منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> الفرعونية
الخلافة خلاصنا
المشاركة Dec 15 2015, 02:46 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الفرعونية

ليست الفرعونية فترة من فترات التاريخ ولا هي مقتصرة على جنس من البشر أو قومية معينة ، وإنما هي حالة شيطانية تعتري الإنسان في كل مراحل التاريخ منذ أن خلق الله آدم عليه السلام وأنزله إلى الأرض حتى تقوم الساعة. والفرعون شخصية لها عقلية مميزة ونفسية محددة قد تجتمع كلها في شخص واحد أو في ملأ أو في نظام ، وقد توجد لها بعض الملامح في بعض الناس، وحتى المسلمين منهم قد يظهر فيهم بعض ملامح هذه الشخصية.

الفرعون له أساليب خبيثة كثيرة في مواجهة الحق وفي إسكات دعاته:
• الفراعنة يحاولون صرف الناس عن طريقة التفكير السليمة وعن الحقائق ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴾ (القصص :36) فيحاولون تزييف الحقائق وجعلها محصورة فيما ورد عن الآباء، فالحقيقة هي ما طابق الواقع وليست ما ورد عن الآباء أو عن الشيخ أو عن المسؤول الفلاني، ولكن الفراعنة يزيفون الحقائق ويقلبون المقاييس.
• التنكيل بحملة الحق وقتل أبنائهم واستحياء نسائهم وممارسة أساليب البطش والقمع معهم ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ * وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴾ غافر (:25-26 )
• قَبلَ البطش أو سفك الدماء يقومون بتغطية إعلامية في محاولة لكسب الرأي العام، وذلك بحجة الحرص على الناس وعلى النظام الذي يتحكم في المجتمع وبحجة منع الفساد الذي يحاول أهل الحق نشره. وهنا لا بد من الوقوف قليلاً لنسأل سؤالاً مهما : ترى لماذا يبرر فرعون عمله ولماذا يخاطب الرأي العام ويسترضيه مع أنه هو الذي قال : ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ وهو الذي قال : ﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾؟ فرعون بكل طغيانه وكبريائه يقف امام الرأي العام يطلب منه رخصة في قتل موسى؟!! لا شك أن فرعون يدرك أهمية الرأي العام وخطورته ، ويعرف ان للمجتمع أفكاراً عامة ومشاعر عامة ، فيحاول التأثير على هذه الافكار الجماعية حتى تبقى بجانبه وحتى لا ينقلب الراي العام ضده فينقلب كل شيء ويخسر بالتالي كل شيء. وفراعنة اليوم لا يختلفون عن فراعنة الامس ، فهم لا ينكلون بالدعاة ولا يستخدمون وحشيتهم إلا بعد أن يقوموا بتغطية إعلامية فيبررون جرائمهم وسفكهم لدماء حملة الدعوة والمعارضين لهم بحجة أنهم إرهابيون ومتعصبون ومتطرفون وأصوليون ، وبأنهم متآمرون على النظام ويريدون تغييره بقوة السلاح وكأن هؤلاء الطواغيت تربعوا على عروشهم بمبايعة الشعوب ورضاها.
• تعطيل عقول الأتباع ومنعهم من التفكير بحجة أن هناك من يفكر عنهم: قال تعالى ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ (غافر:26) ففرعون لا يملك الحجة التي يبطل بها حجة المؤمن حتى يقدمها لأتباعه. فلا يجد أمامه إلا أن يقول لهم : (لا تفكروا فأنا الذي يفكر. وقد فكرت فرأيت أن موسى مفسد في الأرض وأن سبيلي هي سبيل الرشاد) وهكذا يحاول فرعون تعطيل العقول حتى لا تدرك الحقائق. ورغم أن أسلوب ((ما أريكم إلا ما أرى)) هو أسلوب فرعوني قديم ولكنه لا يزال يتجدد في كل يوم فمثلا قادة الأحزاب والحركات الذين يمنعون أتباعهم من التفكير في مواقف الحركة وأفكارها ، ويمنعونهم من التفكير في مناقشتها بحجة أن المسؤول يعلم ما لا يعلمون ، هؤلاء القادة هم مقلدون لفرعون ، وقس على ذلك الحركات الإسلامية التي لا تحدد طريقها بوضوح ولا تتبنى خطا معيناً واضحاً توضحه لأتباعها مما يؤدي إلى أن ينحصر التفكير لديها في القادة دون العناصر وفي الأشخاص لا في الأفكار.
• التعرض للأشخاص لا للأفكار: فكما ورد في سورة الشعراء في الحوار من جانب موسى وأخيه هارون بقولهما لفرعون: ﴿ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ وهنا يتجاهل فرعون مضمون الكلام ، ويرد على موسى محاولاً التأثير على شخصه وصرفه عن الموضوع: ﴿ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ * وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ فهو يحاول أن يؤثر على مشاعر موسى بتذكيره بنعم فرعون عليه وكأن المسألة مساومة شخصية بين موسى وفرعون وليست مسألة حق و باطل، وهكذا يفعل الفراعنة اليوم بالتركيز على أشخاص معارضيهم بأنهم إرهابيون سارقون مختلسون مجرمون يفعلون الكثير من الأمور لصالحهم وكأن الفراعنة خالين من العيوب.
