موازين البشر ونصر الله
"اللهم انصر أهل الشام يا رب العالمين" رجاء يتحقق وليست أماني خادعة.
عندما ينظر المرء إلى الموازين العسكرية في الحروب فانه يرجح كفة الأقوى عسكريا والأكثر تسليحا والأكثر تنظيما لعساكره، ولكن هذه المعادلة البشرية لا تصلح مع المسلمين، فقد روي لنا في التاريخ بشكل متواتر أن المسلمين كانوا ينتصرون على عدوهم رغم قلة عددهم وقلة أسلحتهم وقلة تدريبهم، وهذا لا خلاف فيه.
إذن هناك أمر آخر يؤثر في النصر عند المسلمين وهو نصر الله تعالى ودعمه لمن يقاتلون في سبيله، وهذا أمر غير ملموس ماديا أي غير خاضع للحسابات العسكرية، ولكنه محسوس في معارك المسلمين ويخرج عن الحسابات البشرية العسكرية في المعارك.
إذن عندما ندعو الله أن ينصر أهل الشام وأهل حلب فإننا بصفتنا مسلمين مؤمنين أن النصر من عند الله فقط فإننا قوم لا نحلم ولكننا نرجو نصر الله أن يتنزل قريبا على عباده المسلمين المؤمنين، قال تعالى: { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
ويبقى علينا أن نحقق شرط النصر ونعمل ونترك النتائج على الله، وأما شرط النصر أو شرط الله علينا فهو نصرة دينه، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} هذا وليعلم أن القتال الذي يحقق شرط النصر ((عن الشام نتحدث)) هو ما كان خالصا لوجه الله تعالى ويهدف إلى إسقاط النظام العلماني وإقامة الخلافة على أنقاض هذا العرش، أما غيره من القتال والذي يهدف إلى التخلص من شخص بشار وإقامة نظام علماني تحت مسمى (الدولة المدنية الديمقراطية ) فانه قتال لا يرضي الله ويخضع بشكل كلي للحسابات البشرية، والأقوى فيه سينتصر، وسيطبق مبدأه وخططه على الأرض.
|