منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> الخلافة الحقيقية
الخلافة خلاصنا
المشاركة Nov 22 2015, 12:15 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الخلافة الحقيقية

1- الخلافة الحقيقية هي الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بإذن الله، وإقامتها فريضة على المسلمين ومن قصر في العمل لها فقد ارتكب إثما عظيما، فهي كما أخبر العلماء تاج الفروض.

2- الخلافة الحقيقية أساس كل شيء فيها العقيدة الإسلامية، ولا يفهم من ذلك أن حياة أهلها صلاة وصيام وعبادة فقط، بل أن كل أمورها يجب أن لا تخالف العقيدة الإسلامية في أي أمر.

3- الخلافة الحقيقية هي دولة وكيان تنفيذي للقرآن والسنة، وليست تنظيما مسلحا متنقلا مختفيا يظهر حينا ويختفي أحيانا، وفرق شاسع بين الدولة وبين الحركات المسلحة.

4- الخلافة الحقيقية دستورها الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس، ولا تعتمد في دستورها على الديمقراطية الكافرة أو على أي تشريع للبشر أو تشريع طاغوتي.

5- الخلافة الحقيقية تتكون من عدة أجهزة: الخليفة، المعاونون (وزراء التفويض)، وزراء التنفيذ، الولاة، أمير الجهاد، الأمن الداخلي، الخارجية، الصناعة، القضاء، مصالح الناس (التعليم، التجارة،...)، بيت المال، الإعلام، مجلس الأمة (الشورى والمحاسبة).

6- الخلافة الحقيقية نظامها هو نظام الخلافة وهو نظام فريد يختلف عن بقية الأنظمة في العالم، فهو ليس نظاما ملكيا ولا نظاما جمهوريا ولا نظام مدنيا ولا نظاما إمبراطوريا.

7- الخلافة الحقيقية يتم اختيار الخليفة فيها بالبيعة بالانتخاب أو باختيار أهل الحل والعقد الذين يمثلون المسلمين، ولا يفرض عليهم فرضا مثل ما تفرض بعض التنظيمات المسلحة زعيمها خليفة اسما على المسلمين، وتحاسبهم وتبطش بهم إن لم يطيعوا، ففعلهم هذا باطل، لأنهم ليسوا دولة أولا ولأن الخليفة لا يفرض فرضا، بل يختار ببيعة أهل الحل والعقد له، ولن تكون الخلافة بولاية العهد كما حصل من إساءات في عهد الخلافة الأموية أو العباسية أو العثمانية.

8- الخلافة الحقيقية فيها مجلس للأمة، ووظيفته المحاسبة وإبداء الرأي والشورى والمشورة، ولا يجوز له سن القوانين حسب النظام الديمقراطي الكافر، ولا يملك عزل الخليفة، فعزل الخليفة له شروط شرعية تبت فيها محكمة المظالم.

9- الخلافة الحقيقية لا يوجد فيها مجلس تشريعي يشرع من دون الله أو برلمان كبرلمانات اليوم، ولا يوجد فيه السلطات الثلاث كالسلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، والقضاء فيها بكل أنواعه لا يحكم إلا بشرع الله، حيث لا يوجد محاكم استئناف أو تمييز أو محاكم مدنية.

10- الخلافة الحقيقية ستحقق الأمن في الداخل لرعيتها، والحماية من أي اعتداء خارجي، وستفكر دول العالم كثيرا قبل الاعتداء على دولة الخلافة.

11- الخلافة الحقيقية حدودها ليست دائمة وثابتة، فهي تتغير وتتوسع حيثما يصل جنود الفتح الإسلامي وهم ينشرون الخير في العالم، ويستقبلهم أهل البلاد المفتوحة بالترحاب والورود.

12- الخلافة الحقيقية رايتها هي راية العقاب ولواؤها هو لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ترفع أبدا الرايات الموجودة حاليا رايات الاستعمار والتجزئة والتفرقة بين المسلمين، فهي تنبذها وتقضي عليها.

13- الخلافة الحقيقية ستعمل على توحيد جميع بلاد المسلمين في دولة وقوة واحدة، وستقضي على تقسيمات الاستعمار، وهي المسؤولة عن تحرير المحتل من بلاد المسلمين.

14- الخلافة الحقيقية ليست دولة قطرية أو دولة وطنية خاصة بفئة معينة من البشر، تحصرها الحدود وتقتلها وتمنع نشر الخير للبشر، فهي لجميع البشر تصل حدودها حيث يصل جنود الفتح.

15- الخلافة الحقيقية لا تميز بين رعاياها أبدا، إلا ما ميزهم به الشرع.

16- الخلافة الحقيقية سياستها الداخلية تنفيذ الشرع في الداخل على الرعية دون تمييز.

17- الخلافة الحقيقية سياستها الخارجية حمل الإسلام إلى الخارج بالدعوة والجهاد.

