أَسْعِـفْ حُـرُوفَـكَ بالـيـراعِ الأَهْـيَـفِ وَاغْمِسْهُ في حِبْـرِ القلـوبِ النُّـزَّفِ |
|
واكتُـبْ علـى صـدرِ الزمـانِ حكايـةً وَصُغِ البَيَـانَ مـن الجَنَـانِ المُرْهَـفِ |
|
الـلـيـلُ مُكْـتَـئِـبٌ وطَــــالَ أَنِـيـنُــهُ فـي قلـبِ مُكْتَئِـبٍ عَلـيـلٍ مُـدْنـفِ |
|
وَاسْتَحْكَـمَـتْ فــي أمـتـي حلقـاتُـه والطَّرْفُ مَشدوهُ الرُّؤى لم يَطْرُفِ |
|
نَـسْـرِي بــه مــا بـيـن لُـجَّـةِ فِتْـنَـةٍ تسمو غَوَارِبُها على القلـب الصَّفِـي |
|
لا تَسْتَبِـيْـنُُ العـيـنُ فـــي ظُلـمـاتِـهِ إلا اشـتـعـالَ مُـصـيـبـةٍ وَتَــخَــوُّفِ |
|
إسمَعْ أنينَ النـاسِ قـد شَـقَّ الفَضَـا واذْرِفْ أساكِ مـع الدمـوعِ الـذُّرَّفِ |
|
قد أُقْصِيَ الإسـلامُ عـن حُكْـمِ الدُّنَـا مـنـذُ الثمـانـيـنَ السـنـيـنِ وَنَـيِّــفِ |
|
وَصَبَـا الخـلافـةِ أُسْكِـتَـتْ نسماتُـهـا والأرض مَــادَتْ بالـريـاحِ العُـصَّـفِ |
|
والـــدار دارُ المسلـمـيـنَ تَـهَـدَّمَـتْ أمسـتْ خرابـا فـي بقـاعٍ صَفْصَـفِ |
|
والحـكـم جَـبْــرِيٌ عـلــى هامـاتِـنَـا مـن تحـتِ نـار الطائـراتِ القُصَّـفِ |
|
بالـغـازِ والـمـطـاطِ والـبــارود وال ألغـامِ والقتـلِ الفظـيـعِ المُـسْـرِفِ |
|
فدمـاؤنـا سُفِـحَـتْ بـغـيـر جـريـمـةٍ إلا لأجـــلِ دوامِ حُـكــمٍ مُـجْـحِــفِ |
|
وتعطَّلَ الشَّرعُ الحنيـفُ عـن القضـا وتَنَـكَّـرَ الـقـاضـي لآيِ المُـصْـحَـفِ |
|
علمـاؤنـا سلـخـوا الـجـلـودَ غِـوايَــةً واستبدلوا بالعـدلِ ثَـوْبَ الحُرْشُـفِ |
|
جعلـوا فضـاءَ الكـونِ فـي إعلامِهِـمْ حِـكْـرًا لـكــل مُـخَــذِّلٍ وَمُـحَــرِّفِ |
|
ومنـافـقٍ يـسـعـى ليـبـلُـغَ منـصِـبـاً مُـتَـمَـلِّـقٍ لـلـحـكـمِ أو مُـتَــزَلِّــفِ |
|
وإذا نَطَقْـتَ مـن الـجَـوى بنصيـحـةٍ غضبَ المَـلَا وَوُصِمْـتَ بالمُتَطَـرِّفِ |
|
وعلـيـك مــن تَـبَـعِ القِـيـادَةِ مُخْـبِـرٌ يُحْصِي الهَوَا وَيَـرُوغُ عنـكَ ويَخْتَفِـي |
|
تَعِـسَـتْ مُقَـاَرَفَـةُ الـطـغـاةِ فـإنـهـا شَرَقُ النفوسِ بكـل طَعْـمٍ مُقْـرِفِ |
|
قــومٌ أبــى الشيـطـانُ إلا نَـزْغَـهُـمْ فَتَحَلَّلُـوا مـن كــل حُـكـمٍ مُنْـصِـفَ |
|
قــد أصبـحـوا للـدهـر سُـبَّـةَ نـاقِــمٍ فـي كـل مَـصْـدَرِ فتـنـةٍ وتَعَـسُّـفِ |
|
تـاريــخُ عـــارٍ سـطَّــروا صَفَـحَـاتِـهِ مـن كــل أَفَّــاكِ الـهـوى وَمُـزَيِّـفِ |
|
زُرْ مُـتـحـفَ الـتـاريــخِ إن فِــنَــاءَهُ فيه العِظـاتُ وعِبْـرَةُ المُسْتَكْشِـفِ |
|
كـل الطغـاة علـى الضَّلالـةِ مُقْتَـفِ مـن عهـدِ نَـمْـرودٍ وذاتِ المَـوْقِـفِ |
|
