منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> المختار من رسائل المجموعات البريدية التي أنصفت قضايا الأمة
طالب عوض الله
المشاركة Oct 2 2011, 10:35 PM
مشاركة #1


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



من هنا وهناك
المختار من رسائل المجموعات البريدية
كنا قد نشرنا في بعض المنتديات مختارات من رسائل" مجموعة طالب عوض الله البريدية " و " رسائل مجموعة أحباب الله البريدية " المختارة، وقد اقترح علينا أحد الأخوة مشكورا أن نفرد للرسائل المختارة بابا ينشر فيه كل ما نختار من الرسائل، وقد رأينا وجاهة وجهة نظره، فنبتدأ بنشر كافة المختارات في هذا الباب، راجيا من الأخوة في هيئة الاشراف تثبيت هذا الموضوع ضمن المكان المخصص وبارك الله فيكم. وقد تم اختيار رسالة الأستاذ راغب شعبان أبو شامه ( ومن أعرض عن ذكري ) وسنقوم تباعا بمشيئة الله تعالى باختيار المواضيع الهامة في رسائل المجموعة، علماً بأن الرسائل تنشر في مجموعة طالب عوض الله البريدية وفي مجموعة أحباب الله البريدية

ومن أعرض عن ذكري

بقلم : الأستاذ راغب شعبان أبو شامه

الحمد لله رب العالمين ،الحمد لله على نعمة الإسلام، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله الذي وهب لنا من لدنه رحمة وجعلنا من حملة رسالته وهديه للعالمين أجمعين ، الحمد لله الذي ثبّتنا على طاعته وأعاننا على نبذ عصاته ومعصيته، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، المبعوث رحمة للعالمين ، ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد ، سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه، حمل الأمانة وبلّغ الرسالة ونصح للأمة، وعلى آله وصحابته الأبرار الأطهار الأخيار ، الذين بذلوا المهج والأرواح لإظهار هذا الدين وأهله وإعزاز هذا الدين وأهله ، وماتوا وهم على ذلك ، لربهم طائعون ، ولدينه ورسالته مبلغون ، ولشرعه مطبقون، وتقبل ربّي أعمال من سار على نهجهم واهتدى بهداهم إلى يوم الدّين ، ومكنهم مما مكنت به عبدك ونبيك في الأرض ، واجعلهم خير خلف لخير سلف،، فسبحانك ربي لا إله إلا أنت ،،، يا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروا نعمته عليكم إن جعلكم أمة القران الذي أنزله الله تعالى مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه من رسله ليبينه لامته الذين اصطفاهم من الأمم أن كتابكم أعظم الكتب وان رسولكم أفضل الرسل وان دينكم أقوم الأديان وإنكم خير أمة أخرجت للناس فاشكروا الله على هذه النعمة واعرفوا قدرها وقوموا بواجبها فان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم وإنّ من نعمة الله عليكم أن انزل هذا القران الكريم على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين أنزله الله على النبي صلى الله عليه وسلم ليبين للناس منزل عليهم ولعلهم يتفكرون ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِه )ِ ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) فيه تبيان لكل شئ وموعظة وشفاء لما في الصدور و مصدق لما بين يديه من الكتب ومهيمن عليه، وقال عز وجل فيه: ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود والأشبه انه موقوف على ابن مسعود ( إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم إن هذا القران حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب و لا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الترداد ) أيها المسلمون إن هذا القران مجدكم انه مجد هذه الأمة وعزها وكرامتها وسعادتها في الدنيا والآخرة من طلب المجد بغيره خذل ومن طلب العزة بغيره ذل ومن طلب الكرامة بدونه أهين ومن طلب السعادة بسواه شقي إن هذا لهو الحق واستمعوا إلى قول الله عز وجل: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى.وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً. قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾ جاء في تفسير ابن كثير: ومن أعرض عن ذكري" أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكا أي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال: الشقاء. وما حال المسلمين الذي هم عليه منذ أن غّيّبت أحكام الله تبارك وتعالى إلا دليلا على أن المسلمين لا فلاح ولا نجاح ولا عزّة ولا كرامة لهم في دينهم ولا دنياهم إلا جعلوا دين الله وأحكامه نبراسا لهم في كل فعل أو قول، فالناس كانوا في ذلة فأعزّهم الله بدينه، فما أن تركوه واحتكموا إلي غيره أذلهم ربّ العزّة والجبروت، ورحم الله سيّد قطب حيث قال: (من ترك شيئا من أمور الشرع أحوجه الله إليه).فقد تركنا ما فيه الأمان فعشنا في خوف، وتركنا ما فيه الطمأنينة فعشنا في قلق واضطراب عظيمين، وتركنا ما فيه العزّة فصرنا في ذيل القافلة يسودنا عّبّاد البقر الحجر والشجر ويقودنا الأراذل من الناس . فتلك قاهرة المعزّ لا أمن ولا أمان، كثر فيها الفقر والحرمان وملاحقة أهل الشهادتين، وتلك الشيشان تُهتك الأعراض فيها وتراق الدماء، وفي كوسوفا وكشمير والصين يّسام المسلمون كلّ أنواع الشقاء والعذاب.. وهاهي فلسطين قبل من قبل من أهلها حلول الخنوع واتفاقيات الذلة والمهانة فكان حالنا فيها كما نعلم ونرى: ذلّ ومهانة وتضييع للكرامة بعد التنازل والتفريط في جلّها لبني يهود وعندما يحتار المسلمون فيها ويسيروا على غير هدى وبصيرة تراهم يلتمسون الحلول لقضاياهم عند أصحاب الشرعة الدولية ومجلس أمنهم، فهل نسيتم أم تناسيتم أن من تبتغون الحلول عندهم هم ذاتهم من قتلوا وهتكوا وأهانوا وأذلوا كل من قال بكفرهم ولم يسع سعيهم وعارضهم ولم يقبل بهم أربابا من دون الله؟ أليس الغرب كلّه مجمع على قتل المسلمين أو السكوت عنه على أقل التقدير؟ أليس الغرب هو الذي أهان نبيّ الرحمة صلوات ربي وسلامه عليه وأوغل في سبّه وشتمه؟ ثم نسمع أصواتا من هنا وأصواتا تجيبها من هناك تطالب بالحلول بناء على الشرعة الدولية وقوانينها؟ فهل يّلتمس العدل عند ظالم؟ وهل يُلتمس طري الصلاح عند أهل الكفر والضلال؟ أم تُلتمس العزّة والكرامةُ عند من لا دين ولا خلاق له؟ أيها الكرام: فلسطين وأهل فلسطين هم كما باقي بلاد المسلمين هي نقاط صراع ومصالح، نقاط صراع بين أهل الكفر مجتمعين وبين الإسلام ونقاط مصالح بين دول الكفر بعضها البعض أيّها يسودُ فيها وينهبُ من خيراتها على حساب أهلها ودمائهم وأعراضهم!! ولا يُنكر ذلك إلا من أراد أن يُغطي الشمس بالغربال والأدهى من ذلك والأمرّ أن من أعانهم ويعينهم على غايتهم تلك عالما أو جاهلا هم بعض أبناء المسلمين ذلك بأنهم يُطالبون بالحلول الغربية ويستدعونها ناسين أو متناسين قول الله تبارك في علاه ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ولا تعنينا ال،ائع ولا الحجج عند من أرادوا أن يلتصقوا بالواقع فما عادوا يستطيعون رفع رؤوسهم ليروا بنور الله تبارك في علاه، وكان الواجب عليهم حين سمعوا دعوة الحق من دعاة الحق أن يلتزموها ويأخذوا بها إن كانوا يريدون الحقّ واتّباعه…: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ الإخوة الكرام،، مرّت فلسطين بما علمتم وتعلمون من خطط ومؤامرات واتفاقيات وتفاهمات، فمنها على سبيل المثال لا الحصر إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية التي وضُحت أهدافها وبان عوارها، وقبلت- إن لم يكن هذا أصل عملها- بالتفريط في جلّ فلسطين لبني يهود ثم توالت الأحداث ليعلم بعدها القاصي والداني أن من ادعوا تحرير البلاد والعباد أوغلوا في تسليم البلاد لأعدائها وكانت الدماء الزكية الطاهرة وسيلة للتعمية على الناس ليصل أولئك المفرطون إلى ما يريدون من إتمام البيع والتفريط وبين الأولى والثانية لقاءات واتفاقيات فمن أوسلو إلى كامب ديفيد إلى طابا فشرم الشيخ وغيره ثم انتقلوا إلى مرحلة قديمة بحلة جديدة مبهرجة علّ الناس يقبلوا بها، فدعوا إلى انتخابات ديمقراطية في فلسطين المحتلة الأسيرة فاقدة الإرادة والسيادة والحياة..فانبرى المخلصون يرفعون الصوت عاليا محذّرين ومنبهين من الفخ الذي نُصب والشرك الذي دُبّر بليل لفلسطين وأهلها، مبينين خطر الأمر وسوء العاقبة، فسمع من سمع وأدبر من أدبر وعاند من عاند، غير أن الإدبار والعناد لو كانا في سبيل الله وغضبة لله لكان خيرا، إلا أنهما ما كانا إلا رغبة وطمعا رغبة بالتغيير وطمعا بالحصول على شيء من الفتات الذي أذن لهم به بنو يهود، فلا الطمع كان بناء على شرع الله، ولا التغيير أُسّس على أحكام الله تبارك في علاه علماً أو جهلاً فلبس الناس لبوس البؤس والعناء والشقاء أكثر مما كانوا فيه، وكيف لا وقد جانبوا الحق ووضعوه خلف ظهورهم واتبعوا أهواءهم؟ وأوغل بنوا يهود في ظلمهم وغيّهم وطغيانهم أكثر مما كانوا عليه، ولا يُستغربُ ذلك منهم فقد صدق فيهم ربنا تبارك في علاه ولا زال الناصحون لدين الله يجهرون بالحق ويصدعون به ناصحين مخلصين، نبراسهم ما قال صلى الله عليه وسلم: «كلا والله ولتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً أو تقصرنه على الحق قصراً» (أبو داود والترمذي وابن ماجه) لا يخشون في الله لومة لائم ثم ينتقل أهل فلسطين اليوم إلى مرحلة أخرى من مراحل اللعبة السياسية متمثلة بتشكيل ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية بناء على ما أطلق عليه ( وثيقة الأسرى ) التي دار جدل كبير حولها، ومعلوم من بنودها أن الاعتراف ببني يهود على أرض فلسطين هو أساسها ولا يعنينا زخرفُ القول فيها وبناء عليها سيعود الطرفان المتخاصمان المتنازعان ليتفقا على حكومة واحدة تجمعهم، ولا تقوم على أسس شرعية!! ألم يكن سبب الفراق بداية هو الإصلاح ومحاربة الفساد والنهوض بفلسطين وأهلها والخروج من الظلمات التي وضعهم فيها من كانوا على رأس السلطة؟؟ فما الجامع بينهم وأين الوعود والتمنيات أيها المسلمون؟ أين ما كانوا يصدحون به ويعدون بأن يكون!! فكيف يجتمع الغث والسمين، وكيف يجتمع داعي الخير وداعي الشرّ وكيف؟؟ إن شكل حكومة الوحدة الوطنية أو أيّ شكل كان لهذه الحكومة تحت ظّلّ الاحتلال وحرابه، ما هي إلا محاولة للخروج من المآزق التي كانت والتي ستبقى والتي جلبها إلينا من ارتضوا بالذلّ والخنوع وبيع آخرتهم بدنيا غيرهم وهاهم ينتقلون بفلسطين وأهلها من نفق إلى نفق، ومن مستنقع إلى آخر أسوأ منه، ويوغلون في بيع الدماء الطاهرة الزكية التي سالت على ترابها كما يوغلون اليوم ببيع الأعراض والتخلي عن العفة والأخلاق برعايتهم وتشجيعهم للتعرّي والفساد تحت ما يسمى بمسابقات عرض الأزياء في فلسطين !! وكأنّ فلسطين وأهلها يراد لهم أن يرقصوا ويغنوا على جراحاتهم وعظيم معاناتهم وينسوا أصل قضيتهم وهي غياب شرع الله عنهم وعن بلادهم كما عن باقي بلاد المسلمين وما ذلك إلا لأن الحلول عندهم كلها قائمة على غير هدى وعلى غير شريعة الحق تبارك في علاه، وتذكروا قول سيدنا عمر حين قال( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله واعلموا أن الإسلام، أن دين الله يأمر المسلمين أن يقيموا الدولة الإسلامية التي تجمع المسلمين كلهم تحت راية إمام واحد يحكمهم بكتاب الله وسنة نبيه، واعلموا أن عذر العجز عن القيام بحكم الله هذه لا يبيح لمسلم أن يعصيه في البحث عن حلول غيره. فإن الله لا يُعبدُ من حيثُ يُعصى نصحناهم وما زلنا لهم من الناصحين أن أخرجوا أنفسكم من هذه الظلمات التي بعضها فوق بعض والتي لن تستطيعوا أن تروا النور من خلاها فالشرّ كلّ الشر في ثناياها، من فوقها ومن تحتها، فما كان قائما على شرعة الناس لا فلاح فيه، فما بالكم بما هو قائم على أساس شريعة الغرب كيف ستكون عاقبته بالله عليكم؟؟ أسسوا أعمالكم أيها المسلمون على التقوى فهي خير، وانبذوا ما كان من غير دين الله فلن يوصلكم إلا لجرف هاو!! يقول تعالى: ﴿وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً﴾ [الجن/16] وأختم بحديث عن حذيفة بن اليمان رضي اله عنه قال ((كان الناس يسألون رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يارسول الله إنا كنا في جاهليه وشر فجاءنا الله بهذا الخير ,فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال :نعم قلت: هل بعد ذالك الشر خير قال: نعم وفيه دخن قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت :فهل بعد ذالك الخير من شر؟ قال: نعم دعاه إلي أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يارسول الله صفهم لنا فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت:فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال:تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت: فإن لم يكن لهم جماعه ولا أمام؟ قال:فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك. والحمد لله رب العالمين
راغب أبو شامه


