منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> القسم النسائي: حملة ومؤتمر عالمي بعنوان:" "الأسرة: التحدّيات والمعالجات الإسلامية"
أم حنين
المشاركة Oct 6 2018, 09:18 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



بســم الله الـرحمــن الرحيــم

القسم النسائي: حملة ومؤتمر عالمي بعنوان "الأسرة: التحدّيات والمعالجات الإسلامية"

أطلق القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير حملة عالمية بعنوان "الأسرة: التحديات والمعالجات الإسلامية"، والتي ستُختتم بمؤتمر نسائي عالمي في نهاية تشرين الأول/أكتوبر ستحضره عدد من المتحدثات من حول العالم.


إن البناء الأسري القوي والمتماسك هو أساس المجتمعات القوية والمستقرة والناجحة، فالأسرة هي الأساس في توفير الدعم الجسدي والعاطفي والمادي وفي تحقيق سعادة أفرادها وضمان الرعاية الحقيقية والتنشئة الصحيحة للأطفال، لكن اليوم نواجه أزمة تؤثر على انسجام ووحدة الحياة الزوجية والأسرية في المجتمعات حول العالم، بما فيها تلك الموجودة في البلاد الإسلامية.


وتهدف الحملة والمؤتمر العالمي إلى تسليط الضوء على مخاطر تغيير شكل البنية الأسرية في العالم اليوم. وستقوم بالتعريف عن العوامل الأساسية التي تسبب الأذى لمؤسسة الزواج ولانسجام الحياة الأسرية بما فيها دور الإعلام والحكومات في تأجيج هذه الأزمة. وستفضح الأجندة المحلية والعالمية لعلمنة الأسرة الإسلامية والقوانين الاجتماعية لإبعاد المسلمين أكثر عن دينهم. وبشكل حاسم ستقوم بعرض النظام الاجتماعي الإسلامي وتوضح كيف أن رؤيته الفريدة لتنظيم العلاقات بين الجنسين - إضافة إلى أسسه وقيمه وأحكامه السليمة والتي تتضمن تعريفاً واضحاً للأدوار ولحقوق الرجال والنساء في الحياة الأسرية - يمكنها حماية الزواج وتوفير الهدوء والانسجام في الحياة الزوجية، وإعطاء الأمومة حقها في المكانة الرفيعة التي تستحقها وتأسيس والحفاظ على وحدات أسرية قوية وموحدة. كما أن هذه الحملة والمؤتمر سيوضحان الدور الأساسي للحكم الإسلامي في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله، في بناء ونشر وحماية الوحدة الزوجية والأسرية القوية لبيان كيف أن الإسلام هو بالفعل حصن الأسرة.



الاثنين، 23 محرم الحرام 1440هـ الموافق 03 تشرين الأول/أكتوبر 2018م
Go to the top of the page
 
+Quote Post
2 الصفحات V   1 2 >  
Start new topic
الردود (1 - 19)
أم المعتصم
المشاركة Oct 11 2018, 08:46 AM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238






عوّدنا حزب التحرير أن يكون رائداً لا يكذب أهله، فهو يرسم الخطّ المستقيم بجانب الخطوط العوجاء.. ولأن للمرأة دوراً في حمل الدعوة وفي رسم هذا الخط المستقيم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الصراع الفكري والكفاح السياسي، دأب القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير على الاهتمام بشؤون المرأة المسلمة في كل مكان، ومن ضمن ذلك حملات ومؤتمرات عالمية تناقش أمور المرأة والطفل بشكل فكري اجتماعي سياسي راقٍ؛ مثل المستقبل المشرق لدور المرأة المسلمة السياسي في ظل الدولة الإسلامية، وكيفية حمايتها من الفقر والاستغلال، ودور الشباب المسلم، والتعليم، وكذلك حملات عن سوريا والأقصى ومسلمي الروهينجا، والأخوات المعتقلات في دول مختلفة مثل روسيا وأوزبيكستان وباكستان وغيرها...

وهذه الأيام أطلق حملة عالمية جديدة بعنوان "الأسرة: التحديات والمعالجات الإسلامية"، والتي ستُختتم بمؤتمر نسائي عالمي في نهاية تشرين الأول/أكتوبر ستحضره عدد من المتحدثات من حول العالم.

إن البناء الأسري القوي والمتماسك هو أساس المجتمعات القوية والمستقرة والناجحة، فالأسرة هي الأساس في توفير الدعم الجسدي والعاطفي والمادي وفي تحقيق سعادة أفرادها وضمان الرعاية الحقيقية والتنشئة الصحيحة للأطفال، لكننا نواجه اليوم أزمة تؤثر على انسجام ووحدة الحياة الزوجية والأسرية في المجتمعات حول العالم، بما فيها تلك الموجودة في البلاد الإسلامية. لذلك فإن هذه الحملة تسعى إلى كشف الأسباب التي أدّت إلى استفحال هذه الأزمة وستعرض الحلول النّاجعة للمشاكل التي تواجهها الأسرة اليوم.

