بعدما نشر على المكتب الاعلامي لحزب التحرير رسالة الى ناصر اللحام رئيس التحرير لوكالة معا , وما في الرسالة الموجهة من انتقاد لاذع وتذكير بالعقيدة وطريق الصواب الذي يجب أن يسير عليه كل مسلم نشرت وكالة معا هذا الخبر على صفحتها اليوم :
حزب التحرير: قرارات الرباعية بلا أفق سياسي ولا دولة بلا مقوماتنشر الـيـوم الساعة 11:52

رام الله- معا - وصف حزب التحرير ما تمخض عن اجتماع اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط في نيويورك بأنه بلا أفق سياسي ولا نتيجة على الأرض.
وكان بيان الرباعية قد حثّ الفلسطينيين والإسرائيليين على تحقيق اتفاق سلام في غضون تسعة أشهر.
جاء ذلك في تعليق صحفي نشره المكتب الإعلامي للحزب، وصف فيه الحديث عن الخطط الاقتصادية لتنشيط الاقتصاد الفلسطيني بأنه نهج فاشل باطل.
واعتبر أن لا اقتصاد بلا مقومات ملكيات عامة، وبأنه لا يمكن أن تقوم الدول على بند الجباية من الناس.
وأرجع الحزب هدف تلك الخطط الاقتصادية إلى تمكين السلطة الفلسطينية من تشغيل مشروعها الأمني والخدماتي على حساب الناس والمستثمرين من القطاع الخاص، عبر تحريك أنشطة اقتصادية تسهم في تأمين الضرائب وتمكّن السلطة من جبايتها.
وعلق الحزب على تحركات الرباعية معتبرا أنها تسير لحاقا بالتحركات الأمريكية بالقول: "إن الرباعية لم تستطع أن تحرك ملف ما يسمى بالقضية الفلسطينية قيد أنملة، وهي تتحرك الآن على وقع خطة كيري الاقتصادية، لتعلن القوى الدولية المشاركة فيها أنها لا زالت حية، وأنها تسهم في صوغ الحل للقضية. أما الواقع فإنه يشهد أن التحركات السياسية الأمريكية والخطة الاقتصادية التي أعدتها أمريكا هي التي حددت وجهة التحرك ولحقت بها القوى الأخرى لتحافظ على موقع قدم على مسرح القضية".
وقال الدكتور ماهر الجعبري عضو المكتب الإعلامي للحزب في فلسطين: "إن القيادة الفلسطينية تخادع أهل فلسطين بدفعهم للركض نحو السراب، إذ لا يمكن للخطط الاقتصادية أن تكون طريقا لبناء الدول ولا للوصول إلى حل قضية فلسطين"، معتبرا أن التحركات الأمريكية، ومعها الإسرائيلية والقوى الأخرى هي ركض على إيقاع الخطة الاقتصادية الأمريكية، وهي كركض الرياضي على قشاط متحرك: يعرق ويتعب بينما هو في مكانه لا يبتعد ولا يقفز عن ذلك القشاط، حسب تعبيره.
أما الرسالة التي وجهها المكتب الاعلامي لحزب التحرير لرئيس تحرير معا :
رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس تحرير وكالة معا، د.ناصر اللحام المحترم لا تعادِ الإسلام والنفخ في الرماد لا يحيي الأموات
حضرة الدكتور ناصر اللحام، رئيس تحرير وكالة معا، المحترم
تحية وبعد:
لاحظنا مؤخرا في مقالاتك محاولاتك النيل من الإسلام ومشروعه الحضاري الذي باتت محاربته تفرض نفسها على أجندة سفارات الدول الغربية في بلاد المسلمين وعلى رأسها أمريكا، وعلى قادة الدول الغربية والشرقية، وذلك بالغمز واللمز حينا، وبالتشويه حينا آخر، وبمهاجمة الإسلام تحت عباءة مهاجمة فصيل أو لون معين تارة أخرى. وفي مقابل ذلك محاولة تمجيد العلمانية والليبرالية والقومية والوطنية بعد أن لفظتها الناس وانفضت من حولها حين أدركت أنها مشاريع الغرب لتفتيت المسلمين وإبقاء حالة الضعف والتبعية والهوان.
فلقد مجدت في مقالك المعنون بـ"أنا مسلم ولست إسلاميا" بقومية حزب العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان ونفيهم لصفة الإسلام عن حزبهم، في حين هاجمت من يرفع رايات غير علم فلسطين في فلسطين في إشارة منك إلى راية الإسلام التي بدأت تملأ الآفاق على حساب أعلام الفرقة والضعف. واعتبرت أن ذنب تلك الجماعات هو أنها: "فلا هي تحترم القيادة ولا العلم ولا النشيد ولا أجهزة الأمن ولا الحدود" متناسيا أن القيادة التي تتحدث عنها هي ذاتها التي سالمت يهود ووقعت معهم اتفاقيات الذل والتفريط، وتنازلت لهم عن معظم فلسطين، والعلم والنشيد هو ذاته شعار ورمز فرقة المسلمين الذي يحافظ عليه كل حكام العرب والمسلمين كلٌ في دولته، وأجهزة الأمن والحدود هي تلك الأجهزة التي تحفظ أمن المستوطنين وتحرس الحدود التي فرضها الاحتلال اليهودي.