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
 
Start new topic
الردود
طالب عوض الله
المشاركة Dec 8 2011, 08:55 AM
مشاركة #2


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55




بسم الله الرحمن الرحيم


الثورة وأخذ النصرة

أسعد منصور

مقدمة
عندما انتفض الناس في تونس ومن ثم حذا حذوهم أهل مصر في وجه الأنظمة المستبدة والإجرامية وبدؤوا بالاحتجاج بشكل عفوي وتمكنوا من إسقاط الطاغيتين بن علي وحسني مبارك فأطلق على تلك الانتفاضات ثورات. وتلتهما الانتفاضة في ليبيا التي تحولت إلى حركة مسلحة، وكذلك الحركة الاحتجاجية المستمرة في اليمن وقد انتقلت إلى سوريا فأطلق على كل هذه الاحتجاجات والانتفاضات في البلاد العربية الثورات العربية باسم كل بلد اندلعت فيه.
فهذا الوضع جعلنا نفكر في معنى الثورة وما المقصود منها وكيفية قيادتها وكيفية قطف ثمارها وعلاقة النصرة بها وما مصطلح سرقة الثورة أو الالتفاف عليها أو على الثائرين أو الاندساس عليهم أو معنى حرف سير الثورة أو الانقلاب على الثورة؟

