منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> إضاءات على الجهاد الشامي .!
ناصر الدين القيس...
المشاركة Nov 3 2013, 05:00 PM
مشاركة #1


ناقد
**

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 14
التسجيل: 4-April 13
رقم العضوية: 2,102



إضاءات على الجهاد الشامي .!




الحلقة الأولى .




بسم الله الرحمن الرحيم








الحمد لله حمدا طيب كثيرا مباركا فيه , والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد :








بداية لابد من بعض الإشارات المهمة لفهم طبيعة العمل المسلح في الساحة السورية .




فمعرفة أسماء الألوية والكتائب وعددها وقادتها لم يعد أمرا فيه تميز ,أو صعبا مناله والوصول إليه , فهذه المعلومات جميعها إنتشرت وتوفرت الان , لكن يبقى الجانب الأهم في نظري ,هو معرفة البنية والتيارات التي تنتمي لها هذه المجاميع المسلحة , والمستوى الشرعي لقادتها , ونظرتهم للكثير من المفاهيم الشرعية المعروفة لدى التيار الجهادي , وعليه :


1- أن الحالة المسلحة الرسمية بدأت مع أول إنشقاق عن الجيش النظامي متمثلة بحسين هرموش وتشكيله للواء الضباط الأحرار , ثم تلاه تشكيل الجيش الحر بقيادة رياض الأسعد , وقبل هذا كانت كان هنالك محاولات متفرقة للمقاومة على شكل أعمال فردية عشوائية كانت النواة لإنتشار"ظاهرة" الكتائب والألوية المشاهدة الان .




فالعمل المسلح الشعبي بدأ مع بعض الأفكار لرد عادية جنود النظام من خلال إستخدام أسلحة بسيطة وخفيفة بدأت في بعض المناطق ببنادق الصيد , دون التفكير ببلورة الحالة لتكون بصيغة كتيبة أو لواء وقيادة لها خطط وإستراتيجيات , لكن الذي حدث أن الحالة تطورت من تلقاء نفسها , بسبب إنضمام متتابع ومتزايد للمتعطشين للعمل المسلح , وحصولهم على بعض الأسلحة الخفيفة كغنائم أثناء الإشتباكات الصغيرة المتقطعة مع دوريات الشرطة والأمن , وتمكنهم من شراء بعض السلاح , وكل كلامي هذا إلى هذا الوقت , عن مجموعات جديدة لم تتجاوز أعدادها العشرين رجل .




مع نجاعة العمل المسلح في رد بعض الدوريات العسكرية , وقتل بعض العساكر , رأى الكثير من الشباب فائدة هذا الأمر , عندها بدأت هذه المجموعات تكبر شيئا فشيئا , وكان العمدة فيها فيما يتعلق بقرار الغزو وشراء السلاح وضم الأفراد متعلقا بالشخصيات الكبيرة , أو المؤثرة , أو القديمة المؤسسة , أي أنه لم توجد قيادة بالمعنى الحقيقي , يرجع لها في هذه الأمور , بل الحالة كانت عشوائية يتم فيها إتخاذ القرار بالتراضي دون حدوث أية مشكلة .




مع تطور الأمر تقدمت بعض الشخصيات بفضل رأيها , وتأثيرها النفسي على من يحيط بهم من المقاتلين لتتصدر المشهد في تجمعها المسلح , فبتنا هنا أقرب لمفهوم القيادة والتنظيم , وبالفعل فقد تم تأمير بعض الشخصيات لتصبح فيما بعد تحمل صفة " القائد " .




2 - هذه التشكيلات المسلحة - لا أقصد الجيش الحر الرسمي - لم تحمل منهجا أو رؤية للصراع , بل كان الحديث الغالب والمنتشر بين صفوفها هو قتال النظام , وجرائم النظام , فمع مفاهيم الجهاد والإستشهاد وهتافات " الله أكبر " كنا نجد كلاما عن الأفاضل في المجلس الوطني , وضرورة التوحد لإسقاط النظام دون النظر للخلفية والهدف, والضغط للإستعانة بالناتو وغيرها .




فهذه صورة عن الفهم الذي كان يسود تلك التشكيلات , لكنه مع الوقت تطور بعد ظهور مفاهيم الراية والشريعة والخلافة وغيرها , فأصبح الخطاب متموجا غير مفهوم في بعض الأحايين , فنفسه المنادي بالخلافة , تجده يتحدث عن الوحدة الوطنية والأخوة مع الطوائف .




وهذا الأمر لم يكن مفاجأة , أو شيئا غريبا, فمعرفتنا بالمستوى الشرعي لهذه التشكيلات وقادتها , جعل الأمر طبيعيا للغاية , فأساسا هذه المفاهيم إلى الان غير مضبوطة عند كبرى التشكيلات العسكرية الإسلامية .




غير مضبوطة لأن الفهم لم يكن هو نفسه عند بداية تأسيسها , بل الخطاب تغير تبعا للظروف وإنتشاره , وتقليده أحيانا أخرى .




