بلادنا لا زالت مستعمرة ..... سياسياً واقتصادياً وثقافياً وخاصة ثقافياً ..... فالثقافة هي حجر الرحى في بناء المفاهيم ومن ثم الميول وفي النتيجة بناء الشخصيات .... من هنا نرى الاهتمام البالغ من قبل الغرب وأدواته من سياسيين (في الحكم أو خارجه ) وعلماء ( منتمين لحركات إسلامية أو مستقلين أو حتى علماء سالاطين) ومثقفين ومتعلمين وإعلاميين كلهم يغرفون من وعاء واحد ويصدرون عن مائدة واحدة هي الثقافة الغربية وأساسها المقيت : العلمانية يتحدثون بها ويروجون لها ويقيمون على أساسها ..... من هنا يفهم ما يحصل على أرض الإسلام .... ولهذا يسعى حزب التحرير لتغيير المفاهيم عند أبناء الأمة لأنه مفتاح لتحرير لعقولهم، ليروا الذهب ذهباً والنحاس نحاس ... فبعكفوا على دراسة إسلامهم وتطبيق أحكامه وإزالة كل الحواجز التي تحول بينهم وبين ما يريدون فلا يكتفون بمعرفة العدو بل يتسابقون إلى القضاء عليه وتخليص الامة منه وهذه العملية قد بدات وقطع المسلمون فيها شوطاً طويلاً . و.. لذا فإننا نرى أن الهجمة على الإسلام تزداد بطريقة غير مسبوقة، ومحاربة حزب التحرير بالتعتيم على نشاطاته وأعماله .... وتشويه صورته وإلصاق التهم المسيئة له .... فهي طريقة ممنهجة وليست مصادفة او أعمال فردية أو عشوائية إن الغريب الذي سيستوقفني في الحقيقة هو أن أرى اهتماما بالحزب ومتابعة له وإظهاراً لأعماله ... هنا نتابني التوجس والتزم الكثير من الحذر .... ولا فرق عندي بين أن يكون ذلك من إعلام الغرب أو الإعلام في العالم الإسلامي.... فكلهم عدو يجب أن نحذرهم . وما مخاطبتنا لهم ودعوتهم لتغطية اخبارنا إلا لتعريتهم أما الرأي العام وإقامة الحجة عليهم ... حتى يفقدوا ثقة الأمة فتبتعد عنهم وتتحرر من تأثيرهم
|