وتهدف الحملة والمؤتمر العالمي إلى تسليط الضوء على مخاطر تغيير شكل البنية الأسرية في العالم اليوم. وستقوم الحملة المقسمة إلى ثلاث مراحل بالتعريف عن العوامل الأساسية التي تسبب الأذى لمؤسسة الزواج ولانسجام الحياة الأسرية بما فيها دور الإعلام والحكومات في تأجيج هذه الأزمة. وستفضح الأجندة المحلية والعالمية لعلمنة الأسرة الإسلامية والقوانين الاجتماعية لإبعاد المسلمين أكثر عن دينهم. وبشكل حاسم ستقوم بعرض النظام الاجتماعي الإسلامي وتوضح كيف أن رؤيته الفريدة لتنظيم العلاقات بين الجنسين - إضافة إلى أسسه وقيمه وأحكامه السليمة والتي تتضمن تعريفاً واضحاً للأدوار ولحقوق الرجال والنساء في الحياة الأسرية - يمكنها حماية الزواج وتوفير الهدوء والانسجام في الحياة الزوجية، وإعطاء الأمومة حقها بالمكانة الرفيعة التي تستحقها، وتأسيس والحفاظ على وحدة الأسرة وقوتها. كما أن هذه الحملة والمؤتمر سيوضحان الدور الأساسي للحكم الإسلامي في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله، في بناء ونشر وحماية الوحدة الزوجية والأسرية القوية لبيان كيف أن الإسلام هو بالفعل حصن الأسرة.

فمثلما تكون الأسرة مصدرا للسّعادة والحبّ والأمن والرّاحة، فإنّها قد تكون أيضا من أكبر مصادر القلق والألم والبؤس. وهذه الأيام فإن أنماط الحياة الفرديّة القائمة على المتعة والقيم الرأسماليّة المادّيّة والمفاهيم النّسويّة مثل المساواة بين الجنسين، والتي انتشرت عبر وسائل عديدة كصناعة التّرفيه وأنظمة التّعليم، ووسائل التّواصل الإلكتروني والمنظّمات النّسويّة، بالإضافة إلى الحرّيّات الجنسية الليبراليّة المدمرة، أدت إلى زيجات وحياة أسرية غير سعيدة بل مفككة ومختلة في اضطراب عاطفي هائل لجميع الأفراد فيها قد تصل إلى حدوث آثار مدمّرة على الأطفال والمجتمع...

وتتعرض الحملة بالتفصيل لمواضيع مهمة مثل أهمية الزواج، تربية الأطفال، الزواج المبكر، تأخر سن الزواج وانخفاض معدلاته، الطلاق، تغيير وعلمنة قوانين الأسرة، العنف الأسري، العنوسة، تأثير مواقع التواصل على دمار الأسرة... إلى غير ذلك من مواضيع تمس الأسرة واستقرارها وهناءها...
نعم.. إن نسيج الأسرة يتمزّق وإن بنيتها تتفكك!! وعلينا تدارك الأمر ومعالجته... فتابعونا في هذه الحملة المهمة وادعموها للمساعدة في إنقاذ الأسرة وحمايتها من الدمار!

بقلم: الأستاذة مسلمة الشامي (أم صهيب)
المصدر: جريدة الراية
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم المعتصم
المشاركة Oct 11 2018, 09:09 AM
مشاركة #3


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238



كيف دمرت الحركات النسوية الأسرة

http://naqed.info/forums/index.php?showtop...amp;#entry21077


الجزء الأول

النسوية: ذِئْبٌ في ثَوْبِ حَمَل


الجزء الثاني
كيف طوّرت الحركة النسوية ازدراءها للزواج والأمومة ووحدة الأسرة التقليدية
غياب الحقوق في الزواج وعرض الأدوار الزوجية التقليدية من وجهة نظر هرمية



الجزء الثالث

كيف طورت الحركة النسوية ازدراءها تجاه الزواج والأمومة والأسرة التقليدية اعتبار الاعتماد الاقتصادي على الزوج والأعمال المنزلية وما يتعلق بالأمومة إهداراً لقدرات المرأة


الجزء الرابع والأخير

الأثر المدمر للحركات النسوية والمساواة بين الجنسين على الزواج والأمومة الحياة الأسرية
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم المعتصم
المشاركة Oct 11 2018, 09:39 AM
مشاركة #4


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238



حين تهدم وسائل التواصل الإلكتروني البيوت العامرة وتفرق أهلها!

http://naqed.info/forums/index.php?showtop...st=0#entry21083
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم المعتصم
المشاركة Oct 11 2018, 09:41 AM
مشاركة #5


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238



دور صناعة السينما الترفيهية (بوليوود) في تدمير الأسرة المسلمة

http://naqed.info/forums/index.php?showtop...amp;#entry21082
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم سلمة
المشاركة Oct 11 2018, 08:14 PM
مشاركة #6


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892




الدراما التلفزيونية: صناعة تلقي بظلالها الخبيثة على الأسرة والمجتمع!

