السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
عالميه الاسلام تقتضى عالميه اعلامه
الإسلام دين يعتمد على الإعلام لأنه رسالة الله إلى البشرية ودعوته عالميه والمسلمون لابد لهم من الرقي في الإعلام ليوصلوا دين الله للأمم. ويأتي أهمية الإعلام ليلعب في ظل الهجمه النصرانيه اليهوديه الراسماليه الاشتراكيه على الاسلام وكذلك في ظل العولمة التي لها دوره كبير في تنفيذ خطط االاستعمار في المجالات جميعها، لتحويل العالم كله إلى نموذج واحد حسب وجه النظر الغربيه للعالم سياسياً واقتصادياً وثقافياً وحتى عسكرياً بغية إحكام القبضة على مناحي العالم جميعها.
لإعلام الإسلامي إعلام متميز، يستمد صفاته وخصائصه من تعاليم الإسلام ومن منهج الدعوة فيه، وبعبارة أخرى فإن خصائص الإعلام الإسلامي يمكن استنتاجها من الاحكام والنصوص الشرعيه كما يرتضيها الإسلام..
يتميز الاعلام الاسلامي بالصـدق: فإن المسلم مأمور بتحري الصدق في النية والقول والعمل.فقد امر الاسلام بالصدق وامتدحه ونهى الإسلام عن الكذب بكل صوره وأشكاله ـ قال تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل:105)، وقال سبحانه: (فاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الحج:30) ـ وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة:119) .
فلابد أن يكون الاعلام صادق المنبت نابع عن رؤية إسلامية صادقة صحيحة، وبحيث يهدف إلى تحقيق الخير والنفع للمسلمين فالخبر في الإعلام الإسلامي ينبغي أن يكون مرآة صادقة للواقع وقد أمرنا القرآن الكريم أن نتيقن ونتبين صدق الخبر حتى لا تختلط الأمور ويصبح المجتمع الإسلامي مرتعا للشكوك والشائعات وهما أساس كل فتنة التي تنتهي الى الندم في الدنيا والاخره قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6) والإعلام الإسلامي يجب ان يكون صادقا ايضا في صياغته للخبر وملتزم بالأمانة فلا يعمد إلى ما يعمد إليه غيره من التهويل أو استخدام أسلوب الإثارة أو الإيحاء بغير الحقيقة او التدليس والفتنه فلا يعقل ان تجد الخبر الواحد وقد صيغ في عدة صياغات تتسم بإيحاءات تختلف حسب وجهة نظر المصدر الإعلامي وموقفه من الحدث الذي يعبر عنه الخبر.
والصياغة الإسلامية للخبر ينبغي أن تتسم بذكر الحقيقة كاملة بغير زيادة ولا نقصان.وتحقيق وجهة النظر الإسلامية في صياغة الخبر بمعنى أن يصاغ الخبر في صيغة تعين المسلم على اتخاذ الموقف الصحيح من الحدث الذي يعبر عنه الخبر لكي يؤدي الاعلام هدفه في تحقيق الخير للمجتمع الإنساني عامة وللمجتمع الإسلامي خاصة؛ ولذلك فإن “المادة الإعلامية” فيه لابد وأن تكون هادفة إلى تحقيق غاية تتسم بالصلاح لا أن تكون مجرد عرض لفكر قد يحمل في طياته أضرارا ظاهرة أو خفية، ولا أن تكون مجرد “لغو” لا ينفع ولا يضر. فهي معول بناء لا معول هدم
قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70،71)
والقول السديد هو ذلك القول الذي يتوفر له جانبا الصدق والخير معا . وسداد القول يحتم التفكر والتعقل والرؤية الثاقبه قبل إصدار القول، إلى جانب أن يكون القول صادرا عن صدق وإيمان اي منبثق ومبني على عقيدة المسلم
وقد جاء في خطبة للإمام على كرم الله وجهه: ” .. وإن لسان المؤمن وراء قلبه، وإن قلب المنافق من وراء لسانه، لأن المؤمن إذا أراد أن يتكلم بكلام تدبره في نفسه، فإن كان خيرا أبداه، وإن كان شرا واراه، وإن المنافق يتكلم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له وماذا عليه”.
وهكذا نجد أن صدق المقصد يمثل ركيزة من ركائز نقاء الإعلام الإسلامي وتساميه وترفعه عن اللغو والعبث، إلى جانب أنه يمثل سياج حماية للمادة الإعلامية من كل ما يضر بفكر المجتمع المسلم الذي نتطلع الى ايجاده
يتبع :