وغفلت عما تسببت به القومية التركية من تراجع تركيا عن مرتبة الدولة الأولى في العالم في ظل دولة الخلافة العثمانية إلى مصاف الدول التابعة التي تطرق بذلة باب الاتحاد الأوروبي منذ سنوات راجية منهم ضمها إليهم. ونسيت أنّ تركيا أردوغان عضو في حلف شمال الأطلسي الذي ترأسه أمريكا وتضرب به المسلمين أينما أرادت.
وأما التشويه والغمز واللمز بكل ما له صلة بالإسلام فقد كتبت في مقالك المعنون بـ "بوكو حرام": "بوكو معناها تعليم. وقد قرر نحو مئة من العرب والمسلمين في نيجيريا قبل عشر سنوات أن التعليم حرام لأنه نمط غربي من أنماط الحياة الكافرة، فخرجوا مع نسائهم واعتزلوا في الجبال والغابات. وبعد ذلك صاروا يشنون غارات عسكرية ضد الدولة للسيطرة والاستنزاف!!!"
وبذلك فقد غمزت بالإسلام من خلال تجنيك على الجماعة، فحتى ترجمة اسمها لم تنقله كما هو، فاسم الجماعة هو "التعليم الغربي حرام" وليس التعليم حرام، وهذا الاسم قد أطلقته الدولة عليها وليست هي من تسمت به، والدولة هي التي حاربت الجماعة ولاحقتها واضطرتها إلى مواجهتها. ولكنك أغمضت عينيك عن حقيقتها لتهزأ منها ومن كل ما له صلة بالإسلام، خاصة الحركات والجماعات!!
بل ووصل بك الأمر في مقالك المعنون بـ "لا سمعا ولا طاعة ... من ليس معنا فهو ضدنا" بأن نقلت ملخصا لما أسميته بمفاصل أساسية من أصول العنف الديني حسبما ورد في كتاب للدكتور يوسف زيدان. وكلت له المديح على الرغم مما جاء فيه من تطاول على الأنبياء ووقوعه فيهم واتهامهم بارتكاب المحرمات والموبقات، مخالفا بذلك ما اجتمع عليه أهل العلم الأخيار من وجوب عصمة الأنبياء، وكل ذلك لأنك أردت أن تدلل على نظريتك العوجاء.
حضرة الدكتور المحترم
الزمان هو زمان الإسلام، والصحوة التي يشهدها العالم الإسلامي لم يعد بإمكان الغرب أن يوقفها، فمشروع الإسلام الحضاري المتمثل في إعادة الإسلام الخالص إلى سدة الحكم بات يفرض نفسه على دول العالم كلها، وما هي إلا قليل حتى يأذن الله بالنصر من عنده فيعود الإسلام على أيدي المخلصين من أبناء الأمة، فلا تكن مع أمريكا والغرب وأزلامهم من العلمانيين الذين سخرهم في محاولته النيل من هذا المشروع، ولا يحملنك كرهك لفصيل أو تيار معين على معاداة الإسلام ومشروعه العظيم الذي باتت البشرية كلها وليس فقط المسلمون، في أمس الحاجة إليه، لإخراجهم من ظلم وجور الرأسمالية والعلمانية والديمقراطية إلى عدل الإسلام ونوره، لتسعد به الأمة والناس أجمعون كما سعدت به من قبل وتربعت بسببه دولة الخلافة على عرش الدولة الأولى في العالم لقرون دونما منازع.
واعلم حضرة الدكتور أنّ الحق أبلج ولا يمكن تغطيته بغربال، وأنّ الغرب وسفاراته مهما أنفقوا من أموال لمحاربة الإسلام ومشروعه فلن يفلحوا في ذلك، {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} الأنفال 36. وأنّ مشاريع القومية والوطنية والعلمانية التي سوقها الغرب وروج لها ردحا من الدهر في بلاد المسلمين ليحافظ على نفوذه فيها لم تعد تجد رواجاً أو قبولاً يُذكر، بعد الوعي الذي دب في أوصال الأمة فباتت تتوجه صوب الإسلام، وفقط الإسلام.
فخير لك أن تعود إلى حضن أمتك ومشروعها العظيم ليكون لك سهمٌ في استقدام الخير العميم الذي أزفت ساعته، بدلا من أن تواصل النفخ في الرماد لظنك أنك قد تحيي منه الأموات بعد رقود فيكون بعدها ولات حين مندم.
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين
24/9/2013
=========================
==========
===
=
اللهم اهدنا الى صراطك المستقيم