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=6481
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم سلمة
المشاركة Oct 11 2018, 08:27 PM
مشاركة #7


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892





العنف ضد النساء والأطفال وباء مستورد من الغرب العلماني


http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=6482



Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم سلمة
المشاركة Oct 11 2018, 08:33 PM
مشاركة #8


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892





الأسرة من أزمة وعي إلى وعي الأزمة


http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=6483
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم سلمة
المشاركة Oct 11 2018, 08:54 PM
مشاركة #9


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892





"إنهيار الأسرة" في المجتمعات الغربية العلمانية ( الجزء الأولى), واقع الانهيار الأسري في الدول العلمانية الغربية (مترجم)

http://naqed.info/forums/index.php?showtop...art=#entry21097

"إنهيار الأسرة" في المجتمعات الغربية العلمانية ( الجزء الثاني), أسباب الانهيار الأسري في الدول العلمانية الغربية (مترجم)

http://naqed.info/forums/index.php?showtop...art=#entry21096

Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم سلمة
المشاركة Oct 11 2018, 08:57 PM
مشاركة #10


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892



تحريف الرأسمالية لمفهوم الزواج

إفساد يخالف الفطرة ويهدد بُنية الأسرة

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=6487


Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم سلمة
المشاركة Oct 11 2018, 09:00 PM
مشاركة #11


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892





> يد طُولى للأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين في إفساد الأسرة وعلمنتها!

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=6489
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Oct 15 2018, 09:20 PM
مشاركة #12


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35





النظام الاجتماعي الإسلامي هو السبيل الوحيد لتكوين أسرة سليمة
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Oct 15 2018, 09:20 PM
مشاركة #13


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35





ماذا نريد؟؟ إنهاء ولاية الرجل على المرأة، أم إنهاء ولاية الغرب على الأمة؟؟
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Oct 15 2018, 09:21 PM
مشاركة #14


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35





تعدُّد الزّوجات، بين منع وتضييق الحكومات، وإساءة وتشويه المنظّمات



Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Oct 21 2018, 08:58 PM
مشاركة #15


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



#الرأسمالية و #حقوق_الطفل: خطان متوازيان لا يلتقيان!

(الجزء الأول والثاني)


---------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم سلمة
المشاركة Oct 25 2018, 06:04 PM
مشاركة #16


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892




الخلافة: #الكفاح الأسمى من أجل حماية الأسر المسلمة

(مترجم)
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم سلمة
المشاركة Oct 25 2018, 06:27 PM
مشاركة #17


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892






حين تكون #الزّوجة سكنا لزوجها

http://naqed.info/forums/index.php?showtop...amp;#entry21171
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم المعتصم
المشاركة Nov 2 2018, 08:44 PM
مشاركة #18


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238




جريدة الراية: حملة الأسرة: التحدّيات والمعالجات الإسلاميّة (الأول-الثالث)

http://naqed.info/forums/index.php?showtop...amp;#entry21204



حملة "الأسرة: التحديات والمعالجات الإسلامية" تختتم أعمالها بمؤتمر نسائي عالمي في تونس (الجزء الرابع والأخير)

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=6560


Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Nov 5 2018, 10:19 PM
مشاركة #19


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



بسم الله الرحمن الرحيم


كلمات المؤتمر النسائي العالمي الذي عقد في تونس بعنوان:
"الأسرة: التحدّيات والمعالجات الإسلامية"

يوم السبت 18 صفر 1440هـ الموافق م2018/10/27




الكلمة الافتتاحيّة


تونس



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


قال تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.


ضيفاتنا الكريمات، أخواتي العزيزات، يسرّني أن أعلن لكن عن افتتاح هذا المؤتمر العالمي تحت عنوان: "الأسرة: التحدّيات والمعالجات الإسلامية".


ضيفاتنا المبجلات،


بعون الله تعالى، يتشرف القسم النّسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، وبالتعاون مع القسم النسائي في المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية تونس بتنظيم هذا المؤتمر النسائي العالمي. هذا، ويتجدّد اللقاء بعد أن استضافت تونس من قبلُ إبّان الثورة مؤتمرا عالميّا تاريخيّا تحت عنوان "الخلافة: نموذج مضيء لحقوق المرأة ودورها السياسي".


هذا المؤتمر هو تتويج لحملة عالمية انطلقت في الثّالث من تشرين الأوّل/أكتوبر 2018 وعرضت على امتداد 3 أسابيع من العمل المركّز ما تعانيه الأسرة من أزمات وتحدّيات وقدّمت بعض المعالجات الإسلاميّة لإنقاذها ولضمان بناء مجتمعٍ سليم ومتماسك.