تعريف الثورة
لقد جرى تعريف الثورة عقب حدوث الثورة الفرنسية بأنها عبارة عن "قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة". وكان هذا التعريف تعبيرا عما حدث في فرنسا وليس هو نتيجة دراسة معمقة لأن يصبح تعريفا جامعا مانعا. وقد أخذ الشيوعيون بهذا التعريف إلا أنهم استبدلوا عبارة النخب والطلائع المثقفة بعبارة الطبقة العاملة. وقد عرفها البعض بأنها الخروج عن الوضع الراهن سواء إلى وضع أفضل أو أسوأ من الوضع القائم. والخروج ضد المحتل وقتاله لإخراجه من البلاد سمي أيضا ثورة، كالثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي والثورة الفيتنامية ضد الفرنسيين أولا ومن ثم ضد الأمريكيين. وكذلك الانقلابات العسكرية في بعض البلاد سميت ثورات كثورة 23 يوليو في مصر وثورة 14 تموز في العراق. وتطلق الثورة على ما عدا ذلك مثل الثورة العلمية في أوروبا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر وقد تلازمت مع عقيدة فصل الدين عن الحياة حيث نُحي الدين جانبا وقُدّس العلم وجُعل هو مصدر الحقيقة فأحدثت تغييرا شاملا في كافة المجلات ونواحي الحياة وأثرت على جميع أنحاء العالم. وبجانب ذلك حصلت الثورة الصناعية عندما تم اكتشاف الآلة نتيجة هذا التقدم العلمي فأحدثت انقلابا شاملا في استعمال الوسائل في العالم سواء وسائل الإنتاج أو وسائل المواصلات أو المعدات العسكرية وغير العسكرية وغير ذلك من المجالات. والثورة التكنولوجية التي أرّخ البعض لبدايتها نهاية القرن التاسع عشر وتطورت في القرن العشرين حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في أيامنا هذه، فأحدثت انقلابا في العالم لم تشهده البشرية. ولذلك عرف البعض التكنولوجيا بأنها طريقة التفكير في استخدام المعارف والمعلومات والمهارات بهدف الوصول إلى نتائج لإشباع حاجة الإنسان وزيادة قدراته. ولذلك اعتبروا الأجهزة الالكترونية الحديثة كنتائج للثورة التكنولوجية التي أحدثت انقلابا في عالم الاتصالات وتبادل المعلومات وفي مجالات الصناعة والزراعة والطب وغيرها وما زالت مستمرة لتشمل كافة نواحي الحياة.
فعلى ضوء ذلك نفهم مصطلح الثورة في أي مجال من المجالات بأنها تلك "الحركة البشرية الانقلابية التي تحدث تغييرا مؤثرا في حياتهم"، وإلا لا يقال لها ثورة حسبما يفهم من استخدام هذا الاصطلاح، فنرى أن هذا التعريف أدق واشمل من غيره حتى يكون التعريف جامعا مانعا. فهي حركة بشرية انقلابية أي تقلب النظام القائم وتأتي بنظام جديد وهذا النظام الجديد يحدث تغييرا مؤثرا في حياة البشر. ربما يكون شاملا يشمل كافة نواحي الحياة أو يشمل قطاعات هامة منها فيكون في كلتا الحالتين تغييرا مؤثرا. سواء كانت هذه الثورة سياسية أو غير ذلك من أنواع الثورات. ولكننا نحن هنا في صدد البحث في الثورات السياسية والثورات التي تقلب النظام القائم في المجتمع وتحدث تغييرا مؤثرا فيه.
وعندما يجري الحديث عن الثورة لتغيير نظام الحكم يتبادر إلى الذهن الحركة الشعبية ضد النظام القائم. لأن ذلك ظاهرها وواقعها، وهذا ما انطبع في أذهان الناس عندما دعا لها دعاتها وعندما تم تعريفها على أنها حركة شعبية. وكذلك قيام حركات شعبية بالفعل في العديد من أنحاء العالم نتيجة الاحتقان والكبت لدى الناس عند انتشار الفساد وعند تعرضهم للظلم وتكميم الأفواه وهضم حقوقهم والدوس على كرامتهم واهانتهم وغير ذلك من الممارسات الجائرة للنظام القائم بكل مؤسساته وأركانه ورجاله. فربما تنفجر جموع الناس فجأة دون سابق إنذار من جراء تلك الممارسات والأعمال التعسفية من قبل النظام القائم. فهي تشتعل في مكان ما ولكنها سرعان ما تعم كافة أنحاء البلاد. ومن ثم تقوم الجهات والتيارات المختلفة لتتبناها أو لتركب موجتها أو للعمل على حرفها عن مسارها سواء كانت تلك الجهات نخب مثقفة أو حركات نشأت من جديد على اثر الثورة أو أحزاب وتنظيمات كانت موجودة أصلا وهي تعمل منذ زمن لتغيير النظام. فتعمل لتجميع الناس حولها لتعبر عن مطالبهم ولتقودهم حتى تحدث تغييرات مؤثرة وأساسية في حياتهم وربما تكون جذرية. فيطلق على هذه الحركة التي تستهدف قلب النظام السياسي الحالي وتغييره بنظام جديد ثورة. والأساس في الثورة أن تأتي بنظام أفضل من سابقه لأن الناس ما قاموا وضحوا إلا ليأتوا بنظام أفضل وإلا يكون قيامهم عبثا أو أنهم لم يهتدوا للنظام الأفضل.
والحركة الانقلابية الصحيحة هي التي تغير المجتمع بتغيير مفاهيم الناس ومشاعرهم والنظام الذي يحكمهم بفكر صحيح. وهذا لا يكون إلا بالعمل الفكري السياسي بحيث تتجاوب الأمة معه. ويجب أن يكون بالعمل السلمي ولا تستخدم فيه القوة لأنه يهدف إلى تغيير مفاهيم الناس ومشاعرهم لأنك تريد أن تقنع الناس وتجعلهم يتبنون هذه الأفكار من ذات أنفسهم من دون إكراه. ولكن عملية المباشرة بإسقاط النظام القائم أو تغييره حسب الفكر الجديد فالأصل أن تتم بشكل سلمي أيضا، لان الناس عندما يقتنعوا من ذات أنفسهم بالفكر الجديد الذي سيقوم عليه النظام الجديد فإنهم سوف يقومون بتغيير النظام بأيديهم إلا إذا كان سلطان البلد ليس بأيديهم أو أن يكون الذي في الحكم يملك قوة قادرة على أن تتصدى للثورة. وبذلك يصعب إسقاطه فعندئذ تحدث المواجهة. ولذلك احتاط رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمر في بيعة العقبة الثانية إذا ما حدثت مقاومة من البعض فسميت تلك البيعة ببيعة الدم. ولكن لم تحدث مقاومة من الآخرين فبقيت سلمية من أولها إلى آخرها. وربما لم يحدث في العالم عبر التاريخ مثل هذه الحركة الانقلابية السلمية من بدايتها إلى نهايتها حتى وصولها إلى الحكم.

ماهية الثورة
ربما تحدث الثورة بالقوة المادية وربما تحدث بالعمل السلمي فاستخدام القوة ليس شرطا فيها كما هو ملاحظ في الواقع. وإنما المسألة هي حدوث انقلاب على النظام القائم للإتيان بنظام مغاير يؤمل منه أن يحدث نتائج أفضل. ولكن ربما تأتي الحركة الانقلابية بنظام أسوأ من سابقه أو تأتي بنظام يساويه في السوء، ولكن تعتبر ثورة حسب التعريف. وسبب ذلك عدم اهتداء الناس لنظام أفضل أو عدم اهتدائهم للنظام الأحسن والأفضل، أو للمؤامرة على الثورة والتحايل عليها أو سرقتها كما يقال، وخاصة من قبل رجال النظام السابق أو من قبل أعوانهم.

