السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
خطر تبعية الإعلام العربي للإعلام الغربي على المرأة المسلمة؛
وكالة معاً من فلسطين نموذجاً:مقدمة مـنذ أن اكتشف الغـرب أن قوة الإسلام والمسلمين تكمن في عقيدته وما ينبثق عنها من أفكار، وأدرك أن السلاح المادي لن يحقق الغاية المنشودة لجأ إلى السلاح الفكري، أو ما يعبر عنه بـ "الغزو الثقافي الفكري". ونظرا لأهمية الإعلام فقد ترأس هذا الغزو وسائل الإعلام المدعومة من قبل الغرب والتابعة له وتبنت قضية المرأة المسلمة بكل حذافيرها سواء أكانت تتعلق بالزواج، أم بالحياة العائلية، أم باللباس، أم بالتعليم أم بالسياسة. فالغرب يعتبر أن أقصر الطرق لتنفيذ مخططاته لهدم الإسلام "هي جذب الفتاة المسلمة بكل الوسائل الممكنة لأنها هي التي تتولى عنه تحويل المجتمع الإسلامي وسلخه عن مقومات دينه". ومن تلك الوسائل استغلال وسائل الإعلام المختلفة لإظهار الإسلام بأنه دينٌ ظالم للمرأة ولترويج فكرة أن التنازل عن الإسلام والقيم الإسلامية هي المنجد للمرأة المسلمة والمسلمين وأن النموذج الغربي هو النموذج الأمثل الذي ينبغي الاحتذاء به لتصل إليه المرأة المسلمة إلى حقوقها. ويمكن القول بأن وسائل الإعلام قد عمدت إلى إبعاد المرأة عن قيم دينها وأحكامه من خلال تشويه عقيدة الإسلام وأحكامه وأفكاره وتاريخه، و بدلاً من ذلك زرعت في أذهان النساء المفاهيم الغربية عن الحياة ونمط عيشها وذلك من خلال الترويج للدعوات الغربية والتعاون مع منظمات هذه الدعوات التي تنتحل صفة المدافع عن حقوق المرأة تحت أغلفة براقة مثل، حماية الأسرة، مناهضة العنف ضد المرأة، والدعم النفسي، تمكين المرأة إلى غير ذلك من الشعارات، والتي في حقيقتها تخفي وراءها مجموعة من الأفكار القاتلة والمحاربة لدين الله وشرعه..
لمحة على أبرز قضايا المرأة في فلسطين المحتلة والتناول الإعلامي لها لنفهم حقيقة التناول الإعلامي لقضايا المرأة على المواقع يكفينا ان نتجول بين صفحات منشوراتها ومكتبات صورها وفيديوهاتها لنعرف الجواب في التناقض السافر بين الواقع وبين ما يُطرح من قضايا؛ هذا أولاً. أما ثانياً فعلينا أن نفهم من وراء تمويل شبكة وكالة معا لنفهم من يسيطر على ما ينشر فيها من أخبار:
قضايا المرأة على موقع وكالة معاً كانت تطرح ضمن أقسامه المتعددة، إلا أنه وقبل فترة وجيزة تم تطوير الموقع وظهر بحلة جديدة مضيفً قسماً خاصاً بالمرأة. فللوهلة الأولى يظن المتلقي أن الموقع سيهتم أكثر بالمرأة ويطرح قضاياها المهمة بكثافة وتركيز، خاصة أن الموقع فلسطيني فبديهي أن يتطرق لقضاياها العديدة كونها تعيش تحت الاحتلال وتعاني بشكل يومي من ممارسات الاحتلال الصهيوني من اعتقالات وهدم للبيوت ومصادرة أراضي وإغلاق للمعابر. وأكيد أنه من المتوقع أن يهتم بأخبار المرابطات في الأقصى المبارك وغيرها من القضايا.
