دور العقيدة في التقدم التكنلوجي والصناعي خيارات

[مريم عبد الله]

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

دور العقيدة في التقدم التكنلوجي والصناعي

شكّلت القفزات الهائلة التي حققها الغرب في مجال التقدم التكنلوجي والصناعي عقدة نقص لدى بعض المسلمين، جعلتهم يُكبِرون الغرب وقيمه وحضارته، ظنّا منهم أن التفوق العلمي الذي شهده العالم يرجع بالأساس للفكر الليبيرالي الغربي، مما جعل البعض يتقبل فكرة فصل الاسلام عن الحياة مع ان واقع الدين الإسلامي كان سببا مباشرا في التقدم العلمي والصناعي للمسلمين زمن الخلافة الاسلامية.

ففي فيلم وثائقي قدمه التلفزيون الألماني بعنوان "علم الاسلام الدفين" يشير الباحث الألماني ومقدم البرنامج إلى أنه قبل ألف سنة تقريباً كان العالم الإسلامي متطور لدرجة كبيرة، بينما كانت أوربا تعيش في حالة تخلف وجهل، فالمسلمون وضعوا المؤلفات العلمية والاكتشافات والاختراعات، في مجال الطب والهندسة وعلم الجبر وعلم البصريات وعلم الفلك وعلم الكيمياء وكثير من العلوم الحديثة.

الشيء الذي فعله الغرب ببساطة – كما يقول مقدم الفيلم الوثائقي– أنهم سرقوا هذه العلوم، وطمسوا أسماء المؤلفين ونسبوا هذه العلوم والاكتشافات والاختراعات لأنفسهم، معلقا بأنها: "أكبر عملية سرقة في تاريخ العلم"

العبارة التي لفتت انتباهي في هذا الفيلم، أن السبب لهذه القفزات العلمية والإختراعات التي حققها المسلمون كانت بسبب دينهم، فرغبة علماء المسلمين في نشر الإسلام وخدمة دينهم كانت السبب الأساسي الذي حملهم على الابداع والاكتشاف، وهو ما يؤكد على أهمية الفكرة الأساسية التي يعيش بحسبها الناس والتي تحدد لهم الرسالة التي جاؤوا من أجل تحقيقها. فإيمان المسلمين بدينهم واعتقادهم بأنه قد جاء رحمة للعالمين فجر الطاقات ووظفها لنشر الخير في ربوع العالمين، ولما ضعف هذا التصور في اذهانهم أواخر الدولة العثمانية انحطت دولتهم وتلاشت.

إن الأمل الوحيد المفتوح أمامنا من أجل تجاوز الهوة بيننا وبين البلدان المتقدمة، هو التحرر على أساس الإسلام ودخول الثورة العلمية التكنولوجية رأساً، والإستفادة من التراكم العلمي والمعرفي المتوفر اليوم من أجل الانطلاق تواً نحو الثورة العلمية التكنولوجية والتركيز على اقامة الصناعات الثقيلة التي تمكن البلاد من تحقيق الاكتفاء الذاتي والتخلص من النفوذ الأجنبي.
والأمة الإسلامية بإمكاناتها الهائلة وتاريخها المشرق قادرة في ظل دولة الخلافة على إحداث نهضة تتلألأ بنور الإسلام وثورة علمية وصناعية هائلة تنافس بجدارة الدول المتقدمة علميا وصناعيا.

الدكتور الأسعد العجيلي