18- الخلافة الحقيقية قد تكون أيامها الأولى صعبة جدا ويتكالب جميع الكفار والمجرمون والمنافقون عليها لهدمها، ولكنها بإذن الله صامدة، ونحن في سعينا لإقامة الخلافة إنما نسعى لتطبيق شرع الله في دولة تحكم بالقران والسنة، ولا نسعى للرفاه والخيرات الدنيوية، وان كانت ستتحصل بإذن الله بحسن تطبيق الإسلام وقوة الفهم للأحكام الشرعية، فحسن التطبيق للأحكام الشرعية وقوة الفهم للإسلام، ستجعل صورة الخلافة، كما حصل في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز -وزيادة- عندما نثر الحب على رؤوس الجبال في الشتاء حتى لا يقال جاع طير في بلاد الإسلام.

19- الخلافة الحقيقية هي الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وهي كخلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وليست الخلافة قتلا وقطعا للرؤوس وقتلا للمخالفين وترهيبا للناس، فهي ترعى الناس وتدير شؤونهم، يلجأ إليها الخائفون والمشردون والضعفاء فتؤويهم وتحميهم.

20- الخلافة الحقيقية عندما تقوم سيهاجر الناس إليها، وتعود أيام وذكريات هجرة المسلمين إلى المدينة المنورة، الهجرة من بلاد الكفر والظلم إلى بلاد الخير والعدل وتطبيق الإسلام، والخلافة الحقيقية لا يفر الناس منها ولا يهربون منها، لأنها أمان لرعيتها مسلمهم وأهل ذمتهم.

21- الخلافة الحقيقية تنتشر فيها العفة والفضيلة، فتجد النساء محجبات ملتزمات طوعا وحبا وتقوى، وترى غير المسلمات ملتزمات لأنها نظام يحقق لهن الأمن والأمان ويحافظ عليهن كنساء أمهات وربات بيوت، لا كما يحدث اليوم للمرأة من كون قيمتها من قيمة جسدها وجماله وعرضه للناس.

22- الخلافة الحقيقية يكون إمام المسلمين فيها في المقدمة، فان جاع الناس كان أكثرهم جوعا، وأن خاف الناس كان في المقدمة ليذود عنهم.

23- الخلافة الحقيقية تحافظ على خيرات المسلمين الموجودة في بلاد الاسلام، فتوزعها على الرعية حسب شرع الله المسلم منهم وغير المسلم، ولا يستأثر بها الحاكم أو أناس معينين فيفقر الناس ويزدادون غنى.

24- الخلافة الحقيقية يكون فيها النفط والغاز وطاقة الأنهار والثروات في باطلن الأرض وغيرها من الثروات الطبيعية ملكية عامة لجميع المسلمين وليست للفئة الحاكمة.

25- الخلافة الحقيقية نقدها هو الذهب والفضة، فلن يحصل فيها تضخم للمال ولن تحصل فيها أزمات اقتصادية، ولن تتأثر بالأزمات الاقتصادية في العالم.

26- الخلافة الحقيقية فيها يتم تداول المال وتوزيعه على الرعية وتوزيع الأراضي على الرعية لمن يحتاج منهم، وتوفر كل سبل العمل، وتوزع الأموال على الفقراء والمساكين وأهل الحاجة، فتنتهي مشكلة البطالة فيها بإذن الله، ومن لا يجد عملا فالخلافة ستتولى أمره ريثما يجد العمل.

27- الخلافة الحقيقية تصنع السلاح بنفسها ولا تعتمد على غيرها من الدول كما يحدث هذه الأيام، حيث تعتمد الدول في العالم الإسلامي على غيرها فتزداد تبعية للغرب، فالخلافة ستصنع السلاح وستبني أم المصانع، حتى لا تتحكم بها دولة من الدول.

28- الخلافة الحقيقية تكون لجميع المسلمين وليست مذهبية، توجد الشرور بين المسلمين بل هي دولة لجميع المسلمين.

29- الخلافة الحقيقية فيها العزة والكرامة والسعادة للرعية، والأمن والأمان، وستكون مهوى قلوب المهاجرين من كل العالم الذين يتعرضون للظلم والقهر.

30- الخلافة الحقيقية يظهر فيها أهل الصلاح والخير وينتشرون وتوفر لهم أجهزة الإعلام والصحف والمنابر، ويضمر ويموت فيها أهل الفساد والشرور والرذيلة والنفاق، ويختبؤون في جحورهم كالجرذان فلا يظهر لهم أي أثر.

31- الخلافة الحقيقية نظام التعليم فيها يخرج الرجال القادة الأبطال المجاهدين المجتهدين، ويخرج النساء أمهات وربات بيوت ونساء رائدات في مجالات الخير.

32- الخلافة الحقيقية ستكون مهوى أفئدة أهل العلم من جميع أنحاء الدنيا، لطلب العلم ونيل الدراسات العليا بإذن الله.