إنّ الأزمة التي أثّرت على الوحدة الأسريّة هي موضوع حيوي ومهم نظرا لتصاعدها وامتدادها في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الدول القائمة في العالم الإسلامي الذي لحقته مظاهر الانهيار الأسري فأضحت الأسرة تعاني الاضطراب والتفكّك. ففي تونس، أخواتي، على سبيل المثال، ووفق المعهد الوطني للإحصاء (INS)، ارتفعت أحكام الطّلاق بنسبة 18% بين سنتي 2011 و2015، وانخفض معدّل الزّواج وارتفعت نسبة العزوبة لدى الفئة العمرية (25-29 سنة) من 37.7% إلى 54.4% بين سنتي 1994 و2011. هذا وكشفت دراسات صادرة عن منظّمات نسويّة أنّ 84٪ من النساء ضحايا العنف هنّ متزوّجات.


فمن منّا أخواتي لا يستشعر عظم هذه الأزمة التي ما فتئت تقوّض الزّواج وتضعف أركان الأسرة وتنهش في مقوّماتها لتنخر العلاقات بين أفرادها فيحلّ الشقاق والتنافر مكان الوحدة والتآلف؟ وللأسف، فإن الحلول الترقيعيّة المقدّمة بصفة فرديّة لوقف نزيف التّفكّك الأسري كانت ارتجاليّة ومن زاوية ضيّقة نتاجَ فهم سطحي للأسباب المؤدّية إليه. ناهيك عن السّياسات المنتهجة من الأنظمة القائمة في البلاد الإسلاميّة التي فشلت في الحدّ من تدهور وضع الأسرة وعمّقت الأزمة أكثر. فاكتفت بتطبيق الإملاءات الغربيّة وتمرير الاتّفاقيّات الدّولية التي تبنّتها لاحقا في نصوصها التشريعيّة المحلّية لتشرعن لبيئة الانحلال الأخلاقي وانتشار الرّذيلة وتزيح البقيّة الباقية من النّظام الاجتماعي الإسلامي. ولنا في مجلة الأحوال الشخصية في تونس وما تبعها من علمنةٍ للقوانين المتعلقة بالأسرة والنّظام الاجتماعي وأخرى "تعديليّة" لأحكام قطعيّة الثّبوت كالميراث وزواج المرأة بغير المسلم بحجّة المساواة... وآخرها تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة، خير دليل على ما أسلفنا.


أيّتها الحاضرات الكريمات، إنّ الأسرة هي الرّكيزة الأساسيّة التي تُبنى عليها المجتمعات ولا شكّ في أنّ ما تعانيه الأسر في العالم الإسلاميّ هو نتاجٌ لغزو الحضارة الغربيّة بما تحمله من مفاهيم ليبراليّة مدمّرة واستبدال قيم رأسماليّة بمقياسها المادّي المفسد بالقيم التي تحافظ على الهويّة الإسلاميّة.


وما هذا السّعي وراء تفتيت الأسرة المسلمة وذوبان وحدتها إلاّ برهان على أنّ وحدة الأسرة المسلمة ما زالت حجر العثرة أمام الغرب؛ ذاك أنّها ما زالت تشكّل صمام أمان تحفظ الأخلاق والعرض والنّسل.


لذلك، سنشرح لكنّ في هذا المؤتمر اليوم إن شاء الله النّظرة الفريدة التي أسّسها المشرّع لتنظيم العلاقة بين الجنسين وكيفية توزيعه للأدوار على النحو الأكمل، وسنعرض كيف أنّه بتطبيق النظام الاجتماعي الإسلاميّ وحده سيصلح حال الأسرة والمجتمع وتُؤسّس زيجات قويّة قادرة على الحفاظ على نسيج أسري متماسك يسود التناغمُ بين أفراده.


أخواتي الفضليات، نسعد اليوم بحضوركن ومشاركتكن لنا في هذا المؤتمر وما يتضمنه من فقرات وما يتجلّى في رواقه من معرض، ونرجو من الله أن يتقبله منا القبول الحسن، ونسأله العون حتى تُقام شريعته سبحانه وتعالى.


وأخيراً أقول بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله أعلن عن افتتاح هذا المؤتمر: "الأسرة: التحديات والمعالجات الإسلامية".


وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين


والسلام عليكُنّ ورحمة الله وبركاته





الأستاذة حنان الخميري
الناطقة الرسمية للقسم النسائي لحزب التحرير/ ولاية تونس



-----



لزيارة صفحة المؤتمر اضغط هنا
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Nov 5 2018, 10:21 PM
مشاركة #20


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35





بسم الله الرحمن الرحيم



الكلمة الأولى


ولاية تونس

الأزمات في وحدة الأسرة: أسبابها وعواقبها


(مترجمة)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...


بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.


اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك وعلى المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات...


أيتها الأخوات! إن البشرية على شفا هاوية! حجر الزاوية في المجتمع؛ وحدة الأسرة يتم فقدانها... العالم بأسره يواجه أزمة الأسرة. إن أزمة الأسرة وما يتصل بها من مشكلات اجتماعية ونفسية وغيرها من المشاكل التي تهز الغرب بعمق، وضعت الآن الأمة الإسلامية - خير أمة أخرجت للناس - بين براثنها!