اشتعال الثورة
يلاحظ على الثورات أنها تبدأ بحركات احتجاجية من قبل الناس بسبب أوضاع سيئة ألمت بهم من قبل النظام القائم. فيبدأ الناس يطالبون بتغيير هذه الأوضاع وتحسين أحوالهم وإذا لم يلب النظام مطالب الناس فان الحركة الاحتجاجية متعددة الأشكال لن تهدأ بل ستزداد وستتفاقم الأمور عليه حتى تقوضه أو تسقطه. ومن الحماقة لجوء النظام إلى البطش والقوة لإخماد هذه الحركات أو لسحقها من دون أن يعالج الأمر بشكل جدي أو جذري. لأن النظام قائم على رعاية شؤون الناس فهو موجود لهم ولخدمتهم فلماذا يقوم بسحقهم؟! بل يجب عليه أن يعالج الأمر فإذا كانت مطالب الناس تتعلق بحقوقهم وبخدمتهم يجب أن يلبيها لهم، وعدم تلبيتها ظلم وجريمة. وإذا ما حدث تغير في مفاهيم الناس وقناعتهم ومقاييسهم وجب على النظام أن يقوم بعملية فكرية عميقة وجذرية وأن يخوض صراعا فكريا مع الأفكار الجديدة أو الدخيلة. وحصول مثل ذلك يدل على أن الفكر القادم أقوى من الفكر القائم عليه النظام أو أن النظام يعيش في غفلة ولم يقدر الوضع، أو انه لم يقدّر عاقبة دخول تلك الأفكار فيعالجها من البداية بشكل فكري أو انه لا يملك القدرة على مواجهة هذه الأفكار الجديدة أو الدخيلة لأسباب متعددة. والناس إذا ما أصروا على ما مطالبهم وبدؤوا يقدمون التضحيات وقد كسروا حاجز الخوف من بطش النظام فسرعان ما تتحول الحركات الاحتجاجية إلى ثورة تستهدف إسقاط النظام. لقد حصلت في مصر عدة حركات احتجاجية سابقا ولكن كانت تتوقف بعدما يقوم النظام ويسحقها كما حصل عام 1977. ولكنها لم تستهدف إسقاط النظام كما حصل مؤخرا. فما حصل في الحركة الاحتجاجية الأخيرة أن الناس بدؤوا يطالبون بإسقاط النظام لأنهم أدركوا أن سبب مشاكلهم هو النظام وهذا تطور نوعي يدل على زيادة في الوعي والإدراك لدى الناس عما كان في السبعينات من القرن الماضي. وإن لم يتحقق بعد إسقاط النظام وقد أسقطت بعض أجزائه لعدم اكتمال الوعي فان الثورة ما زالت قائمة وتحتاج إلى إنضاج أي إلى التوعية التامة. وينطبق الحال على تونس وعلى غيرها. وهذا ما نلاحظه على الحركات التي تتصدر قيادة الناس وتعبر عن فكرهم وعن مشاعرهم. فنرى أن الوعي لم يكتمل لديها. فلم يتبلور لديهم النظام البديل. والبعض منهم لم تتجل لديه الإرادة المصممة أو الصادقة والشجاعة الكاملة للتحدي رغم إدراكهم بشكل عام للنظام البديل وهو الإسلام. ولكن نستطيع أن نعتبرها مرحلة من مراحل الثورة نحو إحداث تغيير جذري وذلك عندما يتبلور لدى الناس النظام البديل وتوجد لديهم القناعة التامة به والإرادة الصادقة والشجاعة الكاملة لإقامته ويثقوا بالمخلصين على أنهم قادة وقادرين على إدارة شؤونهم على أحسن وجه. فاستعداد الناس للتضحية من أجل التغيير بل قيامهم بذلك يعتبر نجاحا لا يستهان به ولا يجوز التقليل من قيمته. وخاصة عندما نعلم أن الثورات لا تحقق أهدافها بسرعة ربما تستمر سنين كما سنرى عندما نستعرض بعض الثورات.
الفرق بين الثورة والجهاد
لدينا مفاهيم معينة تضبط كل حالة لوحدها، فدفاع المسلمين عن بلادهم ضد الغزاة أو ضد المحتلين للبلد ومقاومتهم والعمل على إخراجهم لا يسمى ثورة عندنا بل هو جهاد فمن الخطأ أن يقال الثورة الجزائرية بل الجهاد في الجزائر ولكن الكفار وعملائهم تعمدوا هذه التسمية لإبعاد الأنظار عن المفهوم الإسلامي الذي يعني طرد المحتلين من البلاد وتطهيرها منهم ومن أثاراهم ودنسهم والدفاع عن بيضة الإسلام حتى تعود عليه سيادة الإسلام ويعود السلطان لأهل البلد المسلمين. فالجزائر كانت تحكم بالإسلام فكان نظامها إسلاميا وسلطانها كان بيد المسلمين فجاء المستعمر وأراد أن يزيل حكم الإسلام عنها ويفرض عليها نظامه الرأسمالي الديمقراطي الذي يستند إلى العلمانية أو اللائكية ويبسط سلطانه ونفوذه عليها. فهب الناس مجاهدين لإخراج هذا المستعمر والعودة إلى نظامهم الإسلامي. ولكن المستعمر الخبيث عرف كيف يفعل فأتى بعملاء له خاصة من الذين تشبعوا بثقافته وحولوا الجهاد إلى حركة وطنية ومن ثم سلمهم المستعمر الحكم عند خروجه ليحكموا البلد حسب النظام الذي وضعه لهم. وما زالوا يحكمون البلاد بهذا النظام الغربي. فالفرنسيون احتلوا البلد وفرضوا نظامهم وثقافتهم بالقوة وابعدوا النظام الإسلامي واستبدلوه بنظامهم العفن الذي ما زال يشيع الفساد والخراب والانحلال وكل ما هو سيئ في البلد. فإذا قام أهل الجزائر وثاروا على هذا النظام وقلبوه واستبدلوه بنظام الإسلام نقول قد حدثت ثورة في البلد فعندئذ يأتوا بالخير. فعندما يستلم قيادة الشعب أناس من عملاء الاستعمار تشبعوا بثقافة المستعمر حتى إذا خرج هذا المستعمر بقوته المسلحة يبقى بقواه الأخرى من أشكال الهيمنة الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية وذلك عن طريق حشد من العملاء في هذه المجالات الذين استطاع أن يكسبهم. وهذا ينطبق على كل بلد إسلامي حصل فيه جهاد ضد المحتلين ابتداء من تركيا حيث كان الناس يجاهدون بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله لطرد المحتلين الانكليز والفرنسيين واليونانيين بأمر من الخليفة للحفاظ على نظام الإسلام وأمان المسلمين، فقام أتاتورك بخيانة الخليفة الذي أرسله لهذا الغرض وتعاون مع الانكليز ليهدم الخلافة ويسقط نظام الإسلام ويستبدله بالنظام الغربي الكافر وقام بانقلابات سميت باسمه في كل مجالات الحياة من نظام الحكم إلى أدنى شيء في المجتمع حتى وصل إلى تغيير في اللغة وتغيير أسماء العائلة والألقاب واللباس. وعمل على القضاء على كل ما له اثر من الإسلام في البلد واستبداله بالنظام الغربي الكافر بمساعدة الكفار المستعمرين فكان ذلك مخالفا لما يريده الناس بل ثاروا ضده فسحقهم فلا يعتبر عمل أتاتورك ثورة وإنما هو خيانة وتعامل مع المستعمرين وتلبية لمطالبهم وضد مطالب الشعب وضد إرادته. فحركته ليست ثورية، فلم تنبع من رغبة الشعب، وإنما هي قلب للنظام الذي ارتضاه الشعب ولم يقبل به بديلا، واتى بنظام مغاير له فأتى بكل ما هو سيئ فأرجع تركيا إلى الوراء وجعلها بلدا تابعا للمستعمر بعدما كانت أعظم دولة في العالم هي والبلاد الإسلامية الأخرى، وأفسد حياة المجتمع إلى أبعد الحدود. وعندما احتل الانكليز فلسطين وجاءوا باليهود وركزوا وجودهم فيها حتى تمكنوا من إقامة دولة أعلن ما سمي بالثورة الفلسطينية وأبعد مفهوم الجهاد وصبغت بالصبغة الوطنية والعلمانية لتقوم بما يريده المستعمر من القبول بكيان يهود إلى العمل على حمايته إلى تأسيس نظام مستورد من الغرب على شاكلة الدول العربية بعيدا عن الإسلام. وذلك في خطة خبيثة من المستعمرين الذين أوعزوا إلى عملائهم لتأسيس هذه المنظمات حتى تخدع الناس وتقبل بمشاريع المستعمرين. وفي الحرب ضد الاتحاد السوفيتي قبل الغرب بان تسمى جهادا ويسمى المقاتلون مجاهدين وذلك لشحذ همم المسلمين في العالم اجمع واستغلالهم لقتال السوفيات حتى تتحقق مآرب أمريكا والغرب بهزيمة الاتحاد السوفيتي والشيوعية على يد المسلمين. ولكن الغربيين الآن يصفون الجهاد ضدهم بأنه حرب إرهابية والمجاهدين بأنهم إرهابيون. فنلاحط أن مفهوم الثورة ضد المحتل يعمل على صبغه بالطابع القومي أو الوطني مع صبغة علمانية.

استعراض بعض الثورات
نريد أن نستعرض بعض الثورات بشكل مختصر لنتوصل إلى نتائج تهمنا في هذا الموضوع ولندرك طبيعة الثورات وما يحدث فيها لان هناك أمور متشابهة تحدث فيها.

الثورة الإيرانية
الثورة الإيرانية لعب فيها دوران دور الصراع الأمريكي الإنكليزي على البلد ودور تذمر الناس من ظلم الشاه واستبداده فمنذ الخمسينات من القرن الماضي بدأ الصراع الأمريكي الانكليزي هناك فقامت ما عرف بثورة مصدق الذي والى أمريكا بالخفاء ولكن خذلته أمريكا عندما اتفقت مع بريطانيا على إرجاع الشاه مقابل أن تسمح بريطانيا للشركات الأمريكية بدخول إيران وأرادت أمريكا أن تركز أقدامها حتى تبسط نفوذها كاملا على إيران في المستقبل. ولذلك بدأت تدعم كل الحركات التي تعمل على إسقاط الشاه. فعندما اشتعلت الثورة في نهاية السبعينات من القرن الماضي رأينا انه قد دخلها كل من هب ودب من حركات يسارية وقومية وليبرالية بجانب الحركات الإسلامية إلا أن شخصية الخميني التي اكتسبت عراقة ولمعانا وجاذبية وهو ما يعرف بالكاريزما والتفاف الناس حوله وعدم لمعان الشخصيات السياسية الأخرى، ولأسباب تتعلق بالصراع الدولي حيث وقفت أمريكا وراء الخميني بعدما اتفقت معه عندما رأت فيه القدرة على قيادة الشعب لإسقاط الشاه ونظامه الموالي لبريطانيا أكثر من الشخصيات الأخرى التي لم تكن مقبولة شعبيا وغير مجمع على قيادتها، ولأنها أي أمريكا تبنت أسلوب استغلال الدين في تلك الحقبة لتتمكن من إسقاط الشاه وإزالة النفوذ الانكليزي. وحاول الشاه أن يسحق الثورة بالقوة إلا أن أمريكا بدأت تضغط عليه واستطاعت أن تحيد الجيش وأجبرت الشاه على مغادرة البلاد وسلم الحكم مؤقتا لشاهبور بختيار ولكن أمريكا أجبرت شاهبور بختيار على أن يسلم الحكم للخميني بعد عودته من فرنسا.