لكن وعند دخول القسم تتفاجأ بأن القضايا المطروحة ليس كما المتوقع، فالقسم فيه دعوة للسفور وإظهار العورات والسافرات والترويج لهن. وهذا يعني أن وكالة معاً تهدف إلى بث ونشر الثقافة الغربية المنبثقة عن الفكر الرأسمالي والذي يفصل الدين عن الحياة ، فينشر الأفكار والمفاهيم والقيم الغربية ويريدون للمرأة المسلمة أن تكون هذه الثقافة هي مرجعيتها في الحياة، ويريد الموقع من خلال ذلك أن تتخذ المرأة المسلمة من المرأة الغربية نموذجاً يحتذى به، فالمرأة الغربية من وجهة نظرهم ولأنها تعتنق الفكر الرأسمالي قد نالت حريتها وحققت كيانها كما يدعون، ليس كالمرأة المسلمة التي وحسب إعتقادهم امرأة مقيدة مسلوبة الإرادة يتحكم بها الشرع والرجل وأن هذا زمن العصور الظلامية والتخلف والرجعية.
ويتضح ما نقوله من خلال تصفح قسم المرأة على وكالة معاً نجد أنه يهتم بنشر مفاهيم الحرية والمساواة، ليس غريبا بأن تكون "معا" ولا سيما قسم المرأة معبأة بالأخبار والمقالات التي تصب في مصلحة الغرب وتنادي باعتناق قيم العلمانية الفاسدة، وترك مفاهيم الإسلام الصافية النقية. بل إن التبعية للغرب ومساندتها لمشاريعهم المحاربة لثقافة الإسلام واضح وجلي في الأخبار التي تنشرها. فعلى سبيل المثال لا الحصر:
نشرت بتاريخ: 01/04/ 2015 انطلاق مشروع نساء يناضلن ضد "مطلقة" وذكرت بأنه عبارة عن لقاءات جماهيرية توعوية بالشراكة مع مبادرة الشراكة الشرق أوسطية ميبي وبتمويل من القنصلية الأمريكية.
ونشرت بتاريخ: 09/04/2015 "سوا" تنفذ عدة لقاءات حول العنف مع نساء من القدس وهي لقاءات تمت ضمن مشروع النهوض بحقوق النساء والأطفال الفلسطينيين المهمشين في شرق القدس، وأوضحت بأنه ينفذ بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبإشراف من المؤسسة الألمانية "هنريش بول"، وبالشراكة والتنسيق مع أربع مؤسسات (المركز العربي للتطوير الزراعي "ACAD"، والمختبر الفني "ارت لاب"، ومؤسستي الحق في اللعب، والحرب والطفل "هولند")، إذ يهدف المشروع لتحسين ظروف الحياة وبخاصة للفئات الضعيفة والمهمشة، عن طريق التوعية بشأن مكافحة العنف بكافة أشكاله، ما يساهم في تعزيز حقوق الإنسان في القدس وضواحيها.
كما نشرت بتاريخ: 22/04/2015 إطلاق مشروع الملتقى النسائي للمهارات وهو بتمويل من التعاون الألماني GIZ
ونشرت بتاريخ: 22/04/2015 لقاء حول مشروع النهوض بمشاريع المرأة في غرفة الخليل ومشروع النهوض بمشاريع المرأة في فلسطين، ممول من مؤسسة "شيري بلير" للمرأة، وبتنفيذ من مؤسسة الشرق الأدنى الأمريكية، ونجد ذلك على سبيل المثال لا الحصر هذا الخبر المعنون:
كيف يمكن حماية حقوق المرأة في حال تعدد الزوجات
فيه تضليل وتزييف وتطاول على أحكام الإسلام فيما يتعلق بتعدد الزوجات أوجزها بنقاط:
1-عنوان المقال الذي نقلته وكالة معاً عن ال بي بي سي البريطانية فيه اتهام صريح بأن الإسلام ظلم المرأة عندما أباح للرجل التعدد.
2-الصورة المرفقة للمقال صورة لفتاة محجبة وحزينة، وهذا يوحي للمتلقي أن المرأة المسلمة مهضومة الحقوق ومسلوبة الإرادة.
3-هذا يظهر جلياً من سياق المقال، حيث أخذوا من معاناة المرأة السورية التي أجبرت على ترك سوريا هرباً من القتل والاغتصاب الذي يقوم بشار وشبيحته بدعم من أمريكا التي تدعي "الحريات وتدعي أنها تسعى لتحرير المرأة". وهذا لم تأتِ على ذكره وكالة معاً.
4- وكالة معاً وال بي بي سي أظهرتا الرجل المسلم أنه استغلالي، وأنه استغل الظروف القاسية التي تعانيها حرائر الشام من تهجير وفقر وجوع وعدم وجود معيل لهنّ
فيقبلن الزواج تحت ضغط الحاجة والعوز.