في كل عام يتناقص عدد الزيجات بينما يزداد عدد حالات الطلاق. في تركيا على سبيل المثال، ارتفع معدل الطلاق بنسبة 82٪ على مدى السنوات العشر الماضية، وبينما حصل الطلاق في واحدة من بين كل 6 أسر في عام 2001، حصل في واحدة من كل 3 عائلات عام 2008. اليوم الأردن لديه أعلى نسبة للطلاق في الشرق الأوسط، وارتفع عدد حالات الطلاق المسجلة إلى حوالي 22000 في عام 2016 من 1000 في عام 2011. علاوة على ذلك، حصل 8.2٪ من الأزواج على الطلاق خلال السنة الأولى من زواجهم! وفي مصر، ارتفع معدل الطلاق بنسبة 83٪ في السنوات العشرين الماضية، وهناك حوالي 260 حالة طلاق يوميًا. وفي إندونيسيا كان هناك أكثر من 380,000 حالة طلاق تتعلق بزواج المسلمين في عام 2014 - أي ما يعادل 44 حالة في كل ساعة وأكثر من 1000 كل يوم، وارتفع معدل الطلاق 10 أضعاف من 1999 إلى 2009. وفي إيران، تم تسجيل حوالي 20 حالة طلاق كل ساعة حتى آذار/مارس من هذا العام. وفي محافظة طهران وحدها ارتفعت معدلات الطلاق بنسبة 22٪ في غضون سنة واحدة.


ورافق ذلك انخفاض معدلات الزواج وتأخر سن الزواج بين الأمة الإسلامية. فعلى سبيل المثال، انخفض عدد الزيجات المسجلة رسمياً في مصر بنسبة 70.4٪ بين عامي 2004 و2016، في حين انخفض معدل الزواج في فلسطين بنسبة 8٪ بين عامي 2015 و 2016 فقط. وفي لبنان، 47٪ من النساء في الفئة العمرية 35-39 سنة غير متزوجات، وفي ماليزيا في عام 2010، كان عدد السكان ممن أعمارهم تزيد عن 15 سنة والذين لم يتزوجوا قط يمثلون نسبة 35٪، بالإضافة إلى ذلك، فإن متوسط سن الزواج الأول يقترب من الثلاثين في جميع أنحاء البلاد الإسلامية.


إننا نشهد ضعف أهمية الأسرة داخل البنية المجتمعية، وتقلص حجم الأسرة، وزيادة عدد الأسر الفردية، والأسر التي تمتنع عن إنجاب الأطفال ويتناقص عدد العائلات التي لديها ثلاثة أطفال وأكثر باطراد. وفي الوقت نفسه، ازداد عدد الأسر التي لديها طفل أو اثنان بسرعة. ففي عام 2016، بلغ معدل الخصوبة في تركيا، على سبيل المثال، مستوى الإحلال للسكان، البالغ 2.1 طفلاً. حتى عام 2016، استخدم دائما مصطلح "فوق مستوى إحلال السكان" لمعدل الخصوبة في تركيا. وبالتالي فإن البلاد تخاطر بسرعة لتصبح شيخوخة. في بنغلاديش، انخفض معدل الخصوبة الإجمالي من 6.3 في عام 1975 إلى 2.3 في عام 2011، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 63٪. تظهر باكستان ومصر والبلاد الإسلامية الأخرى التطورات الديموغرافية نفسها المثيرة للقلق. لذلك نحن نواجه تحركًا مجتمعيًا نحو التفرّد وعدم الإنجاب. وأحد الأسباب الرئيسية لذلك هو الزيادة في متوسط عمر الأمومة الأولى والحط من قيمة الأمومة.


وقد أدى تفكك القيم الأخلاقية والثقافية الإسلامية إلى تشجيع الخلافات والتعاسة والعنف في الحياة الزوجية. فعلى سبيل المثال، ازداد العنف ضد المرأة في تركيا بنسبة 1400٪ خلال العقد الماضي. في العام الماضي وحده، قتلت أكثر من 400 امرأة بسبب الطلاق في تركيا. إلى جانب هذا؛ خلق الطلاق صوراً أخرى مروعة في تركيا... قتل طفل الشخص نفسه تجلى كـ"نظام جديد" للانتقام من الأم... وفي عام 2017، قتل 20 طفلاً على أيدي آبائهم.


أدى ارتفاع معدلات الطلاق إلى مشاكل تؤثر على الأطفال والأجيال الشابة. وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الزيادة في معدل جرائم الأطفال، وإدمان الكحول والمخدرات، والفشل في المدارس والرسوب والتسرب، والمشاكل النفسية، والبغاء، والإنجاب خارج إطار الزواج، والمقامرة، والانتحار وغيرها من المشاكل ترتبط ارتباطا مباشرا بمعدلات الطلاق في البلد. على سبيل المثال، منذ أن بدأت معدلات الطلاق في تركيا في الارتفاع، ازدادت معدلات جرائم الأطفال أكثر من أربع مرات من 2008- 2013.