الثورة الأمريكية
ما يعرف بالثورة الأمريكية فقد بدأت بحركات احتجاجية منذ عام 1773 أولا ضد المستعمر الانجليزي لفرضه الضرائب الثقيلة وما سمي بالقوانين الجائرة على سكان المستعمرات وانتهت بحركة مسلحة ابتداء من عام 1775 بعدما بدأ المستعمر يستخدم القوة لإجبار الناس على دفع الضرائب والانصياع للقوانين الانكليزية الجائرة التي رفضها الناس وانتهت عام 1783 بإعطاء بريطانيا الاستقلال لها. وقد قام الفرنسيون بدعمها سرا في البداية إلى أن قويت الثورة فصاروا يدعمونها علنا لكونهم كانوا يخوضون حروبا على المستعمرات مع الانكليز، وقد خرجوا للتو من هزيمتهم من كندا أمام بريطانيا بعد حرب دامت سبع سنوات. فكانت ثورة ضد ممارسات الإمبراطورية البريطانية التي كان الكثير من السكان الوافدين من رعاياها، ومن ثم تطورت إلى العمل على الخلاص من حكم الإمبراطورية وإقامة دولة مستقلة لهم بنظام جديد وان كان يستند إلى فكر المستعمر نفسه الذي ينتمون له ألا وهو المبدأ الرأسمالي. إلا انه نظام مطور عن النظام الرأسمالي. ولذلك عندما منحتها بريطانيا الاستقلال وان خسرتها كمستعمرة ولكنها لم تخسرها فكريا فمبدئها الرأسمالي هو الذي أصبح سائدا فيها. فاعتبرت ثورة على أساس أنها أحدثت انقلابا مغايرا في البلد عن سابقه أحدث تأثيرا هاما في حياة البشر حيث لم تكن أمريكا دولة وكانت بلاد مستعمرة من قبل الانكليز فأزالت سلطانهم وأوجدت سلطانا جديدا ودولة جديدة وشكلت شعبا جديدا. وأقامت نظاما جمهوريا جديدا مغايرا للنظام الانكليزي الملكي فتعتبر أول جمهورية في العالم الحديث وان استندت من ناحية فكرية إلى الفكر الرأسمالي الديمقراطي الذي يتبناه الانكليز والغرب عامة.

الثورة الفرنسية
الثورة الفرنسية بدأت بتحركات احتجاجية على ظلم الملك ونظامه عام 1789 وتطورت إلى حركة دموية وتم التوصل إلى حل وسط بإقامة الملكية الدستورية عام 1792 ولكن لم تتوقف فاندلعت مرة أخرى واعدم الملك وأعلن عن إقامة النظام الجمهوري عام 1794 وشكلت حكومة إدارة مؤقتة، وعرفت بالجمهورية المتشددة التي لا تقبل أثرا للعهد السابق وأتت بنظام جديد مختلف تماما عن النظام البائد. ولكن بعد ذلك تراجع المد الثوري وعاد ما سمي بالبرجوازيين المعتدلين وسيطروا على الحكم وانقلبوا على الثورة ووضعوا ما سمي بالدستور المعتدل وتحالفوا مع الجيش إلى أن قاموا بانقلاب بقيادة الضابط نابليون بونابرت على ما سمي بحكومة الإدارة عام 1799 وعين كأول رئيس للجمهورية التي أعلنت. وبعد 5 سنوات من ذلك وافق مجلس الشيوخ الفرنسي على تنصيب نابليون إمبراطورا. وكل ذلك حدث بعدما اشتهر نابليون بحمايته للثورة كقائد عسكري في باريس فحمى حكومة الإدارة عام 1795 ضد الثورة المضادة التي قادها الملكيون. وفي عام 1797 أصبح القائد الفعلي للبلاد. وبعد سنتين ألغى حكومة الإدارة كما أسلفنا. ولم يعد النظام الجمهوري إلى البلاد إلا بعد هزيمة نابليون عام 1815.

الثورة الروسية
في عام 1905 انطلقت المظاهرات الاحتجاجية بشكل سلمي للمطالبة بالحرية والديمقراطية التي اشترك فيها حوالي 200 ألف في بطرسبرغ. وقامت قوات الأمن التابعة للقيصر بقتل المئات منهم لتفريقها وإخمادها بالقوة. وقد اندلعت مرة أخرى بشكل سلمي من قبل العمال والجنود ضد الأوضاع الاقتصادية من ارتفاع الأسعار وانخفاض الأجور وازدياد نسبة البطالة وضد خوض الحرب العالمية الأولى بجانب الحلفاء، وقد أخمدت. إلا أنها استؤنفت مرة أخرى في الأشهر الأولى من عام 1917 إلى أن اضطر القيصر إلى التنازل عن العرش وتسليم السلطة للأمير جورج ليفوف في 15/3/1917 ولكن الاحتجاجات الإضرابات لم تهدأ وقد استطاع الشيوعيون بقيادة لينين أن يتصدروا الثورة ويحولوها لطرفهم لأنهم كانوا أصحاب مبدأ يعملون على إيصاله إلى الحكم، وقد اسقطوا هذه الحكومة وشكلت حكومة أخرى في تموز من نفس العام واستطاعوا أن يسقطوها ويسقطوا النظام القيصري بعدما استطاعوا أن يكسبوا الجيش، إلى أن توجت بالانتصار لصالحهم في تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام، وذلك بعدما حولوها إلى حركة ثورية مسلحة بجانب كسبهم للجيش الذي قام بانقلاب عسكري أدى إلى سقوط النظام وإعدام القيصر وعائلته. وكان لألمانيا دور في دعم لينين وحركته حتى تخرج روسيا من التحالف المشكل ضدها من قبل بريطانيا وفرنسا في الحرب العالمية الأولى. ولكن الذين لم يقبلوا بالنظام الاشتراكي بدؤوا بالثورة المضادة، وقد دعمتهم بريطانيا وفرنسا إلا أن النظام الجديد بقيادة الشيوعيين استطاع أن يقضي عليهم عام 1920.

الثورة الانكليزية
وما يسمى بسرقة الثورة أو الاندساس عليها أو العمل على حرف مسارها شيء حقيقي قد تجلى في الثورة الانكليزية التي اندلعت عام 1642 حتى عام 1646 ولكن لم تحقق أهدافها وقد فر الملك تشارلز الأول عام 1647 فاندلعت الثورة مرة أخرى عام 1648 ولكن الملك عاد مرة أخرى إلى أن اعدم عام 1649 ونفي نجله الملك تشارلز الثاني وقد اندس على الثورة اللورد أوليفر كرومويل فثبت وجود سيادة العائلات العريقة وأصحاب المال ومنهم العائلة المالكة بصورة أخرى عندما لم يلغ النظام الملكي ويعلن الجمهورية كما كان يطالب الشعب ويقبل بوجود الملكية محددة الصلاحيات ولم يلغ سيطرة العائلات العريقة والثرية. حتى إن هذه الانجازات لم تثبت بسبب عدم تصفية الملكية وحكم العائلات العريقة وظلت الفوضى والإضرابات مستمرة حتى عام 1689 عندما عزل الملك جيمس الثاني وصدر إعلان الحقوق من قبل البرلمان الانكليزي الذي ينص على أن حق الملك في التاج مستمد من الشعب الممثل في البرلمان وليس من الله، ولا يحق للملك أن يلغي القوانين أو يوقف تنفيذها أو أن يصدر قوانين جديدة إلا بموافقة البرلمان ولا يفرض ضرائب جديدة ولا يشكل جيشا جديدا إلا بموافقة البرلمان وحرية الرأي والتعبير مكفولة ومصانة للبرلمان.

