|
مرض قاتل أصاب الكثيرين من حيث لا يدرون
مرض قاتل أصاب الكثير من امة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا المرض هو مرض اللامبالاة بما يصيب المسلمين، من أصابه هذا المرض تراه مهتما بنفسه فقط وبعمله وبأولاده وإذا رأى أحوال الآخرين يقول: المهم أن تبتعد عني، وهذا درجته خطيرة، ومنهم من يهتم بنفسه وعمله وأولاده وإذا أخبر عن أحوال الآخرين قال: الله يعينهم ومضى مهتما بنفسه، الدنيا أكلت أصحاب هذا المرض، فلا شأن لهم إلا أنفسهم، وبعض التحليلات في السياسة لن تشفيهم من هذا المرض، فهي عندهم للتسلية ليس أكثر.
هذا المرض جعل الكفار يفرحون ويطبلون ويزغردون أن المسلمين أصبحوا لقمة سائغة فقطعوا أوصالهم ونهبوا خيراتهم وقتلوا أبناءهم واغتصبوا نساءهم فلم يحرك المسلمون ساكنا.
سببه الرئيس حب الدنيا وحب النفس وحب الأولاد وحب الدنيا وتقديم ذلك على حب الله والرسول واقل عَرَض له هو الفسق، قال تعالى {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين} وله أسباب أخرى هي الجبن واليأس، والجبن واليأس يسببان عزلة عن العالم فلا يتدخل الإنسان في شأن غير شأنه، والجبن وحده أو اليأس وحده أيضا قاتل، فالجبان يبقى خانعا يردد ما يريده الفرعون في بلده لا يلوي على شيء، واليائس لا يرى أملا في التغيير، وإن تطور أمره فقد قتل صاحبه ولا أمل فيه وان بقي يمشي ويدب على الأرض، وأصبح عبئا بدل أن يكون داعما أو حتى محايدا، وان اجتمع الجبن واليأس فقد سببا مرض العزلة القاتل.
هذا المرض نتائجه وخيمة فالفرعون يتفرعن وتزيد فرعنته، وإبليس يغوي وتزداد هجمته، والفساد ينتشر ويطغى على كل خير، وغضب الرحمن ينزل على رؤوس هؤلاء المرضى، ولا أمل بالتعايش أبدا مع هذا المرض، فهذا المرض لا يورث إلا ذلا وعبودية وفقرا وضنكا ومصائب ومرضا وقتلا وظلما، ولا يمكن أن يؤدي إلى خير مطلقا.
حتى الأمة عندما ثارت وبدأت بالتململ من هذا المرض قامت على غير وعي تريد دواء فأخذت الدواء من الأعداء فازداد مرضها، فبعد مرحلة من التحسن عاد البعض إلى الجلوس خانعين مستسلمين لهذا المرض قائلين: لا أمل بالشفاء، واستمر آخرون يبحثون عن دواء أي دواء فبقي المرض في أحشائهم غير ظاهر، ولكن الأصحاء الواعين المبصرين لحالهم وحال أمتهم عرفوا أن هذه الحركات للبحث عن الدواء لم تصل إلى الدواء الصحيح بعد، ولهذا استمر المرض والأمل معقود بنواصي هؤلاء فقط.
من أصابهم المرض قالوا: علّ وعسى أن لا يأتينا القتل والفقر والضنك والشدة، ولكن القدر كتب عليهم أن يصابوا، فإذا أصيبوا بدؤوا بالصراخ: أين المسلمون لينقذونا؟؟؟ وهم كانوا بالسابق إذا سمعوا هذا النداء من غيرهم قالوا: لا شأن لنا بهم، واليوم يقولون: أين المسلمون؟؟؟ فيأتيهم الصوت من مكان بعيد أو ربما من مكان قريب: لا شأن لنا بكم فاصبروا، وهكذا أكل الأسد الثور الأبيض والأسود والأصفر، أكل الثور الفلسطيني والثور الأفغاني والثور العراقي والثور الصومالي والثور الشيشاني والثور الكشميري والثور الكوسوفي وها هو يأكل الثور السوري والثور المصري والليبي واليمني، وربما يأكل ثورا آخر، ومن أصابهم المرض يقولون المهم أن تبتعد عنا.
