حزن في العيد بدل الفرح والسرور
وقف حاكم البصرة خالد بن عبد الله القسري في يوم عيد الأضحى المبارك على المنبر، وبعد أن حمد الله وأثنى عليه، قال: "أيها الناس انصرفوا إلى منازلكم وضحوا -بارك الله لكم في أضحياتكم-، فإني مضحٍ اليوم بالجعد بن درهم"
ثم حمل "سيفه" وذبحه أمام المصلين وهم ينظرون.
موقف غريب قد يستنكره البعض ويعتبرونه همجيا، ولكن ماذا فعل هذا الشخص حتى يستحق هذا الجزاء في هذا اليوم المبارك وبهذه الطريقة؟؟؟
المدافعون عن هذا الفعل لخالد القسري رأوا أن الجعد بن درهم جاء بأمر عجبا، فـ"الجعد" أول من قال بـ"نفي الصفات"، وهو أول من حفظ عنه في الإسلام مقالة "التعطيل"، وكان الذي تكلم به في صفتين: أنكر صفة التكليم فنفى أن يكون الله قد كلم موسى تكليما، وأنكر صفة الْخُلَّة،فذهب إلى استحالة أن يتخذ الله إبراهيم خليلا، إذن فقد أنكر على الله صفتين، لكن هاتين الصفتين ترجع إليها جميع الصفات؛ لأن إنكاره للكلام إنكار للشرائع والنبوات والكتب المنزلة، فالله -تعالى- تكلم وأرسل الرسل، وأنزل الكتب بالكلام، فمن أنكر كلام الله معناه أنكر الكتب المنزلة والرسل، وأنكر الشرائع.
وقد سعد كثير من العلماء على مر التاريخ بما حدث للجعد بن درهم، ومن ذلك ابن القيم في "الكافية الشافية" أثنى على "القاتل" خالد القسري قائلا:
ولذا ضحى بجعد خالد القسري*** يوم ذبائح القربان
إذ قال ليس إبراهيم خليله*** كلا ولا موسى الكريم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة*** لله درك من أخي قربان.
وقد قال البعض أن هذا الفعل: "أفضل وأعظم أجرا من الأضحيات؛ لأن هذه فيها قطع لدابر الفتنة والشر والفساد، ثوابها أعظم من ثواب الأضحية"
بغض النظر عن هذا الفعل، أي هل يجوز معاقبة الأشخاص بهذه الطريقة أم لا، لأنها موضع خلاف، ولكن عندما كان للمسلمين دولة كان يذبحون أعداءهم ومن يتعدون على دينهم ويقتلونهم ويضحوا بهم ويتقربوا إلى الله بمنع الفتن والاعتداء على المسلمين وبث الرعب في قلوب أعدائهم، وانظر قصة أرناط مع صلاح الدين الأيوبي، وقصة أحد قادة الكفر الذي كان يؤذي المسلمين عندما وقع في الأسر وعرض مبلغا كبيرا ليفتدي نفسه مع القائد قتيبة بن مسلم الباهلي، حيث رفض قتيبة هذا المبلغ وأمر بقتله وقال قولته المشهورة: " وَاللهِ لا تُرَوَّعُ بِكَ مُسْلِمَةٌ أَبَدَاً" .
العيد هو يوم فرح وسرور وأكل وشرب وذكر الله تعالى.
لكن هذه الأيام لا يعرف المسلم كيف يفرح ويسر.....
وهو يرى المسلمين يذبحون ويقطعون كالأضاحي في بورما
كيف يكون المسلم مسرورا وهو يرى المسلمين يقتلون في اليمن ويموتون من المرض والجوع
كيف يكون المسلم مسرورا وهو يرى المسلمين يقتلون ويذبحون في سوريا والعراق
كيف يكون المسلم مسرورا وهو يرى مسلمين يتقربون إلى الله بذبح المسلمين وينشرون فعالهم على الإنترنت وهم يكبرون الله تعالى، بعضهم يعادي البعض الآخر وكل يكفر من يخالفه.
كيف يكون المسلم مسرورا وهو يرى يهود يدنسون المسجد الأقصى ويعيثون فسادا في الأرض ولا رقيب ولا حسيب.
قد يكون مسرورا من كان لأمته ودينه متجاهلا ومن لم يهتم بأمر المسلمين، وكل همه شهواته، قد يكون هذا مسرورا.... ولكن
هل نسي هذا أن العيد يوم ذكر الله تعالى وتعظيم له كما انه يوم فرح وسرور واكل وشرب؟؟؟؟
نعم.. أين ذكر الله تعالى وتعظيمه وأنت ترى إخوتك المسلمين في هذه الحال المأساوية وأنت لا تلقي لهم بالا، بل وتقول: وما لي وما لهؤلاء القوم، وما شأني بهم، وماذا اصنع لهم؟؟!!
حتى الكفار عندما يريدون إهانة المسلمين فإنهم يقتلون ويعدمون بعض من كانوا يوما خدما لهم كصدام حسين يوم العيد، فالإهانة ليست بالإعدام فقط ولكن بالقيام بهذا الفعل يوم عيد الأضحى المبارك!!
إذن حالنا يوم العيد أن الكثير من المسلمين يقتلون ويذبحون يوم عيد الأضحى المبارك، ان هذا الوضع حالة تجعل المسلم حزينا، وهذا لا يعني أن لا يقوم المسلم بشعائر العيد وصلة الأرحام والتضحية الأضاحي، فإنها واجبة على المسلم في العيد، ولكن ليعلم أن الفرح المطلق لا يمكن أن يحدث من مسلم ما دام حال المسلمين على هذه الحال المأساوية.
إن الحل أيها المسلمون هو أن تقيموا لكم دولة هي دولة الخلافة توحدكم وترفع الظلم عنكم وتوحد بلادكم، وتذبح وتضحي بأي ناشر للفتنة وبأي عميل مجرم وبكل من خان الله ورسوله والمؤمنين، وليس مهما حينها أيضحى به في عيد الأضحى أم في أيام السنة، المهم أن يكون لنا دولة تؤدب أعداء المسلمين وتنتقم من كل من تسول له نفسه الاعتداء على الإسلام وأهله، فهناك اليوم الآلاف من هم شر من الجعد بن درهم ومن يحتاجون ذبحا بين المسلمين.
فإلى العمل لإقامة دولة الخلافة ندعو جميع المسلمين.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater