إعلام الانظمة الخائنة الكُذُبْذُبان إعلامٌ كاذبٌ، وكذَّابٌ، وتِكْذاب، وكذُوب، وكَذُوبَة، وكُذَبَة (كهُمَزَة)، وكَذْبان، وكَيْذَبان، وكَيْذُبان، ومَكْذَبان، ومَكْذَبانة، وكُذُبْذُبان، وكُذُبْذُب، وكُذُّبْذُب.
وكأن واضعَ اللغة كان ينظرُ من سِجاف الغيب إلى أنه سيأتي على الناس زمانٌ يبلغ فيه كاذبهم حدًّا لا يكفي فيه وصفٌ أو وصفان لنعته، فاستحدث أربعةَ عشرَ ما اجتمعَت لأحدٍ في تاريخ العربيَّة كما اجتمعت لهذا الإعلام، وما صدقَت على أحدٍ في تاريخ البشرية كما صدقَت في القائمين على هذا الإعلام.
ويقيني أن هذه الأربعَ عشرةَ صيغةً لا تكفي لوصف كذب هذا الإعلام وافتراءاته وتضليلاته وتزويغاته وترويغاته، فهو كما قال الأول:
يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حَلاوةً ويَروغُ منكَ كما يَروغُ الثَّعلبُ
فقد بلغ من كذبه أنه يجعل الحقَّ باطلاً، والباطلَ حقًّا، ويصيِّر الجريمةَ مكرُمة والمكرُمة جريمة، ويزعم السارقَ أمينًا، والأمينَ سارقًا، ويتوِّج القاتلَ بطلاً، ويسبِّح بحمد الخائن زاعمًا أنه القائد الملهَم!
وقد أصبح واضحًا لكلِّ ذي عينين، وجليًّا لكلِّ ذي لب، وصارخًا لكلِّ ذي سمع، أن هذا الإعلامَ إنما يكذب ليسترَ شيئًا من سَوءته وسَوءة نظامه الباغي، وليغطِّيَ على بعض ما ارتُكب من جرائمَ وفظائع، ولكنَّ الخرقَ اتسع على الراقع، فماذا لعَمرُ الله يُخفي وكلُّه سوءة، وماذا لعَمرُ أبيك يغطِّي وكلُّه عورة.
لا يكذبُ المرء إلا من مَهانتِه في فَعلة السُّوء أو من قلَّة الأدَبِ
لَبعضُ جيفةِ كلبٍ خيرُ رائحةً من كِذبةِ المرء في جِدٍّ وفي لعبِ
ولاريبَ عندي أن كلَّ من يعمل بهذا الإعلام يكذب، ويعلم أنه يكذب، ويعلم أنا نعلم أنه يكذب، ولكنَّه يصرُّ على كذبه ولسانُ حاله يردِّد:
أُري عينيَّ ما لم ترأياهُ كلانا عالمٌ بالترَّهاتِ
وقد غدا المتابعُ منَّا لهذا الإعلام إنما يُتابعه ليعرفَ مبلغَ كذبه، وليستيقنَ من تكذيب أمرٍ ما وهو يقول: إن كان قال فقد كذَب!
|