8- أركان الجهاد والآثار المترتبة على ترك الجهاد وللجهاد الشرعي المُحَقِق ِلإحدَى الحُسنـَيَين أركانِ هي: النـِّـيَة ُ الصَّالِحَة وأنْ يـَكونَ وَرَاءَ إمَام ٍ مُسلِم وإعدَادُ العُدةِ, وَتدريبُ الجُنـُودِ, وَرَسْمُ الخـُطط ِ, وَإحضَارُ كـُـلِّ مَا يَـلزَمُ لِلجـِهَادِ مِن سِلاح ٍ وَعَتادٍ وَرِجَال ٍ فِي حُدودِ الإمكـَان ورضَا الأبَوَين في الجهاد الكفائي وطـَاعَة ولي الأمر. ولتركه آثار منها العِقاب الدُنيَويّ الذي يُصيبُ الأمَّة كـُـلــَّهَا، َقالَ تـَعَالى:{وَأنفِقـُوا فِي سَبيل اللهِ وَلا تـُـلقـُوا بـِأيدِيكـُمْ إلى التـَّهلـُكـَةِ} ( البقرة 195 ) فـَتـَقاعُـسُ المُسلِمِينَ عَن الجـِهَادِ فِي سَبيل اللهِ يُسَبِّبُ لهُمْ التـَّهلـُـكـَةَ أي الخـُضُوع لِلعَدُوِّ, وَقدْ يَستـَبدِلـَهُمُ اللهُ بـِغـَيرِهِمْ؛ لأنَّ المُتـَخـَلـِّـفِينَ عَنِ الجـِهَادِ لا يَستـَحِـقـُـونَ البَقـَاءَ, قـَالَ تـَعَالى: {يَا أيًّهَا الذِينَ آمَنـُوا مَا لكـُمْ إذا قِيلَ لكـُمُ انفِرُوا فِي سَبيلِ اللهِ اثاقلتـُمْ إلى الأرضِ أرَضِيتـُم بـِالحَيَاةِ الدُّنيَا مِنَ الآخِرَةِ, فـَمَا مَتـَاعُ الحَيَاةِ الدُّنيَا فِي الآخِرَةِ إلا قـَلِيلٌ * إلا تـَنفِرُوا يُعَذبـْـكـُمْ عَذابَاً أليمَاً وَيسَتبْدِلْ قـَومَاً غيرَكـُم وَلا تـَضُرُّوهُ شيئاً وَاللهُ عَلى كـُـلِّ شيءٍ قدِيرٌ} (التوبة 39) ()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()() 9- عـناصـــر النجــاح لأيـــة كتـلـــة جهاديــــة أولا: القـَائِدُ أو الأميرُ الوَاعِي وَالمُخلِصُ, المُوالِي للهِ وَلِرَسُولِهِ, وَلِجَمَاعَةِ المُؤمِنِينَ. ثانيا: الأفرَادُ الأتقِيَاءُ الأنقِيَاءُ الوَاعونَ المُخلِصونَ, المُوَالونَ للهِ وَلِرَسُولِهِ, وَلِجَمَاعَةِ المُؤمِنِينَ. ثالثاً: المَبدَأ وَالعَقِيدَة التِي يُؤمِنُ بهَا القـَائِدُ, وَيُؤمِنُ بهَا الأفرَادُ وَالتِي تـُشـَـكـِّـلُ الرَّابـِطَ الذِي يَربـِط الأفرَادَ بـِقـَائِدِهِمْ, وَيَربـِطُ الأفرَادَ بَعضَهُمْ بـِبَعضٍ. رابعاً: الأرْضُ التِي يُسَيطِرُ عَليهَا القائِدُ وَجُنودُهُ سَيطرَةً تـَامَّةً, فيتـَمَكـَّـنـُونَ مِن أنْ يُدَرِّبـُـوا كـَوَادِرَهُمْ عَـلى حَملِ السِّلاحَ, وَمِنْ أنْ يَنطـَـلِقـُوا مِنهَا فِي مُحَارَبَةِ أعْدائِهـِمْ دُونَ أنْ يَعتـَرِضَ سَبيلـَهُمْ أحدٌ, فـَيَتـَمَكـَّـنـُوا مِنَ الحَرَكـَةِ بـِحُرِّيةٍ تـَامَّةٍ, وَلا يـُطعـَنـُوا مِنَ الخـَـلفِ طعنـَةً نـَجْلاءَ تـُودِي بحَيَاتـِهمْ, وَتـُحبـِطُ مُخططاتِهمْ. خامساً: المَالُ وَالسِّلاحُ الذِي يُحَقـِّـقُ الإرهَابَ لِلعَدُوِّ, وَيُشتـَرَطُ فِي الحُصُولِ عَـليهمَا أنْ يَكونا خـَالِيينِ مِنْ أيَّةِ تـَبَعِـيـَّـةٍ, بـِمَعنـَى أنـَّهُ لا يَنبغِي للكـُـتلـَةِ الجـِهَادِيَّةِ أنْ تـَكـُونَ خـَاضِعَةً وَذلِيلـَةً, تـُوَجَّهُ بـِتوجـِيهٍ مِنَ الجـِهَةِ التِي تـُزَوِّدُهَا بالمَالِ وَالسِّلاح
وهذه العناصر الخمسة لا يمكن أن تتوفر إلا بوجود الدولة الإسلامية، أو عند انحلال جيش معين وتفسخه، فتقوم الحركات المسلحة بإعادة تنظيم الصفوف وتشكيل نواة لجيش جديد، ولا يمكن لهذه النواة الجديدة أن تصمد إلا بإيجاد دولة يكون الجيش القوة الضاربة لها، أما أن يبقى الجيش بدون دولة فهذا غير متصور له الاستمرار، ولذلك نلاحظ انزلاق الكثير من الحركات المسلحة ووقوعها في الفخاخ وفي المحرمات في ظل هذا الوضع الذي نحياه في غياب دولة الإسلام . ()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()() 10- الصعوبات التي تواجه الحركات الجهادية هذه الأيام في ظل عدم وجود الخلافة : 1- التمويل للقتال، ففي هذه الأيام لا تكون إلا مقابل ثمن معين للجهة الداعمة، وليعلم الذين يتلقون المال أنه لن يكون إلا بثمن وليس فيه لله، وما وقوف حسن نصر الله إلى جانب النظام السوري، وسكوت الغير إلا أثمان لتلقيهم المال من جهات لا تريد التحرير وإنما تريد التغطية على سوءاتها وتريد خدمة الأجندات الغربية. 