5- اتخذوا من امرأة علمانية نموذجاً للمرأة التي يجب أن يحتذى به، فريدة النقاش لتتحدث عن "حقوق المرأة " وتدعي أن المرأة وخاصة اللاجئات السوريات بحاجة إلى قوانين تحمي المرأة
هذه القوانين التي تطالب بها هي قوانين منبثقة من المبدأ الرأسمالي الذي يهين المرأة شر إهانة، فالنظام الرأسمالي يتعامل مع المرأة على أنها سلعة يتاجر بها، في حين أن الإسلام يعتبرها عرض يجب أن يصان، حكم شرعي وحقيقة عاشت عبر العصور يتجاهلها إعلام معاً بكل بساطة..! فهل القانون الغربي الوضعي أفضل من القوانين الربانية التي أنزل الله تعالى على العباد؟!
اما الخبر الثاني فتهدف وكالة معا من ورائه إلى الترويج للاتفاقيات الغربية التي تخص المرأة، مثل اتفاقية سيداو وهي تعني القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة
الاتحاد العام للمرأة يرحب بقرار لجنة "سيداو"
والصورة المرفقة مع الخبر لنساء من مختلف الأعمار غالبيتهنّ محجبات ويرفعن لافتات تمجد يوم المرأة، فوسائل الإعلام عندما ترفق صورة لخبر لا ترفقه عبثاً، لأن الصورة لها تأثير كبير على المتلقي، فماذا تريد وكالة معاً أن توصله للمتلقي من خلال الصورة؟
الرسالة التي تريد وكالة معاً إيصالها، أنه يا نساء فلسطين المسلمات تمردن على دينكن، واخلعن حجابكن وانبذن الأفكار والمفاهيم والقيم الإسلامية التي تقيد حريتكن وتمنعكن من التقدم والتحرر.
ولإثبات ما نقول نورد هذا الخبر اللافت:
المرأة الفلسطينية تحيي يوم الميراث
هذا الاحتفال برعاية رئيس وزراء السلطة الفلسطنية رامي الحمد الله بتنظيم من مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، جمعية الشبان المسيحية - القدس، مركز شؤون المرأة - غزة وبالتعاون مع جمعية المساعدات الكنسية الدنماركي.
هل النصارى حريصون على أن تنال المرأة المسلمة نصيبها من الميراث حسب الشرع؟! إن هذا يتناقض مع ما يدعون إليه وهو المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء.
وهكذا يوضح لنا سبب إفتتاح قسم خاص بالمرأة على موقع وكالة معا ربما حتى يستوعب الأخبار المتزايدة والنشاطات المتلاحقة للمؤسسات النسوية الفاسدة المفسدة وحتى يسهل الوصول لهذه الأخبار والاطلاع عليها ومتابعتها بسهولة بالذات وهذه المؤسسات تخطط لعمل "لوبي" للضغط على الرأي العام وإدخال تعديلات على الدستور فيما يتعلق بالمرأة وتنخرط "السلطة الفلسطينية" الجبانة وإعلامها المنافق في مشاريعهم مقابل الدعم السخي الذي يدخل خزائنها!
أين القضايا الحقيقية التي يجب أن يهتم بها الموقع؟ فهل هدف "معا" الدفاع عن المرأة المسلمة ورفع الظلم عنها؟ ولو كان هدفها كذلك لامتلأت صفحاتها بأخبار العنف الحقيقي التي تتعرض له المرأة في فلسطين واضطهاد الاحتلال اليهودي لها من اعتقال وضرب واغتصاب وتجويع وترويع من جرائم يندى لها الجبين وتقشعر منها الأبدان ولتحدثت عن المعتقلات في سجون النظام المجرم في سوريا. أو لتحدثت عن الجرائم التي تشيب لهولها الولدان التي يقترفها اليهودي كريموف في حق المسلمات العفيفات الطاهرات في أوزباكستان؛ إلا أن تبعية الوكالة للغرب الكافر تمنعها عن ذلك فلا تركز سوى عن الناحية التي يريد الغرب الترويج لها عن المرأة المسلمة بوجه عام والمرأة في فلسطين بوجه خاص.
