأسماليين. كما تم استغلال المثقفين في النظام الرأسمالي ليصبحوا "رجال إطفاء" للمشاكل التي تنتج بشكل مستمر من قبل الرأسماليين. فهم مطالبون باستصلاح الأراضي الملغومة، لإيجاد النباتات التي تقاوم التلوث، للعثور على أفضل التقنيات الطاقة الحيوية والتقنيات المختلفة التي هي كلها من أجل محو خطايا الرأسماليين من مختلف الأضرار التي تسببوا فيها.

3. المهنية والمهارات الفردية، والترفيه الفكري
هذه أيضا من بين الأهداف الخاطئة للتعليم التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالقيم الرأسمالية، أي الفردية. ينظر إلى التعليم كمجرد أداة لتحقيق النجاح الفردي، لتحقيق الأحلام الفردية والمنافع الآنية، والتي هي فقط من أجل المنفعة والنجاح الشخصي والعائلي. هذا لأن معنى النجاح في الرأسمالية، يفهم في إطار ضيق ليكون في مجرد وظائف ومهن معينة من أجل تحقيق الاستقرار المالي. لقد جعلت القيم العلمانية الرأسمالية الحصول على "مهنة" باعتبارها الإنجاز النهائي لنجاح الفرد. لقد حوّل التطوير الرأسمالي العالمي القيم المقدسة في التعاليم والتقاليد الدينية إلى هامش المجتمع، لذلك فإن القيم المادية الموجهة إلى المُتعة وإشباع الرغبات أصبحت هي القوة المهيمنة في تشكيل أنماط الحياة.
على نطاق أوسع، هناك رجال الأعمال أو قادة الشركات الذين يسيئون الفهم ويرون أن وظيفة التعليم هو تحصيل أكبر عدد من المهنيين والخبراء. هذا الرأي يحتاج إلى تصحيح وتحسين، لأن التعليم ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة والتكنولوجيا، ثم إنتاج المهنيين الذين هم على استعداد ليصبحوا قوة عاملة، أو إنتاج المواهب العبقرية لاستخدامها من قبل الشركات العالمية في مجال عملها.
هذا المنظور يولد بشكل واضح من النخبة الرأسمالية نفسها، وهو ما ثبت في المسح الذي أجرته شركة ماكينزي وشركاه عام 2016 والذي شمل 77 شركة شارك فيه حوالي 6000 شخص. وأكدت نتائج المسح أن هناك معركة شرسة في الشركات الرأسمالية النخبة في العالم التي تتنافس للحصول على عدد محدود من المواهب العبقرية. إن هذا يحط من قدر التعليم، الذي يستخدم فقط كأداة لتلبية احتياجات المنافسة التجارية والتمكن من التكنولوجيا لصالح قلة من أصحاب رؤوس الأموال، وليس للشعب، ولا حتى للدولة. هذا الرأي لا يحط من قدر التعليم فقط، ولكنه أيضا يمكن أن يكون ضارا بمصلحة الشعب وسيادة الدولة، لأن ذلك يعني توجيه ولاء الخبرة والمعرفة نحو النجاح المادي والشركات، بدلا من المثل النبيلة لتوليد حضارة مجيدة.
هذه الأنماط الثلاثة للأهداف المدمرة للتعليم تجلب عواقب وخيمة على المجتمع المسلم. ومن الواضح أن التعليم الذي يبعد كل البعد عن الدين، والقائم كسلعة تجارية، لن يكون قادرا على بناء وتحسين ورفع كرامة حياة الناس، وإنما يصبح نظام التعليم خادما لأجندات استعمارية خارجية، وينتج أرباحا للأعمال التجارية، فضلا عن النجاح الفردي أو الكفاءة المهنية للفرد، وما إلى ذلك. وعلاوة على ذلك، فإن نظام التعليم الذي يركز فقط على أهداف فردية سوف يقوم بتثقيف الأفراد فقط من أجل منحهم القدرة على العثور على وظيفة لتحقيق النجاح الشخصي، ولكنه سيفتقر إلى غرس الأخلاق والآداب. وهذا ما جعل الكثير من جيل الشباب المسلم يصبحون عرضة للأمراض المجتمعية مثل تعاطي المخدرات والاختلاط، والشجارات، والعديد من القضايا الأخرى. واضح جداً أن هذه الحالة أبعد ما تكون عن التقدم المنشود لمجتمع كريم، وبعيد عن مؤهلات دولة متقدمة وذات سيادة.

الغاية الحقيقية من التعليم

وضع البروفيسور سيد محمد نقيب العطاس، في كتابه، "الإسلام والعلمانية"، نظرية مفادها أن الغرض من التعليم هو إنتاج الإنسان الصالح. حيث قال العطاس "وبالتالي فإن الغاية من التعليم في الإسلام هي بناء الإنسان الصالح... العنصر الأساسي الكامن في المفهوم الإسلامي من التعليم هو غرس الأدب (الأخلاق). من هو الإنسان الصالح أو الإنسان المتحضر؟ من وجهة نظر الإسلام، مثل هذا الإنسان هو الذي يعرف ربه، يعرف نفسه، ويجعل من النبي محمد صلى الله عليه وسلم أسوته الحسنة، ويتبع طريق ورثة الأنبياء (العلماء)، ومجموعة متنوعة من المعايير الأخرى حددها الإسلام بأنه يشكل الإنسان الصالح. يجب أن يفهم الإنسان الصالح أيضا قدراته ويعمل على تطويرها، لأن قدراته هي أمانة من الله سبحانه وتعالى".
وعلاوة على ذلك، فقد جعل الإسلام للمعرفة مكانة نبيلة جدا. بينما جعلُ التعليم أو المعرفة كسلعة هو بمثابة إهانة المعرفة ذاتها. في مقدمة كتاب "بداية الهداية"، حذر الإمام الغزالي رحمه الله في لغة واضحة إذ قال: "... أنك إن كنت تقصد بالعلم المنافسة، والمباهاة، والتقدم على الأقران، واستمالة وجوه الناس إليك، وجمع حطام الدنيا؛ فأنت ساع إلى هدم دينك وإهلاك نفسك، وبيع آخرتك بدنياك...".
لذلك ينبغي أن تقتصر الغاية من طلب العلم، على عبادة الله سبحانه وتعالى وطلب هدايته. لذلك، يجب أن يكون الهدف من التعليم هو العودة إلى وحي الله سبحانه وتعالى، بدلا من أن يكون النفور بعيدا عنه. فمن يطلب المعرفة بقصد عبادة الله سبحانه وتعالى وتنفيذ شرعه، فإن الملائكة سوف تبسط عليه أجنحتها وتحميه، وستستغفر له حيتان البحر. قال النبي صلى الله عليه وسلم : «مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ بِهِ طَرِيقاً إلَى الجَنَّةِ. وَإنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رَضاً بِهِ. وَإنَّهُ يَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ العِلمِ مَنْ فِي السَّماءِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتّى الحُوتِ فِي البَحْرِ. وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ البَدْرِ. وَإنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ. إنَّ الأَنْبِيَاءَ لِمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلا دِرْهَماً، وَلَكِنْ وَرِثُوا العِلْمَ. فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ»
التعليم في الإسلام هو جهد واع، منظم، ومبرمج، ومُمَنْهَج من أجل تحقيق أهداف محددة. الغاية من التعليم كما حددتها الشريعة الإسلامية هي:
(1) بناء الشخصية الإسلامية السليمة التي تملك عقلية (تفكير)، ونفسية (سلوك) مبنيتيْن على أساس العقيدة الإسلامية وحدها.
(2) إعداد العلماء والمثقفين والخبراء بوفرة في كل مجال من مجالات الحياة الذين يشكلون مصدرا لمنفعة الأمة، والذين يخدمون المجتمع والحضارة؛ مما يجعل الدولة الإسلامية دولة رائدة، قوية، وذات سيادة ليكون مبدأ الإسلام مهيمنا على العالم.
مع أهداف التعليم هذه، فإن مخرجات التعليم في الإسلام هي جيل تقي، منقاد، ومطيع لأحكام الله سبحانه وتعالى، وليس جيلا يفتقر إلى الأخلاق، ضعيفا، ويفتقد الغيرة على الدين. هذه الغاية الحقيقية هي ما ستمنح تقدم المجتمع، وتحقق التنمية الإنتاجية، وتوجد حضارة نبيلة. مع أهداف التعليم الحقيقية، ستجلب المعرفة النعم العديدة، مثل نعمة المطر الذي يسقي التربة الخصبة، ومنها تستمر المنافع في التدفق إلى العديد من منافع الحياة، حتى في أبعاد حياة المجتمع والدولة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِيَ اللهُ بِهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللهُ النَّاسَ فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَرَعَوْا وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كَلَأَ فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللهِ وَنَفَعَهُ بِماَ بَعَثَنِيَ اللهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ» (رواه البخاري ومسلم).
والله أعلم بالصواب.

فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 04:35 PM
مشاركة #46


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



كلمات وتسجيلات المؤتمر النسائي العالمي " #الخلافة_والتعليم"
الكلمة الثانية- #فلسطين- أسباب أزمة #التعليم في #العالم_الإسلامي



==============


الحمد لله رب العالمين الذي فرض علينا طلب العلم وجعل مرتبة العلماء بعد الأنبياء.. والصلاة والسلام على خير المرسلين القائل: «يوزَن يوم القيامة مدادُ العلماء بدم الشّهداء»...
لقد أولى #الإسلام #العلم والتعليم أهميّة عظيمة فهو من ضروريات #الحياة ومظهر من مظاهر#النّهضة ودليل على ارتقاء الأمم، فالغاية من التعليم هي تكوين الشخصيات الإسلامية وتزويد المجتمع بما يحتاجه من العلوم والمعارف لتحقيق الاكتفاء والرّفعة لئلا نكون بحاجة إلى غيرنا من الدول، بالإضافة إلى أنه الطريق التي يتم بها حفظ ثقافة الأمة ونشرها والتي هي عنوان حضارتها وأساس مقاييسها ونظام حياتها التي تسعى لتطبيقه في الداخل ونشره في الخارج.
ومن المقطوع به أن التعليم في عالمنا الإسلامي يعاني من أزمة تبكي لها العين ويدمى لها الفؤاد حيث يؤثّر على أجيال متعاقبة من أبنائنا وبناتنا... وإن المشاكل الناجمة عن نظام التعليم العلماني في بلاد المسلمين متشابهة مع بعض الخصوصية لكل بلد المرتبطة بأحداثها الداخلية من ثورات وحروب وصراعات.
إن أول وأهم مشكلة يعاني منها التعليم السائد حاليا أنه متوارث ومفروض علينا من عهود الاستعمار، فمعظم أنظمة التّعليم في بلاد المسلمين مستوردة من الغرب، هدفها حفظ المعلومات لاجتياز الامتحانات ونيل الشهادة بدل أن تفسح للطلبة المجال الكافي لهضم المادة والتفكير والتحقيق والتحليل والربط والتطبيق... فالهدف هو المعلومات وليس الطالب، والشهادة وليس العلم النافع، وذلك بشكل ممنهج وليس من قبيل الصدفة، فهو شكل من أشكال الاستعمار والغزو الفكري والثقافي، فالتّعليم الذي يعطى لأبنائنا في المدارس والجامعات ليس مرتكزا على القاعدة الأساسية الإسلامية وهي العقيدة الإسلامية، بل يعمل على تحويلهم إلى علمانيين ينادون بالديمقراطية والحريات ويدافعون عنها... تعزّز فيهم الرابطة الوطنية والقومية لتحل محل الإسلام وأعظِم بها من مشكلة! وما تغيير المناهج المتكرر في الأردن وفلسطين والسعودية وتونس وتركيا وغيرها إلا مثال واضح لهذه الخطط الخبيثة في إبعاد الطلبة عن دينهم وقضايا أمتهم... بالإضافة إلى جمود المنهج التعليمي وعدم موائمته لحاجات الطلاب وتطلعات المجتمع...
ومن الأمور التي تشكل أزمة في جودة التعليم المؤسسات التعليمية، فهناك انعدام للرؤية الصحيحة وسوء تنظيم وسوء نتائج واضحة، ولا ترابط بين مراحل التعليم المختلفة، فالأصل أن الدولة هي التي تتحمل مسؤولية التعليم وتهيئة كل ما تتطلبه العملية التعليمية من مؤسسات ووسائل تعليمية، ومدارس، وجامعات، ومكتبات، ومختبرات، والأهم من ذلك معلمين مؤهلين وعلماء...الخ. وعند تسليط الضوء على المدارس في معظم بلاد المسلمين نجد أن هناك قصورا في توفير المدارس في كل مكان خاصة في القرى والمناطق النائية، وإن توفرت فلا تتوفر فيها البيئة المناسبة من حيث جاهزيتها بكل ما تحتاجه العملية التعليمية من مبانٍ ملائمة وكهرباء ومياه نظيفة وتهوية وتدفئة ووسائل وأدوات... فلا الصفوف مناسبة من حيث اتساعها أو إضاءتها، ولا المقاعد من حيث الراحة وملائمتها لجلوس الطلبة فترة طويلة، واكتظاظ الصفوف في الكثير منها، ليس فقط في مناطق مثل غزة التي تصل فيها فترات التدريس إلى ثلاث... أو مصر التي يصل أحيانا عدد طلاب الصف الواحد فيها 120 طالباً، أو اليمن التي يحتضن الصف الدراسي الواحد فيها من 90 إلى 120 طالبا، أو باكستان التي فيها - وفقًا للبيانات التي نشرتها منظمة اليونسكو - أكثر الفصول الدراسية ازدحامًا في دول جنوب آسيا وتبلغ نسبة أعداد الطلبة إلى أعداد المعلمين فيها نحو 500 طالب لكل ثلاثة معلمين، أو أفغانستان والتي فيها عدد المدارس غير كافٍ والصفوف مكتظة حتى إن التعليم هناك على فترتين مما يجعل التدريس لبضع ساعات فقط وهناك الآلاف من المدارس التي تعمل في الخيام... والسودان والمغرب والأردن وموريتانيا والصومال... بل أيضاُ في تركيا (والتي تعتبر أكثر تقدّما) يعاني النظام التعليمي فيها بشكل عام من نقص في الموارد والميزانية وكثرة طلاب المدارس. فمثلا هناك صفوف المدارس في المناطق الشرقية تحتوي على خمسين طالبا... وكذلك هناك قصورٌ من حيث توفر المكتبات والمختبرات وإن وجدت فعلى الأغلب ليس بالعدد الكافي لعدد الطلاب بحيث تشجع الطلاب على الإقبال على القراءة والبحث العلمي وتنمي عندهم التفكير والإبداع... ولا ننسى البعد عن اللغة العربية وإضعافها مما أدى إلى تراجع في الإبداع والقدرة على الرؤية المستقلة للتعليم فليس من المستغرب إذا عزف الكثير من الطلاب عن التعلم والإبداع.
أما بالنسبة لمشكلة الأمية فحدّث ولا حرج... فالأميّة كانت شبه معدومة في الدولة الإسلامية حيث كان تعلّم القرآن كتابة وقراءة إلزاميا، والكتب والمكتبات ميسّرة للاطلاع والاستعارة، في حين بلغت نسبة الأمية في أوروبا حينها أكثر من 95%، وفي الوقت الحالي أصبح الوضع معكوسا وأصبحنا نحن المسلمين نعاني من الأميّة! وهذا تحصيل حاصل لسياسات التّعليم التي تتبناها أنظمة العالم الإسلامي والتي وضعت أصلا بإملاءات من الكافر المستعمر والتي قضت على الدافع عند الطلاب والمعلمين على السواء، ناهيكم عن التّكاليف العالية التي يتحملها أولياء الأمور، ولا ننسى انعدام الأمن بسبب الحروب وعدم الاستقرار.
فبحسب تقرير المعرفة العربي لعام 2014م فإن عدد الأميّين في المنطقة العربية بلغ سنة 2012 نحو 51.8 مليون أمي من سن 15 عاما فما فوق، كان النصيب الأوفر من هؤلاء في صفوف النساء، حيث بلغت نسبة المرأة من عدد الأميين 66 بالمائة... وحسبما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" عام 2015 فإن أكثر من 12 مليون طفل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هم خارج المدرسة أو مهددون بتركها، وأن 40 في المائة من الأطفال في أفغانستان ليسوا في المدرسة، و90 في المائة من النساء الأفغانيات في المناطق الريفية أميات. وأظهر تقرير حكومي وجود 24 مليون طفل في باكستان من دون تعليم... وعدد طلاب المدارس الابتدائية الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة يبلغ تقريبًا النصف! وجودة التعليم في بنغلاديش سيئة جدا بسبب الغش وتسريب أسئلة الامتحانات في جميع المستويات والمراحل.
وهذا ينطبق على الجامعات أيضا، فلو نظرنا إلى تكاليف التعليم في ظل المبدأ الرأسمالي الذي نرزح تحته - والذي تكون الأسرة فيه هي المسئولة عن تعليم أفرادها وليست الدولة - نجد أن التعليم الجامعي مكلف ومرهق لميزانية الأسر، مما يجعل البعض يتخلى عن طموحه الجامعي رغم تفوقه لعدم قدرته على تكاليفه، أو يضطر الأهل أحيانا إلى بيع أراضيهم وممتلكاتهم أو الاقتراض أو امتهان أكثر من عمل، أو يعمل الطالب نفسه ليتمكن من تسديد تكاليف الدراسة الجامعية الباهظة من رسوم وكتب ومواصلات وغيرها... وهنا نتساءل: أوليس التعليم من الحاجات التي أوكل الإسلام على الدولة توفيرها لرعاياها!! فما هو مقدار نفقات هذه الدول (لا أبقى الله لحكامها وجودا) على قطاع التعليم؟!! مع العلم أن الدول في العالم الإسلامي غنية بالثروات المادية والبشرية ولكن مقدّراتها ليس بيد أهلها، وإنما بيد الكافر المستعمر عن طريق هؤلاء الرويبضات التابعين لأسيادهم ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ﴾... فإن تدنّي الإنفاق على قطاع التعليم يشكل عائقا أمام تطويره، حيث أنفق 41 بلدا في العالم الإسلامي 6% فقط من ميزانيته على التعليم سنة 2011م، و25 بلدا أقل من 3% من النّاتج القومي الإجمالي سنة 2011م. وتحتل تركيا المركز الثاني قبل الأخير بين دول منظمة التعاون والتنمية في تخصيص الموارد من الدخل القومي للتعليم. وبلغت نسبة إنفاق باكستان على تنمية التعليم 2015 - 2016، 2.3٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي! في حين إن كيان يهود (الجسم الغريب المفروض علينا) ينفق 10% من النّاتج المحلي على التعليم ويدعم معظم الجامعات وينفق ما معدّله 1100 دولار على كل طالب سنويا، وأشارت إحصائية وردت في الجزيرة نت إلى أن أقل الدول إنفاقا على البحث العلمي البلاد العربية خاصة الموجودة في آسيا حيث لم يتجاوز إنفاقها 0.1%، والإفريقيّة 0.5%، ووفقا لتصنيف (جيا تونغ شنغهاي) الأكاديمي العالمي لجامعات العالم وصلت أربع جامعات للعدو الصّهيوني إلى لائحة أفضل 150 جامعة في العالم. في حين لم يكن لأي من الجامعات العربية مكان في هذه اللائحة! وضمن نتائج تصنيف أفضل 500 جامعة، فإن جامعة عربية واحدة فقط دخلت التّصنيف هي جامعة الملك سعود وجاء ترتيبها الـ(428)!! وفي تصنيف QS العالمي عام 2014/2015 لأفضل 100 جامعة لم تحصل أي من الجامعات في العالم الإسلامي على مرتبة عالية فيه، ومن بين 400 لم يكن هناك سوى 11 جامعة من بينهم، وأيضا أظهرت أحدث نتائج 2016 تايمز للتعليم العالي أن هناك فقط 10 جامعات في العالم الإسلامي ضمن أفضل 400 جامعة!
وحتى المنح والبعثات معظمها يكون لغير مستحقيها، كذلك ما يطلق عليها "كليات القمة" غير متاحة وكأنها مقتصرة على ناس معينين! مما يكبت الإبداع ويحُدّ من عدد العاملين على تطوير العلوم والأبحاث والتقدم العلمي وتأليف الكتب، مع أن الأصل أن يكون المجال مفتوحا أمام الجميع كحق من حقوقهم... وكذلك نجد تفضيل بعض الأسر الفقيرة التي لا تملك أن تعلم كل أفراد الأسرة تعليم الذكور على الإناث لأنهم هم المسئولون عن الأسرة والإنفاق عليها وبالتالي يرون أن التعليم ضرورة لهم أكثر من الإناث... وحتى لمن يتمكنون من إكمال تعليمهم الجامعي ففرص العمل قليلة والأجر منخفض، ومتطلبات المعيشة باهظة، ويشعرون بعدم الأمن والعدل في بلادهم، إذ إن المؤسسات الجامعية والبحثية والوظائف تسودها المحسوبية والمركزية والاستبداد، بالإضافة كما ذكرنا إلى ضعف الإنفاق على البحث العلمي فيصيبهم الإحباط وأحيانا اليأس، مما يؤدي إلى واحدة من أهم المشكلات التي تعبر عن واقع الأمة في مختلف المجتمعات الإسلامية، وتُعيق بناء مستقبل أفضل لها هي مشكلة "هجرة الكفاءات" والتي تنقل العقول والخبرات والمهارات إلى دول الغرب، مما يؤثر في قوة الأمة الإسلامية فكرياً وحضارياً وتربوياً وعلمياً... فهناك مئات آلاف الطلاب من البلدان الإسلامية يتابعون دراستهم في الغرب لا سيما الخريجون الحاصلون على درجة الدكتوراة ولا يعودون إلى بلادهم. فقد أظهرت بعض الدراسات التي قامت بها جامعة الدول العربية ومنظمة اليونيسكو والبنك الدولي أن العالم العربي يساهم في ثلث هِجرة الكفاءات من البلدان النامية، وكذلك تحتل تركيا (القدوة في مجال التعليم في عدد من البلاد الإسلامية) المرتبة الـ11 بين الدول التي تضم أكبر عدد من الطلاب في الخارج. وتتصيد الجامعات الأجنبية العقول اللامعة من باكستان بالتعاون مع المدارس الخاصة - لاستغلالها لصالح الدول الغربية وليس لصالح أهل باكستان أو بقية العالم الإسلامي.
وبعد هذا كله نتساءل: لماذا يتقدمون ونتأخر نحن؟! هم يستقطبون علماءنا ويحتفون بهم في الوقت الذي تحتفي الحكومات في العالم الإسلامي، بحكّامها وإعلامها، بالفنانين والراقصين ولا تمنح العلماء والمبدعين أي قدر من الاهتمام أو الاعتناء اللازم! فتُسرق الكفاءات المسلمة وتصبح قوة للدول الكافرة وضعفاً لنا!!
في ضوء هذا كله، ماذا نتصور أن تكون أحوال المعلّمين في مثل هذه البلاد من حيث مكانتهم وحفظ كرامتهم ورواتبهم وظروف العمل؟! فإن كان التعليم من أهم أسس النهضة، فإن المعلم من أهم أركانه، ولذلك ارتفع الإسلام بمنازل المعلمين، وقدّر جهودهم، وكرم سعيهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنَّ الله وملائكته وأهل السَّموات والأرض حتَّى النَّملة في جحرها وحتَّى الحوت ليصلُّون على مُعلِّم النَّاس الخير».. ولكن ظلم واستبداد هؤلاء الحكام لم يوفّر أحدا من أبناء هذه الأمّة الشريفة ولا حتى هؤلاء المعلمين الذين وصفهم نبي الرحمة بأنهم ورثة الأنبياء..! فبينما تقدّر الدول الرأسماليّة - والتي فيها مقياس الأعمال المصلحة والربح المادي كأمريكا واليابان وألمانيا - العلماء والمعلمين وتحفظ لهم مكانتهم من حيث حصولهم على أعلى الأجور وعلى امتيازات وتكريم ليس لغيرهم، نجد أنّ بلاد العالم الإسلامي بما فيها الدول العربية يتقاضى فيها المعلمون أقل الأجور وأزهدها، مما يضطر معظمهم إلى امتهان عمل إضافي لا يتناسب ومهنته لسد تكاليف الحياة الباهظة، إضافة إلى افتقارهم إلى ظروف عمل جيّدة ومناسبة لطبيعة العمل وهيبة المعلمين، وهذا كله يؤثر على نظرة طلابهم والمجتمع لهم سلبياً. ولا ننسى سياسة تعيين معلمين غير مؤهلين وليس لديهم كفاءة لتدريس الطلبة ولا سيما في الصفوف الدنيا التي يتعلم فيها الطالب المهارات الأساسية من قراءة وكتابة وحساب، أو يتم إجبارهم على تدريس مواد غير تخصصهم الجامعي مما يؤثر على جودة التعليم. ففي تقريرها السنوي حول التعليم لعام 2014 قالت اليونسكو إن 43 % من الأطفال في البلاد العربية يفتقرون إلى المبادئ الأساسية للتعليم بسبب تردي قدرات المعلمين وافتقارهم للتدريب المناسب لأداء وظيفتهم إضافة إلى تراجع مكانة المعلم مما أثر على أدائه وإنتاجيته وعطائه. كذلك ليس من المستبعد أن يتعرض للإهانة والعقوبات إذا طالب بأدنى حقوقه مثلما حصل في تونس وفلسطين ومصر والأردن...
ولا ننسى كذلك طرق التدريس وأساليبه العقيمة والتي تنقصها المرونة والإبداع والتنوع والحيوية والتي تؤدي إلى الملل وعدم القدرة على التفكير والإبداع، فهي تقوم على التلقين والتعليم النظري، وتركز على الحفظ المجرد لمعلومات صمّاء غير متصوَّرة في أذهانهم دون ربطها بالواقع أو تحليلها وفهمها مما أدّى إلى عدم الرغبة في التعلم وبالتالي إلى التّسرب من المدارس. فقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن 12 مليون طفل في الشرق الأوسط هم خارج المدرسة نتيجة الفقر والتمييز الجنسي والعنف، ولا يشمل الإحصاء الأطفال الذين أجبروا على ترك مدارسهم بسبب الحروب في العراق وسوريا والذي يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين.
إن كل هذا نتيجة طبيعية لسياسة أنظمة هذه البلاد، ولا أخص بلدا دون آخر، بل جميع بلاد العالم الإسلامي. فهي تابعة للكافر المستعمر، فمنذ أن نجح هذا المستعمر في هدم الخلافة العثمانية وضع خططه لاستعمار هذه البلاد لتظل تابعة له تنفذ سياساته وتحافظ على مصالحه وتمكنه من مقدرات الأمة وثرواتها. وكانت أدواته في ذلك هؤلاء الحكام العملاء الذين اصطنعهم بيديه وتحت عينه ليكونوا عبيدا أوفياء له، وفعلا كانوا. فما فتئوا ينفذون أوامره ويتبنّون جميع سياساته التي تتعلق بالحكم والاقتصاد والتعليم...الخ، ولكي لا يخرجوا عن حدود سيطرته ابتدع ما يسمّى بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي حيث جعلهم مرتبطين بالدول الاستعمارية، خاصة أمريكا، عن طريق إرغامهم على اللجوء إلى الاقتراض من البنك الدولي والذي يكون من ناحية يحدد المشاريع والاستثمارات التي تُنفَق القروض فيها، وبطبيعة الحال لا تكون مشاريع تحتاجها الدولة وتعتبر حيوية لها وتساهم في ارتقائها، ومن ناحية أخرى هي قروض من الدول الرأسماليّة، يعني فوائد تتضاعف ولا تستطيع الدولة السداد والانفكاك من ذلك وتبقى رهينة وتابعة للدول المستعمرة!!
والذي يهمنا في هذا الباب أن التعليم ليس من أولويات اهتمام هؤلاء الحكام وأسيادهم إلا بقدر ما يخدم مصالحهم وينفذ مخططاتهم ومؤامراتهم على هذه الأمة العريقة بمبدئها، فقد تبنّوا أجندة العلمانية الغربية ووجهة نظرها الرأسمالية في التعليم خاصة في وضع المناهج لعلمنة وتغريب الأجيال المتعاقبة كما ذكرنا سابقاً... ويقومون باستيراد نماذج تعليمية نُفذت في الغرب، أو يتبنون الحلول التعليمية من المنظمات الغربية التي تهدف فقط إلى زيادة علمنة التعليم ويطبقونها في بلادنا بحجة النهوض بالتعليم! مثل النموذج الفنلندي في الإمارات والنموذج السنغافوري ثم الياباني في مصر، والأمريكي في أكثر من بلد عربي وإسلامي، وطبعا كانت تجارب فاشلة، فسياسة التعليم في تلك الدول نابعة من المبدأ الذي تحمله، ذات أيديولوجية مخالفة للمعتقدات الإسلامية للمسلمين، وكذلك وسائله ومقوّماته وطرق تدريسه ونظامه ومناهجه وبنيته التحتية تختلف عما هو موجود عندنا ولا ترتبط بالواقع ولا تلبي احتياجات الطلاب والمجتمع.
إن كل هذه المشاكل والقضايا لن تحل ولن يعود للعلم والتعليم والمعلم هيبته ومكانته وقوته إلا بوجود الدولة الراعية التي تهتم بنوعية التعليم وتعتبره من المصالح والمرافق الأساسية للرعية، والتي توفره بقدر ما يتطلبه معترك الحياة ولا تنتظر أي شيء من الرعية مقابل تعليمها لهم لأنه واجب عليها، فيكون التعليم فيها مجانا للجميع ولكل فرد ذكرا كان أم أنثى، وتجعل أساسه العقيدة الإسلامية. وتضمن للمعلم مكانة رفيعة... دولة قادرة على احتضان العلماء وتوفير العيش الكريم لهم فيعودوا ليساهموا في تقدمها التكنولوجي والعلمي إن شاء الله، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القادمة قريباً بعون الله...
اللهمّ مكنّا من تطبيق دينك الذي ارتضيته لنا بإقامة دولة الخلافة الإسلامية واجعلنا من شهودها وجنودها.