نتائج هذا الاستعراض
من استعراض الثورات القديمة والثورات الحديثة التي ما زالت مستمرة في العالم العربي ولم تؤت أكلها بعد ويجري التآمر عليها نستطيع أن نستنتج الأمور التالية:
1. الثورات يدخلها كل من هب ودب وكل طرف يعمل على جذبها لطرفه، ويندس بينها من أركان النظام القائم الذي ثار عليه الناس لتغييره ومن العملاء الجدد، فيركبون الموجة ويمتطون الثورة، فهي محفوفة بالمخاطر.
2. الثورة لا تحقق أهدافها بسهولة وإنما تطول وتمر في مراحل وتجري فيها مساومات. وربما تقبل بأنصاف الحلول لصعوبة الظروف التي تسيطر عليها وخاصة عندما يتمكن العملاء من أن يصبحوا قادة لها، بجانب وجود قيادات ضعيفة من بين الثائرين لا تحدد هدفها أو لا تصر عليه.
3. كثيرا ما تتحول الثورة إلى حركة مسلحة بعدما تبدأ بالاحتجاجات السلمية على تردي الأوضاع وعلى الظلم والاستبداد وعلى هضم الحقوق وتفشي الفساد والمحسوبية واهانة كرامة الإنسان، فتسفك فيها الدماء وتختلط الأمور على الناس.
4. احتمال تدخل الدول الأجنبية التي لها مصالح في إنجاحها أو إفشالها وتبدأ بالعمل على شراء الذمم ليكون لها قدم في البلاد.
5. تختلط فيها أفكار كثيرة ومشاعر مختلفة وتطرح فيها حلول متعددة وإن كان هدفها العام إسقاط النظام والإتيان بنظام أفضل. فتظهر عقبات أمام سيادة الفكر الصحيح ويواجه أصحابه صعوبة في جعل الناس يتقبلوه لوحده دون غيره. لأنهم يرون مشاركة أصحاب الأفكار الفاسدة معهم في الثورة فلا يقللون من شأنهم.
6. كثيرا ما يكون للجيش دور في حسم الأمور سواء بالتحرك مباشرة أو بوقوفه على الحياد حتى يسهل إسقاط النظام، والذي يكسب الجيش لصالحه يمكنه أن يقود الثورة ويأتي بالنظام الذي يريده.

الثورة وطريقة الوصول إلى الحكم
إننا نقول إنه يجب الوصول إلى الحكم عن طريق الأمة فالطريقة أي الكيفية الثابتة هي الوصول إلى الحكم عن طريق الأمة. فالأمة هي التي تعطي الحكم لان السلطان للأمة وهي التي تمنحه لمن تشاء من أبنائها. والثورة هي أسلوب لتغيير النظام من قبل الأمة، فإذا ثارت الأمة وأسقطت النظام نسعى عن طريقها لأن نستلم الحكم حتى نحدث الانقلاب الكلي والتغيير الجذري في الحياة وفي المجتمع وفي الدولة. وقد قمنا وشجعنا الناس على الانتفاضة والثورة السلمية في وجه الأنظمة المستبدة حتى نستطيع أن نأخذ النصرة من ممثلي الناس الثائرين ومن أهل الحل والعقد ومن أهل القوة. وإذا تحول الأمر إلى ثورة مسلحة فنعمل أيضا على كسب الثائرين لفكرنا ولنصرتنا. فالطريق هي اخذ الحكم عن طريق الأمة لإحداث الانقلاب الشامل والتغيير الجذري.
وما يسهل سرقة الثورة أو حرفها هو عدم وجود وعي تام لدى الناس فتندس عليهم قيادات مزيفة لتسرق الثورة أو لتحرفها وهذا ناتج عن عدم تحديد الناس للنظام الذي يريدونه وعدم إدراكهم لفكر واضح بديل وعدم تمييزهم بين القيادة المخلصة عن غيرها، فعندئذ يصعب على القيادات المخلصة أن تمسك بزمام الأمور في ظل الهرج والمرج وتقنع الناس لتنقاد لها. فعند فقدان ذلك يصبح الجو مائعا وملائما لاندساس كل شخص عليها. ففي مثل هذه الثورات يدخلها المخلص وغير المخلص، وكل تنظيم يبدأ بالعمل على جعل فكره هو الذي يسود ويعمل على أن يكون هو القائد فهي مجال فسيح للخير وللشر. وتبدأ الدول الأجنبية بالتدخل بصور مختلفة وتعمل على كسب العملاء أو تعمل على جعل عملائها هم الذين يستلمون زمام الأمور ويصبحوا قادة ومن ثم حكاما وذلك بإبرازهم بصور شتى ومنها وسائل إعلامهم. فالانتفاضات والثورات في البلاد العربية التي اشتعلت بشكل عفوي على الظلم والاستبداد وهضم الحقوق وهدر الكرامات واهانة الناس واحتقارهم وتعذيبهم وعلى الفساد المستشري في البلاد ودعت إلى إسقاط الأنظمة والقائمين عليها لم تبرز الإسلام كنظام بديل ولا غير، رغم أن الثائرين أو المنتفضين هم مسلمون بأغلبيتهم الساحقة. وصار همُّ الناس المشترك إسقاط النظام والقائمين عليه ومحاسبتهم وإعادة الكرامة والحقوق إلى أهلها دون بيان الكيفية لذلك ومن دون بيان البديل بشكل واضح. ولهذا استطاع رجال النظام السابق أو ممن هم من مخلفاته أن يندسوا بين المنتفضين وقد قبلهم الناس بسبب عدم وعيهم التام وقبلوا حكومتهم بجانب المجلس العسكري الحاكم. وبدأ الجدل يدور حول النظام القادم أهو إسلامي أم علماني. وقسم من الجماعات الإسلامية والمفترض منها أن تصر على تطبيق الإسلام تنازلت بعض الشيء فلم تتخذ الموقف الحاسم. وتحاول وسائل الإعلام أن تلعب دورا في المعركة وأكثرها لصالح عملاء الفكر الأجنبي العلماني وللسياسة الأجنبية. ولكنها تبقى وسائل لا يمكن أن تؤثر إذا أصرت الجماعات الإسلامية على مطلبها المتعلق بمجيء الإسلام وتحكيمه ففي النهاية سيظهر ذلك والناس ستدرك ما هو موجود على الأرض مهما عملت وسائل الإعلام على التعمية وعلى التضليل وإخفاء الحقائق وإبراز كل ما هو زائف وباطل.

الخلاصة
ومع كل ذلك فعلينا أن نعمل على كسب الثورة لصالحنا ببث فكرنا بين الناس وطرح حلولنا وتقديم النظام البديل نظام الخلافة الراشدة وعرض قيادتنا عليهم، فنعمل على أخذ النصرة ممن بيدهم القوة ومن قادة الثورة ومن المؤثرين فيها. لأن طريقنا هي أخذ الحكم عن طريق الأمة.
ولكن الطريق الأسلم والأمتن والأفضل في التغيير وقلب النظام هي طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وهي العمل على إقناع الناس بالفكر الذي تحمله حتى يقوم قادتهم بالتخلي عن الحكم وتسليمه لصاحب الفكر الجديد. فقد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحدث ذلك في مكة ولكن قادتها رفضوا. وقد حاول مع بلاد وقبائل أخرى فمنهم من اشترط شروطا لم يقبلها الرسول ومنهم من رفض عرضه من البداية. ولكن تحقق ذلك في المدينة عندما تقبلت غالبية الناس الإسلام وقبله أهل القوة وأهل الحل والعقد ووجد له الرأي العام. وان كانت الطريقة تبدأ من إعداد الكتلة التي ستحمل الدعوة وتقود الأمة وبناء هذه الكتلة بناء سليما ككتلة الصحابة رضوان الله عليهم ومن ثم تنطلق نحو التثقيف الجماعي للأمة بجانب استمرار التثقيف المركز لحملة الدعوة والقيام بخوض الصراع الفكري مع كافة الأفكار المخالفة للإسلام ومحاربة كافة الأطروحات والحلول المناقضة للإسلام بجانب الكفاح السياسي، والعمل على سيادة المبدأ الإسلامي في الأمة بشكل واضح ومحدد ومبلور بشكل يجعل الأمة تتبناه وإيجاد الرأي العام عنه المنبثق عن الوعي التام ومن ثم العمل على قيادة الأمة خلف الحزب قيادة منفردة لا تختلط بها قيادات غير مخلصة ومن ثم محاولة أخذ النصرة ممن يمثلون الأمة من أهل الحل والعقد وممن بأيديهم القوة من القادرين على حسم الأمور وبذلك نكون قد بنينا أمة على عين بصيرة وأوجدنا مجتمعا إسلاميا تسوده الأفكار والمشاعر الإسلامية ويحكمه نظام الإسلام الذي يتمثل بدولته دولة الخلافة، وبذلك نتقي شر الفتن والتجاذبات وتدخل الدول الأجنبية واندساس المنافقين والموالين للكفار بمختلف مسمياتهم وتياراتهم وننقي المجتمع من الأفكار والمشاعر غير الإسلامية وهذه هي الطريقة الشرعية التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء أمة على فكر واحد وإقامة الدولة على هذا الفكر فأوجد مجتمعا راقيا بعد أن أخذ النصرة من قادة الناس الذين آمنوا بهذا الفكر ووثقوا بقيادته من دون أن يريق قطرة دم واحدة فأهل المدينة آمنوا به وآووه ونصروه، فلم يقبل بوجود فكر آخر مع فكره ولا تنظيم آخر مخالفا لتنظيمه فعمل على سيادة الإسلام وحده بشكل صريح من دون تحالفات مع قوى معارضة ومن دون تنازلات، وقد حاولت قريش خداعه على شاكلة إقامة نظام وطني وذلك بان تجعله ملكا على مكة في ظل نظامها مع تعايش دينها مع دينه. وكذلك القبائل الأخرى التي اشترطت لنصرته على أن يكون لها الملك والأمر من بعده، فرفض كل ذلك فأصر على مطلبه بان يؤمنوا به رسولا من عند الله الواحد الأحد ويتبعوا ما جاء به من عند ربه، وأعلن موقفه إما أن يظهر الله هذا الدين وحده وسيادته في الدولة وفي المجتمع وإما الهلاك والموت دونه. واليوم نرى من يسمون بالإسلاميين يقبلون بأقل من أن يكونوا ملوكا أو رؤساء في ظل نظام الكفر ويتنازلون عن سيادة الإسلام ويعملون على التعايش مع المبادئ والأفكار والتنظيمات المخالفة للإسلام مظهرين مخالفتهم لدينهم ولطريقة رسولهم صلى الله عليه وسلم في التغيير والوصول إلى الحكم معرّضين مصير أمتهم للخطر ومنع سيادة مبدئهم في الدولة والمجتمع.
فعلينا أن نستمر في الطريق الأسلم والشرعي، وعلينا أن نعمل على توجيه الثورات نحو الوجهة الصحيحة، ونعمل على كسبها وأخذ النصرة من أهلها حتى يتحقّق الوعد الرباني بنصر هذه الأمة. {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.