وإنما قلت هذا الكلام عن نشأة هذه التشكيلات المسلحة حتى نميز بينها وبين التنظيمات التي ظهرت أساسا ولها قيادة ومنهج ورؤية للصراع , ونزلت للميدان منظمة مرتبة , كبرت مع الوقت , وكان لها خطاب إعلامي يهدف للترويج لما تريده , وخطابها بقي واحدا منذ نشأتها حتى الوقت الحالي .




وكانت نظرتها الشرعية للكثير من المفاهيم محسومة وعلى أساسها بنت تنظيمها وشرعت في العمل .




بالنسبة للنوع الأول : فما ذكرته أعلاه عن نشأة هذه التشكيلات فإن صورته الأمثل تنطبق على الحالة العسكرية التي تشكلت في ريف إدلب , ثم تم تصديرها إلى بقية المحافظات , حتى وصلنا إلى ظاهرة " الألوية والكتائب " , وكان الدافع لإنتشار هذا الظاهرة :




1 - أن فكرة العمل المسلح قد راجت في هذه الفترة , فيما كانت تعد قبلها حديث تشمئز منه الأنفس بذريعة عدم إعطاء النظام المبرر لإستخدام العنف المفرط في قمع الإحتجاجات , لكن ورغم هذا الإدعاء فالنظام أساسا كان يستخدم العنف والإعتقال والإجرام , فنشأ تيار ثالث من ضمن تيار المظاهرات والحراك السلمي أعتبر مؤسس العمل المسلح بعد تغير نظرته - أقول تغير نظرته - لإنه بداية لم يكن يؤمن بالعمل المسلح كما هو حال التنظيمات الجهادية التي استقر رأيها وتحركها على العمل المسلح من البداية .


2 - أن تشكل هذه الكتائب حمل طابعا مناطقيا , فأتجه الجميع للتقليد , فعندما تشكلت كتائب شهداء جبل الزاوية , عمدت مناطق قريبة لتقليد الامر , ثم أنتقلت الظاهرة لحلب , ثم حمص والشرق والجنوب وهكذا , فعلى الرغم من أن مناطق كثيرة من التي ذكرت لم يكن فيها أي نشاط عسكري , إلا أن بعض الرجال باشروا بتشكيل هذه الكتائب لتحمل أسماء مناطقهم , تحت عنوانين أساسين : ( 1- العمل العسكري هو الأنجع , 2 - لما لايكون لمنطقتنا كتيبة كما هو سائر المناطق ) .




ومع إنتشار هذه الكتائب بهذه الصورة التي ذكرتها , كان عددها قد جاوز المئة في بعض المناطق , وحصلت على سلاح متوسط , وبدأت عملياتها تنتظم أكثر فأكثر .. هذا من الجانب العسكري .




من الناحية النفسية و التوجه : فهذه التشكيلات المسلحة كانت مرجعيتها الشرعية والمنهجية العلماء الرسميون في الخليج , أوعلماء الشام المشنقون عن المؤسسة الدينية الرسمية , أو الفارون .




فلم تكن هذه التشكيلات العسكرية تتعب نفسها في البحث عن حقائق المفاهيم الشرعية , بل كان الأمر عندها محسوما في أي مسألة إن تكلم العرور بها .




ومن ضمنها مسألة إقامة الدولة المسلمة , والإستعانة بالناتو , والنظرة للحكام العرب ,وإقامة الحدود في المناطق المحررة , والتفريق بينها وبين الهيئات القضائية الوضعية الثورية ,والحكم الشرعي في الضباط المنشقين ( المتطوعين في الخدمة وليس المجندين .! ) .




وقبل هذا كله الراية , وحكمها , والموقف الشرعي من المجلس الوطني , ومفاوضاته مع الغرب , فكما قلت أن الحسم في هذه الأمور عند هذه التشكيلات هو مايقوله الشيخ الفلاني في الخليج , أو الشيخ الشامي المشبع والمشرب بعقائد الصوفية والأشاعرة والإنحرافات في مفاهيم كثيرة تتعلق بالحكم والإمارة والجهاد .




وللعلم : فمن تجرد من النظرة العاطفية للأحداث في الشام , وتابع الأمر بدقة متناهية , فإنه سيجد تقلبات فكرية متتابعة على إمتداد الثورة منذ بدايتها , تغيرت النظرة للصراع مرات كثيرة , وتغيرت النظرة للمعارضة السياسة ومازالت تتغير , والنظرة العسكرية في أسوأ أحوالها مع كل مامرت به الثورة .




بعد تنامي هذه التشكيلات في مناطق كثيرة من سوريا , حملت تلقائيا إسم الجيش الحر , وعملت تحت رايته , وقبل هذه الفترة وعودة للوراء قليلا و منذ أن إنتظم العمل المسلح وبات متواترا أكثر من ذي قبل , بدأت مخابرات الدول المجاورة في العمل والتحرك على الساحة , بعد مرور فترة صعبة جدا من التضييق المالي والعسكري , حتى صرنا نبحث عن الرصاصة ونجهد في شرائها ولانوفق , وكانت هذه هي اللحظة المناسبة لدخول عروض التمويل والدعم .