الأستاذة أم عبادة

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 04:46 PM
مشاركة #47


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



كلمات وتسجيلات المؤتمر النسائي العالمي " #الخلافة_والتعليم"
الكلمة الثالثة- كلمة #المكتب_الإعلامي_المركزي لـحزب التحرير
رؤية #التعليم في #دولة_الخلافة: إحياء الجيل و #الحضارة الذهبية (مترجمة)


====================


يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [إبراهيم: 1]
أخواتي العزيزات والضيوف الكرام، ليس هناك شك في أن الجميع هنا يرغب في رؤية نهاية أنظمة التعليم الفاشلة في بلادنا الإسلامية، ويتشوق لولادة نموذج تعليم مشرق فعلاً والذي سيلبي تطلعات شبابنا التعليمية ويصنع عصراً ذهبياً من العلم والابتكار والحضارة الذهبية التي ستتفوق في كل مجال من مجالات الدراسة وستتميز في تحقيق التقدم والتنمية؛ إن هذا النموذج التعليمي سيكون ثروة حقيقية تفخر بها هذه الأمة ومنارة يتطلع العالم لتقليدها.
ولكن أخواتي العزيزات، إن بناء نظام تعليمي من الطراز الأول يتطلب وجود نظام سياسي من الطراز الأول؛ نظامٍ يتبنى رؤية سياسية واضحة، نظامٍ ينهض بالمجتمع ويتمتع برؤية سياسية مستقلة للدولة والعالم؛ ورؤية سياسية تستند للآية الكريمة التي تلوتها - يخرج الناس من ظلام الكفر وجهله وينقذهم من كل الدمار واليأس والظلم والأحلام المحطمة التي ينشرها الكفر على هذه الأرض إلى نور الإسلام وعدله ونهضته التي سيمنحها للبشرية في كل مجالات الحياة - روحياً وفكرياً وأخلاقياً وسياسياً واقتصادياً، وفي كل مجالات العلوم والتكنولوجيا. إن هذا النظام السياسي من الطراز الأول هو دولة الخلافة على منهاج النبوة التي ستطبق العقائد والأحكام والأنظمة الإسلامية بشكل كامل وشامل، والتي قادت العالم لقرون في تميز مؤسساتها الأكاديمية والتعليمية وابتكاراتها واكتشافاتها المتطورة، وكذلك مساهماتها الكبيرة في مجال التنمية البشرية.
ليس هناك شك أيتها الأخوات، أن نظام الخلافة العظيم هذا، الذي يتبنى وجهة نظر الإسلام المتميزة عن التعليم حيث إن طلب العلم فيه يرتبط بشكل وثيق بعبادة الله سبحانه وتعالى وبالثواب العظيم في الآخرة، ويقترن بشكل وثيق أيضاً مع الرؤية السياسية الإسلامية العظيمة التي وصفْتُها، ما من شك أن هذا النظام سيؤسس نظاماً تعليمياً نموذجياً من الطراز الأول وسيبني جيلاً شاباً وأمة ودولة، وكلها ستجسد صفات قيادية نستطيع من خلالها قيادة البشرية من الظلمات إلى النور كما أمرنا الله سبحانه وتعالى.
وذلك لأن الدولة التي تسعى لقيادة العالم من خلال القيادة الإسلامية، دين الحق والعدل، لن تقبل لمناهجها التعليمية أن تُفرض عليها فرضاً وفقاً للخطط الأجنبية العلمانية التي تنشر الفساد والجهل؛ وإنها لن تقبل بتقليد نماذج التعليم للدول الأخرى أو أن تبقى تابعة لها متأخرة عنها تحاول محاكاة نجاحهم الأكاديمي والعلمي؛ وإنها لن تقبل بأي نظام تعليمي من الدرجة الثانية يُمَوَّل بفتات الدولة؛ وإنها لن تقبل بالاعتماد على أي بلاد أجنبية لتطوير قطاعاتها الاقتصادية والزراعية والصناعية والعلمية والتكنولوجية وجيوشها، وأنظمة التعليم والرعاية الصحية، أو أن تجعل أي باب للدولة مفتوحاً لتدخُّل الدول الاستعمارية.
كلا أيتها الأخوات! لأنها دولة تسعى إلى قيادة هذا العالم بنور الإسلام، فإن الله سبحانه وتعالى قد أوجب على دولة الخلافة أن تتمتع برؤية سياسية مستقلة محلياً ودولياً وتستند فقط إلى الإسلام وحده؛ وبالتالي يجب أن تكون أيضاً مستقلة في وضع مناهجها التعليمية، وكذلك توفير خدماتها العامة والبنى التحتية، واستيفاء جميع احتياجات الدولة والأمة، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ [النساء: 141]
وبالتالي فإن الخلافة ستبني نظاماً تعليمياً متميزاً سيمكن الدولة من تحقيق هذه الأهداف النبيلة، بحيث سيكون هناك ارتباط قوي بين التعليم والوفاء بالقضايا الحيوية ومصالح الدولة والأمة، وتضمن الاكتفاء الذاتي والاستدامة المستقلة؛ وبالتالي ستضع حداً لهذا الانفصال بين أنظمة التعليم في بلادنا واحتياجات مجتمعاتنا الصناعية والزراعية والتقنية وغيرها وهو الأمر الذي أدى إلى الاعتماد على الدول الأخرى. وهذا، إلى جانب استثمار دولة الخلافة المكثف في التصنيع لاستيفاء احتياجات المجتمع بشكل مستقل ولجعل الخلافة قوة عالمية عظمى، سيمكن الدولة من الاستفادة من مهارات وعقول أبناء الأمة المتميزة لتطوير الدولة، بحيث لا يتم إهدار طاقاتهم الثمينة أو أن تقوم الدول الأجنبية بسرقتها.

أسس التعليم في دولة الخلافة:

ولذلك أخواتي العزيزات، كيف ستتمكن دولة الخلافة من تحقيق هذه الرؤية المتميزة عملياً لنظام تعليمي من الطراز الأول؟ حسناً، للإجابة على هذا السؤال، فإن حزب التحرير قد فصل في مشروع دستور دولة الخلافة وفي كتابه "أسس التعليم المنهجي في دولة الخلافة" المبادئ الأساسية والأهداف وطرق التدريس والمناهج الدراسية وهيكل السياسة التعليمية لهذه الدولة - وقد تم تبنيها كلها استناداً إلى الأدلة الشرعية الواضحة.

النقطة الأولى والأهم أيتها الأخوات هي أن ندرك أن الأساس الذي تستند إليه كل جوانب النظام التعليمي في دولة الخلافة - من ناحية أهدافه، ومن ناحية المواضيع التي يتم تدريسها ومحتواها، وتنظيم المدارس وكل شيء آخر، هو العقيدة الإسلامية وحدها، لأن هذا هو الأساس الوحيد لحياة المسلم ودولة الخلافة. فهي المقياس الوحيد الذي يحدد ما يجب أن تتضمنه المناهج وما يجب رفضه، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85]
ولذلك، فإن مناهج التعليم في دولة الخلافة لن تحتوي على المواضيع التي تتعارض مع العقيدة الإسلامية. وستقوم الدولة أيضاً بإغلاق المدارس الأجنبية أو المؤسسات التعليمية التي تُعتبر أدوات لنشر الثقافة الليبرالية الغربية الفاسدة في بلاد المسلمين. ويمكن أن يقوم الأفراد بفتح المدارس الخاصة ولكن بشرط أن تتبنى هذه المدارس منهاج الدولة وحده وتعمل لتحقيق أهدافه. ولن يكون هناك اختلاط بين الذكور والإناث في معاهد التعليم كما بَيَّن الإسلام ذلك - سواء بين الطلاب أو المعلمين - لتضع بذلك حداً، إن شاء الله، للعلاقات غير الأخلاقية والتحرش الجنسي الذي تتعرض له الفتيات اليوم في كثير من المدارس والكليات والجامعات.
وحتى إن مراحل التعليم يجب أن تتشكل وفق العقيدة الإسلامية لأن هذه المراحل تحددها الأدلة الشرعية المتعلقة بمختلف القواعد الإسلامية والفرائض والعقوبات التي تطبق على التلاميذ في مختلف الأعمار. فعلى سبيل المثال، قال النبي r: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثٍ عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبُرَ وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ أَوْ يَفِيقَ» [رواه أبو داوود في سننه]، وقال عليه الصلاة والسلام: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ» [رواه الإمام أحمد في المسند]

فبحسب هذه الأدلة وغيرها من #الأدلة_الشرعية، تنقسم مراحل المدرسة إلى 3 مراحل: المرحلة الأولى (أو المرحلة الابتدائية) من سن 6 سنوات إلى 10 سنوات؛ المرحلة الثانية (المدرسة المتوسطة) من سن 10 سنوات إلى سن 14 سنة؛ والمرحلة الثالثة (أو المدرسة الثانوية) من سن 14 سنة حتى نهاية المراحل الدراسية.

وثانياً أيتها الأخوات، يتوجب على دولة الخلافة ضمان توفير التعليم الممتاز لكل فرد من أفراد رعيتها بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين. فقد نصت المادة 178 من مشروع دستور دولة الخلافة الذي أعده حزب التحرير على: "تعليم ما يلزم للإنسان في معترك الحياة فرض على الدولة أن توفره لكل فرد ذكراً كان أو أنثى في المرحلتين الابتدائية والثانوية، فعليها أن توفر ذلك للجميع مجاناً، ويفسح مجال التعليم العالي مجاناً للجميع بأقصى ما يتيسر من إمكانيات".
وذلك لأن #الإسلام يرى أن تدريس الأفراد ما يحتاجون في معترك الحياة أحد الحاجات الأساسية للرعية التي يجب ضمان إشباعها بشكل فردي. لذلك، فإنه يتوجب على دولة الخلافة توفير عدد كاف من المدارس الابتدائية والثانوية والمعلمين لجميع أفراد الرعية وتزويدهم بكل ما يحتاجون إليه لتحقيق أهداف سياسة التعليم وبشكل مجاني. وعلاوة على ذلك، فإن دولة الخلافة ستقوم أيضاً بتوفير الدراسات العليا مجاناً والتي تعتبر ضرورية للدولة مثل العلوم الإسلامية، والطب، والهندسة، وتدريب المعلمين وفي الوقت نفسه تسعى أيضاً بكل الإمكانيات المتاحة لتوفير دراسة المواضيع غير الضرورية مجاناً.
ويجب أن يكون واضحاً أيتها الأخوات، أن الأولوية في دولة الخلافة ستكون للاستثمار في التعليم. فإنها كدولة تسعى لقيادة العالم وتسعى فعلاً لخدمة رعيتها والإنسانية، فإنها لن تقبل أن تكون مجرد دولة من دول العالم الثالث، أو أن يكون مستوى التعليم فيها من الدرجة الثانية بسبب نقص الأموال. فستسعى بكل الطاقات والإمكانيات إلى إيجاد وفرة من المدرسين والمحاضرين المدربين تدريباً جيداً وبأجرة عالية، وستجهزهم تجهيزاً كاملاً، وستكون فيها المدارس والكليات والجامعات ومراكز الأبحاث والمكتبات والمختبرات والمراصد وغيرها الكثير مجهزة دائماً بأحدث الأجهزة والتقنيات وعلى أعلى مستوى، وذلك باستخدام الثروات الموجودة في البيت المال (الخزانة المركزية)، والتي ستكون إن شاء الله وفيرة جداً نظراً لطبيعة النظام الاقتصادي الإسلامي الصحيح في دولة الخلافة التي ما زال تاريخها ماثلاً في الأذهان في قدرتها على توفير حياة مزدهرة في بلادنا الإسلامية. وعلاوة على ذلك، فإنها ستقوم بإنشاء مجمع "مدارس شامل" بين القرى الصغيرة وستقوم بتنظيم وسائل النقل مجاناً لنقل الطلاب من منازلهم إلى المدارس، وستضمن بذلك عدم وجود تمييز بين المدن والمناطق الريفية في جودة ونوعية التعليم، وذلك لأنه يتوجب على دولة الخلافة من ناحية شرعية أن تكون الوصي والضامن لحقوق كل من يحمل تابعيتها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَالإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» [رواه البخاري عن ابن عمر]
كل هذا، أيتها الأخوات، سيضع حداً للتربح من التعليم الذي تقوم به الحكومات والأغنياء وأصحاب النفوذ، وسيضع حداً لأنظمة التعليم المزدوجة في بلادنا، حيث لا يحصل على التعليم الجيد سوى الأغنياء بينما يتعلم الفقراء تعليماً سيئاً. وبدلاً من ذلك، فإن الدولة ستدعم كل الطلاب لتحقيق كل طموحاتهم بغض النظر عن ثرواتهم، وستساعدهم للوصول إلى أعلى المستويات الدراسية وتحقيق تطلعاتهم في مجال الابتكار من أجل صنع وسط متميز وكاف من المجتهدين والعلماء والمخترعين إن شاء الله. فقد نصت المادة 179 من مشروع دستور دولة الخلافة لحزب التحرير على: "تهيئ الدولة المكتبات والمختبرات وسائر وسائل المعرفة في غير المدارس والجامعات لتمكين الذين يرغبون في مواصلة الأبحاث في شتى المعارف من فقه وأصول فقه وحديث وتفسير، ومن فكر وطب وهندسة وكيمياء، ومن اختراعات واكتشافات وغير ذلك، حتى يوجد في الأمة حشد من المجتهدين والمبدعين والمخترعين".

أهداف نظام التعليم في دولة الخلافة:

لذلك أيتها الأخوات، ما هي أهداف نظام التعليم في دولة الخلافة وكيف ستعمل على تحقيق هذه الأهداف؟ حسناً، أولاً، هناك 3 أهداف رئيسية للتعليم المدرسي:

1. بناء الشخصية الإسلامية
الهدف الأول هو بناء الشخصية الإسلامية، شخصيات أبناء الأمة الإسلامية من خلال غرس العقيدة الإسلامية، والأفكار الإسلامية والسلوك بناء على المفاهيم الإسلامية عند الطلاب بحيث يصبحون مسلمين يحملون الإسلام كأساس وحيد لجميع أفكارهم وأحكامهم وميولهم وسلوكهم ويشكلون حياتهم وفقاً لدينهم. وهذا الهدف يعكس مقاصد النبي صلى الله عليه وسلم في تعليمه للمسلمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة لأنه كان يسعى أيضاً لبناء الشخصيات الإسلامية في تفكيرهم وسلوكهم.
وتبنى الشخصيات الإسلامية عند الأطفال أولاً من خلال غرس العقيدة الإسلامية عن قناعة في نفوسهم من خلال إعطائهم الأدلة العقلية القطعية على وجود الله سبحانه وتعالى وأن القرآن الكريم هو كلام الله. ومن ثم يتم تدريسهم الأفكار والأحكام الإسلامية، ولكن بطريقة عملية بحيث يفهمون دائماً كيفية تطبيقها في حياتهم على الواقع المناسب، وبطريقة تؤثر على أفكارهم ومشاعرهم بحيث يتبنى الطلاب حكم الإسلام الواجب تجاه المسألة - فيتصرفون وفق الأحكام بالقيام أو الامتناع - فلا تبقى هذه الأحكام مجرد أفكار نظرية. لذلك، فإن تدريس المواضيع الإسلامية مثل اللغة العربية، وتفسير القرآن، والسنة النبوية، والسيرة والتاريخ الإسلامي يجب أن يتم بطريقة تدفعهم دائماً إلى تنمية شخصياتهم الإسلامية والسمو بها - فيتم تدريس القرآن ليس فقط بهدف جعل الطلاب يحفظونه قبل سن البلوغ ولكن أيضاً لفهم إعجازه اللغوي ولفهم القواعد والدروس التي يمكن أن يطبقوها وفقاً لأعمارهم؛ ويجري تدريس السيرة لفهم قواعد وأحكام حمل الدعوة في إقامة الدولة الإسلامية وتنظيم شؤونها الداخلية والخارجية؛ أما تدريس التاريخ الإسلامي فسيركز على الصفات البارزة للشخصيات الإسلامية مثل الصحابة، والتابعين والحكام والعلماء، والتأكيد على الشجاعة والصبر والتقوى، والوقوف ضد الظلم، وحماية الأمة والإسلام بحيث تصبح هذه المعارف مصدر إلهام للطلاب ويحملونها في أفكارهم وميولهم. وعلاوة على ذلك، يتم تدريس الإسلام بشكل شامل بحيث تُفهم قواعده في كل مجال من مجالات الحياة؛ في العبادات، والأخلاق، والحياة الأسرية، والاقتصاد، والمسائل القضائية والسياسة وغيرها.
والهدف هو الانتهاء من هذه العملية من بناء الشخصية الإسلامية مع نهاية المرحلة المدرسية الثالثة بإذن الله، ومخرجاتها ستتلقى الدعم من الأجواء الإسلامية في دولة الخلافة حيث إن وسائل الإعلام والمساجد وكافة المؤسسات الأخرى لن تقوم بالترويج إلا للمفاهيم الإسلامية النقية الصافية.