2- ضعف التنظيم والتدريب والأرض الآمنة للحركات الجهادية وهذا يضعف فاعليتهم. 3- الملاحقة من الأنظمة الموجودة في العالم الإسلامي للمجاهدين، ولذلك يرى الحزب أن هؤلاء الحكام هم العقبة الكأداء أمام الجهاد. 4- كثيرا ما تقع الحركات القتالية في دماء المسلمين فتصيب دماء المسلمين بسبب المعارضة لها أو بسبب قتال القوات الأمنية وقوات الجيش لها، وهذا إثم عظيم وينفر الناس منهم ويشوه صورتهم وصورة الجهاد. 5- قتال الجيوش ودحرها يحتاج إلى سلاح موازي لها في القوة مثل الطائرات والدبابات والصواريخ الموجهة والأسلحة غير التقليدية، وهذه ليست في متناول الحركات القتالية. 6- ما يرى من تفوق وقدرة قتالية رهيبة للحركات الجهادية، إنما قوتها مستمدة من العقيدة الإسلامية للمجاهدين والنفسية المنهزمة للكفار، ومع ذلك يبقى فارق التسليح مأخوذا في الاعتبار. 7- كثيرا ما انساقت حركات قتالية للأسف إلى طرق المفاوضات والتعامل مع الأنظمة وذلك للضعف التي هي فيه ماليا وتسليحيا وتنظيميا وبالأساس فكريا، فأصبحت من طينة الأنظمة للأسف. ()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()() 11- عدم جواز الاستعاضة عن الجهاد بالدعوة فقط كثير ما يطرح اليوم وبالذات من أتباع الإسلام المعتدل وغيرهم ممن يوالون الحكام للأسف أن الجهاد بالسيف (القوة والقتال) لا حاجة به اليوم في عصر الانترنت والاتصالات الحديثة، فيكفي أن تدعو الناس بالإنترنت والفضائيات وإرسال الدعاة لدعوة الكفار للإسلام، وهذا طبعا لا يجوز لان الجهاد شرع كطريقة لحمل الدعوة، إذ يجب أن يرافق دعوة الكفار إلى الإسلام الجهاد لتحطيم الحواجز المادية التي تعوق دون نشر الإسلام، علاوة على أن المطلوب ليس فقط الدعوة بل المطلوب حكم الكفار بنظام الإسلام، وهذا لا يكون إلا بالقوة، إذ سيعترض قادة الكفر على هذا الأمر، وقد اخبر الرسول الكريم باستمرار الجهاد إلى يوم القيامة ولا يمكن لأحد أن يوقفه، حيث قال صلوات ربي وسلامه عليه ((...والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل...(( ()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()() 12- الجهاد إذا لم يوجد للمسلمين إمام نقصد بالإمام هنا خليفة المسلمين ومن ينيبهم عنه في الحكم، فان الخلافة في هذه الأيام غير موجودة، وبناء عليه لا إمام للمسلمين، وحكام اليوم ليسوا أئمة للمسلمين ولا ولاة أمر لها، لأنهم ببساطة لا يحكمون بالإسلام ولم يأخذوا بيعة من المسلمين، فهم حكام جور يحكمون بالكفر وينفذون أوامره. صحيح أن إذن الإمام واجب للقيام بعملية الجهاد، ولكن الإمام اليوم غير موجود، وبما أن الجهاد لا يجوز إيقافه، فيجوز من ناحية شرعية القتال تحت راية هؤلاء الطواغيت بانطباق وصف (حكام فجرة) عليهم، والذي يجوز من القتال تحت رايتهم هو قتال الكفار فقط وليس قتال المسلمين. ويجوز أن تقوم تجمعات من المسلمين بالقتال للكفار إذا تم الاعتداء على بلاد الإسلام، وتجب في حالة الاعتداء على البلد الذي تسكن فيه هذه التجمعات، أما قتال الطلب فلا يمكن القيام به إلا من قبل دولة، وفي حال حكام اليوم فهذا غير وارد نهائيا بسبب طبيعة الأوامر التي توكل إليهم، وبناء عليه فالقتال الوارد فقط حاليا بدون إمام هو قتال الكفار المعتدين على بلاد الإسلام. [size="3"][/size]
|