وهنا عمدت كل من قطر والسعودية وتركيا والغرب إلى مايلي :




بعد تزايد أعداد المنضمين لهذه المجاميع , وفي الوقت الذي كان فيه جهد التمويل متواضعا جدا وذاتيا يعتمد على أفراد المجموعات نفسها , ولما كان المقاتلون أنفسهم لايجدون أحيانا مايأكلون أو ذخيرة كافية لإدارة إشتباك .




وجدت هذه المجاميع نفسها تسير في منحدر خطير ,فكثرة الأعداد عندها , وتنامي مسؤولياتها المالية , قد يوصلها لنهاية مؤسفة إن هي بقيت هكذا .




تدخلت الدول المذكورة , لا لدعم فصيل معين , بل لإنشاء حالة سيطرة على الساحة , وفق خطة تلخصت بما يلي :




عدم الإكتفاء بدعم فصيل واحد , بل دعم أكثر من تشكيل مسلح , والظهور على الأرض بعدة الوية وكتائب , تكون عند إجتماعها صاحبة ثقل وكلمة مسموعة , فلجأت قطر مثلا لدعم عدة فصائل يصل عددها للعشرة , وتركيا فعلت ذات الأمر مع الألوية التركمانية المقاتلة , والسعودية فعلت كذلك المثل , والغرب دعم الجيش الحر الرسمي والمجالس العسكرية , ليصبح لكل طرف من محركي الصراع أكثر من أداة عسكرية فاعلة , ولا أنسى الإخوان فلهم نفس الأمر .


ومسألة عدم الظهور بفصيل واحد والإكتفاء بدعمه , هو سلوك أمريكي متبع في السيطرة على المجتمعات وخصوصا أثناء الحملات الإنتخابية , من خلال التواجد و الظهور بمؤسسات صناعية وطبية وإجتماعية وكفالية ومصانع حربية , ومؤسسات مدنية وتعليمية , يكون لهم السيطرة على كل هذه , فينتج عند إجتماعها لأمر ما إعتقاد بـإنه " إجماع " على الشخص الفلاني كمنقذ ومخلص للبلاد , ولو أنها ظهرت بوجه وتشكيل عسكري واحد لما استطاعت الحصول على نفس الأمر , ولتمكن الخصوم من ضرب الأداة بكل مايمكن ضربه .




وهذه الأطراف المحركة للصراع في الساحة الشامية , لم تكن لتظهر بفصيل واحد , عمله العسكري محدود , بل تبادر بدعم وشراء أكثر من فصيل , بعلم أو بدون علم هذا التشكيل بأن الجهة الداعمة له هي نفسها من تدعم سرا فصائل أخرى .




فلو أن أمرا ما طرأ على الساحة , فإن الأغلبية الساحقة لاي مشروع ستكون لصالح تركيا والخليج والغرب , ويظهر للناس على أنه إجماع للفصائل المسلحة ... فيما شذ عنه شرذمة قليلون .!!


وقبل قرابة الشهرين خرج قادة إحدى الكتائب المقاتلة للعلاج في تركيا من أصابة تعرض لها في ساقه , وكنت قبل فترة ألتقيت به وحدثني عن مأساة كتيبته التابعه لإحدى الألوية , وكيف أنه انفق أمواله الأخيرة على آخر وجبة طعام لمقاتليه, وكيف سيحل الأمر , ولدى عودته من تركيا , ألتقيت به مرة ثانية , فأخبرني أنه كان مع بعض قيادات لواء عسكري شهير التي أجتمعت مع المخابرات الأمريكية , وقدموا عروضا سخية ودعما مفتوحا .




ومثل هذا الكلام أصادفه كثيرا , إجتماعات في تركيا , وفي الأردن , وفي كردسستان العراق , يضخ من خلاها أموال كثيرة , حتى بتنا نرى هذه التشكيلات التي لم تكن تجد ثمن الرصاصة , باتت تدفع رواتب للمقاتلين , وتشتري أفخر انواع السيارات مع تراجع عملها المسلح على الأرض .


فقد تمت السيطرة على الساحة , وربط الكتائب وقادتها فيها بالدعم المالي والتعهدات , ولا أقول أن قادة هذه الكتائب يفعلون هذا الأمر من منطلق عمالي وخيانة , بل الأمر كما قلت أن مرجعيتهم الشرعية هي العرور ومن على شاكلته في الخليج , أو من مشايخ الشام العاملين في الثورة الذي لايعرف أحدهم كوعه من بوعه , وحدث ان تصدر القيادة الشرعية للفصائل المسلحة بين ليلة وضحاها .


يتبع إن شاء الله ..




بقلم أبي تيمية الشامي
قاعدي موقوت

الجمعة 25 أكتوبر 2013 - الموافق - 20 ذو الحجة 1434 هجرى
Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 10th July 2025 - 02:39 PM