2. تعليم المهارات والمعارف العملية اللازمة لمعترك الحياة
والهدف الثاني للتعليم المدرسي هو تعليم الطلاب ما يحتاجونه من مهارات ومعارف للتفاعل مع البيئة المحيطة بهم لإعدادهم للانخراط في معترك الحياة العملية، مثل الرياضيات والعلوم والمعارف العامة والمهارات اللازمة لاستخدام الأدوات والمخترعات المختلفة، على سبيل المثال كيفية استخدام الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة المنزلية والزراعية والأدوات الصناعية، وهكذا. كما سيتم تدريسهم الرياضة المفيدة مثل السباحة والرماية، وبعد سن البلوغ سيتم تدريبهم على المهارات العسكرية تحت إشراف الجيش.

3. تحضير الطلاب للمرحلة الجامعية
والهدف الثالث من التعليم المدرسي هو إعداد الطلاب لدخول الجامعة عن طريق تعليمهم العلوم الأساسية المطلوبة لهذه المرحلة - سواء أكانت ثقافية مثل الفقه، واللغة العربية وتفسير القرآن، أم علوما تجريبية - مثل الرياضيات والكيمياء وعلم الأحياء والفيزياء. والهدف من ذلك هو بناء الشخصيات البارزة والعلماء وعلماء الشريعة والخبراء في كل مجال من مجالات الحياة حتى تكون دولة الخلافة قوة رائدة ومؤثرة على مستوى العالم. ولتحقيق ذلك، سيتم استخدام طرق وأساليب التدريس التي تثير التفكير العميق وتلهم الطلاب. وسيتم تدريس العلوم التجريبية، على سبيل المثال بطريقة تبني المهارات التحليلية، وبحيث تطبق المواضيع في حل مشاكل الحياة الحقيقية وستجري دراستها للاستفادة منها بما يخدم مصالح الأمة وقضاياها الحيوية. وعلاوة على ذلك، سيتم استخدام التجارب والتقنيات الرقمية وأدوات التعلم الإلكتروني - والتي ربما ستشمل تطبيقات وأدوات محاكاة الواقع الافتراضي وغيرها الكثير - لمساعدة الطلاب على تصور وفهم المفاهيم العلمية التي يجري تدريسها بوضوح أكبر.

أيتها الأخوات، إن هذه الأهداف الثلاثة للتعليم المدرسي سيتم تحقيقها في كل مرحلة من مراحل التعليم المدرسي بحيث يجري التوسع في كل مرحلة بشكل أكبر من المستويات التي تحققت في المرحلة السابقة، وبحيث تُضمن استمرارية العملية التعليمية من المرحلة الأساسية وحتى المرحلة الثانوية. وسيكون هناك تتبع وثيق للأداء الأكاديمي لكل طالب في جميع مراحل التعليم الثلاث من خلال المدارس والذي سيتم تحت إشراف دائرة التعليم في دولة الخلافة لمراقبة نوعية التعليم ولضمان تحقيق هذه الأهداف.

وفي خلال الفصول الستة الأخيرة من المرحلة الدراسية الثالثة، وإلى جانب المواد الإسلامية والعلمية الأساسية، فإن الطلاب سيدرسون فروعاً اختيارية للتخصصات التي يخططون للالتحاق بها، فعلى سبيل المثال، في مرحلة التعليم العالي ستكون هناك فروع كفرع الثقافة الإسلامية والفرع العلمي والفرع الصناعي والفرع الزراعي والفرع التجاري والفرع المنزلي للإناث ويشمل موضوعات تتعلق برعاية البيت والأطفال.

إن هذا المنهاج التعليمي المتكامل والشامل، سيبني شخصيات إسلامية شاملة تتميز في فهم دينها وطبيعة هذا العالم، وكذلك سيزودهم بالأسس المطلوبة للالتحاق بالدراسات العليا.

أهداف ومؤسسات التعليم العالي:
وأخيراً أيتها الأخوات، عندما ننظر إلى رؤية دولة الخلافة للتعليم العالي، وأهدافه ومؤسساته، يمكننا أن نرى مرة أخرى العلاقة الوثيقة بين نظام التعليم في الدولة والوفاء باحتياجات المجتمع وكذلك الكيفية التي ستتمكن دولة الخلافة من خلالها من بناء الحضارة والأجيال الذهبية.
فعلى سبيل المثال، إن أحد الأهداف هو تعميق وتركيز الشخصية الإسلامية في طلاب التعليم العالي والارتقاء بهذه الشخصية لتصبح قائدة في حراسة القضايا المصيرية للأمة الإسلامية وخدمتها، مثل ضمان التطبيق الصحيح للإسلام، ومحاسبة القيادة، وحمل الدعوة، والتصدي للأخطار التي تهدد وحدة الأمة والدين ودولة الخلافة. وهذا يعني أن الثقافة الإسلامية ستدرس بشكل مستمر لطلبة التعليم العالي، بغض النظر عن التخصص الذي اختاروه. والنتيجة هي بناء طبقة أعلى تعليماً من أبناء هذه الأمة والذين سيكونون طلائع لنشر الإسلام وحمايته، بدلاً من أجيال تسعى فقط لتحقيق المزيد من تطلعاتهم التعليمية والاقتصادية الشخصية. وعلاوة على ذلك، فإن دولة الخلافة ستوفر الوسائل للطلاب لتمكينهم من التخصص في جميع مجالات الثقافة الإسلامية وستشجعهم على ذلك من أجل إنتاج العلماء والقادة والقضاة والفقهاء بحيث تزدهر الأمة في تطبيق الإسلام ونشره وحمايته.
ويهدف التعليم العالي أيضاً إلى بناء الطواقم القادرة على خدمة مصالح الأمة الحيوية مثل توفير نوعيات ممتازة وكميات كافية من الغذاء والمياه والمساكن والأمن والرعاية الصحية، وكذلك إعداد الطواقم اللازمة لرعاية شؤون الأمة من الأطباء والمهندسين والمعلمين والممرضين والمترجمين وغيرهم. وهذا يشمل إعداد طواقم الخبراء القادرة على تقديم الخطط الاستراتيجية والدراسات والاقتراحات وكذلك ابتكار الوسائل والأساليب المتطورة في الزراعة والصناعة والأمن لتمكين الدولة من تحقيق الاكتفاء الذاتي في إدارة شؤونها. وسيكون هناك أيضاً تنسيق وثيق بين معاهد التعليم العالي والدولة، مثل التنسيق الذي سيكون بين كليات الزراعة في الجامعات ودائرة الزراعة في دولة الخلافة، لضمان أن التعليم العالي يلبي احتياجات المجتمع، مثل تحسين ري الأراضي وتربية الماشية.

ولذلك فإن دولة الخلافة تعتبر أن الاستثمارات الضخمة في التخصصات الجامعية والبحث والتطوير جزء لا يتجزأ من حيوية وصحة الدولة، وستوفر العديد من المعاهد المهنية والصناعية والتقنية وكذلك الجامعات ومراكز الأبحاث في جميع أنحاء الولايات لتحقيق هذا الهدف. لذلك أيتها الأخوات، من خلال كل ذلك، ستشاهدن دولة الخلافة في المستقبل القريب إن شاء الله دولة رائدة في العالم في تطور أبحاث الخلايا الجذعية والعلاج الجيني والتكنولوجيا والاتصالات واستكشاف الفضاء؛ وستحقق تقدماً هائلاً في علاج السرطان وإنتاج الطاقة النظيفة وتقنيات الري وأساليب السيطرة على الفيضانات؛ وستقدم اكتشافات جديدة في الفيزياء الكمية والذكاء الاصطناعي والقضاء على الملاريا والأمراض المقاومة للمضادات الحيوية.

الخاتمة:
أيتها الأخوات العزيزات، إن هذا هو التصور عن العملية التعليمية في دولة الخلافة، وكما ترون فهو تصور ورؤية فريدة ومتفوقة ومنقطعة النظير. والواقع أن هذا النظام الإسلامي هو الذي أنجب القادة المتميزين أمثال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد؛ والفقهاء الاستثنائيين مثل الشافعي وابن تيمية ونفيسة بنت الحسن رضي الله عنهم؛ والعلماء البارزين مثل ابن سينا، والخوارزمي، ومريم الإسطرلابي - وستنجب هذه الأمة مرة أخرى، إن شاء الله، القادة المتميزين والمجتهدين والعلماء المبتكرين - ستبني الحضارة والأجيال الذهبية. وبالتالي فإن دولة الخلافة ستعود مرة أخرى إلى مكانتها التي تستحقها كمركز للتعليم على مستوى العالم - دولة ترسل إليها الدول الأخرى أبناءها ليتلقوا أفضل تعليم في الحياة نظراً لنظامها التعليمي النموذجي الذي سيكون فعلاً نموذجاً تحتذي به الدول والأمم الأخرى.

ونحن ندعوكن أخواتي حتى تصبحن جزءاً من هذه الدعوة العظيمة لإقامة هذه الدولة العظيمة، وليكون النصر الموعود على أيديكن، وإلى أن تكن جزءا من الثورة التاريخية الحقيقية لهذا العالم. يقول الله تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً﴾ [فاطر: 10]

د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 06:24 PM
مشاركة #48


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314





كلمات وتسجيلات المؤتمر النسائي العالمي " #الخلافة_والتعليم"
الكلمة الرابعة
- #إندونيسيا - بناء تعليم متميز على مستوى #العالم في ظل #دولة_الخلافة
(مترجمة)



=================


منذ ألف عام وجدت الجامعات المتميزة في جانديشابور، وبغداد، والكوفة، وأصفهان، وقرطبة، والإسكندرية، والقاهرة، ودمشق، وفي عدة مدن كبرى أخرى في شتى أنحاء #البلاد الإسلامية. وقد وجدت بعض مراكز التعليم العالي خارج #الدولة_الإسلامية خلال تلك الحقبة فقط في القسطنطينية، وكايفنغ في الصين، ونالاندا في الهند. وحتى في ذلك الوقت، كانت جامعة القسطنطينية تقلد الجامعات في بغداد وقرطبة. أما في أوروبا الغربية، فلم يكن هناك أي وجود للجامعات. وأقدم جامعة في إيطاليا هي جامعة بولونيا وقد تأسست عام 1088. أما جامعة باريس وجامعة أوكسفورد فقد تأسستا في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، وحتى القرن السادس عشر لم تكن تملك سوى المراجع التي تم الحصول عليها من العالم الإسلامي.
وقد ساهم التنوع الكبير في المواد الدراسية في مرحلة التعليم العالي في ظل دولة الخلافة في نهضة الحضارة الإسلامية وانتشارها. فقد سبق عباس بن فرناس الأخوين رايت بمئات السنين في إجراء التجارب الهندسية لصناعة الآلات الطائرة. فقد قفز في سنة 852 من مئذنة المسجد الكبير في قرطبة، وهو يرتدي عباءة مدعمة بإحكام بقوائم خشبية. وقد نجح ابن إسماعيل بن الرزاز الجزري، وقد كان عالماً ومهندساً، في تطوير أول إنسان آلي (روبوت) في العالم خلال القرن الثاني عشر، وقد عاش في بلاد ما بين النهرين، وعمل لمدة 25 عاماً في قصر السلطان ناصر الدين محمود. وبصرف النظر عن نجاحه في تطوير تقنية تصميم الإنسان الآلي، فقد قام أيضاً باختراع أدوات تبسط قيام الإنسان بالأعمال اليومية، من خلال تطوير آلات تعمل بشكل تلقائي وبتدخل بشري محدود جداً. وبالإضافة إلى هذا، فقد كان هناك العديد من الأبحاث والاختراعات في عهد دولة الخلافة والتي غيرت وجه العالم.
إلا أنه بسقوط دولة الخلافة، فقد تغيرت النظرة إلى التعليم في العالم اليوم. فقد تم استغلال التعليم بطريقة ليصبح الآن أداة استعمارية ووسيلة لتعزيز أهداف السياسة الخارجية الغربية وليس وسيلة لبناء عصر ذهبي وحضارة إنسانية مشرقة. وقد ساهمت الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي في ذلك.
وفيما يلي سنتعرض للمشاكل الحالية التي يواجهها التعليم العالي، وهيكلية التعليم العالي وكيف أن تمويله يعتبر أولوية في دولة الخلافة، وكيف ستقوم دولة الخلافة بتنظيم التعليم العالي عملياً من أجل تحقيق التطلعات التعليمية والعلمية للأمة، والكيفية التي سيجري بها إحياء وبناء جيل علمي عظيم ومبدع، وكيفية ضمان تحقيق التطوير وإجراء البحوث لرعاية وخدمة مصالح واحتياجات الأمة.

أ. مشاكل التعليم العالي
يجري اليوم استغلال التعليم العالي في البلاد الإسلامية وفقاً للخطط الغربية. فقد أصبح التعليم العالي في العالم الإسلامي بوابة ينفذ من خلالها الاستعمار الفكري ووسيلة لبسط الهيمنة والدعاية العلمانية. ولذلك فقد أصبح التعليم العالي أداة استعمارية لتعزيز أهداف السياسات الخارجية الغربية. وصار التعليم العالي في غياب دولة الخلافة لا يهدف أبداً لبناء الأجيال الذهبية والحضارة المشرقة. وأما الأنظمة في العالم الإسلامي فقد وُجدت لتساعد هذه البرامج الاستعمارية العلمانية.
ففي إندونيسيا، يُقال إنه في عام 2017، أن الحكومة ستوقف تراخيص إنشاء مؤسسات التعليم الجامعي العالي وستدفع باتجاه تنمية التعليم المهني العالي (المصدر: صحيفة كومباس الإندونيسية، 29 كانون الأول/ديسمبر 2016). فقد أصبحت الاعتبارات الرئيسية هي خدمة المصالح الصناعية وتقليد هيكلية التعليم العالي في الدول المتقدمة. وهذا دليل قوي على أن هيكلية التعليم العالي في إندونيسيا تقوم على النفعية، وهو تقليد للحضارة الغربية، ولا يتمتع بالرؤية الحقيقية لإعداد الكفاءات البشرية التي ستعمل على تطوير الدولة وقيادة الحضارة. فالتعليم العالي، بدلاً من أن يكون دائرة تعمل على إعداد الكفاءات البشرية القادرة على الوفاء باحتياجات الأمة وتحقيقها، وتنتج الاختراعات والإبداعات التي يمكن أن تستفيد الأمة منها على نطاق واسع - أصبح يُستغل لخدمة مصالح العالم الصناعي والأسواق العالمية. وهذا يدل على أن التعليم العالي النفعي قد صمم لينتج فقط عمالاً للدولة، بينما يجب أن يكون الهدف الحقيقي لهذا التعليم هو بناء أجيال ممتازة للمساهمة في بناء حضارة مشرقة وليس مجرد عمالة ماهرة.
وأما على صعيد تطوير البحث في مجال التعليم العالي، فتسيطر عليه الشركات الأجنبية. وهذا مذكور في الأنظمة المعمول بها في وزارة التربية والتعليم والثقافة رقم 92، سنة 2014 المتعلق بشروط للحصول على الأستاذية. فأحد هذه الشروط يلزم نشر الأبحاث في المجلات الدولية المشهورة التي تفهرس من قبل "شبكة العلوم"، أو "سكوبوس"، أو "أكاديمية مايكروسوفت للبحوث"، أو مؤشرات البحث الأخرى وفقاً للمديرية العامة للتعليم العالي. وقد أصبح العلم الرأسمالي قوة تجارية عالمية تسيطر على القوى الأكاديمية العاملة في إندونيسيا، وبطبيعة الحال، يفترض أن تساعد المصالح والمشاريع العلمية أهل إندونيسيا على تحسين واقع حياتهم وليس مجرد نشر الأبحاث في مجلات النخبة المرموقة. وفي الوقت نفسه، فإن غالبية الوسط الأكاديمي ليس قادراً على الوصول إلى تلك المجلات نظراً لصعوبة النشر فيها، وبسبب اللغة، وبسبب أنها تركز على تفاصل دقيقة أو تركز على النظريات المجردة بشكل كبير. والمنطق الذي تتعامل به الرأسمالية أمر لا مفر منه في هذه الحالة، خصوصاً عندما يتم النظر إليها من منظور حقوق التأليف والنشر التي تتطلب من المؤلف أن يقوم بنقل حقه في المادة المنشورة إلى الناشر. ويعد هذا ظلماً، فأي حقوق يملكها المؤلف عندما لا ينشر مقاله إلا إذا وَقَّع على اتفاقية نقل الحقوق! [تيرتا، 2016]
ويخطط وزير تقنيات البحث والتعليم العالي محمد ناصر في أوائل 2017 لاقتراح لاستقطاب العلماء المشهورين الأجانب إلى إندونيسيا. وسيأتون من الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا وبريطانيا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية. بل إن هناك حديث يدور حول استقطاب رؤساء الجامعات من الخارج. والسياسة التي تم انتهاجها من المرجح أن تسارع في تحقيق أهداف دفع التعليم العالي في إندونيسيا للدخول في فئة "طراز الجامعة العالمي" من خلال زيادة برامج الدكتوراه والنشر والبحوث والشراكة الدولية مع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي. ويجب أن نعترف بصراحة أن هذه السياسة تعتبر دليلاً يكشف عن ضعف إندونيسيا أمام المؤسسات التعليمية في الدول الأخرى. ومن ناحية أخرى، تؤكد هذه السياسة على الهيمنة ومحاولة الاستقطاب العالمية التي تمارسها الدول العلمانية الرأسمالية الغربية على التعليم العالي في العالم الإسلامي [أنديرا، 2016].
والتوجه نحو "طراز الجامعة العالمي" بالتأكيد لم يأت من تلقاء نفسه. فقد بدأت منظمة اليونيسكو بالترويج له لأول مرة من خلال الإعلان العالمي بشأن التعليم العالي للقرن 21: رؤية وبرنامج عمل في باريس في عام 1998. وقد استندوا في حجتهم على الحاجة الملحة لصنع أدوار للتعليم العالي في إعداد القدرة التنافسية للدول لدخول عصر العولمة. وقد صادقت عليها المديرية العامة للتعليم العالي في إندونيسيا تحت مسمى استراتيجية التعليم العالي طويلة المدى. وقد قال الدكتور نيكماه (باحث في جامعة إيرلاغا)، إن أحد مؤشرات "طراز الجامعة العالمي" هو برنامج لمجموعة من المواد يجري تدريسها باللغة الإنجليزية. وتعتبر معايير الدراسة باللغة الإنجليزية شرطاً إلزامياً وذلك بذريعة كون الهدف هو العالمية. لذلك، فكل تخصص دراسي يحتوي على برنامج دراسي باللغة الإنجليزية. ويبدو أنه العامل الحاسم في تطوير التعليم العالي. وضمن "طراز الجامعة العالمي"، يجب على المؤسسة المعنية توفير المرافق المناسبة للطلاب الأجانب، بينما بحسب الدكتور نيكماه، فإن المرافق الموجودة ليست مناسبة حتى بالنسبة للطلاب المحليين. ويتم دفع المحاضرين للحصول على مستوى دراسي أعلى، والأساتذة المشاركين يدفعون للحصول على الأستاذية الكاملة، وفي الوقت نفسه يفرض العالم الرأسمالي الغربي معايير الإدارة المتعلقة بالعمل الأكاديمي. وبالتالي، فإن هذا يؤدي إلى إهدار الوقت والجهد من خلال السعي فقط للحصول على الترقية في الرتب والمناصب. وبالإضافة لذلك، فإن هناك الآن تغييراً في التركيز في جامعة "تراي دارما" نحو مزيد من التركيز على الابتكارات والبحوث، بدلاً من التوجه نحو خدمة مصالح الشعب. وفي الوقت نفسه، لا يتم دعم البحوث الأساسية وتمويلها بشكل كاف بالمقارنة مع البحوث التي تصب في اتجاه حقوق الملكية الفكرية.
وهناك قضية أخرى متعلقة بالتعليم العالي في العالم الإسلامي وهي ضعف التمويل والتنظيم من خزينة الدولة، ويتجلى ذلك في انخفاض الفرص المتاحة لمزيد التخصص في الدراسة والبحث. والنتيجة هي هجرة العقول من بلادنا بشكل كبير، بحيث إن الدول الغربية تستفيد من العقول الفذة والمهارات لأبناء هذه الأمة بدلاً من العالم الإسلامي. والإنفاق الضعيف من أموال خزينة الدولة يؤثر سلباً فيجعل تكلفة التعليم العالي مرتفعة. فعلى سبيل المثال، تبلغ الرسوم الدراسية لدراسة الطب في إحدى الجامعات الرائدة في إندونيسيا 100 مليون روبية لكل فصل دراسي.
وهجرة الأدمغة أو هجرة الطاقات البشرية هو رحيل الخبراء والعلماء والمثقفين لدول أخرى والتي هي عادة أكثر تطوراً من بلدهم الأصلي. ويرجع ذلك إلى عدم وجود الفرص للقيام بالأعمال الإبداعية، وهو ما دفعهم للانتقال إلى الدول التي منحتهم المزيد من الفرص لتطوير أنفسهم ومعارفهم. فقد ذكر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (أميش الهمامي، 2007) إنه من الأسهل البحث عن الأخصائيين الطبيين من أصول إثيوبية في الولايات المتحدة بالمقارنة مع البحث عنهم في إثيوبيا نفسها.
وعادة ما تتميز ظاهرة هجرة العقول بهجرة الشباب، الذين يحملون إمكانيات كبيرة وقدرات أعلى من المتوسط، من بلدانهم. وبعضهم أكاديميون ومهندسون وأطباء وخبراء في مجال كمبيوتر وخبراء في مجال تقنية المعلومات والفضاء وعلم الفلك وخبراء في مجالات أخرى. وهم يقومون بإجراء عدد من الأبحاث تمولها دول أجنبية، ونتيجة ذلك أن الاختراع ونتائجه تسجل كبراءة اختراع في الخارج. والنتيجة لذلك هي أن تقوم إندونيسيا بدفع الأموال لدول أجنبية مقابل استخدام اختراعات قام بها أبناؤها. وتبلغ ميزانية الأبحاث في إندونيسيا نحو 1.73 تريليون روبية Okezone.com))، وحتى مع ذلك، فإن نمط الأبحاث يتداخل مع المواضيع الدراسية. فلا يوجد اتجاه واضح أو تخطيط من الدولة، وتركيزها ينصب فقط على نشر الأبحاث في المجلات الدولية. وعلى الرغم من عدم وجود بيانات إحصائية دقيقة، فإن التقديرات تشير إلى أن نسبة هجرة الأدمغة من إندونيسيا تبلغ 5٪. وهذا يُعد رقماً كبيراً بالنظر إلى انهيار الموارد البشرية في إندونيسيا بسبب ضعف الميزانية التي تخصصها الدولة للتعليم. ومشكلة أخرى تتسبب بها ظاهرة هجرة العقول هي افتتان هؤلاء المثقفين بالحضارة الغربية العلمانية الرأسمالية، وبعد ذلك يعودون إلى العالم الإسلامي ليصبحوا سفراء لهذه الثقافة الغربية في بلادهم، وذلك بسبب المكانة والمناصب العالية التي يتقلدونها نتيجة لمؤهلاتهم. ولذلك، فإن التعليم العالي في العالم الإسلامي اليوم لا يؤدي إلى تقدم واستفادة البلاد الإسلامية لأنه لا يجري تنظيمه أو تمويله لحل القضايا الحيوية ومصالح واحتياجات البلاد الإسلامية وشعوبها. ولا تُدرس التخصصات بطريقة تهدف إلى المساعدة في تحقيق القضايا الحيوية ومصالح واحتياجات بلادنا وشعوبها والتطوير الحقيقي للمنطقة، ولكنها دراسة فردية بعيدة كل البعد عن تحقيق هذه الأهداف.
ولكن على الخلاف من ذلك، فإن الأولوية في دولة الخلافة ستكون لتنظيم وتمويل التعليم العالي. ولذلك فإن الخلافة ستبني التعليم العالي عملياً من أجل تحقيق تطلعات الأمة العلمية والتعليمية، وستحيي جيلاً فذاً رائداً في العلم والإبداع. وستضمن أيضاً وجود التنمية والبحوث الحقيقية في بلاد المسلمين، وسترعى بكل الطاقات القضايا الحيوية والمصالح واحتياجات الأمة وخدمتها من خلال تمكينها فكرياً. ويمكن الاطلاع على هيكلية التعليم العالي في دولة الخلافة وأهدافه وأنواعه ومؤسساته في كتاب حزب التحرير: "أسس التعليم المنهجي في دولة الخلافة".