أين أخبار أم الشهيد في غزة وفي سائر فلسطين المحتلة؟
أين دور الوكالة الإعلامي الجدي في إستنهاض جيوش الأمة الإسلامية لتحرير فلسطين ونصرة الأقصى الأسير؟
أين الوكالة من الإضطهاد والإرهاب اليومي الذي تعانيه المرأة من ظلم يهود وحقد المحتليين الغاصبين وإعتراف السلطة بالعدو المحتل والتطبيع معه وتقسيمات فلسطين بحسب أجندته وأجندة الأمم المتحدة وأمريكا؟!
معا تعيش في فلسطين ... بلاد إسلامية غالبية أهلها مسلمون متدينون .... وفيهم قلة من النصارى وقليل من المسلمين العلمانيين إن صح التعبير .... فإذا هممت أن تتصفح آخر أخبارها أو تتجول في أرشيفها فإنك تتوقع أن ترى أخباراً وتقارير وتحليلات لقضايا فلسطين المصيرية كونها بلاد إسلامية محتلة تنوء تحت نير الاحتلال أرضاً وشعباً .... لكنك تفاجأ بانها تغطي أخبار الشرذمة المارقة التي تتسلق على ظهر الشعب وتختطف قضاياه وتعتلي منابر الحديث باسمه والسير في حل قضاياه بتوكيل مزور أو مأخوذ بالمكر والاحتيال ....وتتجاهل وتهمش المخلصين من أبناء الأمة الواعين على أحكام دينهم الفاهمين لقضيتهم الذين نذروا حياتهم لخدمة دينهم وقضايا أمتهم القادة الحقيقيين للأغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني .....فهذه أخبار تغطيها معاً بكل فخر:
ربيحة ذياب أفضل شخصية نسوية بالعالم
الشعبية تدعو إلى أوسع حملة تضامن مع الأسيرة الجربوني
فهل ترى الوكالة حلاً فعلياً لقضايا الأسيرات بهذه الحملات واليهود جاثمين على صدر الأهل في فلسطين والعدو مدعوم بالمنظمات الغربية التي تعمل لهدم المرأة المسلمة وأمريكا الإرهابية الأولى في العالم في المقدمة؟!
أما الأخبار التي تهتم بقضايا المرأة المسلمة محلياً وعالمياً لا نرى لها على صفحاتها أي أثر:
بيان صحفي: القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: يستضيف مؤتمراً عالمياً للمرأة لم يسبق له مثيل: "المرأة والشريعة: بين الحق والباطل"
حملة عالمية واسعة بعنوان "المرأة والشريعة: بين الحق والباطل"
وحين تخاطب الإنسان الفلسطيني فإنها تخاطبه باعتباره علماني يؤمن بالديمقراطية والليبرالية، ولا علاقة له بأحكام الإسلام دينه ومنهج حياته ... سواء أكان المخاطب رجلاً أو امرأة ....لذا فإن العلمانية تكون لغتها ... والتحريض على الدين يكون رسالتها وخاصة إن كان الأمر يتعلق بالمرأة .... أما حين تحمل قضايا فلسطين فبطريقة مشوهة ومضللة تلبس على المتلقي دينه وتحرفه عن التفكر السليم والفهم العميق والتصرف وفق أحكام الشرع الحنيف.
وجولة في موقع الوكالة تكشف أنها لا تتميز عن أي موقع إعلامي غربي كان أو عربي .... فهي لم تحد عن طريق ممولها الغربي .... تهتم بأن تقدم للمتلقي الأحداث والأخبار والقضايا من منظور الغرب وتطرح الحلول لها من وجهة نظره ...وإليك مثال على كيفية حمل قضية أهل فلسطين المحتلة منذ 1948:
البلد بلدنا - حملة الاتحاد الأكاديمي
ولا تهتم بنظرة الإسلام ولا حلوله .... بل إنها تهاجمه وتتهمه وتحرض المسلمين على التمرد عليه ليس بشكل مباشر فهي لا تملك الشجاعة والجرأة على ذلك حتى لا تفقد روادها وجمهورها بل بطرق ملتوية شانها شأن مموليها وأرباب نعمتها .... من هنا وجب كشفها للناس وفضح حقيقتها.
