بســم الله الـرحمــن الرحيــم
كتاب مفتوح
من القسم النسائي لحزب التحرير/ ولاية السودان إلى الحكومة الانتقالية
كيف بلغت بكم الدناءة أن تفتحوا للكافر المستعمر آخر قلاع المسلمين؛ الأسرة؟! بتوقيع مجلس الوزراء على سحب التحفظات السابقة على الميثاق الأفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته؛ وهو المبني على أساس الحضارة الغربية؛ حضارة العهر، والفجور، والعقوق، بذلك تكون الحكومة الانتقالية الوظيفية قد فتحت أمام الغرب الكافر المستعمر آخر قلعة ظلت عصية أمام حضارته المدمرة؛ الأسرة، تتقرب بذلك من هذا الكافر المستعمر، والحكومة الانتقالية هي التي ظلت منذ تكوينها تربط رزقها، وأمنها، وحياتها، وموتها بأسيادها الكافرين، لذلك فهي ماضية تجفف ما تبقى من أحكام شرعية من حياة الناس إرضاء لأسيادها الكافرين!
إننا في القسم النسائي لحزب التحرير/ ولاية السودان، نرفض هذه القوانين المبنية على الحضارة الغربية، ونستنفر طاقات المسلمين؛ الحرائر والرجال، للعمل من أجل وضع حد لخيانة هؤلاء الحكام؛ بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تدخل المسلمين والناس أجمعين في طاعة الله، يقول سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾. ونوضح الحقائق الآتية:
أولاً: إن الحضارة الغربية؛ بمبدئها الرأسمالي، هي التي أورثت عالم اليوم هذا الشقاء غير المحدود، فقوانين الأسرة والطفل هي التي جعلت أكثر من 70% من الناس في الغرب أبناء زنا وسفاح، وخرّجت شباباً عاقين لآبائهم ومعلميهم، وصنعت رجالاً ونساء يضعون آباءهم وأمهاتهم في دور المسنين! فهل هذه حضارة يتخذها عاقل مثلاً أعلى؟!
ثانياً: إن الطفل في الغرب هو ضحية التفكك الأسري، وانغماس الأبوين في الشهوات، ما يؤدي غيابهما عنه إلى الانحراف، والجريمة، والمخدرات، والانحلال الأخلاقي، ولم تعصمه أفكار الحريات لأنها أس البلاء، ولا قوانين الحضارة الغربية لأنها باطلة. أما الطفل في بلادنا فإنه ضحية الفقر الذي يؤدي إلى انعدام التعليم، وإلى التشرد، وحمل السلاح مع الجماعات المسلحة، لكن من الذي صنع الفقر في بلادنا الغنية بالثروات، ومن قتل الفقراء؟ ومن الذي يضخ السلاح للمتمردين ليضع يده على ثروات البلاد؟ أليسوا هم هؤلاء الكفار المستعمرون، يتقدمهم الحكام العملاء؟!
ثالثاً: إن العقيدة الإسلامية هي أساس حياة المسلمين في تشريعاتهم وأنظمتهم، وهي تناقض في أساسها وتفصيلاتها حضارة الغرب الكافر؛ ومنها ميثاق الطفل الأفريقي تناقضاً تاماً يتمثل فيما يلي:
لا يعد طفلاً كل من وصل مرحلة البلوغ، ذكراً كان أم أنثى، خلافاً للميثاق الأفريقي الذي يعد كل من لم يبلغ 18 سنة طفلاً، فالشخصيات الإسلامية التي تربت على القرآن الكريم والسنة الشريفة، وجعلت من رسول الله ﷺ أُسوتها هي شخصيات قوية مبدعة ومتميزة في تفكيرها وهمّها التقدم والاستقرار، أما في الغرب نظراً لسطحية الفكر يكون الشخص غير مسؤول، ومتهورا فترة طفولته الأولى وفترة صباه.
يجيز الإسلام الخطبة والزواج دون سن الـ18 سنة في الوقت الذي يمنع فيه هذا الميثاق ذلك وهو باطل، فالإسلام يعمل على إشباع الغرائز بالحلال، ويحرم العلاقات الجنسية بين الأطفال وغيرهم، وما انتشر في الغرب من انحلال هو بسبب مثل ما جاء في هذا الميثاق.
يمنع الميثاق العقوبة البدنية للطفل، في الوقت الذي يوجه الإسلام باستخدام العقوبة البدنية الخفيفة للطفل الذي يبلغ 10 سنوات، كما كفل الإسلام حق التأديب وليس الانتقام، وفقاً للضوابط الشرعية، وإيقاع العقوبة البدنية من الوالدين والمعلمين، مما يمنع مشكلات التمرد والاستقواء، وحمل الأسلحة، وطيش الشباب والفتيات، وفسادهم، كما يحدث في الغرب.
كل من بلغ الحلم فهو ليس طفلاً، بل هو راشد، ولا يعاقب حتى في المدارس إلا بحكم محكمة، مما يكشف أن هذه القوانين هي لهدم الأسرة في السودان وليس لبنائها! كيف لا والباب يُفتح على مصراعيه للأطفال ليتصرفوا دون قيود، أو ضوابط في البيت أو المجتمع وحتى الدولة؟!
هذا غيض من فيض أحكام الوحي الإلهي، ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾.
وهذه نماذج من أحكام الإسلام التي يسعى حزب التحرير لتطبيقها في أرض الواقع، لجلب السعادة والطمأنينة والأمان إلى عالم أورثته الحضارة الغربية الشقاء، والتعاسة، والقلق، والاضطراب، فحي على طاعة الله بالعمل لاستئناف الحياة الإسلامية؛ بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
أيتها الحكومة الانتقالية:
يا أبناء المسلمين الداخلين في طاعة الغرب الكافر:
ألا تتعظون من الموت الذي يتخطف الملوك والناس من حولكم، فتدركوا عظمة الله سبحانه، ووجوب الدخول في طاعته، ونبذ معصيته؟! ألا تتعظون من واقع العملاء الذين أخلصوا في طاعة الغرب فانتهى بهم المقام في القبور أو في السجون؟! فثوبوا إلى رشدكم، وادخلوا في طاعة ربكم، فإن الرجوع إلى الحق فضيلة، وانزعوا أيديكم من المعصية، وسلِّموا الحكم للقادرين على تطبيق شرع الله وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
الناطقة الرسمية لحزب التحرير في ولاية السودان – القسم النسائي