من اشكال الاعلام المضلل الاعلام الفئوي وهو الذي يقوم بدور الحارس على هذه الفئة او تلك فيرفع من اعمالها ولو صغرت يغطي عيوبها ولو كبرت ،يفضح خصومها متى شاءت ويتستر عليهم متى كان في ذلك مصلحة لها كل ذلك بعيدا عن ثوابت الامة ومصالحها وسواء اوافق ذلك الشرع ام خالفه المهم هو ان يحافظ على مصالح الفئة الموجهة له فقط دون النظر الى اي امر اخر
ان خطر هذا النوع من الاعلام مضاعف لانه زيادة على انه يضلل على الامة ويخفي الحقائق متى شاء ويبديها متى اراد ولكن خطره الاعظم يكمن في امرين اضافة الى الاخطار العامة للاعلام المشبوه وهما :-
الاول:-انه بخفي العيوب لخصومه ويتستر عليها اذا كان هناك توافق ولو مؤقت ففي فترة الوفاق تكون كل مؤامرات الطرف الاخر ومخالفاته وخياناته مغطاة من خصومه وهو ما يجعل الكثيرين يظنون ان ليس هناك لا خيانة ولا مؤمراة استدلالا بصمت الخصم اذانه لو كان هناك ما لا يليق فلن يسكت الخصم وهو تضليل مضاعف لانه يحتوي في جنباته سكوت او قبول لما يجري من خيانات مع علمه بذلك
الثاني:-ان هذا النوع يؤدي او يغذي الخصومات وافساد المجتمع وشرذمته وتقسيمه بين الفئات المتصارعة وقد يؤدي تصاعد هذا الخلاف الى استخدام الوسائل المادية فيصل الامر الى الاقتتال الذي من نتائجه الجرحى والقتلى والمعوقين والفارين ويؤدي ايضا الى ضرر المجتمع وقتل وحدته وهو ما يؤدي لضعفه امام اعدائه
وحتى لا يكون كلامنا هراء او ادعاء او افتراء فلا بد
﴿ ﴾
من طرح واقع يدل عليه ولذلك ساعطي واقعا حقيقيا ملموسا لكل خلق الله وهو الاعلام المسيطر عليه من قبل حركتي فتح وحماس
ان هذا الاعلام المجرم بفرعيه يؤدي رسالة اجرامية في حق الامة عامة واهل فلسطين وقضيتها بشكل خاص
ففي الوقت الذي يكون فيه التوافق يكون فيه التستر على العيوب هو سيد الموقف فلا يكون عباس خائنا ولااوسلو جريمة ولا التنسيق الامني خيانة ولا الاعتقالات مخالفة ووووووووكذاك لا تكون حماس ارهابية ولا انقسامية ولا طامعة في السلطة ولا تامرت على قياداتها ووووووووو
ولكن عندما يحصل الخلاف نرى كل ما سبق قد تلاشى واصبحنا نسمع عن الخيانة والتامر والتنسيق والاتصالات باليهود وطرح المبادرات ومشاريع التسوية والدولة ذات الحدود المؤقتة واصبحنا نرى الفيديوهات المتبادلة والاتهامات بالعشرات وكثير من هذا الردح المتبادل والذي لا علاقة له لا بالحقيقة ولا بمصالحنا ولا بخدمة قضايانا للاسباب التالية :-
1- لانهم اذ ا اختلفوا لم يستشيروا الناس واذا اتفقوا كذلك فهم يتفقون ويختلفون ليس على مصلحة الناس لان الناس لا راي لهم لا في اتفاقهم ولا في اختلافهم
2-ان اختلافهم واتفاقهم لا يرتكز على البحث عن الصواب بل هو على ما توافقوا عليه ورضوا به بغض النظر عن صوابيته او عدمها
3-لانهم لم يبينوا المخالفات والخيانات عند حدوثها ولكن بعد حين عندما يختلفوا ولذلك فان هذا يدل دلالة واضحة انهم لو بقي الاتفاق بينهم لما كشفوا كل هذه الخيانات ولاستمرت التغطية عليها بل وتعاظمها كذلك
4- ان وسائل اعلامهم تحاول اجراء حوارات او اتصالات مع من يروج لفكرتهم الانية فان كان التوافق سائدا اتي بمن بساعد على ذلك وان كان الامر على غير ذلك اتي باخرين يتناسبون مع الحال
واخيرا وحتى لا اطيل فهذا مثال على منهج وليس حصرا للحال فمن ينظر يرى ذلك في لبنان والعراق وبين الانظمة القائمة وان الاعلام الفئوي هو الذي يروج لهذه السياسات والمخاطر الناجمة عنها دون اعتبار لشرع او حفاظ على امة او التزام باخلاقيات مهنة
ان هذا الواقع السيئ يجب عدم السكوت عليه والركون اليه بل يجب العمل على تغييره وذلك بالعمل مع العاملين الواعين لحربصين على مصالح الامة لاقامة شرع الله في الارض باقامة الخلافة على منهاج النبوة والتي وعدنا الله اياها وطلب منا العمل لاقامتها .... والله نسال ان يعيننا على ذلك فهو ولي ذلك والقادر عليه