فهي لا تقول للمرأة لا تطيعي زوجك، ولا تقول لها ظلمك الشرع إذ جعل نصيبك نصف نصيب الرجل في الميراث .... بل توصل لها تلك الرسالة عن طريق تغطية ندوة أو مهرجان أو ورشة عمل لإحدى المؤسسات النسوية أو المؤسسات الرسمية ( فكلها مؤسسات مرتبطة بالغرب مموله بامواله منفذة لأجنداته) وتلك بدورها تقدم هذه الرسالة على شكل قصة أو تمثيلية أو حوار هادف أو محاضرة اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية عن حقوق المرأة وعن المساواة بين الجنسين والتمكين وتعزيز الثقة بالذات وبالقدرات الذاتية .... ووو
إذًا في قسم المرأة لن تجد أخبارًا تغطي القضايا الهامة للمرأة وإن رأيت عنواناً ملفتاً فإنك تجد المحتوى لا علاقة له بالعنوان .. فالنضال عندهم هو نضال ضد الدين تحت مسمى العادات والتقاليد وضد الاحتلال يكون عن طريق إحياء الرقص والغناء الشعبي، والرياضة النسائية ومسابقات ملكات الجمال باعتبارها الطريقة الحديثة للنضال وحمل القضية إلى العالم .... في نظرهم القضية الكبرى للمرأة الفلسطينية تحت الاحتلال هي الجوع والجهل والمرض .... اما الكرامة والعزة فلا مكان لها في الثقافة الغربية التي يحملون، لذا لا نرى قضايا جادة للمرأة فلا تغطية لنشاطات المرأة المسلمة التي تعمل لإعادة الخلافة رمز عزة المسلمة وكرامتها .... ولا متابعة لعمل المرابطات في الأقصى للدفاع عنه والوقوف في وجه مخططات للاستيلاء على الأقصى وحرمه ....وأما الأسيرات في سجون الاحتلال حين تغطي الفعاليات المتضامنة معهن تغطيها كما تغطي أخبار المرابطات بصورة مقتضبة وبتعليق يشوه عملهن ويشوش على المتلقي طريقة دعمهن وتخليصهن من معاناتهن .... أو كما في التغطية التالي:
تعريض بحماس واتهام لها بالتقصير في حق الأسيرات (تعزيز للشقاق والفتنة)
الجربوني وحيدة تصارع السجن
ورغم أن معاً تعلن أنها تعمل لفلسطين ومن أجل فلسطين (تعزيزاً للوطنية تروج لحل الدولتين! ولكل ما هو "فلسطيني") ... وهذا بحد ذاته مخالف للشرع الذي جعل المسلمين أمة واحدة لا فرق بين أردني وسوري وفلسطيني وعراقي ومصري وصيني وأوزبكي وبنغالي ... فهي تحت هذا العنوان تبرئ نفسها من حمل قضايا المسلمين خارج فلسطين .... إلا أنها جعلت على صفحتها عنوان للأخبار الدولية .... فهل وتحت هذا العنوان على الأقل غطت أخبار الثورة السورية مثلاً أو حملت قضية الأسيرات السوريات في سجون الأسد اللعين أو الطاغية كريموف اليهودي .... تمنيت لو أنني وجدت خبراً واحدا عنهن .... فحتى من منطلق إنساني أو من تحيز نسوي لم تأت على ذكرهن ولو عرضاً ... فالتجاهل تام لكل قضايا المرأة المسلمة في فلسطين وخارج فلسطين .... فلا مصر ولا العراق ولا سوريا المكلومة وهي على مرمى حجر من فلسطين ولا حتى أوزباكستان أو ميانمار ....
تمويل الوكالة يفسر الكثير للمتلقي المسلمفي حين أن وكالة معاً وكالة إخبارية تدعي أنها مستقلة إلا أن تمويلها يأتي من الخارج ... فأنى لها الاستقلالية بوجود الممول الغربي.... إذ لا يمول الغرب الوكالة عبثاً وهم أرباب المبدأ الرأسمالي المادي النفعي جاء في تعريف الوكالة لنفسها ما يلي: (كانت انطلاقة "معا" الأولى بدعم سخي من الممثلية الدنماركية ونظيرتها الهولندية في السلطة الوطنية الفلسطينية. وإن شبكة "معا" لتثمن عاليا وتتوجه بالشكر الجزيل إلى الحكومتين الدنماركية والهولندية على دعمهما في مرحلة تأسيس الوكالة. وبعد أن تبوأت مركزا رئيسيا على صعيد الصحافة الألكترونية المستقلة في فلسطين، فإن وكالة "معا" تضع نصب أعينها أن تستمر في خدمة المجتمع الفلسطيني والدولي على مدى السنوات القادمة.)