ب. هيكلية التعليم العالي في دولة الخلافة
هناك ثلاثة أهداف للتعليم العالي في دولة الخلافة: (1) تركيز وتعميق الشخصية الإسلامية في طلاب التعليم العالي، وإيجاد العلماء المسلمين المتخصصين في جميع فروع الثقافة الإسلامية؛ (2) إيجاد الطواقم القادرة على خدمة مصالح الأمة الحيوية والطواقم القادرة على وضع الخطط قريبة المدى وبعيدة المدى (الاستراتيجية)؛ (3) إعداد الطواقم اللازمة لرعاية شؤون الأمة من أطباء ومعلمين وممرضين ومهندسين وغيرهم.
وللتعليم العالي في دولة الخلافة نوعان رئيسيان:
أولاً - تعليم التلقي (حيث يزيد فيه التلقي على البحث): وهو التعليم المنظم من خلال مناهج ومحاضرات وجداول دراسية، في جامعات وكليات تقوم بذلك. ويحصل فيه الطالب على شهادة "الإجازة الأولى" سواء أكان تعليمه تقنياً أم وظيفياً؛ أو يحصل على "الإجازة الثانية"، والمسماة اليوم "الليسانس" أو "البكالوريوس" في موضوع معين من إحدى الكليات الجامعية.
ثانياً - التعليم البحثي: وهو التعليم الذي يلي تعليم التلقي، ويزيد فيه البحث على التلقي. وفيه يتعلم الطالب الإبداع في البحث العلمي، ويتخصص في فرع معين من فروع الثقافة أو العلوم، فيقوم فيه بالأبحاث الدقيقة والمتخصصة بحيث يصل إلى فكرة جديدة أو اختراع جديد غير مسبوقين. ويفضي هذا النوع من التعليم إلى حصول الطالب على شهادة "الإجازة العالمية الأولى"، أو ما يسمى شهادة "الماجستير" ثم يفضي بعد ذلك إلى شهادة "الإجازة العالمية الثانية"، في مبحث من مباحث الثقافة أو العلوم، أو ما يعرف الآن بشهادة "الدكتوراه".

مؤسسات التعليم العالي

لتحقيق أهداف التعليم تقوم دولة الخلافة بإنشاء مؤسسات تتولى تحقيق هذه الأهداف. وهذه المؤسسات هي:
المعاهد التقنية.
المعاهد الوظيفية.
الجامعات.
مراكز البحث والتطوير.
المعاهد العسكرية.

1. المعاهد التقنية
إن مهمة هذه المعاهد إعداد طواقم فنية متخصصة بالتقنيات الحديثة، كتصليح الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة الاتصالات والكمبيوتر وغيرها من المهن التي يحتاج تعلمها إلى معارف وعلوم أكثر عمقاً من متطلبات الحرف البسيطة. ومن هذه المعاهد معاهد الزراعة والتي تتبع دائرة الزراعة بالتنسيق مع دائرة التعليم في الدولة. وتخصص للأمور الزراعية التي لا تحتاج إلى دراسة جامعية وتقوم هذه المعاهد بإعداد الطواقم المؤهلة للعمل في الزراعة عملياً، مثل فنون الري وتنظيم زراعة الحبوب والأشجار، ثم رعايتها بالتسميد والتقليم والتطعيم وغيره، ومثل تربية الحيوانات كالماشية والطيور، ومثل تصنيع المنتجات النباتية والحيوانية، وهكذا.

2. المعاهد الوظيفية
ومهمة هذه المعاهد إعداد الطواقم المؤهلة للقيام ببعض الوظائف التي يحتاج العمل فيها إلى التحاق الطالب بالجامعة. ويشترط فيمن يدخل هذه المعاهد أن يكون قد اجتاز، على الأقل، الامتحان العام للمراحل الدراسية.
ومن هذه المعاهد، معاهد إعداد الممرضين والمهن الطبية المساعدة مثل فنيي الأشعة وفنيي المختبرات وفنيي الأسنان. ومنها معاهد المهن المالية والإدارية البسيطة، والتي تلزم لإدارة الشركات الصغيرة وتولي الأعمال المحاسبية الخاصة بها، ولا يلزم دراستها الالتحاق بالجامعة، مثل مسك الدفاتر، والصناديق المالية، وحسابات الزكاة.
ومن هذه المعاهد، معاهد إعداد المعلمين المؤهلين للعمل في المراحل الدراسية المختلفة، والتي تقوم أيضاً بإعداد الدورات الخاصة للذين يرغبون في العمل في مجال التدريس من خريجي الجامعات.
وتنتشر المعاهد في الولايات وتتنوع حسب حاجات الولايات. فالولايات البحرية مثلاً، تضم معاهد للحرف البحرية، كصيد الأسماك وإصلاح السفن وإدارة الموانئ، بينما تضم الولايات التي تشتهر بالزراعة معاهد زراعية، وهكذا.

2. #الجامعات
يحق للطالب الذي اجتاز "الامتحان العام للمراحل الدراسية" أن يتقدم بطلب للالتحاق بجامعات الدولة. وتستقبل الجامعات الطلبة الناجحين مرتين في السنة. ويعتمد القبول في تخصص معين على الأمور التالية:
المعدل العام لعلامات الطالب في "الامتحان العام للمراحل الدراسية".
نوعية الفرع الذي تخصص فيه الطالب في المرحلة المدرسية الثالثة، ثقافياً كان أم علمياً أم تجارياً.
علامات الطالب في مواد معينة في #الامتحان العام تتعلق بالفرع الذي ينوي التخصص فيه. فطالب كلية الفقه والعلوم الشرعية، مثلاً، يجب أن يكون حاصلاً على علامات عالية في مواد الثقافة الإسلامية ومواد اللغة العربية؛ والطالب الذي ينوي دراسة الهندسة يجب أن يكون متفوقاً في مباحث #الرياضيات والفيزياء، وطالب العلوم الطبية يجب أن يكون متفوقاً في مباحث علوم #الكيمياء، وهكذا. ويحدد أهل الخبرة المواد المتعلقة بكل تخصص من تخصصات الجامعة، ومعدل العلامة في كل منها.

وتضم الجامعة عدة كليات، مثل:
- كلية الثقافة الإسلامية وعلومها: كالتفسير والفقه والاجتهاد والقضاء والعلوم الشرعية.
- كلية #اللغة_العربية وعلومها.
- كلية العلوم الهندسية: كالهندسة المدنية، والميكانيكية، والكهربائية، والإلكترونية، وهندسة الاتصالات، وهندسة الطيران، وهندسة الكمبيوتر وغيرها.
- كلية علوم #الكمبيوتر: كالبرمجة ونظم المعلومات وهندسة البرمجيات.
- كلية #العلوم: الرياضيات والكيمياء والفيزياء والكمبيوتر والفلك والجغرافيا والجيولوجيا، وغيرها.
- #كلية العلوم الطبية: كالطب والتمريض والتحاليل الطبية وطب #الأسنان والصيدلة.
- #كلية_العلوم الزراعية: كالعلوم الزراعية النباتية، والعلوم الحيوانية، وتربية المواشي والدواجن، وحفظ الأغذية، والأمراض الزراعية والحيوانية.
- كلية العلوم المالية والإدارية: كالمحاسبة، وعلوم الاقتصاد، والتجارة.
وقد تستحدث كليات أخرى أو تدمج حسب الحاجة.

4. مراكز الدراسات والبحوث
إن مهمة هذه المراكز هي عمل الأبحاث المتخصصة والدقيقة في مختلف المجالات الثقافية والعلمية. ففي المجالات الثقافية، تسهم في الوصول إلى أفكار عميقة سواء في وضع الخطط بعيدة المدى (الاستراتيجيات) والأساليب في حمل الدعوة، عن طريق السفارات والمفاوضات، أم في الفقه والاجتهاد وعلوم اللغة وغيرها. وفي المجالات العلمية، تعمل على اختراع وسائل وأساليب جديدة في المجالات التطبيقية، كالصناعات وعلوم الذرة والفضاء، وغيرها ما يتطلب عمقاً وتخصصاً في البحث.
ومن هذه المراكز ما هو تابع للجامعات، ومنها ما هو مستقل يتبع إدارة التعليم مباشرة. ويعمل في هذه المراكز العلماء وأساتذة الجامعات وبعض الطلبة المتميزين الذين يظهرون أثناء دراستهم الجامعية قدرة على البحث والاختراع والتطوير.

5. مراكز ومعاهد الأبحاث العسكرية
ومهمتها إعداد القادة العسكريين، وتطوير وسائل وأساليب عسكرية لتحقيق إرهاب أعداء الله وأعداء المسلمين. وتتبع هذه المعاهد والمراكز أمير الجهاد.

فمن خلال ذلك، أيتها الأخوات، فإن دولة الخلافة ستقوم، إن شاء الله، ببناء نظام تعليمي عالمي من الطراز الأول، وستقوم بإحياء العصر الذهبي الذي يمتاز بالعلم والإبداع، وكذلك ستصنع إنجازات ضخمة في مجالات التطوير والأبحاث. ولذلك، فقد آن الأوان لوضع حد لتدخل الحضارات الغربية في شؤون التعليم العالي في بلاد المسلمين. وقد آن الأوان لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة حتى نجعل العالم مكاناً أفضل. وهي الدولة الوحيدة التي ستجعل العلم والمعرفة تخدمان الأهداف الحقيقية لخدمة البشرية، مثل المطر الذي تستفيد منه الأرض وكل ما ينبت فيها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضاً، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً، وَلاَ تُنْبِتُ كَلأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْساً، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ» [أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه]

نداء سعادة
عضو مجلس القيادة المركزية لنساء حزب التحرير في إندونيسيا

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 06:33 PM
مشاركة #49


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



كلمات وتسجيلات المؤتمر النسائي العالمي " #الخلافة_والتعليم"
الكلمة الخامسة- #تركيا - أهمية تعليم #الفتيات و #النساء في ظل #الحكم_الإسلامي (مترجم)


===================


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
تتهم #وسائل_الإعلام #العلمانية والسياسيون #العلمانيون و #المنظمات والحركات النسائية العلمانية الإسلام بأنه يبغض النساء، ويزعمون بأن أحكام #الشريعة الإسلامية تحرم النساء والفتيات وتمنعهن من الحصول على التعليم الجيد. وهذه الأحكام، كما يدَّعون، قد فُسّرت بطريقة "تصب في صالح الرجال" من خلال "عقليات وأنظمة ذكورية" ادعت أنها أحكام إسلامية. وبشكل خاص، فإن الأكاديميات المسلمات اللواتي يدعمن الحركات النسائية يطالبن بتفسير جديد للإسلام "من خلال عيون النساء". وقد وجد الغرب فيهن ضالته كأداة فعالة في قلب وتشويه الأسباب الحقيقية لاضطهاد النساء المسلمات. وكذلك، زواج الفتيات قبل سن 18 سنة؛ واختيار تعليم البنين على البنات؛ وأحكام اللباس الإسلامي والأحكام الخاصة بالنظام الاجتماعي؛ فضلًا عن الوحشية التي تمارسها جماعة بوكو حرام في نيجيريا، والإجراءات التي اتخذتها حركة طالبان والحركات الإسلامية الأخرى في أفغانستان وباكستان مثل إطلاق النار على الفتاة المراهقة ملالا يوسفزاي في عام 2012، فتعتبر هذه المواضيع المواد المفضلة في وسائل الإعلام العلماني وعند السياسيين والحركات النسائية في فرض التصور بأن الإسلام هو التهديد والعقبة الرئيسية أمام تعليم المرأة وتقدمها.
ومع ذلك، فإن الإسلام لا يمنع الفتيات والنساء المسلمات من الحصول على حقهن في التعليم بصورة كريمة ومن لعب دور فعّال في المجتمع! بل على العكس من ذلك؛ إنها القوى الكافرة الاستعمارية التي تبذل جهودها لحماية عقائدها وثقافاتها والقضاء على ثقافة الإسلام، وتحافظ بكل ما أوتيت من قوة على وجودها في بلادنا، وهي القوى التي أوجدت الظروف والأجواء التي تصنع العقبات الصعبة أمام تعليم النساء المسلمات وحياتهن بشكل عام في جميع أنحاء العالم. إن حروبهم الاستعمارية واحتلالهم لبلاد المسلمين ليس كافيًا لتحقيق هذا الهدف؛ وبالتالي فإن هذه القوى تسعى أيضًا لتدمير وإضعاف وشيطنة الثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي. وهم يقومون بذلك من خلال الحكام العملاء وأنظمة الكفر التي أوجدوها في بلادنا والتي تروج لنمط الحياة والثقافة الغربية العلمانية الاستعمارية الفاسدة، والتي أدت إلى الحط من قيمة المرأة وبالتالي إلى وصول حجم الهجمات والاعتداءات الجنسية إلى مستويات وبائية وذلك في الشوارع والمدارس وأماكن العمل في جميع بلاد المسلمين وهو أيضًا ما يعيق التحاق الفتيات بالمدارس والمعاهد التعليمية الأخرى. وقد طبقوا الاقتصاد الرأسمالي الفاسد في بلادنا الذي أدى إلى الفقر الشامل، وغلاء التعليم واستغلاله تجاريًا، وانتشار الرشوة. إن هذا هو السبب في اضطرار الأسر إلى اختيار من يتعلم من أبنائها، فالأسرة تفضل تعليم الذكر كونه سيكون المعيل الرئيسي لها في المستقبل. ويرجع السبب أيضًا إلى الحكومات الأنانية التي لا تستثمر في بناء عدد كاف من المدارس التي تقدم تعليمًا جيدًا مما يدفع الأطفال إلى السفر لمسافات بعيدة للحصول عليه وهو الأمر الذي يمنع أيضًا بعض الآباء من إرسال بناتهم للتّعلم بسبب خوفهم على سلامتهن. وعلاوة على ذلك، وبسبب الأخطار الناجمة عن الثقافة العلمانية التي تدعو إلى التعليم المختلط، فإن العائلات لا ترسل بناتهم إلى المدارس.
وهذه الحكومات الغربية، والتي تهدف إلى حماية ثقافاتها، فإنها تقوم أيضًا بتمويل المؤسسات التعليمية، وبناء المدارس، وتقدم منحًا دراسية للطلاب الموهوبين والفقراء، وتدعم تنمية المدارس الحكومية في بلادنا من خلال منظمات غير حكومية مثل الوكالة الأمريكية للتنمية واليونيسيف واليونسكو وغيرها من المؤسسات. ووفقًا لهذه المؤسسات، فإن المفاهيم الغربية مثل "المساواة بين الجنسين، وتمكين النساء والفتيات، وحقوق الإنسان والحريات" هي "بالغة الأهمية لبناء مجتمعات ديمقراطية مستقرة" على النحو الذي حدده قانونها الأساسي. ومن خلال هذه البرامج المختلفة، يدَّعون، بكل خداع وتضليل، أنهم يريدون تحسين تعليم الفتيات والنساء المسلمات. غير أنه من الواضح أن الغرض الحقيقي لهذا التمويل والدعم ليس كما يدَّعون؛ وإنما هو من أجل تحويل نسائنا وبناتنا إلى شخصيات علمانية ليبرالية تتبنى أنماط الحياة والقيم الغربية كالمساواة بين الجنسين كطريقة للحصول على حياة متحضرة ومتقدمة ومزدهرة؛ وفي الوقت نفسه يحتقرن شخصياتهن وواجباتهن الإسلامية.
أخواتي العزيزات؛
في الواقع، عندما أوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أول مرة، قام بإخبار زوجته خديجة رضي الله عنها، فأعلنت إسلامها على الفور. وعندما أمر الإسلام بطلب العلم، لم يفرق في ذلك بين الرجال والنساء ولم يعتبرهن كائنًا ثانويًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» [رواه ابن ماجه].
وعلاوة على ذلك، فقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء على حد سواء في المساجد وغيرها من الأماكن، حتى إنه قد حدد يومًا واحدًا في الأسبوع لتعليم النساء في مسجد المدينة المنورة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَتِ النِّسَاءُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ «فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ» [رواه البخاري]
وتسمية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها "بفقيهة الأمة" هو أكبر مثال يدل على أهمية تعليم المرأة في الإسلام. فقد كانت عالمة فقيهة ينشد رأيها الجميع حتى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وذلك بسبب حفظها للحديث وقدرتها على الفقه وغيرها من الأمور. وقد روت 2200 حديث، وبالتالي تعتبر من أكثر الذين رووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي هريرة وابن عمر وأنس بن مالك رضي الله عنهم. وقد قال الصحابي والفقيه الإسلامي الكبير أبو موسى الأشعري رضي الله: "ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا". وعلاوة على ذلك، فإن عائشة رضي الله عنه كانت على دراية أيضًا في الطب والشعر والتاريخ العربي وغيرها من مجالات العلوم. فقد قال عنها عروة بن الزبير رضي الله عنه: "ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام، والعلم، والشعر، والطب من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها".
وقد كانت كل زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وبناته وعدد كبير من الصحابيات من ذوات الشخصيات الموثوقة وكن على قدر كبير من العلم في العلم الشرعي والأدب والطب وغيرها، وقد علَّمْن هذه العلوم لكل النساء والفتيات اللواتي سعين إليه، وقد كان هذا كله بتشجيع من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي على سبيل المثال طلب من الشفاء بنت عبد الله تعليم زوجاته وغيرهن من النساء الكتابة والمعارف الطبية. وقد تولت الصحابيات الجليلات في عهد عمر بن الخطاب القضاء والحسبة. وعلاوة على ذلك، فقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهتم بتعليم بناته بالجنة: «مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ الْبَنَاتِ بِشَىْءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ» [رواه مسلم]
أخواتي العزيزات؛
إن الحكام في دولة الخلافة، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد اعتبروا أن توفير القدرة للأمة على اكتساب المعرفة إحدى المسؤوليات التي وضعها الإسلام في أعناقهم. ولا يوجد أيّ دليل على أنه قد تمت معاملة النساء "كأفراد من الدرجة الثانية"، أو أنه قد جرى حرمانهن من حقهن في التعليم، أو أنه قد تم استغلالهن أو امتهانهن لتقديم خدمات للمجتمع. إلا أن هناك آلاف الأدلة التي تثبت العكس! فتطبيق الأحكام الإسلامية قد شجع وفتح الطرق لاكتساب المعرفة وتنمية المهارات المختلفة، وقد ساهمت النساء في تحقيق هذا الهدف. فقد كان للنساء دور كبير في دفع عجلة العلم، وإنشاء المؤسسات التعليمية والدينية، مثل المساجد والمدارس والجامعات. فمسجد وجامعة القرويين، التي أسستها فاطمة بنت محمد الفهري في عام 859م، تعتبر مثالًا رائعًا على ذلك، وقد كانت أول مؤسسة "تمنح درجة علمية" في العالم. كما أن الدولة قد شجعت على إنشاء المدارس الإسلامية الخاصة بالفتيات فقط، وقد مولت النساء عددًا كبيرًا منها. وقد كان نصف الرعاة والمتبرعين لهذه المؤسسات أيضًا من النساء. ولم يبلغ عدد المحاضرات في هذه المؤسسات عدد المحاضرات في الجامعات الغربية اليوم. وبالإضافة إلى ذلك، فقد سافرت النساء بشكل مكثف إلى أطراف العالم الإسلامي من أجل التعلم والتعليم، فلم تكن هناك أية حدود تعرقل مسعاهنّ هذا، ولم تكن هناك أيضًا أية ظروف تهدد سلامتهن أو كرامتهن.
وقد لعبت المرأة دورًا أساسيًا في تطوير أساليب دراسة الحديث والفقه والحفاظ عليها؛ وكن يمنحن الإجازات؛ وكن يتمتعن بنفس قوة الرجال في الاجتهاد؛ وعلاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن هناك مدارس خاصة بالنساء والفتيات فقط؛ فقد درّسن العلم الشرعي حتى للرجال في المساجد الكبيرة والجامعات وغيرها من الأماكن. فأم الدرداء الصغرى الدمشقية، عالمة وفقيهة، كانت تُدَرّس الفقه والحديث في قسم الرجال في الجوامع الكبيرة في القدس والشام، وقد كان الخليفة عبد الملك بن مروان أحد طلابها. وكانت عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، وهي فقيهة وعالمة، إحدى معلمات الإمام مالك. وابنة الحسن رضي الله عنه، نفيسة بنت الحسن، كانت إحدى معلمات الإمام الشافعي. وقد أشاد ابن حجر وابن تيمية بمن علموهما من النساء لعلمهن وذكائهن وصبرهن وسلوكهن الفاضل ونزاهتهن وتقواهن. وقد تلقى عالم الحديث المشهور ابن حجر العسقلاني إجازته من خلال أخذ العلم من 53 معلمة، وأما الصحاوي فقد تلقى إجازته من خلال أخذ العلم من 68 معلمة. وكانت فاطمة بنت محمد السمرقندي مجتهدة؛ حتى إنها كانت تقدم المشورة لزوجها المجتهد المشهور في مسائل الاجتهاد والقضاء. فقد كانت تتمتع النساء العالمات بتأثير كبير في المجتمع، ولم يكن ذلك استثناء، بل كان ذلك هو الوضع الطبيعي. وقد كن يقمن بذلك بالتأكيد وبشكل طبيعي مع الالتزام بكل أحكام النظام الاجتماعي في الإسلام؛ وهذا يعني، الفصل بين الجنسين، والالتزام بالزي الاسلامي، وفي واقع يلتزم فيه الرجال والنساء بدقة بكل أحكام النظام الاجتماعي في الإسلام.
ولم تبرع النساء فقط في العلوم الإسلامية، ولكن أيضًا في الخط، والأدب، وغيرها من المجالات العلمية مثل الرياضيات وعلم الفلك، والهندسة، وبالتالي شاركن في بناء الثقافة والحضارة الإسلامية التي حسدتهم عليها الأمم الأخرى. وخلال القرن العاشر على سبيل المثال، كانت لبانة من قرطبة عالمة رياضيات، وشاعرة ومترجمة، ومديرة أكبر مكتبة في العالم في ذلك الوقت، والمساعدة الخاصة للخليفة الأموي الحكم الثاني. وأيضًا في القرن العاشر، طورت امرأة ميزات متطورة معقدة جديدة للجهاز الفلكي الاسطرلاب، وعلى أثر ذلك دخلت التاريخ باسم مريم الاسطرلابي. وبفضل مساهمتها في الاسطرلاب كانت موظفة عند حاكم حلب سيف الدولة الحمداني. ونحن نعلم أيضًا عن الجرّاحات في الأناضول وقيامهنّ بالعمليات الجراحية في القرن الـ 15 من خلال الجراح التركي شرف الدّين صابونجی أوغلي. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تم إصدار أجمل نسخ القرآن الكريم من قبل الماهرات في فنون الخط من الأندلس إلى سوريا ومن العراق إلى الهند. وخلال فترة واحدة، في شرق قرطبة وحدها، كان هناك 170 خطاطة كن قد كتبن القرآن بالخط الكوفي.
وعلى الرغم من التراجع الفكري بشكل متزايد وانتشار الاضطرابات السياسية خلال السنوات الـ 100-150 الأخيرة لدولة الخلافة، إلا أن الخلفاء قد واصلوا القيام باستثمارات ووضع اللوائح لتنظيم التعليم وأولوا تعليم البنات أهمية خاصة. وبشكل خاص، فإن جهود الخليفة محمود الثاني والخليفة عبد الحميد الأول تستحق الإعجاب بخصوص هذه المسألة. وقد أقر الخليفة محمود الثاني التعليم المنظم والإلزامي لكل من الفتيان والفتيات في عام 1830. وقد كانت آخر جهود الدولة العثمانية بخصوص التعليم هي مدرسة القابلات في عام 1842، وقد أسست بعد ذلك "إيناس روشتياس" (التعليم الثانوي للفتيات)، و"مدارس ساناي" (المدارس المهنية للفتيات) وكذلك المؤسسات التعليمية التي تخرج المعلمات لهذه المدارس. وقد كانت تقوم الدولة أيضًا بتوظيف الخريجين من هذه الدراسات في مختلف المجالات فتساعد الناس بما يتناسب مع مهاراتهم، بما في ذلك العمل كمترجمين في مختلف اللغات الأجنبية. وتظهر السجلات أيضًا أن النساء كن يتلقين المنح أثناء تعليمهن. كما أن المدارس كانت تضم غير المسلمات بين طلابها. وقد كان أول فوج تخرج من مدرسة القابلات وحدها يضم 10 مسلمات و26 امرأة غير مسلمة.
ولذلك فمن الواضح أن المرأة تحت الحكم الإسلامي قد تولت أدوارًا مهمة في نهضة المجتمع وقد حظيت بأعلى تقدير واحترام. فالنظام الإسلامي يعتبر طلب العلم مثل العبادة؛ وبالتالي فإنه قد كان قادرًا على تشجيع النساء على المساهمة الحيوية الفعالة في المعرفة والعلوم.
ولكن في الغرب، هناك ظاهرة تسمى "تأثير ماتيلدا"، وهي تصف ظاهرة الإهمال المتكرر بشكل كبير لمساهمة المرأة العالمة في البحوث، والتقدير المتكرر لعمل زملائها من الرجال. وعلاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن العديد من النساء قد منحن جائزة نوبل، إلا أنهن قد نلنها بسبب زملائهن من الرجال أو أزواجهن. ولذلك، فإن هؤلاء النساء اللواتي تعرضن للتهميش بسبب "كراهية النساء"؛ وقد تعرضن لحصار "هيمنة الرجال"، هن في الحقيقة النساء اللواتي يعشن في مجتمعات محرومة من الإسلام! وعبارة "لأنها امرأة!" قد وجدت واستعلمت في الفكر غير الإسلامي الرأسمالي العلماني نفسه وهذه العبارة تتعلق به فقط.
غير أن المرأة المسلمة عبر التاريخ الإسلامي الطويل لم يجر وصفها بمثل هذه العبارة أو هذا الشعار. وقد حققن النجاح كعالمات وسيدات أعمال، وفي الوقت نفسه قمن بواجباتهن الإسلامية كزوجات وأمهات. وقد تمتعت تلك النساء المسلمات بالحياة الإسلامية إلى أقصى حد، وتمكنّ من إدارة شؤون أسرهن، وربين أطفالهن، وفزن بالمنح الدراسية، وساهمن في اكتشاف العلوم، وشاركن في شؤون المجتمع، ودافعن عن العدل من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحاسبن الحكام. وقد لاحظ المفكر الهندي، محمد الندوي أكرم، الذي جمع السير الذاتية لأكثر من 8000 امرأة من رواة الحديث، ما يلي: فقد قال: "لم يرو عن إحداهن أنها قصرت في واجباتها البيتية أو اعتبرتها غير مهمة، أو أنها شعرت بدنو المرتبة كونها امرأة أو أنها أقل شأنًا من الرجل، أو أنها اعتبرت، نظرًا للقدرات والفرص، أنه ليس عليها واجبات تجاه المجتمع الأوسع، خارج نطاق الحياة الأسرية".
أخواتي العزيزات؛
إن عودة دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة ستوفر حقوق التعليم وستحقق تطلعات الفتيات والنساء في المستقبل تمامًا كما فعلت ذلك دولة الخلافة فيما سبق. وستقضي على كل المفاهيم والعادات أو الحواجز الثقافية التي تقلل من قيمة تعليم النساء والفتيات أو تمنعهن من التعلم. وستقوم دولة الخلافة بإيجاد الأجواء الآمنة من خلال أحكام النظام الاجتماعي في الإسلام والتي ستمكنهن من السفر بأمان إلى المدارس والجامعات. وستقوم أيضًا بالفصل بين تعليم الرجال والنساء في كل مدارس الدولة العامة أو الخاصة، وهو ما سيمكن النساء والفتيات المسلمات من مواصلة تطلعاتهن التعليمية وفي الوقت نفسه يلتزمن بكل أحكام الإسلام التي ستضمن لهن الكرامة والأمان. فتنص المادة 177 من مشروع دستور دولة الخلافة الذي أعده حزب التحرير على: "... على ألاّ يكون التعليم فيها مختلطاً بين الذكور والإناث لا في التلاميذ ولا في المعلمين...".
وعلاوة على ذلك، ترى دولة الخلافة أن توفير التعليم لكل فرد في دولة الخلافة - سواء أكان ذكرًا أم أنثى - حقًا أساسيًا وواجبًا على الدولة. فعلى سبيل المثال، تنص المادة 178 من مشروع دستور دولة الخلافة الذي أعده حزب التحرير على: "تعليم ما يلزم للإنسان في معترك الحياة فرض على كل فرد ذكرًا كان أو أنثى...". وبالتالي فإنها ستضمن تحقيق التطلعات التعليمية للفتيات والنساء كجزء من واجبها الإسلامي. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يجب على دولة الخلافة توفير الخدمات التعليمية والطبية بأقصى ما تيسر من إمكانيات لكل من يحمل تابعيتها. ولذلك فمن الضروري أن تكون أعداد الطبيبات والممرضات والمعلمات كافية تمامًا لأداء هذا الواجب. وستشجع أيضًا النساء على التخصص في مختلف المجالات الأخرى، بما يشمل التخصصات في الدراسات الإسلامية والعلوم واللغات والهندسة، وتسخير تفكيرهن ومهاراتهن لنهضة وفائدة المجتمع بأسره.
أخواتي العزيزات، إن دولة الخلافة ستصبح دولة رائدة على مستوى العالم في مجال توفير التعليم للإناث وتحقيق طموحاتهن التعليمية. إنها لن تقوم فقط بإنشاء المؤسسات لتسهيل هذا الأمر، ولكنها ستضمن أيضًا وجود أجواء آمنة ومحترمة في المدارس والكليات والجامعات والمجتمع بأسره. وستكون دولة بحيث تكون فيها النساء والفتيات قادرات على الالتحاق بتعليم يتمتع بجودة من الطراز الأول، وفي أجواء آمنة خالية من التحرش أو العنف.
ونجاحهن الذي ستوفره مثل هذه الأجواء سيجعلهن فخر الأمة كلها. وكما هو الحال في العصور السابقة؛ فإن الأمم الأخرى ستحسد النساء على الهيبة والاحترام الذي ستتمتع به النساء في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [الصف: 8]