أيتها الأخوات، لا توجد نهاية لنقل مثل هذه الإحصاءات الرهيبة... في الواقع، هذه هي أعراض التسمم عند مستويات الوباء. إن انتشار وتطبيق والترويج للقيم الرأسمالية والليبرالية والنسوية والعلمانية والعادات والقوانين والأنظمة من الغرب قد سممت الأمة. وقد شكلت العقلية والأذواق والمفاهيم ومقاييس الحياة بحسب الخطوط الغربية وبعيدا عن الإسلام. إن القيم والقوانين الغربية المطبقة علينا لم تحرز تقدما كما زعم... بل على العكس من ذلك، دفعتنا إلى الفساد الأخلاقي وهاوية الغرب وكتلة من المشاكل غير القابلة للحل.


إن الترويج "للحريات الليبرالية" أزال حدود التنشئة الاجتماعية والعلاقات بين الرجل والمرأة، وبالتالي أحالت المجتمع الإسلامي إلى مجتمعات غير إسلامية، وبالتالي أصبحت "العفة والحياء" تعتبر تخلفا ورجعية، في حين، كما عن أنس رضي الله عنه أن النبي e قال: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الإِسْلاَمِ الْحَيَاءُ». وكما روى أبو مسعود البدري أن الرسول e اعتبر الحياء أساس الأخلاق في الإسلام: «إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ». وهذا بالضبط ما تلقنه الحريات الليبرالية: "كل شخص حر في أن يفعل كل ما يريده. والخجل يدينك بالتعصب والفشل"!


النساء يخرجن بدون الزي الإسلامي ناهيك عن التبرج، والرجال لا يغضون أبصارهم، والعلاقات خارج نطاق الزواج والاختلاط بين الجنسين تزداد يوما بعد يوم، مما يقوض الزواج ويؤدي أيضا إلى النفور من الزواج والالتزام والمسؤولية في الزواج والحياة الأسرية، وقد حدد رسول الله e طريقة لمنع هذا الانحلال ولضمان أن يكون الزواج من أجل حماية الأخلاق والوئام «النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي».


هذه الحريات الليبرالية هي التي أبعدت الأمة عن سنة رسول الله e. وركزت العلاقة بين الرجل والمرأة على المتعة، بينما يفترض في الإسلام أن يكون تعاوناً صحياً بين الجنسين في المجتمع. وقد أدى ذلك إلى النظرة الجنسية في المجتمعات، وازدياد العلاقات خارج نطاق الزواج وحتى الشذوذ الجنسي، فضلاً عن التسامح تجاه هذه الأمور، مما قوّض طبيعيا الزواج وسلامة الوحدة الأسرية وأضر بها. هذه الثقافة الليبرالية المدمرة التي يلاحق المرء فيها رغباته أضرت بالأمة الإسلامية، بينما يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾.


أخواتي العزيزات


القيم الرأسمالية هي أيضا واحدة من الأسباب الرئيسية لأزمة الأسرة في الأمة الإسلامية. ففي حين يوجه الإسلام المسلمين وحتى غير المسلمين في المجتمع لفعل ما هو الأفضل للزواج، والأطفال، ووحدة الأسرة؛ فإن الرأسمالية تعزز الفردية التي تخلق عقلية التركيز على الحاجات الفردية والرغبات الأنانية. وكذلك المادية تشيد بترويج الصور والمواد الجنسية الفاسدة للاستهلاك من أجل الربح، على سبيل المثال من خلال صناعات الترفيه والتجميل والمواد الإباحية. ولهذا السبب، حولت المرأة إلى سلعة، في حين إن السياسات الاقتصادية الرأسمالية المستندة إلى هذه المبادئ، وهراء أن "المرأة تعتبر المحرك الاقتصادي للمجتمع والدولة"، قد انتزعت المرأة من الأمومة ودفعتها إلى سوق العمل. جعلت المادية أيضا تركيز الأفراد على السعي وراء الثروة والممتلكات والمكانة بدلا مما هو أفضل للأسرة، والأطفال، والمجتمع. وأسلوب الحياة هذا الذي يدمر العلاقات بين الوالدين والأطفال، ويخل بجميع التوازنات والنظم الاجتماعية، ويشكل تهديدًا خطيرًا للانسجام المجتمعي.


على العكس من ذلك، فقد نصحنا رسول الله e كما روى أبو هريرة رضي الله عنه: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ» واليوم، فإن أحد العوامل الرئيسية المسببة للطلاق، وتجنب الزواج، والإضرار بانسجام الحياة الأسرية هو الافتقار إلى الوقت بين الزوجين والوالدين والأطفال بسبب ساعات العمل الطويلة والشاقة والسعي إلى تحقيق أهداف مادية أخرى.


