الإخلاص وقلة الوعي
المقدمةإن الأيام التي يحياها المسلمون صعبة جدا لا يكاد يشكك في ذلك أحد، بلادهم ممزقة بعد أن كانوا دولة واحدة وقوة واحدة، يحكمون من قبل حكام يوالون الكفار بشرائع الطاغوت، الفقر والجهل منتشر في ديارهم، الأعداء يستبيحون أراضيهم وبلادهم يقتلون المسلمين ويدمرون بيوتهم عليهم، يفتكون بالصغار والكبار بالرجال والنساء، يعتدون على المسلمين أينما وجدوا ولا يوجد من يردعهم، ينهبون خيراتنا التي تجعلنا أغنى أهل الأرض حتى أصبحنا نتسول على أعتاب الدول الغربية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، حال لا يسر العدو من بؤسه.
وقد قام الكثير من أبناء المسلمين لتصحيح هذا الوضع الفاسد، قام الأفراد والجماعات لتصحيح هذا الوضع ولكن الوضع لم يتغير، بل على العكس من ذلك كانت الكثير من هذه المحاولات تؤزم الوضع وتعقده وتزيده سوءا، ليس لخيانة في هؤلاء الأفراد ولكن لقلة الوعي عندهم مما أوقعهم في كثير من شراك الكافرين.
في هذه الأيام التي نرى فيها وضع المسلمين السيئ، يتبادر إلى الذهن السبب الرئيس وراء ذلك، ولا نريد الخوض كثيرا في الأطروحات لذلك الأمر، ولكن الأكيد أن السبب الرئيس هو غياب الخلافة، والخلافة هدمت بسبب قلة الوعي عند المسلمين، فتسلط عليهم عدوهم وهدم الخلافة، ولن تعود الخلافة ما لم يوجد الوعي عند المسلمين على أهمية الخلافة وضرورة إعادتها.
المسلمون لا تنقصهم الأرض فبلادهم الحالية مساحتها شاسعة، ولا ينقصهم العدد فهم تقريبا خمس سكان العالم، ولا ينقصهم السلاح، فبعض الدول في العالم الإسلامي من الدول الأولى عالميا في النواحي العسكرية، فكيف لو توحدوا؟ ولا تنقصهم الثروات فبلادهم من أغنى الدول في العالم، ولا ينقصهم المتعلمون فأعدادهم كثيرة، وكثرة المتعلمين لا تعني قوة في الوعي بل تعني فقط كثرة المتعلمين.
نعم الذي ينقصهم هو إعادة الخلافة ليُحكموا بها، وليَحكموا بها العالم وينشروا الإسلام في الأرض، ولن تعود الخلافة ما دام هناك خلل عند المسلمين في الوعي على أهمية الخلافة وعلى طريقة إعادتها وعلى مكر أعدائهم بهم.