زهرة مالك
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 06:39 PM
مشاركة #50


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314




كلمات وتسجيلات المؤتمر النسائي العالمي " #الخلافة_والتعليم"
الكلمة السادسة- الأردن- #التعليم ما قبل #المدرسة في #الإسلام


=========================


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرحب بكن في هذا المؤتمر المهم وأشكر مستضيفاتنا، أخواتنا في إندونيسيا ذلك البلد الذي دخل أهله في الإسلام عن طريق التجار بلا حرب ولا قتال، واستضاف عددا من مؤتمرات الخلافة، والشكر موصول إلى القسم النسائي في الحزب اللواتي أشرفن على إنجاز هذا المؤتمر وبارك الله بالجميع وجعله في ميزان حسناتكن...
أخواتي العزيزات:
يشكل التعليم ما قبل المدرسة في السنوات الخمس أو الست الأولى من عمر الطفل الركيزة الأولى في تكوين شخصيته، ويكون فيها للوالدين تأثير كبير، ويُضاف إليهما تأثير المعلمة عندما يذهب الطفل إلى الروضة.
وقد اعتنى الإسلام بهذه المرحلة لأهميتها، واهتم بأن تكون العقيدة الإسلامية هي أساس منهج التعليم، فتوضع مواد الدراسة وطرق التدريس جميعها على الوجه الذي لا يُحدِث أي خروج في التعليم على هذا الأساس، بحيث تتحقق أهداف التعليم ما قبل المدرسة والمراحل التي تلحقها في بناء الشخصية الإسلامية بتكوين العقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية، وتمكين الطفل من التعامل مع البيئة المحيطة به.

منهج التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة
في مواد الدراسة يجب الاهتمام بتكوين حصيلة لغوية للطفل بالإكثار من التحدث إليه وتشجيعه على التعبير عما في نفسه بالكلام والحرص على النطق السليم للحرف وتحفيظه بعض السور من القرآن والأناشيد وقراءة القصص، ولا بد من الاهتمام بتعليم الطفل أجزاء جسمه وكيف يعبر عن انفعالاته وشرح الصلة بينه وبين أقاربه، وعند تعليمه الكتابة والحروف وجب ربطها بأشياء مادية ومفاهيم إسلامية، كما يجب الاهتمام بأسئلة الطفل والإجابة عليها إجابة واضحة وصحيحة ومقنعة، وأن تُؤخذ أسئلته مأخذ الجد... كما ينبغي تعليمه الاتجاهات والأطوال والأحجام وفوائد الأشياء التي يستعملها وكيفية استخدامها، وإبعاد الأشياء الضارة عنه كالمقص والسكين والغاز وإشعال النار وبيان ضررها وتعليمه كيفية استخدامها فيما لو اضطر إلى ذلك. وأن يتعلم كيف يغسل يديه ووجهه وأسنانه وكيف يلبس ملابسه وحذاءه...الخ وتعليمه البيئة المحيطة به من حيوانات وجمادات وجغرافيا المكان الذي يعيش فيه من جبال وسهول وأنهار، والشمس والقمر والنجوم والمدينة والقرية والحي وأسرته وأقاربه وجيرانه...

أخواتي حضورا ومشاهدين:
نأتي الآن إلى طريقة التدريس في مرحلة ما قبل المدرسة: يجب الاهتمام بمكونات العقل اهتماما شديدا، فيجب الاهتمام بالدماغ والحواس من حيث اكتمال النمو وعدم وجود أمراض يعاني منها الطفل سواء في الدماغ أو الحواس فيعمل على معالجته إن وُجدت، كما يجب تلبية الحاجات الأساسية للطفل حتى ينمو دماغه وحواسه نموا طبيعيا فيتم الاهتمام بطعامه وشرابه ونظافته وصحته ومعالجة بعض المظاهر المرضية كالمغص أو البكاء والصراخ. وترك الطفل يلهو ويلعب ويتحرك في أماكن آمنة وتحت رقابة المربي حتى تنمو أعضاء جسمه ويتمكن من استخدامها، وأن تختار له الألعاب الكبيرة الحجم في البداية ومع تقدمه في السن يمكن من اللعب بالقطع الصغيرة حتى تتدرب العضلات الصغيرة، وينمو التآزر بين عضلاته وبصره.
ومن الجدير بالذكر أن أفضل طريقة لتعليم الطفل المفاهيم هي الربط بين اللفظ والواقع، فإذا كان الواقع محسوسا وملموسا وحاضرا يتم الربط بينهما مباشرة، فيقال للطفل هذه تفاحة بصوت واضح ونعطيه التفاحة ليلمسها بحاسة اللمس أو يشمها أو يتذوقها، أو هذا كتاب اللغة العربية مع إعطائه الكتاب ليتصفحه ويرى ما به، وإذا كان الواقع المادي غير حاضر نري الطفل صورة عنه مع ذكر اسمه، مثلا هذا أسد مع الإشارة إلى صورة الأسد، أو هذا جبل مع الإشارة إلى صورة الجبل، وإذا كان الواقع محسوسا غير ملموس كالجوع والعطش فنربط بين صورة طفل جائع ولفظ الجوع، أو بين صورة طفل عطشان وبين لفظ العطش أو صورة طفل خائف وبين لفظ الخوف وهكذا...، وإذا كان الواقع غير ملموس ولا محسوس ولكن تدل آثاره عليه فنلفت نظر الطفل إلى الآثار ونربط بينها وبين الواقع، فمثلا الله خالق ونربط ذلك بالناس والحيوانات والجمادات والسماء والأرض والقمر وغير ذلك من الأشياء التي تدل على وجود الخالق، أو نربط بين لفظ الكهرباء وبين إنارة اللمبة أو تحريك المروحة، أو بين لفظ الهواء وحركة الأشجار، أو عمل مروحة من الورق وتحريكها أمام وجهه، وإذا كان الواقع مغيبا كالرسل والأنبياء فنتلو على الطفل آيات من القرآن تخبر عنهم. كذلك يجب تعليمه مقياس الحلال والحرام للحكم على الأفعال كأن توضع مثلا صورة لأطفال يقومون بأعمال مختلفة ويتم تصنيفها حسب الحلال والحرام...

نعم.. إن الطريقة في الإسلام ثابتة وهي الخطاب الفكري والتلقي الفكري، أما الأساليب والوسائل فهي متغيرة ومتنوعة، كالتلقين والتكرار والحوار والمناقشة والقصة والمحاكاة وحل المشكلات وإجراء التجارب والتدريب العملي المباشر... وكثيرا ما يحتاج الأسلوب إلى وسيلة أو أكثر للقيام بالعمل... فمثلا كان الخطاب والتلقي الفكريين يتم بالقلم والورقة والمشافهة والتقليد والكتابة، لكنها اليوم تتم بالصور المطبوعة والمتحركة والأشرطة الصوتية والتجارب في المختبرات، كما يمكن استخدام الطريقة العلمية في تعليمه خواص الأشياء بتذوقها كتذوق المالح والحامض والحار والبارد والمر والحلو أو شمها كشم العطور والورود. ولا بد من الحرص على غرس الأساسيات الأولى للقيم الأربع وهي القيم الروحية بربطهم منذ الصغر بالعقيدة الإسلامية وتعاليم الشريعة من عبادات وأخلاق وملبوسات ومطعومات ومعاملات. والإنسانية بتعليم الأطفال الروابط الأسرية بتعليمه مفاهيم الأقارب والإحسان إليهم واحترامهم، وتعليمهم معنى الجيران والأصدقاء والإحسان إليهم والتعاون معهم. والخلقية بتربية الأولاد منذ الصغر على الأخلاق الإسلامية. والمادية بتعليم الطفل كيفية الاهتمام بصحته ونظافته وقوته البدنية والحديث معه عن المستقبل والعمل الذي يريد امتهانه ومساعدته في اتخاذ الخطوات الأولى لتحقيق ذلك حتى تنمو شخصية الطفل فيما بعد نموا سويا...

أخواتي الكريمات:
كثيرا ما نشكو من العصيان والتمرد لدى الأطفال، فكيف يمكن التأثير عليهم في الإسلام ليقوموا بما طلب منهم من غير تبرم أو غضب؟
كنا نستخدم القدوة والقصة في التأثير على الأطفال ولكن اليوم هناك أساليب جديدة في التأثير عليهم منها معرفة نمط التفكير عند الطفل إن كان بصريا أو سمعيا أو حسيا، وأسلوب آخر هو معرفة مفاتيح الحوار معه: هل هو من الناس الذين يفضلون الحصول على المتعة أم من الذين يركزون على تجنب الألم؟ هل هو من الذين يتأثرون بكلام الآخرين حولهم أم بحديث أنفسهم؟ هل هو من الذين يهتمون بمصالحهم الخاصة أو مصالح الآخرين؟ وهل هو من الذين يركزون على أوجه الخلاف أم أوجه التشابه بين الأشياء؟ وهل هو من الذين يقتنعون بسرعة من مرة واحدة، أم من الذين يحتاجون كل مرة إلى إقناع؟ وهل هو من الناس الذين يقومون بأنشطتهم مضطرين، أم الرغبة تدفعهم لذلك؟ وكل صنف من هؤلاء له مدخل للحديث.

وهناك أسلوب ثالث بأن نترك مجالا للطفل للحديث عن نفسه وطموحاته وأحلامه، وأن نساعده في تحقيقها ونضعه على الخطوة الأولى لتحقيقها، وأن نعلمه كيف يتحكم في مشاعره.
كما لا بد للمربين من إدراك أهمية الأوامر الفعالة، أي في كيفية طرح الأمر على الطفل بأن يستخدم اللطف في الطلب ككلمة "من فضلك" أو "لو سمحت" فإذا نفذ الطلب نقول له "شكرا" أو "أحسنت" أو "بارك الله فيك"، فإذا لم يستجب استخدم الحزم معه بإعطاء الأمر بلهجة قوية ولكن هادئة. لا نعطِيه أوامر غامضة ولا نسأله سؤالا عند إعطائه الأمر، ولا نعلق على السلوك السيئ عند إعطاء الأمر، ولا نعطي أسبابا لقانون معين أثناء حصول السلوك السيئ، فإن الوقت الذي يجب أن توضح فيه القانون أو القاعدة السلوكية المطلوبة يجب أن تكون قبل وقوع المخالفة أو بعد التوقف عنها وليس أثناءها...
وإن الطفل مثل غيره معرض للسلوك الخاطئ، فهنا كيف يتم إصلاح هذا السلوك في الإسلام؟

هناك عدة أساليب منها:

أسلوب المكافأة (التعزيز) أي الثواب: وقد استخدم القرآن أسلوب الثواب والعقاب في تقويم السلوك البشري، فعلى المربي/ة أن يستخدم أسلوب الثواب أو المكافـأة لتعزيز السلوك الصحيح الخاضع لمفهوم الحلال، ولا يجب أن نغفل عن مكافأة السلوك الحلال بسرعة حتى يربط الطفل بين الفعل الذي قام به والثواب، وأن نستمر في المكافأة كلما صدر من الطفل نفس الفعل أو غيره، وأن نمدح السلوك الحلال أكثر من مدح الطفل نفسه، فإذا قام الولد بتلبية نداء أمه نقول له: إن طاعتك لأمك عمل صالح يثيبك الله عليه، أفضل من قولك له: إنك جيد وإنك رائع، وإن وضع نجمة حلوة الشكل على كل إجابة صحيحة أو واجب حله يعزز نجاحه وينقله إلى نجاح آخر. وكذلك نستخدم أسلوب الترغيب حينما نطلب من الطفل القيام بعمل لا يحبه ولا يرغب في أدائه، وكان العمل مهماً أن يتعلم القيام به ويعمله، كأن نقول له إذا أكملت واجباتك سأسمح لك باللعب بلعبة يحبها، فهذا يوجد لدى الطفل دافعا للقيام بمهام لا يهواها ولكنها ضرورية له. ولكن لننتبه أخواتي ونحذر في ثلاثة أمور: الفشل في مكافأة السلوك الجيد، ومعاقبة السلوك الجيد من غير قصد، ومكافأة السلوك السيئ من غير قصد..!!

أسلوب المحو (التجاهل المقصود للأخطاء):
هو إهمال السلوك السيئ الذي يقوم الطفل للفت النظر كالإزعاج أو الصراخ، والانتظار حتى يقوم الطفل بسلوك بديل كالتوقف عن الإزعاج والهدوء، عندها نعطي الطفل الاهتمام وإذا لم يتمكن الطفل من معرفة السلوك الجيد الذي نود استبداله فنعلمه إياه عن طريق التلقين، وإذا كان الطفل يضايق إخوانه أو زملاءه وهم يؤدون الصلاة أو يقومون بحل واجباتهم المدرسية ليحصل على اهتمامهم. فنعلمه كيف يؤدي الصلاة معهم، ونعطيه حقيبة وقلما ودفترا وكتبا ليشارك إخوانه في دراستهم ويقلدهم وهم يقومون بالكتابة أو القراءة أو أداء نشيد أو ترتيل آية. وإذا كان طالبا في الروضة فأشغليه بواجبات إثرائية.

3. أسلوب العقاب:
مثل الإقصاء والتوبيخ وإظهار عدم الرضا والنتائج الطبيعية للسلوك السيئ في حالة عدم وجود خطورة، فإذا كانت النتائج خطرة ينتقل إلى اتباع النتائج المنطقية للسلوك السيئ وجزاء السلوك ولا يصح استخدام الضرب في هذه المرحلة...

أخواتي الكريمات: كان هذا عرضاً موجزاً للتعليم ما قبل المدرسة في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، القادمة قريبا بإذن الله، وأسأل الله أن يستخدمنا في إقامتها وأن نكون من شهودها وجنودها الأوفياء... آمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذة نسرين بوظافري

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 06:46 PM
مشاركة #51


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314




كلمات وتسجيلات المؤتمر النسائي العالمي " #الخلافة_والتعليم"
الكلمة السابعة- #ماليزيا - صفات #التدريس لتخريج مفكرين مميزين وشخصيات إبداعية
(مترجم)


=====================


#العولمة هي قاطرة لتغيير #العالم، والتي جلبت بالتأكيد مجموعة واسعة من #الثقافة والأفكار ونشّأت التوجهات المادية. وبكل تأكيد يتأثر قطاع التعليم بالعولمة. إن #القضية المؤكدة في #التعليم اليوم هي تحقيق الكفاءة لكل فرد ضالع في العملية التعليمية، فضلا عن الميزة التنافسية التي يجب أن تمتلكها المؤسسات التعليمية. هذا أمر بالغ الأهمية من أجل تخريج جيل متميز قادر على قيادة العالم مثل الجيل الرفيع السابق الذي تخرج في الماضي في العالم الإسلامي. من البحوث التي أجريت، هناك مكونان رئيسيان لتوليد المفكرين المتميزين والشخصيات الإبداعية هما:

1) نوعية المعلمين و2) طرق التدريس.