بالإضافة إلى ذلك، كان للأفكار النسوية مثل المساواة بين الجنسين تأثير مدمر كبير على الأسرة والبنية المجتمعية في الأمة الإسلامية. وقد أوجدت هذه الأفكار ارتباكا وصراعا في الأدوار والواجبات والحقوق الزوجية، وقوضت الزواج وحطت من قيمة الأمومة. حيث أنتجت نساء ينكرن واجب الرجل في القوامة كما أمر ربنا سبحانه، وأنتجت رجالا يهملون واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه أسرهم. غير أن الإسلام لا يفضل نوعاً على آخر في أدواره الزوجية، ولا يعطي أي اعتبار للمساواة بين الجنسين عند تحديد الحقوق والواجبات في الحياة الأسرية. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ ويقول سبحانه: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ﴾.


وإلى جانب تأثير هذه القيم الليبرالية والعلمانية والرأسمالية الغربية على الأمة الإسلامية، هناك عزل المرأة عن المجتمع أو الحياة العامة، أو حرمانها من بعض حقوقها وأنشطتها التي يمنحها الإسلام، أو الزواج القسري، وعادات المهور الهندوسية، وغيرها من وجهات النظر والتوقعات غير الصحيحة من الزواج التي تسبب الاضطهاد على المرأة في العديد من البلاد الإسلامية والتي هي أيضا ظاهرة تؤثر على انسجام الحياة الأسرية اليوم. هذه كلها ليست من الإسلام! بل هي ممارسات لعادات وتقاليد قديمة غير إسلامية. وبالتحديد، فإن النظرة الخاطئة والتوقعات الزائفة تجاه الزواج الناشئة في الأصل عن هذه الثقافة التقليدية غير الإسلامية، قد تسببت في عدم الرضا والسخط والغضب، حيث إن النساء والرجال الذين يربطون هذه الثقافة والتقاليد المتخلفة بالإسلام، يتحولون إلى الثقافة الغربية ويتمردون على أحكام الشريعة الإسلامية.


كل هذه الأمور أيتها الأخوات، نتجت عن حقيقة كوننا كأمة فقدنا فهمنا ووضوح أحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بكيفية تنظيم العلاقة بين المرأة والرجل بشكل فعال وكيفية تنظيم الزواج والحياة الأسرية بأفضل طريقة لضمان الانسجام. مما تسبب في فقداننا كأمة للطابع الإسلامي لبنية الأسرة، فضلا عن خلق العديد من المنازعات والانقسام بين الزوج والزوجة وسائر أفراد الأسرة. لكن الأهم من ذلك أننا تُركنا بدون كيفية واضحة لحل هذه المشاكل.


أخواتي العزيزات،


يجب أن يكون واضحا أن هذه هي نتائج الاستعمار الثقافي للقوى الإمبريالية ومشروعها المتمثل في تدمير الإسلام. وقد نجحوا بدعم من الأنظمة العميلة في العالم الإسلامي. إن هذه الأنظمة بمختلف نظمها ومؤسساتها غير الإسلامية هي التي روجت وطبقت القيم الغربية الضارة التي تغذي أزمة الأسرة، على سبيل المثال من خلال أنظمتها التعليمية؛ ودعم مختلف المنظمات النسوية وبرامجها؛ والتصديق على الاتفاقيات الدولية التي تهدف إلى علمنة وتدمير الأحكام الاجتماعية الإسلامية وبنية الأسرة، وسن قوانين وسياسات متحررة ومتنوعة للمساواة بين الجنسين على الصعيد الوطني؛ وتوفير منصة مفتوحة لوسائل الإعلام من أجل بث المواد التي تركز النظرة الجنسية في المجتمع وتحط من قيمة الزواج وتضر بهدوء الحياة الأسرية.


ونرى على سبيل المثال أن الدساتير في العالم الإسلامي تنص على الالتزام بتنظيم قوانينها المحلية وفقاً للاتفاقيات الدولية. يتم وضع كل السياسات والقوانين واللوائح القضائية المتعلقة بالمرأة والأسرة وفقا للاتفاقيات الدولية القائمة على سياسات "تعميم مراعاة النظرة الجنسية". فعلى سبيل المثال، وقعت كل الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية اتفاقية سيداو باستثناء فلسطين وإيران والسودان والصومال.


قدمت تركيا "القانون المدني الجديد" تمشيا مع هذه الاتفاقات. وقد حذف القانون العبارة التي تنص على أن "الزوج هو رب الأسرة"، فأصبحت: "يتخذ الزوجان معا قرارات بشأن اتحاد الزواج". المادة 41 من الدستور تنص على أن "الأسرة هي أساس المجتمع التركي" وقد تمت إضافة "وعلى أساس المساواة بين الزوجين". وعلاوة على ذلك، تستخدم وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية في منشوراتها جملة "الأسرة ليست بيئة آمنة للمرأة" وتعرف "الزواج" على أنه سبب العنف.