إنطلاقة وكالة معا الإخبارية
وكالة معاً وهي فرع من مؤسسة أكبر تسمى شبكة معاً هي مؤسسة "غير ربحية" ممولة من دولتين أوروبيتين رأس حربة مسمومة وقائدة في الحرب ضد الإسلام والمسلمين والإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما الدنمارك وهولندا ... فهي مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني التي ابتلي بها العالم الإسلامي والتي ازداد ظهورها ونشاطاتها مؤخراً بهدف تركيز فكرة المجتمعات الديمقراطية عملياً وعلى الملأ .... تدعي الاستقلالية وأنى لها ذلك وهي التي تعيش على أموال الدول المانحة وما أدراك ما الدول المانحة إذا علمنا ان هذه الدول هي دول أوروبية مؤسسة على الرأسمالية ومتغذية بفكره حتى التخمة ما يعني أنها لا تقدم المال صدقة أو هبة ... بل تقدمه مشروطاً....
وهكذا نجد أن جل ما تنقله "معا" من أخبار عن المرأة في فلسطين هي أخبار عن مشاريع تكون وراءها مؤسسات ممولة من قبل الغرب الكافر ومؤسساته ويشرف على أعمالها مباشرة وترعاها "سلطة أوسلوا" تحت مظلة الصهاينة وأقل ما يقال عنها إنها مشبوهة، حيث يشترط هؤلاء المانحون تنفيذ برامجهم المحاربة لثقافة الإسلام ونشر أفكار الغرب، إضافة إلى فرضهم اشتراطات سياسية مثل التوقيع على وثيقة تدين الإرهاب وتنبذه، أي أن الممولين يشترطون على تلك الجمعيات محاربة الإسلام الذي يصورونه بالإرهاب ونبذ كل الجهاد ضد كيان يهود. ووكالة معا شأنها شأن هذه المؤسسات، يتم تمويلها هي الأخرى من قبل الغرب الكافر لذلك فإنها تخضع لنفس تلك الاشتراطات ونراها تساند دور تلك المؤسسات فهي لا تعدو أن تكون سوى أداة من أدوات الغرب التي تروج للدعوات الغربية و للفكر العلماني الرأسمالي الذي أورد المرأة في الغرب والعالم المهالك. والمتتبع لهذه الدعوات بعين الناقد الإعلامي يعي جيداً أن الوكالة في حقيقة أمرها ترفع هذه الشعارات البراقة لإخفاء عملها الحقيقي الخبيث وهو إثارة الشبهات حول أحكام الإسلام التي حفظت وصانت المرأة المسلمة ومحاربتها وتهدف إلى سلخ المرأة المسلمة عن عقيدتها وأن تتخلى عن الأفكار والمفاهيم والقيم الإسلامية ولتتخذ من المبدأ الرأسمالي وأفكاره ومفاهيمه بديلاً لها فأحذروها. إنها حرب الغرب الصليبي الشرسة الحاقدة على الإسلام وعلى المرأة المسلمة، وسلاحها الفتاك لتحقيق النصر في ذلك هو الإعلام، ووكالة معاً بطرحها لقضايا المرأة كما ذكرنا فهي شريكة بهذه الحرب الحاقدة، لذلك نطالب وكالة معاً أن تكون منصفة وعندها من الاستقلالية أن تطرح قضايا المرأة بحياد وتنقل معاناتها التي تواجهها كل يوم في جحيم الاحتلال الصهيوني على المستويين المحلي والعالمي، في حين المرأة في فلسطين تطالب بتحريرها بالجهاد وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.وربما وقتها فقط تستحق معاً أن تكون عميدة الإعلام الفلسطيني في الداخل والخارج بالتزامها بالقضايا المصيرية للأمة الإسلامية والعمل على تحرير فلسطين بالكامل.
|