نوعية #المعلمين
يعد التدريس واحدا من المهن التي تحظى باحترام كبير في #الإسلام. وقد وعد الإسلام الذين يحملون هذه المسؤولية الثقيلة الأجر العظيم، بنص حديث النبي محمد r الذي رواه أبو أمامة الباهلي: «إنَّ اللهَ ومَلائِكَتَهُ وَأَهْل السَّمَواتِ والأرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ في حجْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ على مُعَلِمِي النَّاسِ الخَيْرَ» [رواه الترمذي]. وحديث آخر ذكر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم الأجر الذي يناله المعلمون: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث‏:‏ صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [رواه مسلم]. وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على المعلم المسلم، بشكل واضح إن هو قام بتعليم العلم وفقا لما أنزل الله سبحانه وتعالى، حيث قال صلى الله عليه وسلم : «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» [رواه البخاري ومسلم].
إلا أن، المكافآت الكبيرة تتطلب تنفيذ مسؤوليات ضخمة، فضلا عن النوعية المراد تحقيقها وامتلاكها من قبل المعلمين. وذلك لأن المعلمين ليسوا مجرد ناقلين للمعرفة بل هم أيضا نماذج يحتذي بها الأطفال والشباب.
للأسف، إن واقع المعلم في الوقت الحاضر غالبا ما يتم صرفه بعيدا عن مهمته الرئيسية لقيادة طلابه نحو امتلاك شخصيات صالحة ونبيلة. حيث يتم تعيين المعلمين ورصدهم باستمرار لتعزيز الأفكار العلمانية. ويتم التقليل من شأن الدين وفصله عن العلوم الأخرى. والمؤسف أكثر عندما ينشر المعلمون الأيديولوجيات الغربية التي تتعارض مع أحكام الإسلام مثل الوطنية والقومية، والسعي لتحقيق السعادة المادية باعتبارها الهدف الأسمى، والحفاظ على المبادئ غير الإسلامية للحريات الليبرالية، والديمقراطية وغيرها الكثير. وهناك أيضا بعض المعلمين المتورطين في مجموعة متنوعة من السلوكيات السيئة مثل انتهاك الأعراض وتهريب المخدرات وإساءة استعمال السلطة وغيرها والتي تجعلهم بالتأكيد غير جديرين بأن يكونوا قدوة لطلابهم.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن مسألة جودة التعليم كثيرا ما تكون موضع التساؤل وتحتاج إلى حل مناسب ليتم تنفيذها. في ماليزيا مثلا، يعدّ تحصيل الطالب على عدد أكبر من تقدير "أ" في نتائج الامتحانات هو المعيار المستخدم لقياس نجاح الطالب، فضلا عن كونه واحدا من مؤشرات الأداء للمعلمين. ونتيجة لذلك، أصبحت عملية التعليم جامدة وسلبية. ويتم باستمرار "حشو" الطلاب من قبل المعلمين الذين يسارعون في إنهاء المنهج، ويتعين على الطلاب حضور دروس إضافية وأداء تمارين وتدريبات من أجل الحصول على تقدير "أ". هذا الوضع لا يساعد في جهود المعلمين لبناء الثقة والمهارات في طلابهم. وبالتالي، فإنه ليس من المستغرب إذا كان طلابنا لا يتقنون المعرفة التي يتعلمونها، وليس لديهم مهارات التفكير الإبداعي والنقدي، وغير مستعدين لمواصلة دراستهم إلى مستوى أعلى أو الشروع إلى المرحلة المقبلة في الحياة. كونهم مشغولين في مطاردة النجاح في الامتحان يحد أيضا من الوقت الذي يمتلكه المعلمون للاقتراب وبناء علاقة وثيقة مع كل طالب. في واقع الأمر، فإن العلاقة بين المعلمين والطلاب مهمة جدا حيث ينبغي على المعلمين تقديم المشورة والتوجيه ومحاولة حل المشاكل التي تؤثر حاليا على طلابهم أو التي قد تحدث لهم.
ذكر الإمام الغزالي أن من بين خصائص المعلمين الفاعلين هو أن يكون لديهم تعاطف تجاه طلابهم وأن يعاملوهم معاملة أبنائهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنما أنا لكم مثل الوالد لولده». يجب علينا اتباع سيرة وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وعدم تدريس مستوى أعلى للطلاب قبل إتقانهم المستوى السابق، وتقديم المشورة للطلاب بهدوء وحنوّ وعدم ممارسة السلوك السيئ وبدلا من توبيخهم بقسوة أو السخرية منهم، يجب تكييف عملية التعلم استنادا إلى مستوى الطلاب وعدم إجبارهم أبدا على تحقيق شيء أبعد من قدراتهم، فضلا عن توفير المواد التعليمية التي هي سهلة الفهم، واضحة ومناسبة لمراحل نموهم الذهني.
يحتاج المعلمون إلى التفكير والعيش وفق الإسلام من خلال فهم معنى الحياة وكونهم محاسبين أمام خالق الكون. يجب أن يدرك المعلمون أنه يجب أن يكون سلوكهم تبعا لأوامر الله سبحانه وتعالى، وألا يكون مخالفا لأحكام الشريعة الإسلامية، لأن المعلمين في الواقع هم من يمثلون التعليم والتدريس. كما يجب على المعلمين بناء علاقة وثيقة مع طلابهم ويكونوا متعاطفين معهم عن طريق طرح والمساعدة في حل مشاكلهم والمعضلات التي تواجههم. لذلك، ينبغي أن يتحلى المعلمون بالصبر ويكونوا لطيفين وفاهمين لمستوى طلابهم. كما يجب أن يكونوا موضع ثقة طلابهم، ويكون لديهم القدرة على الإقناع، ويتصفوا بالحكمة في التواصل وإعطاء المشورة باستمرار. أما النصيحة التي يقدمونها فيجب أن تقوم على الإسلام وأن تكون عملية حتى يتسنى للطلاب معرفة كيفية تطبيق نصائحهم. إنهم بحاجة إلى التفكير بعناية في كيفية إنتاج الطلاب الذين سوف يصبحون خير عباد الله سبحانه وتعالى وأفضل مصدر للخير لمجتمعهم، وللأمة وللإنسانية جمعاء.
وهكذا، فإن المعلمين بالتأكيد بحاجة إلى ضمان أن يكونوا موارد بشرية أكفاء مستندين إلى المبدأ الإسلامي. هذه الموارد البشرية عالية الجودة المستندة إلى المبدأ الإسلامي يجب أن تمتلك الخصائص التالية: أ) الصفات الإسلامية، ب) إتقان الثقافة (فهم الشريعة الإسلامية)، ج) إتقان المعرفة فيما يتعلق بالحياة (العلوم والتكنولوجيا) ما يكفي لتلبية احتياجاتها اليومية. ونتيجة لذلك، فإن هؤلاء المعلمين الأكفاء سوف ينتجون جيلا ليس فقط متفوقا في مجال العلوم والتكنولوجيا، ولكن لديه أيضا شخصية بارزة - شخصية تضيء من إدماج العقلية الصحيحة (التفكير) والنفسية (السلوك) الصحيحة والتي سوف تنتج دائما المواقف التقية والنبيلة. شخصية مثل هذه ستصبح مصدر فخر الأمة وإعجاب أعدائها أيضا. هذا هو الجيل الذي نأمل أن يصبح إرث المستقبل الذي سيقود الأمة نحو التغيير إلى أمة عظيمة وقوية ومتقدمة.

طريقة التدريس
الجانب الآخر الحاسم إلى جانب نوعية المدرسين هو طريقة التدريس في تعليم الطلاب. هناك حاجة لطرق التدريس المناسبة لتوليد التفكير الإبداعي والشباب المتعطشين للمعرفة الحريصين دائما على التعلم والمساهمة في تقدم المجتمع. ومن بين بعض المشاكل أو الفشل في طرق التدريس المستخدمة اليوم في المدارس - التعليم عن طريق حفظ المعلومات والقراءة المجردة للكتب المدرسية، والتدريس بسرد الأمثلة غير الملائمة التي لا تمس واقع الطلاب، والتدريس بطريقة لا تقنع العقل أو تلامس القلب، وشرح الأمور بطريقة غير مفهومة بسبب وجود مستويات مختلفة بين الطلاب. ونتيجة لذلك، يصاب الطلاب بالملل، وانعدام الشغف للتعلم، وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، وأخيرا يجدون صعوبة في استيعاب المعارف. ما هو أسوأ من ذلك هو عندما يتبنى المنهج العقلية العلمانية التي لها تأثير سيئ على تكوين "نفسية" و"عقلية" الطلاب. وهكذا، يتم تشكيل جيل بعيد كل البعد من أن يكون مغروسا بالتعليم السليم، جامد وراكد، وغير قادرٍ على أن يكون خلاقا ومبتكرا في حل مشاكل الحياة، وفي النهاية يصبح أكثر تخلفا من الأمم الأخرى. هذا هو ما يحدث حاليا في البلاد الإسلامية. هذا الإخفاق يظهر صورة سيئة عن الأمة الإسلامية خاصة في عيون أعدائهم، الغرب، بينما منذ زمن طويل عندما كان المسلمون تحت حكم الخلافة، كان أعداؤهم يحترمونهم ويبجلونهم نظرا لتفوقهم.

ومن بين صيغ نجاح الحضارة الإسلامية هو أنهم نجحوا في تخريج جيل باستخدام طرق التدريس الصحيحة.
إن طريقة التدريس الصحيحة هي الخطاب العقلي من قبل المعلم والتلقي الفكري عند الطالب. فالفكر أو العقل هو الأداة لكل من التعليم والدراسة. ويتكون العقل من أربعة عناصر هي: الدماغ (الصالح للربط)، والحواس، والواقع، والمعلومات السابقة المتعلقة بالواقع. العقل أو الفكر لهما نفس المعنى وهو: "نقل الحس بالواقع عن طريق الحواس إلى الدماغ ووجود معلومات سابقة تفسر هذا الواقع". ثم إصدار الحكم على الواقع. فإذا رغب شخص في نقل هذا الفكر للآخرين، كما هو الحال في عملية التعليم، فإن المعلم ينقل هذه الفكرة للطلاب باستخدام واحد أو أكثر من أساليب التعبير، وبصورة رئيسية اللغة. وإذا ربط الطلاب هذا الفكر مع الواقع المحسوس أو الذي سبق الإحساس به، أو واقع يشبه واقعا سبق الإحساس به، سيحال هذا الفكر لهم تماما كما لو كان من كسبهم. وهكذا فإن المعلم، عندما ينقل الأفكار للطلاب، يجب تقريب معناها إلى أذهان الطلاب من خلال محاولة ربطها بواقع يحسّون به، أو واقع قريب مما أحسّوا به، حتى يتخذوها كمفاهيم وليس مجرد معلومات. وبناء على ذلك يجب أن يكون المعلم حريصا على جعل الطلاب يحسّون بالواقع. وإذا تعذر نقل الواقع نفسه أمامهم، فلا بد له من تصوير صورة قريبة لهذا الواقع في ذهن الطالب باستخدام شتى الوسائل البصرية أو السمعية، أو التسجيلات المرئية عند إعطاء الفكر لكي يربط الطالب المعلومات بواقع محسوس متصور يسفر عن فكر. الواقع المحسوس هو الواقع الذي يمكن الإنسان أن يحس به عن طريق واحد من حواسه الخمس، سواء أكان هذا الواقع شيئا ماديا أم معنويا. هذا هو العنصر الأساسي في عملية التفكير. أما المغيبات التي لا يستطيع الإنسان إدراكها بأي من حواسه، على سبيل المثال الجنة، والنار، والعرش وما إلى ذلك فهي ليست مواضيع التفكير عبر الحواس. بل هي مواضيع التفكير عبر المعلومات التي ثبتت بدليل قطعي أي القرآن الكريم والحديث المتواتر.
إن الأداة الرئيسية للخطاب العقلي والتلقي الفكري في التدريس أو التعلم هي اللغة والكلمات والجمل التي تحتويها، والمعاني التي تشير إليها هذه الكلمات والجمل، والأفكار التي تحملها هذه المعاني. فإذا فهم المعلم والطالب هذه الكلمات والجمل والمعاني فيما يتعلق بالأفكار التي تشير إليها، فإن هذه الأدوات تكون فعالة في عملية التعليم والتعلم. ووفقا لذلك، يجب على كل معلم وموجه منهج أخذ تحصيل الطلاب اللغوي في الاعتبار واستخدام الكلمات والجمل والتراكيب التي يفهمونها من أجل تسهيل عملية التلقي الفكري بين الطرفين. هذا الأسلوب مناسب لنقل أو استقبال أي فكر، سواء أكان هذا الفكر يرتبط مباشرة بوجهة نظر محددة حول الحياة مثل الأفكار الأيديولوجية، أم لا علاقة لذلك مثل العلوم الرياضية. تعليم النص الفكري المتعلق بوجهة نظر لا يعني مجرد الاقتصار على المعنى اللغوي لها. بل يعني فهم النص لتطبيقه على واقعه ذي الصلة من أجل أن يتبنى الطالب الموقف الشرعي المكلف به نحوه، سواء من خلال الإقبال أو الامتناع عن الفعل. لذلك فهو يدرس هذا النوع من التفكير لتكييف سلوكه وفقا لقواعد الشريعة الإسلامية. إن التعليم ليس لمجرد "الترف الفكري"، وإنما المقصود منه هو بناء الشخصية الإسلامية، في التفكير والميول، التي تسعى جاهدة لتحقيق رضا الله في كل أعمالها وأقوالها. في حين إذا كانت الأفكار من النوع الثاني، أي الأفكار التي لا تتصل مباشرة بوجهة نظر معينة مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات وغيرها، فإنه يتم دراستها لإعداد الطالب للتفاعل مع الكون الذي سخره الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان. والمسلم، باعتباره شخصية إسلامية، يدرس العلوم التجريبية للاستفادة منها وتوظيفها لخدمة مصالح الأمة الإسلامية وقضاياها المصيرية. فالعلم لا يطلب لذاته وإنما يطلب من أجل أن يستفيد الإنسان من الأفكار والمعرفة التي يتعلمها في هذه الحياة وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية.
يقول الله تعالى: ﴿وَٱبتَغِ فِيمَا ءَاتَكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلأَخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنيَا‌﴾
ذكر الإسلام موضوع جودة التعليم بشكل واضح في القرآن الكريم. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِٱلمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ ٱلمُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِٱللَّهِ‌﴾
على مر التاريخ، أثبت الإسلام بناء حضارة إنسانية مميزة، قادرة على تنوير وإشراق الكون كله تقريبا من عصور الظلام واستمر انتصاراتها لأكثر من 13 قرنا. العاملان الرئيسيان في تحديد تميز ومجد الحضارة الإسلامية هما التقوى والمعرفة. لم يكن هناك انفصال أو انفصام بين هذين العاملين في المناهج التعليمية التي تم تطبيقها مما أخرج أروع جيل حتى الآن. عندما يذكر المجال الطبي، فإن عقولنا تصور اللياقة البدنية لرجل عظيم اسمه ابن سينا المعروف باسم مؤسس عالم العلوم الطبية. وكان طبيبا كبيرا، وفي الوقت نفسه كان أيضا عالما، وفقيها في الدين وخاصة في أصول الفقه. وبالإضافة إلى ذلك، من بين الشخصيات الإسلامية التي تخرجت من علوم وتكنولوجيا المسلمين كان ابن خلدون (أبو الاقتصاد)، والخوارزمي (أبو الرياضيات)، وجابر بن حيان (أبو الكيمياء)، وابن بطوطة (أبو الجغرافيا)، وعبد الرحمن الخازني والبيروني (أساتذة الفيزياء)، والبتاني (أستاذ علم الفلك)، وابن البيطار النباتي (أبو علم الأحياء) وعدد لا يحصى من شخصيات أخرى من المسلمين والمسلمات. لم يكونوا مجرد علماء في مجال العلوم والتكنولوجيا، ولكنهم اشتهروا أيضا بخبراتهم في علوم الدين.

الخاتمة:
وهكذا، فإن المنهج الذي طبقه النبي صلى الله عليه وسلم هو منهج عظيم لا يمكن إنكاره، وأخرج العديد من الشخصيات البارزة الذين هم مراجع العالم حتى في يومنا هذا - شخصيات ليست عظيمة فقط من الناحية الأخلاقية، ولكن مساهمتهم في نشر رسالة الإسلام وحمل الدعوة هي كذلك مذهلة. بالمقارنة مع المناهج الدراسية الحالية، يمكننا أن نرى بالتأكيد القلق الكبير جدا في المجتمع عند الآباء إذا أخفق أبناؤهم في تحقيق تقدير "أ" أو النجاح في امتحان التقييم ولكنهم لا يكونون قلقين إذا كان أبناؤهم لا يتقيدون بالشريعة الإسلامية. المجتمع في الوقت الحاضر يرى أن نتائج الامتحانات هي كل شيء. وهي نتيجة لطريقة التفكير التي يتم تدريسها في المناهج القائمة على العلمانية والتي يتم زرعها بنجاح في أذهان الناس اليوم.
لقد سعى النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى تقديم التعليم للناس بما في ذلك أثناء حكمه لأن ذلك يُعدّ من واجبات الدولة. كذلك الحال في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي كان دائما يتطلع لتخريج طلاب متميزين في الدولة و الذين يمكنهم أن يساهموا في إدارة شؤون الأمة مثل معاذ بن جبل. فمعاذ كان معروفا بفهمه للحلال والحرام وبالتالي عيّن كقاضي القضاة في سن مبكرة لم يتجاوز عمره 18 عاما. ماذا عن أجيال اليوم، في عمر الـ 18 عاما؟! ما هو مستوى قدراتهم؟! لقد حان الوقت لنا، أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن نقوم بتكثيف جهودنا في الدعوة إلى إقامة الخلافة على منهاج النبوة التي بالتأكيد ستقوم بتبديل أنماط الحياة الفاسدة كلها اليوم بالتعليم القائم على أساس الإسلام، من أجل تخريج أجيال مثل معاذ بن جبل: جيل يتمتع بالجودة، قادر على التمييز بين الحق والباطل، مبدع ونقدي، وأيضا قادر على استعادة مجد الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم. والله أعلم

مسؤولة القسم النسائي لحزب التحرير في #ماليزيا

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 06:59 PM
مشاركة #52


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



كلمات وتسجيلات المؤتمر النسائي العالمي " #الخلافة_والتعليم"
#الكلمة الثامنة- #تونس - #اللغة_العربية بين عز #الإسلام ومكر #الاستعمار


=================================


إن حمل #المبدأ إلى #العالم هو الدور الأساسي للدولة، وباعتبار أن #اللغة هي العمود الفقري لحضارة الأمم وهي أداة التواصل بقصد خدمة ذلك المبدأ، كانت اللغة العربية مستهدفة من الغرب. وقد بذلوا كل الوسع في تهميشها وإفراغها من دورها الأساسي. وسنورد جوانب عديدة لأدوارهم الدنيئة في ذلك ماضيا وحاضرا. يقول وليام غرانارا مدير مركز دراسات الشرق الأوسط: "إن الشرق الأوسط هو جزء من العالم لا يمكن فهمه إلا متى وضعنا قدمينا فيه ورأيناه بأم أعيننا". وقد تم فتح مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة هارد فورد في تونس والتي تعتبر موطنا لثقافتهم منذ القدم إلى يومنا هذا. فماذا سينشره مركز أمريكي في تونس؟!
إن عشرات غيره من #المعاهد #الأمريكية والإنجليزية والفرنسية على شاكلته تستقطب أبناء#العائلات المترفهة ليكونوا هم الأنموذج الذي يحتذى في مفاهيم استقوها منها. وليس الأمر مستحدثا بل تزامناً مع سقوط الخلافة، والغرب يعمل جاهدا على تركيز علمانيته في بلاد المسلمين من خلال ترسيخ لغته وإهمال اللغة العربية، فلم يكتف بتقسيم البلاد إلى دويلات وتقويض المفهوم الجغرافي للأمة بل عمد إلى أهم مقوماتها وهي اللغة العربية، فأقصى دورها في نظام التعليم لتحل محلها لغته في جل التخصصات أهمها ما يتعلق بعلوم الطب والهندسة والرياضيات والفيزياء والكيمياء والزراعة وغيرها... ففي تونس أسس معهد كارنو الفرنسي لتدريس اللغة الفرنسية وأحدثت بعثات إلى جامعة السوربون، وفي المقابل كان التصدي للتعليم الزيتوني، وشن حملات على الكتاتيب، وإثارة الريب في دورها. لقد صرح بورقيبة تلميذ السوربون في صحيفة "لوموند الفرنسية" بتاريخ 11 آذار/مارس 1976حول أبرز خياناته: "أعتز بثلاث قضايا.. أغلقت جامع الزيتونة، حررت المرأة، وأصدرت قانون الأحوال الشخصية"، فجامعة الزيتونة لم يجرؤ عليها الاستعمار وتطاول عليها العميل بورقيبة ليتحقق تكريس التعليم الفرنكفوني.
إن #جامع_الزيتونة وجامع #القيروان عقبة بن نافع بتونس، وجامع القرويين بالمغرب وجامع#الأزهر بمصر وغيرها الكثير في بلاد المسلمين أعدمت مكانتها بعد أن كان لها الأثر الكبير في توجيه التعليم في العالم وذلك ليضيعوا على المسلمين مناراتهم بإفراغها من مضمونها ودورها في تثقيف المجتمع ثقافة إسلامية تتوافق وعقيدته، وليتم تعويضها بمدارس ومعاهد بنمط غربي وثقافة علمانية سهر على إرسائها حكام المسلمين العملاء القائمون على خدمة أسيادهم الذين سطروا لهم البرامج وسنوا القوانين والمراتب وكل ما يتعلق بسياسة التعليم. والغاية من ذلك ضرب القاعدة الفكرية، وأول سلاح هو تهميش اللغة العربية وإقصاؤها بعد أن كانت وعاءً يضخ مناهل العلم الثابت والنافع: فَصَلوا العلوم الشرعية عن باقي المعارف وغيّبوا اللغة العربية عن معظم الجامعات واختزلوها في بضع ساعات في المدارس والمعاهد ببرامج وأساليب مسقَطة عليها قسرا.

فما الذي جنيناه من تغريب اللغة العربية في تدريس أبنائنا؟ وما الذي جناه الغرب؟

- صعوبة حذق اللغة وفهمها والنفور منها والانبهار بغيرها.
- تدني الإحساس والشعور بالهوية وتنامي ضعف الثقة بكفاية اللغة العربية الفصحى.
- إنشاء مدرسين لا يحذقون العربية، ويستعملون العامية عوضا عن الفصحى في تلقين العلوم والمعارف، وليس الأمر عفويا أن يخرج البعض من أبناء جلدتنا ينتسبون إلى أمتنا ويتكلمون بألسنتنا ليطالبوا بتدريس اللهجات العامية في الصفوف الأولى بدلا من العربية الفصحى، مروجين أنها أصعب اللغات تعلما وحذقها يتطلب وقتا طويلا.
- خلق إطار يكاد يكون مرجعيا للمتعلمين على أن لغة الغرب هي لغة العلم والمستقبل والبحث والحداثة والتحضر، تسمح لهم بالانفتاح على العالم. فمن حذقها عُدَّ مثقفا عصريا متقدما وهي مقياس المناصب وفرص العمل. في حين إن اللغة العربية هي لغة الأدب والأخلاق لا تسمح لهم بالتعامل مع البرامج المعرفية.
- ضياع الموروث الفكري والحضاري؛ فجهله المتعلمون وغاب عنهم الطريق الصحيح لاسترجاع مجدهم وعزهم، في المقابل زاد انبهارهم بحضارة الغرب وثقافته التي لم يعرفوا غيرها، فاستساغوها وأقبلوا عليها دون وعي أو بصيرة.
- انفصالهم عن دينهم وجهلهم لأبسط مقومات العيش بالإسلام.