12/11/2011م
منقول عن : مجلة الزيتونة


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post

المشاركات داخل هذا الموضوع
- طالب عوض الله   المختار من رسائل المجموعات البريدية التي أنصفت قضايا الأمة   Oct 2 2011, 10:35 PM
- - طالب عوض الله   شنودة : صورة بالحجم الطبيعي لم يكن إعلان أقباط ال...   Oct 2 2011, 10:37 PM
|- - فضل الله   إقتباس(طالب عوض الله @ Oct 2 2011, 10:37 ...   Oct 3 2011, 10:52 AM
- - طالب عوض الله   الحاقدو...   Oct 3 2011, 06:27 AM
- - طالب عوض الله   الاثنين 5 ذو القعدة 1432 هـ 03/10/2011 م ...   Oct 4 2011, 07:01 AM
- - فضل الله   إقتباس(طالب ع...   Oct 4 2011, 08:08 PM
- - طالب عوض الله   بارك الله في الأخ ( فضل الله ) على التفاعل والحق...   Oct 5 2011, 08:44 AM
- - طالب عوض الله   دون كيشوت فلسطين الدكتور ماهر الجعبري عضو المكتب ...   Oct 6 2011, 06:26 AM
- - قادمون   يمتلك الجعبري الدقة في التعبير والابداع في التصوير...   Oct 6 2011, 12:58 PM
|- - طالب عوض الله   إقتباس(قادمون @ Oct 6 2011, 12:58 PM) يمت...   Oct 6 2011, 02:42 PM
- - طالب عوض الله   «جمعة النصر لشامنا ويمننا» تكشف التوجه الصحيح لمسا...   Oct 7 2011, 07:36 AM
- - طالب عوض الله   الحياد السويسري بقلم : فهد عامر الأحمدي قا...   Oct 7 2011, 05:14 PM
- - طالب عوض الله   قواعد أمريكية.. فيصل القاسم .. طب يا أخي جاوبني ...   Oct 7 2011, 05:32 PM
- - طالب عوض الله   الغرب يحاول ركوب موجة الثورات العربية يحاول ا...   Oct 9 2011, 08:25 AM
- - طالب عوض الله   حملة: لا للتغوّل السياسي والقانوني ومعًا من أجل ح...   Oct 9 2011, 08:37 AM
- - طالب عوض الله   من هنا وهناك المختار من رسائل المجموعات البريدية ...   Oct 12 2011, 08:32 AM
- - طالب عوض الله   من هنا وهناك المختار من رسائل المجموعات البريدية ...   Oct 12 2011, 08:34 AM
- - طالب عوض الله   من هنا وهناك المختار من رسائل المجموعات البريدية ...   Oct 12 2011, 08:36 AM
- - طالب عوض الله   من هنا وهناك المختار من رسائل المجموعات البريدية ...   Oct 12 2011, 08:38 AM
- - طالب عوض الله   من هنا وهناك المختار من رسائل المجموعات البريدية ...   Oct 12 2011, 08:39 AM
- - طالب عوض الله   من هنا وهناك المختار من رسائل المجموعات البريدية ...   Oct 12 2011, 08:41 AM
- - طالب عوض الله   خطر اللعب بورقة الحركات الإسلامية المعتدلة إبعاد ا...   Oct 12 2011, 09:40 AM
- - طالب عوض الله   2 5- إن هذه السياسة الأميركية بدأت تتضح ثمارها م...   Oct 12 2011, 09:41 AM
- - طالب عوض الله   >>>>>>>>>>>>...   Oct 12 2011, 09:43 AM
- - طالب عوض الله   إجرام حكام المسلمين استمرار لإجرام الاستعمار الغرب...   Oct 12 2011, 06:04 PM
- - طالب عوض الله   محاكمات مبارك استفزاز للشعب المصري يوسف قزاز ...   Oct 13 2011, 07:08 AM
- - طالب عوض الله   بعض أحبار اليهود ورهبان النصارى وشيوخ السلاطين ...   Oct 14 2011, 07:56 AM
- - طالب عوض الله   بأي ميزان نزن أردوغان؟! إبراهيم الشريف * إن...   Oct 15 2011, 08:01 AM
- - طالب عوض الله   الشعب التونسي يعلنها بصراحة نريدها دولة اسلامية ت...   Oct 17 2011, 07:53 AM
- - طالب عوض الله   آثار التدخل الغربي في الثورات العربية وخاصة ليبيا ...   Oct 18 2011, 07:05 AM
- - طالب عوض الله   الأربعاء 21 ذو القعدة 1432 هـ 19/10/2011 ...   Oct 19 2011, 08:23 PM
- - طالب عوض الله   نداء حار إلى الأمة الإسلامية بقلم :عاهد ناصرالدين...   Oct 21 2011, 06:48 AM
- - طالب عوض الله   نداء إلى ثوار ليبيا المجاهدين محمد حمد جاسم...   Oct 25 2011, 07:29 AM
- - طالب عوض الله   أنكروا منكر السلطة التي تعمل جاهدة على إشاعة الفاح...   Oct 27 2011, 07:00 AM
- - طالب عوض الله   بيان صحفي"للتوضيح" من حزب التحرير- ولاي...   Nov 2 2011, 06:49 AM
- - طالب عوض الله   الأزهر: اراقة دماء المواطنين المسالمين تسقط شرعية ...   Nov 2 2011, 06:50 AM
- - طالب عوض الله   المكتب الإعــلامي لحزب التحرير - ولاية اليمن ا...   Nov 2 2011, 01:24 PM
- - طالب عوض الله   رسالة إلى توكل كرمان خاصه والى نساء اليمن عامه م....   Nov 7 2011, 07:35 AM
- - طالب عوض الله   المتباكون على القذافي د.إبراهيم حمّامي يصعب ف...   Nov 13 2011, 09:30 AM
- - طالب عوض الله   الثورة ضد الاستعمار أم معه ! الدكتور ماهر ال...   Nov 14 2011, 06:40 PM
- - طالب عوض الله   المسجد الأقصى ومخططات التخريب والتهويد... قراءة ت...   Nov 15 2011, 09:35 AM
- - طالب عوض الله   بسم الله الرحمن الرحيم أمريكا تغذ السير لترتيب عم...   Nov 19 2011, 07:55 AM
- - طالب عوض الله   ستشرق روسي : "الربيع العربي"سينتهي بقدوم...   Nov 21 2011, 08:18 AM
- - طالب عوض الله   كواليس المخابرات الأطلسية في ليبيا إن باب التغيير...   Nov 22 2011, 07:45 AM
- - طالب عوض الله   تعليق صحفي بدلا من أن يدخلها محررا، "الملك عب...   Nov 23 2011, 09:23 AM
- - طالب عوض الله   بسم الله الرحمن الرحيم الحضارة الغربية تحتضر فلات...   Nov 23 2011, 10:53 AM
- - طالب عوض الله   بسم الله الرحمن الرحيم ادلة خيانة المجلس العسكرى و...   Nov 23 2011, 02:25 PM
- - طالب عوض الله   المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية مصر | 25 من ذ...   Nov 23 2011, 02:25 PM
- - طالب عوض الله   الأربعاء، 27 ذو الحجة، 1432 هـ 23/11/2011 م ...   Nov 24 2011, 11:21 AM
- - طالب عوض الله   هكذا قدم المسلمون للعالم د.بدر عبد الحميد هميسه ...   Nov 25 2011, 06:38 PM