قالـوا دَمَقْـرَطَـةُ الـبـلادِ تَـلُـمُّ شَــمْ لَ المسلميـن علـى الثَّـرَى بِتِـآلُـفِ |
|
فــي دولــةٍ مَدَنِـيَّـةٍ مـــن حَـازَهَــا نالَ الكرامَةَ فـي المَقَـامِ الأشْـرَفِ |
|
وَطَــنِــيَّـــةٌ قــومــيـــةٌ حُـــرِّيَّــــةٌ نَعْلـوا بهـا فــوقَ السَّـمَـا بِتَـشَـوُّفِ |
|
حُــرِّيـــةٌ شَـخْـصِــيَّــةٌ وَعَـــدَالَـــةٌ هــذا شِـعـارُ الـواهِـمِ المُتَفَـلْـسِـفِ |
|
حـريــةٌ فـــي الـــرأيِ أو فِـكْـرِيَّــةٌ صَـنَـمُ الحَـدَاثَـةِ رَبُّ كــلِّ مُـثَـقَّـفِ |
|
أوهـامُ فِكْـرٍ للحـيـاةِ يَصُبُّـهَـا الــشَّ يطانُ صَبَّا فـي المُشَـاشِ الأصْلَـفِ |
|
والله أكـرمـنــا بــعــدلِ نـظــامِــهِ فَعَـلامَ نبحـثُ عـن نـظـامٍ أَجْــوَفِ |
|
أَوَمَــا رأيــتَ المسلمـيـنَ تَخَـبَّـطُـوا فــي كــلِّ دربٍ للهلاكِ المُـشْـرِفِ |
|
فَاتْـرُكْ أخـي فِـكْـرَ الـضَّـلالِ فـإنـهُ وِرْدٌُ لمَهْـلَـكَـةٍ خـطـيــرِ الـمَـأْلَــفِ |
|
وعـقـيـدةُ الإســـلام نـبــعٌ مُـغْــدِقٌ فَــرِدِ الهَـنَـا وِرْدَاً نَمِـيْـرَ المَـرْشَـفِ |
|
واجعـلْ فـؤادَكَ نابضَـاً مــن جَــذْوَةٍ وَشـريـعــةٍ وَقَّــــادَةٍ لا تَـنْـطَـفِــي |
|
وزخــارفُ الأفـكـارِ لا تَـأْمَــنْ لـهــا فَهِـيَ الخَـؤُونُ لنـا وَإِنْ هِـيَ تَحْلِـفِ |
|
بِـنَـمَـارِقٍ وبَـهــارجٍ قــــد غُـلِّـفَــتْ فاسْتَغْفَلَتْ مَرْضَى القلوبِ الغُلَّـفِ |
|
بـعــدالــة مِـزْعُــومَــةٍ وَحَـــدَاثَـــةٍ وَتَـحَـرُّرٍ لُـفَّـتْ فَـبِـئْـسَ المَـغْـلَـفِ |
|
فـاحـكـم بـحـكـم الله إن نـظـامــة بُـرْءٌ لـمـن رَامَ الشِّـفَـاءَ فَيَشْتَـفِـي |
|
ثُــرْ ثــورةَ الأنـصـارِ وَاْنْــزِلْ مَـنْـزِلاً تعلـو بـه فـوق الفـضـاءِ وِتَـشْـرُفِ |
|
بـايـعْ إمـامَـكَ بَيْـعَـةً يـرضــى بـهــا ربُّ السمَا واشْـرِي الحَيَـا وَتَحَـرَّفِ |
|
واحمل سلاحك يـا أخـي وافعـل بـه فعـل النبـيِّ بِكَعْـبٍ بــن الَأْشْــرَفِ |
|
هـذي الخـلافـة لــو علـمـت فإنـهـا حـــقٌّ لـكــل مُــوَحِّــدٍ وَمُـكَـلَّــفِ |
|
وكتـابُـهُ روحُ الحـيـاة فـلــو وَهَـــتْ عنـه القيـودُ مـن الجـداولِ تَرْشُـفِ |
|
وسنيـنُ عمـرك يـا أخـي مقسومَـةٌ بيـن الأوامــر والنـواهـي فَـاعْـرِفِ |
|
والدهر مَدْرَجَةُ الخُطُوبِ فمنْ يَعِشْ يَفْنَـي ويـرجـعْ بالقَـبُـولِ أو النَّـفِـي |
|
الـحـمـد لله الـــذي وهـــب الـعُــلا وأعـزنــا بـالـديـن بــعــد تَـخَـلُّــفِ |
|
فامسَحْ قَذَاةَ الـذُّلِّ عـن جَفْـنِ الِإبَـا وانْـزَعْ عـن الدنيـا سَـوادَ المِعْطَـفِ |
أبــــــــــــــــو الـــــمــــــجــــــد |