وبذلك ضمن الغرب غلق باب الاجتهاد، فالعاجز عن ممارسة اللغة العربية سيكون عاجزا حتما عن فهم القرآن والسنة، وبالتالي عاجزا عن الاستنباط والاجتهاد ومعالجة القضايا المستحدثة، وبالتالي اللجوء إلى معالجات غربية تسمح للمستعمر أن يتملك الأمة ويسيطر على مفاصلها.
بذلك تمكن الغرب من فرض استعماره ونشر مبدئه ليفسد الحرث والنسل، فما عجز عنه عسكريا قدر عليه بالتغريب وصنع أجيالا منبتّةً عن لغتها وبالتالي عن هويتها.
إن من البديهي أن للغة دورا في تشكيل وعي الجماعة وسلوك أفرادها، وهي التي تعكس فكرهم وحضارتهم وتطورهم، بها يسجل إنتاج الأمة وبها تُدوّن ثقافتها ومعارفها وتاريخها، وبها تستطيع صوغ مقومات وخصائص وجودها، فاللغة لا تقوم بالوصف فحسب، بل هي قدرة ملكة تعبيرية ومنزلتها بين اللغات هي صورة لمنزلة دولتها، واللغة العربية هي أهم خاصية للأمة الإسلامية وآكد مقوم لاستمراريتها وأوضح دليل على وجودها.
فإن أدرك الغرب أهمية لغتنا ودورها في بناء حضارتنا وأدرك أن في إهمالها غلق لباب الاجتهاد فكيف للمسلمين أن يتغافلوا عما وعاه الغرب وهم أولى بوعيه؟! كيف لا يرونها عزيزة؟! كيف لا يذكرون ماضيهم المجيد، يوم كان العلماء المسلمون موسوعة؟! جمعوا بين مختلف العلوم دون إهمال أمر اللغة العربية.
قال الإمام الشافعي رحمه الله: "لسان العربي أوسع الألسنة وأكثرها ألفاظا والعلم بها عند العرب كالعلم بالسنن عند أهل الفقه".
يومها كانت في مقدمة اللغات العالمية، وحتى الأراضي التي كان أهلها لا ينطقون بها مثل إسبانيا وآسيا الوسطى والهند يوم دخلها الإسلام برز فيها أفضل العلماء، كانوا يتقنونها ويكتبون بها علمهم، مما ساعد على بناء مجتمع ناهض في فكره ومتقدم في علمه:
ابن سينا صاحب كتاب "القانون في الطب" أضحى مرجعا أساسيا لفترات طويلة وهو من بخارى.
ابن خلدون أول من تكلم في العمران.
ابن الهيثم المؤسس الأول لعلم المناظر.
الإدريسي برز في علم الجغرافيا ورسم الخرائط.
الخوارزمي مؤسس علم الجبر، صنف كتبا كثيرة في تاريخ العلم وكلها باللغة العربية، مؤكدا مكانة اللغة في العلم والثقافة.
ابن النفيس هو الفقيه اللغوي وهو الطبيب وأول من وصف وشرح دورة الدم بين القلب والرئتين.
أدركوا العلاقة الوطيدة بين العلوم واللغة والمبدأ فأوّلوها مكانتها في التعلم خاصة بعد أن انتشر الإسلام في الأمصار ودان به العرب والعجم. فكان أبو الأسود الدؤلي أول من وضع قواعد النحو والنقاط على الأحرف وشكل أحرف المصحف بأمر من الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ثم تبعه علماء آخرون عرب وغير عرب فكان الجرجاني والفراهيدي والأصمعي وسبويه - وهو فارسي ولكن طبع اسمه مع تاريخ علوم اللغة العربية.
هذه إشارة لأهمية اللغة في بناء مجد المسلمين، فالدولة الإسلامية لم تكن قادرة على استنباط حلول لما تواجهه من محدثات ومشاكل إلا بالاجتهاد وما كان ذلك ليكون لولا حذق المجتهدين للغة العربية. فالقرآن الكريم والحديث الشريف يتضمنان معاني عامة لمعالجة الشؤون، وعلى المجتهد أن يستفرغ الوسع في استنباط الأحكام.
هذه اللغة التي نزل بها القرآن ونطق بها سيد الخلق وجعلها الله لغة أهل الجنة، يحسن بنا أن نبرز دورها في بناء هويتنا وإعادة مجدنا، ويفرض علينا أن نعمل لنعيد لها دورها، وذلك لن يكون إلا في ظل دولة تطبق الإسلام وتتبنى هذه اللغة بشكل جاد في سياستها العامة، بها تبرم المعاهدات وبها يكون التعامل. وتعتمدها في برامجها وسياستها الإعلامية والثقافية، وجميع مناحي ونشاطات الحياة، وكذلك مناهجها التعليمية، بل لا بد من مراعاة إتقانها في سائر مواد التدريس واستعمال الوسائل والأساليب الكفيلة لإعادتها وعاءً للفكر ولغة للتخاطب، والمعتمد الأساسي لفقه ثروتنا التشريعية التي لا تنضب.

فتغدو هي اللغة الأم والأصل، وتضمن بذلك:
- نشر الثقافة الإسلامية في كل الأوساط التعليمية؛
- الاعتراف بقيمة البحث العلمي المنتج باللغة العربية؛
- تقوية مكانة اللغة العربية عند أهلها وعند غيرهم وتوسيع دائرة استعمالها؛
- توفير المراجع العلمية المكتوبة بالعربية وتوفير المصطلح العلمي العربي، إذ من المعلوم أن من مصادر بناء اللغة العربية التعريب.
وهكذا نعيد جيلا واعيا معتزا بلغته وبالتالي بعقيدته.
قال تعالى: ﴿‏إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾.

الأستاذة شادية الصيّادي
عضو حزب التحرير في ولاية تونس

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 07:44 PM
مشاركة #53


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



كلمات وتسجيلات المؤتمر النسائي العالمي " #الخلافة_والتعليم"
#الكلمة التاسعة- #هولندا - الإرشاد للتربية و #التعليم الإسلامي في غياب #دولة_الخلافة
(مترجمة)


==================


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخواتي العزيزات، أود أن أستهل كلمتي هذه بحديثين شريفين وردا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الأول: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا» رواه مسلم، وفي الحديث الثاني: «اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَارْزُقْنِي عِلْمًا تَنْفَعُنِي بِهِ» رواه النسائي والحكيم.
أيتها الأخوات الكريمات، في ضوء هذين الحديثين، هنالك عدة نقاط أود أن أشير إليها. فأولاً وقبل كل شيء، وجودكن هنا اليوم دليل فعلي على الأحاديث التي ذكرتها. فحضوركن لهذا المؤتمر المهم، دليل على فهمكن للأهمية التي وضعها الإسلام في طلب العلم وللمكانة العالية التي جعلها الإسلام لصاحب العلم الذي يعلّمه للآخرين. الحمد لله أن الأمة مدركة لهذا الأمر، حيث نلاحظ العديد من المعلمين في المدارس والمؤسسات الإسلامية التي تم إنشاؤها في غالب الأمر من قبل أشخاص يعملون بجد لخدمة الأمة، ونرى العديد من المسلمين الذين يطمحون لتحقيق هذا الواجب النبيل وأن يكونوا من هؤلاء المذكورين في الحديث الأول.
أما بالنسبة للنقطة الثانية التي أود ذكرها، فهي بخصوص الحديث الثاني، حيث إنني متيقنة أن معظمكن قد حضر اليوم سائلاً الله أن يرزقه علماً ينفعه به. حيث إن الحديث يخبرنا عن ارتباط العلم بالعمل وأن الهدف من المعرفة هو تأثيرها على أعمالنا. أي بعبارة أخرى، يجب أن يكون تعليم الإسلام بطريقة تمكننا من تطبيقه في حياتنا اليومية.
وبالعودة لموضوع هذه المحاضرة، نرى أن الكثيرين يتساءلون قلقين حول ما إذا كانت الطريقة التي يتم بها تعليم الإسلام هي طريقة ناجحة تمكن شبابنا من تطبيقه في حياتهم اليومية. وللإجابة عن هذا التساؤل، علينا النظر إلى أمرين اثنين، أولاً واقع حياتهم اليومية، والثاني الطريقة التي نستخدمها لتعليمهم وتثقيفهم.
أولاً، أيتها الأخوات، إن "حياة شبابنا اليومية" ليست متشابهة لا من قريب ولا من بعيد مع الحياة اليومية لآبائهم أو آبائنا، بل حتى إنها مختلفة تماماً عن الحياة اليومية التي نشأنا نحن وترعرعنا فيها. فإن الضغوطات والمؤثرات التي يواجهها شبابنا اليوم، لها القدرة الكافية لإحداث تأثيرات ضارة وكثيرة تزعزع تمسكهم بدينهم. علينا أن نعي أن الأفكار الفاسدة والدعاية المعادية للإسلام تحيط بشبابنا من كل اتجاه بغض النظر عن مكانهم في العالم، والتي غالباً ما تكون بعيدة مجرد بعد ضغطة زر على شبكة الإنترنت. وهذا أخواتنا الكريمات، يشكل خطراً جسيماً، قد يؤدي بشبابنا كما ذكرت للشك في دينهم إن لم نتأكد أن التعليم الإسلامي الذي نوفره لهم يعالج فعلياً القضايا والمشاكل التي تواجههم في حياتهم اليومية.
أيتها الأخوات، علينا النظر بجدية ما إذا كانت طريقتنا في تقديم ونقل التعاليم الإسلامية لأطفالنا كافية لتحقيق ما نريده لهم. علينا النظر عن كثب للطرق الحالية المستخدمة في المدارس والمؤسسات الإسلامية، وعلينا سؤال أنفسنا الأسئلة التالية: هل يكفي فقط تعليم أطفالنا كيفية الوضوء والصلاة، وكيفية قراءة القرآن وبعض الشعائر والأخلاق والأحكام الإسلامية الأخرى؟ هل هذا كاف بالنسبة لهم لمواجهة الخطاب الهائل المعادي للإسلام ولمواجهة الأفكار الفاسدة الأخرى المحيطة بهم؟
هل علينا الاستمرار في تدريس الإسلام كموضوع مساو للمواضيع الدراسية الأخرى، والاستمرار في نقل الإسلام كمعلومات مجردة بدلاً من خلق فهم واع عميق لتطبيق الإسلام في كل مجالات الحياة، وكحل وحيد لكل مشكلة يواجهونها سواء أكانت على الصعيد الشخصي أم المجتمعي أم على مستوى الدولة؟ وبالتالي الفشل في ربط الإسلام بالحياة اليومية، حيث يعتبرون الإسلام لا علاقة له في العالم المعاصر؟
وهل علينا أن نخضع للضغوطات الحكومية التي وضعت على المؤسسات الإسلامية بهدف علمنة الإسلام تحت ذريعة التحديث ومواجهة التطرف؟؛ أجندات مثل تلك التي نراها في بريطانيا، حيث توضع المدارس على سبيل المثال تحت الضغط لتدريس "النسخة البريطانية عن الإسلام". نسخة تضع الإسلام في نفس الطبقة مثل أي دين آخر، ويتم فيها رفض الفصل بين الجنسين، وتعتبر فيها المثلية على أنها شيء جائز.
يجب أن تكون إجابتنا عن كل هذه التساؤلات السابقة "بالتأكيد لا".
إذاً أخواتي الكريمات، إذا اتفقنا على أن الإجابة عن هذه التساؤلات هي لا، فإن علينا في الخطوة التالية أن نفكر بعمق حول ما هو الهدف من التعليم الإسلامي.
فكما استنتجنا أخواتي، لم يكن الهدف من التعليم الإسلامي مجرد توفير معلومات عن الأخلاق الإسلامية أو غرس بعض القيم الإسلامية، بل لتكوين شخصيات إسلامية في الفكر والسلوك، وبناء أفراد أقوياء مجهزين بجميع الأدوات اللازمة ليكونوا قادرين على تطبيق الإسلام في كل جزء من حياتهم اليومية بغض النظر عن عدد الصعوبات التي تواجههم. مما يعني أنهم قادرون على الصمود بقوة والافتخار بإسلامهم حتى في الأوقات التي يتعرض فيها الإسلام لهجوم مستمر من قبل الخطاب المعادي للإسلام والذي يعرض الإسلام على أنه أمر متخلف ورجعي وقمعي، وعلى أنه المسار المؤدي للبؤس والإحباط. ويعني أيضاً من جهة أخرى أن على شبابنا أن يمتلكوا القدرة لرؤية وتمييز القصص الخادعة للقيم العلمانية. وعدم تصديق الخطابات والأقوال التي تدعي بأن القيم الليبرالية الغربية هي الأكثر عدلاً والأكثر تحضراً، وأنها الطريق للسعادة والازدهار والنجاح.
إن هدفنا ينبغي أن يكون إنتاج شباب تنطبق عليهم الآية الكريمة: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾ مع التربية والتعليم الإسلامي الصحيح، ستغير هذه الآية طريقة نظرتهم إلى العالم من حولهم، حيث سنشهد على ذلك من خلال ملاحظة تصرفاتهم وأفكارهم وطموحاتهم وليس فقط معلوماتهم الإسلامية، ومن خلال التعليم الإسلامي، علينا أن نسعى لبناء الشباب المسلم القادر على حمل الإسلام، والدفاع عنه وحمله للعالم والعمل على تطبيقه بشكل كامل من خلال إقامة دولة الخلافة. إن الشباب الذين يدركون أهمية وعلاقة الإسلام بجميع قضايا الحياة والمشاكل التي تواجه البشرية، لديهم الشعور الكبير بالمسؤولية تجاه أمتهم والبشرية جمعاء لانتشالها من الظلم والقمع وتقديم الخير والعدالة لهم من خلال دين الإسلام.
لذلك أخواتي الكريمات، أود عرض ستة مفاهيم مهمة يجب تقديمها عند تعليم شبابنا، حتى نكون قادرين على توفير الأدوات اللازمة لهم لتحقيق الهدف الذي ذكرته.

1) بناء تفكير نقدي:
المفهوم الأول وهو "بناء تفكير نقدي". التفكير النقدي هو القدرة على دراسة العالم من حولنا، ومن خلال دراسة عميقة وبراهين واضحة يتم وضع أحكام صحيحة حوله. إن القرآن الكريم يوجه المؤمن دائماً للتفكير بعمق في القضايا بهدف وضع استنتاجات صحيحة عنها. وهذا يشمل التفكير المليء بالدلائل على وجود الله سبحانه وتعالى وحقيقة الإسلام. فقد قال الله تعالى: ﴿وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾
من المهم أن نبني التفكير النقدي في شبابنا حتى يكونوا قادرين على الحكم العقلاني حول المعلومات من حولهم، وقادرين على تمييز الحقيقة وتمييزها عن الأكاذيب. وطريقة التفكير هذه يتم تطويرها من خلال التشجيع المستمر لشبابنا على السؤال والتفكير بعمق في كل شيء من حولهم. حيث يجب التأمل ملياً بالأفكار والادعاءات ووجهات النظر التي يتم تقديمها لهم ومن ثم إعطاء القرار والحكم عليها بتقبلها أو رفضها، من خلال تقييم دقيق لسلامة الأدلة التي تستند عليها تلك الأفكار والادعاءات ووجهات النظر. وعلاوة على ذلك، فبالاعتماد على العمر ومستوى فهم الطفل، يجب أن يعرض عليهم الجوانب المختلفة من البرهان أو الدليل وبعد ذلك يجب توجيههم وإرشادهم في التفكير المليّ في صحة كل جانب من أجل التوصل إلى حقيقة الأمر. هذه الطريقة في التفكير، لا تساعد فقط الشباب على طمأنة أنفسهم وتثبيت أفكارهم، بل ستمكنهم من الدفاع عن الإسلام أيضاً. فهكذا، على سبيل المثال، عند سماع الافتراءات المعتادة بأن الإسلام يضطهد المرأة، سيكون الشباب على وعي وإدراك تامين بالأحكام النبيلة التي وضعها الإسلام والتي تحرم استغلال المرأة واعتبارها غرضاً يتاجر به. وسيكونون مدركين بأن طريقة الحياة الليبرالية لا تقدم أية حماية للمرأة بل وتفتح كل الطرق لاستغلال المرأة بأية وسيلة ممكنة. إن بناء طريقة التفكير النقدي في الشباب المسلم هو خطوة أساسية لبناء قناعة بالأفكار والآراء الإسلامية وترسيخ عقلية إسلامية جنباً إلى جنب مع النفسية الإسلامية لتكوين شخصية إسلامية فذة.

2) بناء قناعة راسخة في وجود الله وحقيقة القرآن:
إن المفهوم الثاني هو بناء قناعة مطلقة في شبابنا حول وجود الله وحول حقيقة أن القرآن الكريم هو كلام الله. بحيث لا يترك لديهم أية ذرة من الشك بحقيقة الإسلام. في الواقع، إنه أمر لا بد منه لكل مؤمن كما يخبرنا الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾.
إنه في ظل العلمانية التي تهيمن اليوم على العالم، أصبح الدين موضوعاً للسخرية بالنسبة للكثيرين، لذلك علينا حماية أطفالنا المسلمين من السقوط بهذه الادعاءات. إذ عليهم أن يكونوا قادرين على مواجهة الهجمات في الخارج والتي تهدف للتشكيك بالإسلام، وعليهم القيام بهذه المواجهات دون خوف ومن خلال الثبات على دينهم. إذ علينا أن نعرض لأطفالنا البراهين العقلانية الملموسة التي تثبت بشكل قاطع وجود الله سبحانه وتعالى وبأن القرآن هو كلامه سبحانه، من خلال بناء قناعة راسخة في حقيقة العقيدة الإسلامية داخل شبابنا المسلم، حيث علينا تحويل الإسلام من شيء يرى الكثيرون أنه مجرد دين يتناقله الأجيال، إلى دين يحمله أطفالنا عن قناعة فكرية ومعرفة تامة بأن لديه الإجابات الصحيحة عن الحياة وبناء عليه ينبغي عليهم تحديد أفكارهم وأعمالهم.
عندما نعلّمهم من خلال هذه الطريقة لتحقيق اليقين في الإيمان، فإنه وبإذن الله سيؤدي إلى أخذ واستيعاب جميع المفاهيم الأخرى في الإسلام، هذه المفاهيم مثل الإيمان بالجنة وبنار جهنم، وفهم الهدف الحقيقي في الحياة والحساب أمام الله سبحانه وتعالى عن كل عمل، وفهم مفاهيم مثل الرزق والأجل وأن الله هو من يحددهم، وغيرها من المفاهيم التي ستصبح حقائق واضحة في أذهانهم. ولكن علينا ضمان أن يتم توصيل المفاهيم الإسلامية بطريقة من شأنها أن تشكل أفكارهم ومشاعرهم وتصرفاتهم وتبلورها بحيث يكون الإسلام هو مقياس الحكم على جميع الأمور في حياتهم. والهدف من ذلك هو إنشاء شباب مسلم يتمتع بشخصيات إسلامية واثقة بدينها الإسلامي، وتبني أفكارها وسلوكها على أساس الإسلام فقط.

3) تربية وتكوين الشوق إلى الجنة:
النقطة الثالثة هي تكوين الشوق إلى الجنة في أطفالنا المسلمين، ومحاولة تبيان قلة ملذات الدنيا بالمقارنة مع الحياة الآخرة، وكذلك خلق إدراك بأن هذا العالم مؤقت وزائل. حيث قال صلى الله عليه وسلم : «مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَمَثَلِ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ» نحن نعيش في عالم يرتبط فيه النجاح والسعادة مع المادية. كلما امتلكنا أكثر كان من المفروض أن نشعر بسعادة أكبر. إن على شبابنا أن يمتلكوا القدرة على تخطي هذه الرسالة الفاسدة. هذا يتطلب منا النقاش المستمر والدائم معهم حول الأدلة الوفيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية التي تصف الملذات والمتع المذهلة في الجنة، خاصة عند تحفيزهم على القيام بالالتزامات الإسلامية والابتعاد عن النواهي من غير تردد، وهذا مهم بالتحديد عندما يجدون صعوبة في القيام ببعض الأحكام والواجبات الإسلامية، أو عند التراخي في الالتزام ببعضها كما يحصل معنا في بعض الأحيان. علينا توعيتهم أنهم سوف يحصلون على كل ما يمكن أن يتمناه قلبهم أو يتصوره عقلهم، وأكثر من ذلك! مع تعليم هذا المفهوم فإننا نقوم بإذن الله بحماية شبابنا من الاستسلام لإغراءات هذه الحياة، والتي تهدد دينهم. وستساعدهم في الالتزام بالأحكام الإسلامية وبالتمسك بالواجبات الدينية بغض النظر عن الصعوبات أو الضغوطات التي قد تواجههم.

4) فهم الإسلام على أنه دين وفهم أهمية الثقافة والتاريخ:
المفهوم الرابع وهو بناء فهم واضح للإسلام داخل شبابنا على أنه دين شامل مع مبادئ، وقوانين وحلول لمشاكل العصر الحديث في كل ميدان من ميادين الحياة؛ الروحية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والقضائية والتعليمية وفي الاقتصاد وغيرها. يقول الله تعالى: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾ [الأنعام: 38]
نحن بحاجة إليهم ليكونوا قادرين على تصور هذه الفكرة عن طريق التعلم عن الحلول الإسلامية للعديد من المشاكل التي تواجهها البشرية اليوم - مثل الفقر، والظلم، والفساد السياسي، والعنصرية، والاحتلال، والإبادة الجماعية، واضطهاد الأقليات، والعنف ضد المرأة، والجريمة وأزمة اللاجئين وغيرها، وكذلك غرس الفخر داخلهم بالتاريخ الإسلامي العظيم من خلال فهم كيف حلت هذه المشاكل في ظل الحكم الإسلامي دولة الخلافة في الماضي. عندما ينظر للإسلام في العالم العلماني كشيء لا بد من القضاء عليه فمن الضروري للغاية أن نبني في شبابنا الثقة في دينهم، ورؤيته على أنه الشيء المطلوب أكثر من أي وقت مضى في عالم اليوم. فنحتاج بالتالي إلى تزويد شبابنا بالعلم حول الأنظمة المختلفة للإسلام وربطها بمشاكل واقعهم الحالي. على سبيل المثال، جعلهم يدركون بأن الإسلام يحتوي على نظام اقتصادي سيقضي على الفقر من خلال مبادئ وقوانين اقتصادية عادلة - على سبيل المثال إلزام التوزيع العادل للثروة، وخلق فرص العمل والازدهار في الدولة. والنهي عن الربا، وكنز واحتكار الثروة، وخصخصة الموارد الطبيعية الثمينة التي تركز كل الثروة في أيدي قلة من الناس وتفقر الجماهير. إلى جانب ذلك، بإمكاننا إعطاء أمثلة عن القضاء على الفقر عندما تم تنفيذ هذا النظام في ظل دولة الخلافة في أماكن مثل شمال أفريقيا والعراق.