تُمنح المؤسسات النسوية صوتًا وتأثيرًا كبيرًا في بلداننا. وقد بتنا نواجه ظاهرة أخرى تسمى "النسويات المسلمات"، اللواتي يتّهمن الأحكام الإسلامية المتعلقة بالأسرة والمرأة بأنها تهين النساء، وبالتالي يدعون إلى إعادة تفسيرها عصريا، أو بالأحرى علمنتها، من خلال عيون المرأة. وتحظى مطالبهن بالقبول الفوري حتى في البرلمانات.


علاوة على ذلك، تركز أنظمة التعليم العلمانية القائمة في بلادنا على تنفيذ مبادئ "إدماج النوع الاجتماعي" من خلال مناهجها، وكتبها، ومعلميها ووسائل أخرى. والهدف هو تربية أجيال تتجاهل مسؤولياتها الزوجية والأسرية، والتي تحارب لتتحمل مسؤوليات الجنس الآخر، واعتبار ذلك بأنه تحرر. أجيال بدلا من طاعة والديهم، يعلمونهم دروساً عن المساواة بين الجنسين، ويتم هذا كله على يد وزارة التعليم.


إلى جانب كل ذلك، لم تعد الأنظمة القضائية العلمانية في بلادنا تعمل كذراع للدولة لحماية وحدة الزواج والبنية الأسرية كما كانت تعمل في الماضي تحت حكم الإسلام. لم تعد المحاكم تعمل كوسيلة فعالة للفصل في الخلافات الزوجية للحفاظ على الزواج، أو في العنف المنزلي لحماية المرأة، أو لضمان أن يوفر الرجل لعائلته الحياة المناسبة، أو لضمان قيام الزوج والزوجة بواجباتهما تجاه بعضهما. على العكس، فإن كل التعديلات في قانون الأسرة تعالج القضايا التي تحدث بعد تدمير الأسرة. مدفوعات النفقة، دعاوى التشهير، حضانة الأطفال وغيرها من العناوين الفرعية هي مشاريع للتعامل مع قضايا بعد نهاية الزواج. وفوق ذلك، فإن القوانين لا تحمي "الأسرة" ولكنها غالباً ما تؤدي إلى تفاقم معدلات الطلاق. على سبيل المثال، أصبح القانون التركي "رقم 6284 الخاص بحماية الأسرة ومنع العنف ضد المرأة" والذي صدر على أساس اتفاقية إسطنبول، أصبح معروفًا بين الناس على أنه "قانون تخريب العائلة واضطهاد الزوج". وذلك لأن جميع التعاريف الواردة في القانون - بدءاً من تعريف العنف إلى تطبيق اللوائح - تضمن تدمير العائلة بدلاً من حمايتها. على سبيل المثال، عبارة "لا يلزم دليل أو تقرير يثبت العنف من أجل اتخاذ قرار تحذيري" تبطل "البراءة المفترضة" للزوج. فالنساء اللواتي يستغللن هذا القانون كسلاح يمكنهن إخراج أزواجهن تعسفاً من بيوتهن. النسوية أو المساواة بين الجنسين التي ينتهجها المحامون أو علماء النفس الأسريون أو مراكز الإرشاد الأسري تحول بسهولة المشاكل العائلية البسيطة إلى حالات طلاق. اليوم يقدر بأن حوالي 1.5 مليون شخص هم ضحايا هذا القانون. الخلاصة، إن الأنظمة القضائية في بلادنا الإسلامية تفتقر إلى القدرة على تصحيح المظالم بشكل سريع وفعال، وقد فشلت في حل المشاكل التي تواجهها النساء والأسر. وبالتالي، فإنها تسمح للمشاكل بالتفاقم، مما يؤدي إلى مزيد من الخلافات المستعصية في الحياة الزوجية والأسرية. وفوق ذلك، فإنها غالباً ما تكون مثقلة بالأعباء بسبب عدم كفاية الإنفاق الحكومي لتوفير ما يكفي من المحاكم والقضاة للفصل في القضايا، وكذلك بسبب حجم المشاكل التي تؤثر على المجتمع في ظل الأنظمة المهترئة. بالإضافة إلى ذلك، فإن قضايا المحاكم مكلفة جدا وغالبًا ما تتأثر بالسلطة والمال - وكلها عوامل مانعة من حل النزاعات الزوجية والأسرية بشكل عادل وفعال.


أخواتي العزيزات،


إذا أردنا معالجة هذه الأزمة بإخلاص، فإننا كأمة يجب أن نجد حلاً جذرياً لأسباب هذه المشكلة وما الذي يغذي هذه الأسباب. لقد أعدنا الله وزودنا بكل الأفكار والأساليب اللازمة لإنقاذ البشرية من حافة الهاوية وقيادتها من الظلام إلى النور. لذلك، يجب علينا نشر الحلول الإسلامية والعمل بكل قوتنا لإعادة تطبيقها بشكل كامل.


يقول الله تعالى: ﴿الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾.





شادية الصّيادي
عضو حزب التحرير -ولاية تونس-



-----


Go to the top of the page
 
+Quote Post

2 الصفحات V   1 2 >
Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 14th November 2024 - 03:12 AM