- - طالب عوض الله   حرام عليكم د. حكيم المصراتي .. كان دائما هناك ...   Nov 26 2011, 07:20 AM
- - طالب عوض الله   ماذا يعني تطبيق الشريعه الحلقه الثالثه: م. موسى عب...   Nov 27 2011, 07:11 AM
- - طالب عوض الله   المجلس العسكري عـاريـاً ؛؛ واللعب على المكشوف .. ...   Dec 1 2011, 06:50 AM
- - طالب عوض الله   بسم الله الرحمن الرحيم جواب سؤال حول أثر الأزمات ا...   Dec 1 2011, 07:39 PM
- - طالب عوض الله   --------------------------------------------------...   Dec 3 2011, 12:56 PM
- - طالب عوض الله   بسم الله الرحمن الرحيم الثورة الإرتدادية الثانية ف...   Dec 4 2011, 07:42 AM
- - طالب عوض الله   نحن وخطأ انشتاين عبد العزيز كحيل استوقفني هذا ا...   Dec 4 2011, 09:33 AM
- - طالب عوض الله   حوار في جريدة الشروق الناطق الرسمي لحزب التحرير تو...   Dec 4 2011, 06:21 PM
- - طالب عوض الله   حق الدم فهمي هويدي ما يحدث فى مصر الآن غير قا...   Dec 6 2011, 08:49 AM
- - طالب عوض الله   قاتل أم ضحية ؟ فهمي هويدي لا نريد أن يقدم ضا...   Dec 6 2011, 07:44 PM
- - طالب عوض الله   بسم الله الرحمن الرحيم ماذا يعني تطبيق الشريعه م....   Dec 7 2011, 02:12 PM
- - طالب عوض الله   بسم الله الرحمن الرحيم ماذا يعني تطبيق الشريعه م....   Dec 7 2011, 02:21 PM
- - طالب عوض الله   هل ينهار الإتحاد الأوروبى ؟ د. ياسر صابر حين نشأت ...   Dec 7 2011, 02:22 PM
- - طالب عوض الله   الثلاثاء 10 محرم، 1433 هـ 06/12/2011 م موافقة النظ...   Dec 10 2011, 07:32 AM
- - طالب عوض الله   مشروع الدولة الفلسطينية خطة أميركية ليست فكرة فلسط...   Dec 13 2011, 06:07 PM
- - طالب عوض الله   هل ينهار الإتحاد الأوروبى ؟ د. ياسر صابر حين نشأت ...   Dec 14 2011, 07:21 AM
- - طالب عوض الله   نصيحة لإخواني الحداثيين منجي المازني وأنا أتصفح...   Dec 14 2011, 08:33 AM
- - طالب عوض الله   لماذا تساند روسيا نظام الأسد؟ فيتشسلاف يور...   Dec 15 2011, 06:58 PM
- - طالب عوض الله   مصر: ميناء "الأدبية" يستقبل 20 ألف طن قن...   Dec 17 2011, 06:47 AM
- - طالب عوض الله   معركة النقاب: حلقة جديدة من التّدافع المُسْتمِرّ ...   Dec 17 2011, 06:33 PM
- - طالب عوض الله   فشل العمليات " التجميلية " سيف الدين عا...   Dec 20 2011, 06:43 AM
- - طالب عوض الله   ما هكذا تورد الإبل يا إخوتنا في الإسلام!!...   Dec 20 2011, 09:47 PM
- - طالب عوض الله   حزب يدعو قيادة حماس لاستنصار جيوش دول الطوق وللتوق...   Dec 22 2011, 06:54 AM
- - طالب عوض الله   أمريكا ترحب بالحوار المشروط مع الحركات الإسلامية (...   Dec 22 2011, 06:07 PM
- - طالب عوض الله   خالد مشعل مخاطبا الشيخ القرضاوي ''ما تقوله...   Dec 23 2011, 06:04 PM
- - طالب عوض الله   خالد مشعل مخاطبا الشيخ القرضاوي ''ما تقوله...   Dec 23 2011, 06:05 PM
- - طالب عوض الله   حزب التحرير- فلسطين يستنكر العمل على إعادة إحياء م...   Dec 26 2011, 06:41 AM
- - طالب عوض الله   بسم الله الرحمن الرحيم لقد ثبت للقاصي والداني ا...   Dec 30 2011, 06:37 AM
- - طالب عوض الله   منظمة التحرير تحذر من عودة القضية إلى أحضان الأمة ...   Jan 2 2012, 07:42 AM
- - طالب عوض الله   شبيحه الجامعه العربيه تحت الطلب ومهل للنظام السوري...   Jan 3 2012, 09:18 AM
- - طالب عوض الله   المهمة الحقيقية لحكومة الجنزوري الاربعاء 21 ديسمبر...   Jan 13 2012, 05:30 PM
- - طالب عوض الله   “حزب التحرير” الإسلامي في تونس.. أي مستقبل؟ علي ع...   Jan 13 2012, 05:49 PM
- - طالب عوض الله   بسم الله الرحمن الرحيم مراقبو الجامعة العربية في س...   Jan 13 2012, 06:02 PM
- - طالب عوض الله   تبريرات قوية، لاستئناف عملية ارتكاب الأخطاء ! ...   Jan 14 2012, 07:11 AM
- - طالب عوض الله   حفيد حسن البنا*: الإخوان المسلمون مستعدون للديمقرا...   Jan 16 2012, 07:46 AM
- - طالب عوض الله   فيروس النفاق الخليجي والحركات الإسلامية العربية - ...   Jan 16 2012, 07:57 AM
- - طالب عوض الله   : / بَرلمان الضِرار .. وإخوان العسكر بقلم د. طارق...   Jan 17 2012, 06:14 PM
- - طالب عوض الله   إلى الشيخ القرضاوي نقول: إن الشريعة الاسلامية هي ا...   Jan 19 2012, 07:31 AM
- - طالب عوض الله   رد على مقولة " الإسلام يقر الحرية الشخصية...   Jan 19 2012, 07:44 AM
- - طالب عوض الله   بسم الله الرحمن الرحيم لماذا سكت العالم عن مجزرة ح...   Jan 20 2012, 07:19 AM
- - طالب عوض الله   بسم الله الرحمن الرحيم تنبيه العابدين على بعض مداخ...   Jan 21 2012, 08:03 PM
- - طالب عوض الله   مجدولين حسونة ... القضاء سلاح الجبناء د. إبراهيم ح...   Jan 25 2012, 07:47 PM
- - طالب عوض الله   نتانياهو: أمريكا ستوقف مساعدتها العسكرية لمصر فى ح...   Jan 26 2012, 07:05 AM
- - طالب عوض الله   فاكس سوزان ثابت تسببت سوزان ثابت قرينة الرئيس السا...   Jan 27 2012, 06:55 PM
- - طالب عوض الله   أنور مالك: "شاهدتُ انتفاضة مدنية استُخدمت فيه...   Jan 28 2012, 08:53 AM
- - طالب عوض الله   حامل الدعوة موصول حبله بربه جواد عبد المحسن الهشلم...   Jan 28 2012, 10:40 AM
- - طالب عوض الله   التضليل الفكري جواد عبد المحسن الهشلمون التضليل: م...   Jan 28 2012, 05:50 PM
- - طالب عوض الله   -- شهيد لواء الخلافة اسامة برهان ادريس - بابا عمرو...   Jan 29 2012, 07:43 AM
- - طالب عوض الله   سلامات، يا مشروعنا الوطني د. فايز أبو شمالة هل سمع...   Jan 31 2012, 07:48 AM
2 الصفحات V   1 2 >


Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 28th December 2024 - 03:38 AM