5) تفكيك سحر طريقة العيش العلمانية الليبرالية:
النقطة الخامسة هي تفكيك إغراء الطريقة الليبرالية العلمانية للحياة في عيون شبابنا وتمكينهم من رؤية الخطاب المعادي للإسلام. نحن بحاجة لجعل شبابنا يدركون بأن المشاكل التي نواجهها في العالم ليست نتيجة للإسلام ولكنها نتيجة للنظام العلماني الرأسمالي الذي صنعه الإنسان ونتيجة لقيمه مثل الليبرالية والقومية والديمقراطية. نحن بحاجة إلى تشريح المشاكل لهم وبيان أن المشكلات مثل تعاطي الكحول والمخدرات، والاعتداء الجنسي ضد المرأة، والجريمة بشكل عام، والأنانية، والغرور هي نتيجة مباشرة لطريقة العيش العلمانية. نحن بحاجة إلى تعطيل مفهوم (الإرهاب) والتوضيح بأن هذا ليس نتيجة لبعض المفاهيم الإسلامية المغلوطة ولكنه نتيجة للغضب الناجم عن التدخل الغربي والحروب الاستعمارية الجارية في العالم الإسلامي. أو يمكننا مناقشة مفهوم العنصرية، وأنها نتيجة للقومية، وهو مفهوم غريب عن أحكام الإسلام، حيث وصفها نبينا الحبيب r بأنها منتنة.

6) بناء الشعور بالمسؤولية تجاه دينهم، وأمتهم والبشرية:
وأخيرا أيتها الأخوات، نحن بحاجة لبناء حس المسؤولية داخل شبابنا تجاه دينهم، وأمتهم والبشرية. يجب علينا جعلهم يدركون حقا المسؤولية التي تأتي مع كلمات هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال: 24]
الله سبحانه وتعالى قد وصف المؤمنين بأنهم "شهداء على الناس". نحن بحاجة لأن يجسد شبابنا هذا المفهوم عن طريق تحدي وفضح زيف القيم والقوانين غير الإسلامية في بيئتهم وكذلك تقديم الإسلام كطريقة العيش البديلة التي تستطيع تنظيم شؤون البشرية على نحو عادل وفعال. نحن بحاجة أيضا إلى تحميلهم المسؤولية الكبيرة في التحدث علنا ضد القمع الذي يواجه الأمة من جميع أنحاء العالم اليوم، وتجنب النهج الفردي في الحياة الذي تولده الرأسمالية لجعلهم معنيين بمجرد مشاكلهم واحتياجاتهم. ونحن بحاجة إلى خلق وعي لدى شبابنا بأهمية واجبهم تجاه حماية دينهم كلما تعرض للإهانة أو الاعتداء، والعمل على إعادة إقامة نظام الله - الخلافة، على هذه الأرض مع كل ما يعنيه ذلك بأن عليهم إنشاء دولة ستحمل الدعوة للبشرية، وتنقذهم من دول الاضطهاد التي يعيشون حاليا في ظل أنظمتها وقوانينها الوضعية. وبالتالي هدفنا هو إنشاء شباب مسلم يدرك إدراكا تاما بأن الدعوة إلى الإسلام هي واحدة من أعلى التزامات هذا الدين. وهذا يعني بأن الإسلام لن يكون فقط جزءا من حياتهم بل سيصبح مركز حياتهم، مثلما قال نبينا r لخديجة رضي الله عنها: «لا راحة بعد اليوم يا خديجة».

أخواتي، تضمين هذه النقاط الست التي ناقشتها في محتوى منهاج التعليم الإسلامي سوف يساعد إن شاء الله في بناء وحماية الهوية الإسلامية لشبابنا وتوليد شباب مسلم مجهز للتعامل مع كل التحديات الهائلة التي يواجهونها ضد دينهم اليوم بطريقة واثقة وحكيمة. ومع ذلك، من المهم بالنسبة لنا أن نتذكر دائما بأن بناء المدارس والمعاهد الإسلامية ليس هو السبيل لإعادة هذه الأمة إلى مجدها السابق، وإعادة هذا الدين لموقع السلطة التي ينبغي أن يكون عليها في هذا العالم. كما أنها ليست الوسيلة لبناء الشخصيات الإسلامية في أطفالنا على كتلة من مجتمعاتنا وأراضينا. ومن المؤكد أننا ندرك جميعا الكفاح الشاق المستمر وكل العقبات والصعوبات التي نواجهها في محاولة الحفاظ على الهوية الإسلامية في شبابنا بينما يحيط بهم ويحكمهم نمط الحياة غير الإسلامية والقيم الليبرالية الرأسمالية الفاسدة ويعرضون لأجندات سياسية تدخلية من الحكومات العلمانية وأفكار فاسدة من وسائل الإعلام الليبرالية. حتى إننا ندرك التحديات العملية الكثيرة التي نواجهها في تمويل وتشغيل هذه المعاهد الإسلامية بشكل فعال اليوم. بالتالي فإن الطريقة الوحيدة لتحقيق الرؤية الإسلامية النبيلة لشبابنا التي وصفتها في بداية حديثي هي إقامة دولة تغذي، وتسهل، وتحمي الهوية الإسلامية لهذه الأمة وأبنائها بشكل ضخم وجماعي داخل مجتمعها باستخدام جميع أدوات حكمها، بما في ذلك مناهج التعليم والمؤسسات التعليمية والإعلامية. وهذه ليست سوى دولة الخلافة. لذلك يا أخواتي، بالإضافة إلى كل الجهود التي تستثمرنها في التربية الإسلامية لشبابنا المسلم اليوم، نحن ندعوكن أيضا لوضع جهودكن الكاملة وتحديد أولوياتكن بالعمل النبيل لإعادة هذه الدولة المجيدة لأراضينا مرة أخرى. أنهي مع كلام الله سبحانه وتعالى الجميل: ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [التوبة: 105]

ياسمين مالك
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 07:46 PM
مشاركة #54


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314




كلمات وتسجيلات المؤتمر النسائي العالمي " #الخلافة_والتعليم"
#الكلمة الختامية


=====================================


أخواتي العزيزات الكريمات، أود أن أختم هذا المؤتمر أولا بالثناء والشكر لله سبحانه وتعالى على ما أنعم به علينا من عون تكلل بالنجاح الكبير ولله الحمد لهذه الحملة وهذا المؤتمر - "الخلافة والتعليم: إحياء العصر الذهبي". وأود أيضا أن أشكر جميع الذين عملوا بجد في هذا المشروع لتحقيق أهدافه، وكذلك كل الذين حضروا هذا الحدث التاريخي والمهم اليوم، والذين تابعوه عبر الإنترنت - أسأل الله سبحانه وتعالى أن يسبغهم بواسع الرحمة والثواب. آمين. كما أود أن أعرب عن خالص امتناني لأمير حزب التحرير، العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، على الدعم الكبير الذي قدمه في تنظيم هذا المشروع. فجزاه الله سبحانه وتعالى خير الجزاء وأعانه دائما على حمل مسؤولياته الكبيرة. آمين.
أخواتي العزيزات، لفترة طويلة جدا، شُكّلت رؤية #التعليم في بلادنا وفقا لإملاءات ومصالح الحكومات الاستعمارية الأجنبية والأنظمة العميلة التي سعت إلى إضعاف عقيدة الأجيال المتعاقبة لهذه الأمة، وتشكيكهم بالإسلام، وإبعادهم عن دينهم.
لفترة طويلة جدا، استُغل التعليم كسلعة لملء جيوب #الشركات التجارية الكبرى، وكانت أهدافها تحدد بسطحية على أسس الليبرالية الرأسمالية لإنتاج عمال للدولة أو تأمين اعتبارات فردية.
لفترة طويلة جدا، كان التعليم هو #اليتيم #الفقير في دولنا، نقص في #التمويل، وعدم تقدير، وسوء إدارة، في حين كان الحصول على التعليم الجيد شرفاً للأغنياء بدلا من أن يكون حقاً أساسياً مقدماً لجميع الرعايا في بلادنا.
لفترة طويلة جدا، ظل المعلمون في هذه الأمة مبخوسي القيمة، قليلي الأجور. وتم تجاهل الدور الحيوي الذي يلعبونه في رعاية التفكير والمهارات والسلوك للأجيال القادمة من قبل الأنظمة عديمة الرؤية التي يعاني منها العالم الإسلامي.
لفترة طويلة جدا، فُقدت العقول الفذة من بلاد المسلمين إلى الغرب، أو أهدرت مهاراتها وقدراتها بسبب الحكومات والأنظمة غير الإسلامية التي أخفقت في إدراك قيمتها أو توفير وسائل لتعزيز أو تسخير إمكاناتها لخدمة احتياجات الأمة.
لفترة طويلة جدا، أفسد الاحتلال والفقر والحروب حياة أبناء هذه الأمة، وحرمهم من التعليم الأساسي لتحقيق آمالهم وأحلامهم.
أخواتي العزيزات، لفترة طويلة للغاية، عمل قطاع التعليم في بلادنا، كأداة لاستعمار عقول شبابنا وجعلهم عبيداً للثقافة الغربية، وكحقل للأحلام المحطمة والإحباطات العميقة، حيث سلبت من شبابنا تطلعاتهم التعليمية.
أيتها الأخوات، إننا كأمة وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها خير أمة على هذه الأرض، والتي قادت العالم في التعليم والابتكار، وأنتجت العلماء البارزين من أمثال الإمامين مالك والبخاري رحمهما الله، وعلماء على المستوى العالمي من أمثال الجزري وابن النفيس، فإن واقع التعليم في بلادنا اليوم لا ينبغي أن يكون شأنه هكذا، والأهم من ذلك أنه لا يجوز أن يكون هكذا!
يجب أن تكون هناك ثورة تعليم في العالم الإسلامي، ولكن لا يمكن أن يتحقق هذا أبدا دون إقامة نظام سياسي يستند كليا على الإسلام الذي لديه رؤية لعظمة لهذه الأمة، وهذا الدين، وهذا العالم. هذا النظام ليس شيئا آخر سوى نظام الخلافة على منهاج النبوة. حيث ستعيد دولة الخلافة التعليم إلى وضعه الصحيح - بوصفه ثروة قيّمة للغاية ووسيلة لتحسين الذات وإرضاء الله سبحانه وتعالى. وسوف تعيد تأسيس الغرض الصحيح من التعليم المتمثل في إعداد الشخصيات الإسلامية المثالية التي تكون قادة في فكرها وقدوة في سلوكها، وطلائع للحق والعدالة. وسوف تلهم الأفراد لطلب العلم من أجل تلبية الاحتياجات الحقيقية للبشرية وتحسين حياة الناس، ورفع منزلة المتعلمين والمعلمين في المجتمع إلى موضع التقدير العالي. وسوف تنشئ الخلافة نظام التعليم الذي من شأنه أن يغبطها العالم في تميزه، ومنارة لكيف ينبغي أن يعمل التعليم؛ حيث ستكون الفصول الدراسية مرة أخرى المكان الذي تترسخ فيه الأحلام، بدروس تفتح العقول، وتثير الإبداع، وتسلب الخيال، حيث يمكننا أن نقول لأطفالنا... "احلموا إن شئتم فبإذن الله سوف تتحقق تلك الأحلام".
أخواتي العزيزات، أوجه الآن حديثي إليكن، #المعلمات والمتعلمات الكريمات في هذه الأمة، ما أعظم هذه المكانة والفرصة الكبيرة التي أنعمها الله سبحانه وتعالى عليكن كمربيات لأجيال #المستقبل. في الواقع، لقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك الذين أُكرموا بالعلم بأنهم ورثة الأنبياء. ولكن مع هذه المكانة الرفيعة كانت تأتي المسؤولية الضخمة للأنبياء وكذلك للذين كانوا في طليعة الكفاح من أجل الإسلام. وبما أنكن ورثة هؤلاء، فإن هذا هو الإرث الذي يطالبكن الإسلام باتباعه أيضا.
لذلك فإننا أخواتكن في حزب التحرير ندعوكن لاتخاذ موقفكن الصحيح والانضمام إلينا في هذه الدعوة النبيلة، تبذلن أقصى جهودكن، وجميع نفوذكن التي منحكن الله سبحانه وتعالى، لإقامة دولة الخلافة المجيدة هذه، ولتنشئة الأجيال التي ستكون أيضا في طليعة المناضلين من أجل هذا الدين. أخواتي، من خلال هذا العمل النبيل، سيكون لكن شرف إعادة نظام الله سبحانه وتعالى لهذه الأرض، شرفاً في الدنيا والآخرة، مع وعد بتحقيق ثمار أعظم في الآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء الموت طالب العلم، وهو على هذه الحال مات وهو شهيد».

د. نسرين نوّاز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 08:18 PM
مشاركة #55


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



إقتباس(موسى عبد الشكور @ Mar 12 2017, 08:42 AM) *
كرومر المجرم هو من وضع اسس التعليم ثم اليونسكو ..........الاستعماريه
اللورد كرومر إڤلين بارنگ، أول إيرل كرومر Evelyn Baring, 1st Earl of Cromer (و. 26 فبراير 1841- 29 يناير 1917 كان رجل دولة ودبلوماسي وإداري مستعمرات بريطاني.
وكان من كبار دعاة التغريب والاستعماريين في العالم الإسلامي وواحد من الذين وضعوا مخطط السياسة التي جرى عليها الاستعمار ولا يزال, في محاولة القضاء على مقومات العالم الإسلامي والأمة العربية.
وتمثل كتاباته في تقاريره وفي كتابه (مصر الحديثة) خطة عمل كاملة وأيدلوجيا شاملة للقضاء على مقومات الفكر العربي الإسلامي وتمزيق وحدة العالم الإسلامي, ومقاومة القيم والمفاهيم العربية والإسلامية.
ولقد أمضى لورد كرومر في مصر ما لا يقل عن ربع قرن قابضًا على زمام السلطات (1882-1906) وأتيح له قبل أن يقضي وقتًا في الهند, درس في خلالها مناهج الاستعمار البريطاني هناك, وقد عمل أول مرة في مصر مندوبًا لصندوق الدين المصري 1877, ثم ما لبث أن عين بعد الاحتلال البريطاني مباشرة مندوبًا ساميًا, ومعتمدًا لبريطانيا.

آثاره في مجال الفكر العربي الإسلامي ومخططه الذي سار عليه من بعده كل دعاة التغريب والذي اتخذته منظمات التبشير ومعاهد الإرساليات وكل من اشترك في مخطط العمل دستورًا من أجل تأكيد النفوذ الأجنبي عن طريق الفكر.
وقد تبلورت حملات كرومر في نقاط هامة:
1- إثارة الشبهات حول الإسلام, وذلك بالادعاء بأنه دين مناف للمدنية ولم يكن صالحًا إلا للبيئة والزمان الذين وجد فيهما.
2- أن المسلمين لا يمكنهم أن يرقوا في سلم الحضارة والتمدن إلا بعد أن يتركوا دينهم وينبذوا القرآن وأوامره ظهريًا لأنه يأمرهم بالخمول والتعصب ويبث فيهم روح البغض لمن يخالفهم والشقاق وحب الانتقام وأن المانع الأعظم والعقبة الكئود في سبيل رقي الأمة هو: القرآن والإسلام.
3- إن الإسلام يناقض مدنية هذا العصر من حيث المرأة والرقيق وأن الإسلام يجعل المرأة في مركز منحط.
4- الطعن في شريعة الإسلام وسياسته ومعاملاته.
5- أن الشاب المصري المسلم أثناء ممارسته التعليم الأوربي يفقد إسلامه وأن الشبان الذين يتعلمون في أوروبا يفقدون صلتهم الثقافية والروحية بوطنهم, ولا يستطيعون الالتجاء في نفس الوقت لثقافة أوروبا, فيتأرجحون في الوسط ويتحولون إلى مخلوقات شاذة ممزقة نفسيًا.
6- هاجم القرآن وقال إنه ينافي العمران وهاجم الإسلام لأنه أباح الطلاق وأنه حرم الربا والخمر.
7- دعا إلى إطلاق الحرية للإرساليات والمبشرين في مصر والسودان وأن ينشئوا مدارسهم.
8- دعا إلى خلق طبقة من المتفرنجين المستغربين من الوجهة الأوربية والمدنية الحديثة وقال: "إن هؤلاء هم حلفاء الأوربي المصلح, وسوف يجد محبو الوطنية أحسن مثل في ترقي أتباع الشيخ محمد عبده للحصول على مصر مستقلة بالتدريج.
وقد استهدفت هذه الحملة أساسًا قتل روح المقاومة والحملة على الاستعمار وخلق روح تدعو إلى تقبله والرضا به والاستسلام له, على أساس أنه لا يمكن مقاومته, ومن المصلحة الانتفاع بالمستعمرين وقبول فكرهم وحضارتهم, وتقبل الحرية والاستقلال على مراحل.
وهذا التيار الذي عرف بعد بتيار التعقيل أو الالتقاء مع الإنجليز في منتصف الطريق, وحاول خلق فلسفة قوامها تقبل الاستعمار وصداقته وعدم معارضته, وذلك بتصوير الاحتلال على أنه حقيقة واقعة، وكانت حجة دعاة هذه الحركة التي تعد خطوات التغريب والشعوبية القائمة في العالم الإسلامي امتدادًا لها.
كانت حجة هذه الحركة في الاعتدال, أو التعقيل على أساس فهم سلبي قوامه أن التخلص من الاستعمار يحتاج إلى قوة ليست موجودة لدى المصريين, وأن الدعوة إلى مقاومة الاستعمار هو إنفاق للوقت فيما لا طائل تحته، ومادام الإنجليز هم الذين يمسكون زمام الأمور وحدهم فلا سبيل إلى الإصلاح إلا بمصادقتهم والتفاهم معهم وقبول ما يتنازلون عنه، وقد أشاد كرومر بهذه الدعوة التي حمل لواءها أحمد لطفي السيد.
ثم كان أن اتجه المخطط إلى نهايته في ظل الحركة وكانت الدعوة إلى:
1- الإقليمية الضيقة, مصر للمصريين, نحن لسنا عربًا وليس لنا بالمسلمين أي روابط ولا يجوز لنا أن نشارك في معارك طرابلس التي وقعت مع إيطاليا في سبيل مقاومة الاستعمار.
2- التعليم لا يكون إلا لطبقة معينة من الأمة هي الطبقة الثرية التي تتأهل لولاية الحكم، وأبناء الفقراء لا يجوز أن يتعلموا إلا فك الخط.
3- اللغة العربية الفصحى هي مصدر التخلف ولذلك لابد من تحسين اللغة العامية حتى تصبح لغة الكلام والكتابة.
4- الإنجليز يعملون لتمديننا وحمايتنا.
5- الوطنية لا تكون اندفاعا عاطفيًا ولا ينبغي أن يتعلق بأوهام الإسلامية أو الرابطة العربية, وإنما تقوم على سياسة المصالح فمصر أولاً وقبل كل شيء.
وبذلك حقق كرومر هدفه في خلق تيار واضح في تعميق دعوته ونشر سمومه وقبول آرائه في ازدراء الفكر العربي الإسلامي واحتقار الإسلام والعروبة واللغة العربية والتشكيك في صلاحية هذه المقومات لبناء أمة.
وقد نشر هذه الآراء في جريدتين هما المقطم والجريدة, وقد مضى إلى آخر المدى في تنفيذ مخططه الاستعماري الذي يتركز على عدة أعمال أساسية:
1- الحملة على مركز الرابطة التي تجمع العالم الإسلامي وهي السلطنة العثمانية والخلافة وتأييد خصومها وفتح أبواب مصر لهم وإتاحة الفرصة لهم للحملة على الخلافة والإسلام.
2- الحملة على الإسلام باعتباره تركيًا وباعتبار أن الكيان القائم في تركيا بكل أخطائه ومساوئه هو الإسلام.
3- الاتفاق مع فرنسا وتوقيع الاتفاق الودي وذلك حتى لا يجد المصريون مجالاً للحملة على بريطانيا ومقاومتها.
4- نشر اللغة الإنجليزية والثقافة الإنجليزية على حساب اللغة العربية في محاولة القضاء على الفكر الإسلامي العربي.
5- خلق روح الإقليمية بعد أن كانت إسلامية وذلك لعزل كل قطر عن القطر الآخر وأقام حدود فكرية بين أجزاء الوطن العربي والعالم الإسلامي.
ومن مؤلفاته التي هاجم فيها الإسلام ودعا إلى التغريب كتاب (مصر الحديثة).
وقد انبرى له فريد وجدي ومصطفى الغلاييني والشيخ رشيد رضا رحمهم الله في الرد التفصيلي على كتابه.
وعندما صدر كتاب مصر الحديثة (مارس 1908) نشرت اللواء والمؤيد ردودًا تفصيلية مما جاء فيها رد المؤيد: "لم يكن اللورد كرومر من رجال العلم والفلسفة ولا من رجال التأليف, إنما كان جنديًا يؤمن بمجد الإمبراطورية, تعود بحكم وظيفته أن يكتب, ونظرته استعمارية تنبع من وجهة نظر سيطرة بريطانيا, وهي قائمة على كراهية الشرق والعرب والمسلمين واحتقارهم والإيمان بأن الرجل الأبيض له حق تمدينهم".
تقارير اللورد (كرومر) السنوية[عدل]
"في هذه التقارير، سجل (كرومر) الخطوط العامة لتهديم كل عوامل الإيمان الوطني والاعتزاز العربيّ الإسلاميّ.. وكان أوّل من ساق الأكذوبة الضخمة، التي تقول إن المصريين كانوا خاضعين أكثرَ زمانهم.. فقد حكمتهم دولة الفرس فاليونان فالرومان فعرب جزيرة العرب، وبغداد، فالجراكسة، فالترك".
كان (كرومر) أيضا هو أول من هاجم الحكومة الإسلامية، ووصفها بأنها الحكومة الثيوقراطية. منقول

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 08:19 PM
مشاركة #56


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



فيديو المقدمة للمؤتمر النسائي العالمي: الخلافة والتعليم إحياء العصر الذهبي

http://yt2fb.com/id_1681645/


Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 08:41 PM
مشاركة #57


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314




فيديو
حين يضيق وعاء العلم يقتل الإبداع ويخلف الضياع
مؤتمر الخلافة والتعليم إحياء العصر الذهبي




http://yt2fb.com/id_1682021/
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 12 2017, 08:46 PM
مشاركة #58


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الفيديو الختامي للمؤتمر النسائي العالمي
مؤتمر الخلافة والتعليم إحياء العصر الذهبي


http://yt2fb.com/id_1682025/
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 13 2017, 08:15 PM
مشاركة #59


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



كتيب مؤتمر " الخلافة_والتعليم" 11 آذار/مارس 2017م


لتصفح الكتيب من هنا
http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/files/PD..._FINAL_Prev.pdf

ولطباعته من هنا
http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/files/PD...FINAL_Print.pdf

لتصفح الكتيب PDF web version من هنا
http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/files/PD...R_FINAL_Web.pdf

للمزيد
- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.ph...h.iKuZdlTt.dpuf
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 13 2017, 09:05 PM
مشاركة #60


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



البث المدعم باللغة العربية للمؤتمر النّسائي العالمي: "الخلافة والتعليم: إحياء العصر الذّهبي"


Go to the top of the page
 
+Quote Post

3 الصفحات V  < 1 2 3
Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 17th November 2024 - 09:26 PM