ربما يقول بعضهم: بعد أن نؤمن مستقبلنا نعمل لصالح المسلمين.........!!!!
مستقبلك أهو تعليمك حتى الثانوية أو تعليمك الجامعي أم عملك بعد التخرج إن وجدت وظيفة أم سعيك للزواج أم سعيك خلف الأبناء أم تربيتهم وتنشئتهم أم تزويجهم، عندها تكون قد بلغت من الكبر عتيا، ..... هذا إن سارت الأرزاق كما تحب وتشتهي، هذا إذا لم يمرض أولادك ولا تجد تكاليف علاجهم فتلعن عندها الطب ومن يقوم به أو أن لا تجد عملا فتسب البلد ومن فيها، أو أن يعتقل أبناؤك إن خرج فيهم خير أكثر منك فتذهب لتنافق وتدفع الرشاوى علّ وعسى، أو أن لا يحدث اضطراب أو احتلال في بلدك أو قتل من قبل زعيمك المفدى فيقتل أبناءك أو يغتصب بناتك وأنت تنظر، أهذا هو المستقبل الذي تبحث عنه؟؟؟؟
المستقبل لمن بحث عنه وأراده في الدنيا والآخرة فهذا لن يكون إلا في دولة تطبق الإسلام دولة الخلافة فتؤمن نفسك وعيالك ومالك وأمنك وترضي ربك ببيعة في عنقك فلا تموت ميتة جاهلية، قال عليه الصلاة والسلام: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)
ربما يظن من أصابه المرض وهي أماني إبليسية أن القدر لن يجرّ عليهم قتلا أو ذلا، وربما أقنعهم علماء تثبيت الطاغوت في الأرض بالقول لهم: ولاة أمر فاسمعوا وأطيعوا لهم، وربما قالوا عندما تحل بأرضنا نهاجر ونترك أرضنا..........
نهاجر....................؟؟؟؟؟؟؟؟
المهجرين وحال المهجرين وما آل إليه وضعهم مبك محزن، فذل وهوان واعتداء وتشريد وقتل واغتصاب واستغلال ومرض واختطاف، وغرق وبرد قاتل في الشتاء أو حر مهلك وزواحف قاتلة، حتى قالوا: يا ليتنا بقينا في أرضنا تحت النيران وتحت القصف، وليتنا وليتنا وليتنا......!!!!!!!
وإذا عدنا لنبحث ما السبب؟؟؟
السبب واضح واضح لا لبس فيه وهو مرض اللامبالاة أو الوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت، حب النفس والمال والولد وتقديمهم على حب الله وحب الرسول، ولا يوجد إنسان مسلم إلا أصابه هذا المرض؛ إلا من عمل مع من يعمل لإقامة الخلافة، وإقامة حكم الله في الأرض باذلا جهدا ووقته وماله، فهذا فقط غير مصاب بهذا المرض وهذا من ينجو من غضب الرحمن، وان كان يصيبه ما يصيب قومه من قتل وتشريد واضطهاد، ولكن حسبه أنه سيلاقي ربه وهو عنه راض.
ومن قال أن طريق العمل مع جماعة مكلف شديد فهو كمن قال أن الذهاب إلى المستشفى واخذ العلاج متعب، نعم تحتاج تعبا يا عبد الله، واعلم أن سبب تأخر العاملين هو خذلانهم من الملايين من المسلمين الذي لا يحركون ساكنا والذي هم مع أي حاكم يأتي، سواء أكان صالحا أم طالحا، فمن أصابهم هذا المرض هم من قتلوا المسلمين وسببوا لهم هذا الوضع الصعب المؤلم بسكوتهم ولا مبالاتهم.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا ، قُلْنَا : مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لا ، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ، قِيلَ : وَمَا الْوَهَنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ " .
|
مرض قاتل أصاب الكثيرين من حيث لا يدرون
Sep 22 2015, 09:53 AM
