منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> علمنة الفكر بالحيادية الإعلامية
أم حنين
المشاركة Jul 1 2015, 02:35 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



علمنة الفكر بالحيادية الإعلامية

إن تحدثت وسائل الإعلام بمختلف أشكالها عن نهاية العالم وعلامات الساعة والحروب والقتل والدمار والإنفجارات وقضية الإرهاب والعنف تجد آذاناً صاغية وعيون مشدودة مشدوهة تتسمر أمام شاشات التلفاز، لأن الإنسان أصبح مجرد"متفرج" بارع وسلبي في نفس الوقت فلا تجده يعمل لتغيير واقع الأمة الإسلامية الفاسد. وما أحوج المسلمين اليوم إلى الوعي السياسي الصحيح الذي يكشف لهم المؤامرات التي يحيكها الغرب وعملائه ويروج لها عبر سلاحه الفعَال؛ وسائل الإعلام المأجورة.

وحين يشاهد المتلقي هذه المآسي يتأثر بالقدر الذي يريد له منتج هذه المشاهد أن يتأثر. فالإنسان الذي اعتادعلى مشاهدة صور الدمار والقتل وهو جالس في بيته في أمن وأمان يعلم أن هذه الجرائم بعيدة عنه ولن تصل إليه، ويتابعها ليأخذ بها علم وليس اكثر من ذلك.. وهكذا يتأثر فقط بهذه القضايا بالحد المسموح له أن يتأثر به.. ذلك لأن التعليقات ومحتوى هذه الأخبار لا تتعدى أن تكون سرداً لقصة حصلت وهذه القصة لا تمس حياته مباشرة ولن تغير منها شيئاً. هكذا يظم ويتصرف على هذا الأساس فلا يهمه تغيير ولا نهضة ولا إخوة له قضوا وقتلوا ..

كما يرسخ الإعلام هذا المفهوم الخطير حين يعمل على "تحييد" فكر المتلقي المسلم من خلال السيطرة على طريقة تفكيره فيرسم له "حدوداً إعلامية" توحي إليه بأن هناك مُسلمَات ومرجعيات يجب الوقوف عندها وعدم تجاوزها. فتجد أن المتلقي "يقف" عند أراء المذيع أو الوسيلة الإعلامية التي نقلت الخبر ولا يفكر بعمق أكثر في محتوى الخبر ولا يتابع القضية المعنية فيربطها بالأحداث التي حدثت قبل أو بعد هذا الخبر.

والمسلمات والمرجعيات في الإعلام غالباً ما تقدم للمتلقي في شكل "المصادر الموثوقة" أو "الرفيعة المستوى" أو"الوكالات" وتذكر هذه الجمل مرتبطة بالأخبار التي تحتوي على رموز تشير إلى وجود خطر محدق مثلاً قوات الأمن أو الشرطة أو الجيش في بلد ما، مما يرسل رسالة قوية للمتلقي أن هناك حد عليك أن تقف عنده وأن لا تناقش هذا المصدر أو تسأل فيما وراءه وعليك فقط أن تتقبل وُتسلم بما قدمته إليك هذه الوسيلة الإعلامية في محتوى وأسلوب صياغة الخبر. وهذا نوع من الإرهاب الفكري حيث تُفرض هذه الأفكار غصباً عن المشاهد، ويتشرب بها لأنه مُحاصر بوسائل إعلام فاسدة من كل ناحية وما دام مصادر الأخبار علمانية فالأفكار التي تصل للمتلقي أفكار علمانية تعمل في حقيقة الأمر على "تحييد" دور الإسلام في حياة المسلمين من خلال "فصل الدين" عن " تحليل وقراءة الوقائع والأحداث" لبيان حقيقتها.


هذه "الحدود الإعلامية الذهنية العازلة " تعود المسلم أن يستسلم لها بدون التفكير في الأساس الذي أوجدها، والتي حالت دون وصول المتلقي للتحليلات الواعية للأخبار وفهم ما يدور من أحداث بشكل صحيح لأن الأساس الذي بُنيت عليه فكرة الحياد الخبيثة أساس باطل. باطل لأنه لا يتوافق مع سنة الحياة التي خلق الله تعالى فيها الناس يإما مع الحق أو مع الباطل، يا إما مع الكفر أو مع الإسلام، بالتالي لا مكان للحياد في ذهن المتلقي المسلم.

وهكذا إستطاع الإعلامييون المفسدين تضليل المتلقي بما يُعرف بمفهوم الحياد في الإعلام والذي يُطالب المتلقي أن يقف موقف الحياد فلا هو مع الحق ولا مع الباطل، فكان لا بد من كسر هذا الطوق الخبيث الذي ضربه الإعلام والقائمون عليه لتمرير أهدافهم، كان يجب على المسلم أن يقيس الأخبار التي يسمعها بمقياس صحيح مقياس يستطيع التفريق بين الحق وبين الباطل وبين الحلال وبين الحرام، بوضوح وبرؤية ثاقبة تليق بالمسلم الذي يحمل أعظم فكر في العالم, فكر يصدر عن عقل واعِ جعل من العقيدة الإسلامية مرجعه ومصدره الأساسي فلم يضل ولا يشقى.وعندما يسمع الأخبار يتاثر كما يريد له الله تعالى أن يتأثر فيكون عبداً لله قوياً في أرائه وشخصيته الإسلامية قيادياً واعياً يعمل على نهضة أمته الإسلامية من جديد ولا يكون عبداً لمن سيطر على عقله وجعل رقبته في يد أعداء الإسلام.
Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 19th June 2025 - 04:29 PM