• محاولة جر المعارضين للدفاع عن نفسهم وأشخاصهم لا الفكر الذي يحملونه: فقد حاول فرعون أن يجر موسى إلى نقاش عقيم حول شخصيته بتذكيره أنه قتل نفساً من قبل، ليجعله ينشغل بالدفاع عن نفسه فيتأكد للملأ أن هذا ليس حامل حق ودعوة ، وإنما هو شخص يدور حول نفسه همه أن يحظى بقبول الناس، وأن دعوته هي لإظهار نفسه لا غير، وهكذا دائماً يحاول من يريد طمس الحقائق أن يشغل الدعاة بالدفاع عن شخصيتهم وبالدوران حول أنفسهم ، ولكن الدعوة حين تتجسد في شخص تجعله يتمحور حولها ويدور في فلكها دون أن يهتم لما يقال عنه أو يمس شخصيته، فالمهم أن تسلم دعوته ولتكن شخصيته الوقود الدافع لحركة الدعوة ﴿ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ * فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ * وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ نعم لقد فعلت ما فعلت ولم آت إلى هنا لأدافع عن نفسي أو لأدعوكم إلى الإعجاب بشخصيتي وإنما آت لأدعوكم إلى رب العالمين. وهنا تسقط الورقة الأولى من يد فرعون.
• تسفيه كلام المعارضين رغم قوته: فعندما سقطت الورقة الأولى من يد فرعون يجد أن لا مناص له من التورط في خوض الحوار الفكري ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ فيجيبه موسى بوضوح ﴿ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ﴾ فيقاطعه فرعون قائلاً لمن حوله ﴿ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴾؟ الم تسمعوا بآذانكم هذا المنكر العجيب؟ ورغم أن كلام موسى كله حق. ولكن دهشة فرعون واستهجانه الشديد يوحيان إلى الناس أن الأمر لا يحتاج إلى تفكير وأن بطلان كلام موسى واضح أشد الوضوح. وذلك من أجل أن يجعلهم يستهجنون الأمر قبل أن يفكروا فيه، لأنه يعلم أنهم إن فكروا فسيدركون الحقيقة. وهكذا يفعل دائماً المدلسون حين يعرضون كلام أهل الحق بطريقة تجعل المشاعر تتحرك قبل العقول فتطغى عليها وتعطلها ، ولكن موسى لا يعبأ بأساليب فرعون بل يتابع شرح أفكاره للملأ ﴿ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾ فيقاطعه فرعون مجدداً بأساليبه الغوغائية ﴿ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴾ ولكن موسى يتابع شرح أفكاره بهدوء على طريقة رسم الخط المستقيم أمام الخط العوج ﴿ قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾. وهنا تسقط الورقة الثانية من يد فرعون ويجد أنه قد هزم أمام موسى فكرياً.
• التركيز على مسألة القانون الذي وضعه الفراعنة وان المعارضين يجب أن يخضعوا له ويأخذوا الإذن منهم: قال تعالى: ﴿ قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ فهو ينكر عليهم إيمانهم قبل أن يأذن لهم أي بدون ترخيص منه ، تماماً كما ينكر فراعنة اليوم على العاملين للإسلام عملهم بدون ترخيص ويعتبرونهم خارجين على القانون، وكأن أمر الله أصبح بحاجة إلى ترخيص أو إذن أو موافقة منهم للقوانين!! ومن العجيب أن نجد بعض الحركات الإسلامية تلهث وراء ترخيص من الطواغيت ، وتعلن بلا خجل أنها تعمل ضمن القنوات القانونية وأنها تطالب أن تشارك في اللعبة الديمقراطية؟! فهل طلب موسى والسحرة المؤمنون من فرعون أن يرخص لهم أم أنهم آمنوا قبل أن يأذن لهم؟ وهل آثروا السلامة وأخلدوا إلى الواقع وخنعوا للظروف أم أنهم قالوا ﴿ لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ﴾ فليتق الله كل من يلهث وراء أنظمة الكفر والعمالة يطلب منهم إذناً أو ترخيصاً له في العمل للإسلام ، وليتق الله كل من ينتظر من قانون الفراعنة أن يترك له ثغرات تمكنه من العمل لإقامة حكم الله في الأرض ، ولنقل جميعاً للفراعنة ولقوانينهم ﴿ قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ ﴾.

Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 16th June 2025 - 02:45 PM