|
من سياسات الإعلام: كرر الكذب يصبح حقيقة
لو سجنت إنسانا في غرفة مغلقة ووفرت له مستلزمات الحياة، ووضعت عنده تلفزيون يبث عليه يوميا برنامج لشخص يدعي انه إله ويطلب من الناس أن يسجدوا له، وتم تكرار هذا البرنامج يوميا، فالمتوقع في المرة الأولى أن يهزأ الرجل بالبرنامج، ومع مرور الوقت يشاهده دون استهزاء، ومع مرور الوقت يبدأ يداخله أن ما يقوله الرجل صدق، ومع مرور الوقت ربما تجد هذا الإنسان يسجد للتلفاز الذي يبث البرنامج.
صحيح أن البرنامج عن هذا الشخص كذب لا يمكن تصديقه، لكن كثرة عرضه وعدم عرض غيره وعدم توفير البدائل جعلت هذا الإنسان يصدق ما كان يراه يوما من الأيام خزعبلات، وقلما ينجو إنسان من هذه الحرب النفسية المسلطة عليه.
إعلامنا يمارس نفس الشيء إذا انه يعرض الأكاذيب، وحكمة حكامنا العملاء المجرمين، ويعرض البرامج الساقطة مثل عرب أيدول والأفلام الساقطة والناس تقول عنها برامج ساقطة، ولذلك ومع مرور الوقت ومع وجود هذا الإعلام المجرم، تجد الناس يصدقون هذه الأكاذيب التي كانوا يقولون عنها أكاذيب، وإن تابعوها تأثروا مشاعريا بها وسيطرت على فكرهم مع الوقت، فعرض الكذب والدجل باستمرار وعدم توفير البديل الصحيح تجعل الناس مع الوقت تصدق هذا الكذب والدجل.
ولذلك فان إعلامنا ليس بغبي عندما يعرض عليكم الكذب مرارا وتكرار بل هو مدروس، وهو يعلم أنه بكثرة عرضها ستؤثر فيكم، وان لم يكن كلكم فالكثير منكم، ولا حل لهذه المشكلة إلا بتغيير النظام وبناء عليه تغيير ما يبثه الإعلام إلى ما يرضي الله ورسوله، ولن يقوم بهذا الأمر إلا دولة الخلافة الراشدة قريبا بإذن الله، والحل المؤقت هو وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال بالناس وغيره من الوسائل لتخفيف حدة هذا الأمر.
|
من سياسات الإعلام: كرر الكذب يصبح حقيقة
Nov 23 2015, 07:31 PM