33- الخلافة الحقيقية ستكون لغتها الرسمية اللغة العربية، وسيصبح التكلم باللغة العربية علامة رقي بإذن الله في جميع أنحاء العالم.

34- الخلافة الحقيقية تحفظ حقوق أهل الذمة، فيعيشون فيها حياة كريمة لن توفرها لهم أي دولة في العالم حتى لو كانت دول نصرانية.

35- الخلافة الحقيقية عندما تقوم سنتخلص من هيمنة دول الكفر، ومن هيمنة المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة وغيرها، وستصبح دولة الخلافة في وقت قصير بإذن الله الدولة الأولى في العالم.

36- الخلافة الحقيقية قادمة قريبا بإذن الله، وما تململ المسلمين اليوم وثورتهم، -وان كان تم احتواؤها مؤقتا وليس كاملا- إلا دليل على قرب عودتها، أما ما يحدث اليوم من إعلان الخلافة اللغو فهو خلافة غير حقيقية، ولن يستفيد الكفار من هذا الإعلان –الذي يستغلونه لتشويه الخلافة- إلا الوبال والدمار بإذن الله.

37- الخلافة بعدما غابت تحولت حياتنا إلى ما ترون من ذل وضنك وفقر وقتل للمسلمين واعتداء عليهم وعلى مقدراتهم ونهب لخيراتهم، وتقسيم لبلادهم واستعمار من قبل الكافرين، وتم حكمهم من قبل أجراء للكافر المستعمر لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، يقتلون المسلمين ويحمون الكافرين، ضيعوا البلاد والعباد، وحلت في زمنهم الفتن، وهو زمن غياب الخلافة، إذ الفتن الحالية والخلافة نقيضان، لا يجتمعان معا.

38- في ظل عهد الخلافة مدة ثلاثة عشر قرنا تقريبا كنا سادة الدنيا، وعندما غابت عنا الخلافة مدة تسعين عاما تقريبا تحولت حياتنا إلى جحيم كما ترون هذه الأيام، فحتى في عهد الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية التي حكمت بشرع الله وإن كان فيها بعض الإساءات، إلا أن العز والظفر والنصر والتمكين كان لأمة الإسلام، فكيف عندما تعود الخلافة الحقيقية قريبا بإذن الله تعالى.

39- الخلافة الحقيقية لأهميتها فإن الكفار يبذلون الكثير الكثير من أموالهم وجهودهم وأبنائهم لمنع عودتها، ويبذلون في سبيل ذلك الغالي والنفيس، ولكن أنى لهم منع فكرة قد حان أوانها.

40- أكبر نعمة وأكبر خير يناله المسلم في ظل الخلافة الحقيقية الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة هو العيش في ظلال حكم القرآن والسنة، فهذا أكبر خير يناله المسلم، أما الخير الذي تحدثنا عنه من النعيم الدنيوي والراحة الدنيوية وكثرة الخيرات فإنه نتيجة حتمية لإحسان تطبيق الإسلام وقوة الفهم للأحكام الشرعية من قبل القائمين على الدولة الإسلامية، أما إن حصل خلل معين في التطبيق أو خلل في فهم الأحكام الشرعية، فإن الخير العظيم الذي تحدثنا عنه قد يقل وقد يزداد، ولكن سيبقى المسلمون يعيشون في ظل حكم القرآن والسنة وهذه أكبر نعمة يمكن أن تحدث للمسلم، وأيضا قد يحصل لدولة الخلافة عند قيامها حصار وإعلان حرب من الكفار عليها، وتآمر لإسقاطها وهدمها وتدميرها، وقد تأتي فيها أيام صعبة جدا، قلنا ذلك في الختام حتى لا يتخيل الإنسان أنا نعده بالجنة على الأرض، ولكن كل ما تحدثنا عنه هو إن أحسن التطبيق بفهم صحيح للإسلام، فإن هذا سيحصل وزيادة.

وفي الختام فإني أوجه الدعوة لكل مسلم للعمل لإقامة الخلافة، فإن هذا تاج الفروض والتقصير فيه إثم، وهذا هو الذي يهم المسلم وهو القيام بما افترضه الله عليه، وهذا طبعا فوق ما سيجلبه قيام الخلافة من خير.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
 
Start new topic
الردود
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jan 9 2016, 05:50 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة دولة هداية ورحمة ورعاية وعزة وعدالة

معاوية الحيجي أبو عبيدة

قال الله تعالى: ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ 
عندما تقرأ التاريخ الإسلامي، تقرأ كيف جعل الله المسلمين خلائفه في الأرض. وعندما ترى كيف كان المسلمون يمتلكون مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا تشعر بالفخر ويملأ الشوق جوانبك للعودة إلى ما كان عليه المسلمون من حضارة وعمران ورقي فكري وتطور مدني، فقد كان الناس في بقية البلاد يشتاقون للعيش تحت ظل الخلافة الإسلامية، وكانوا ينتظرون جيوش المسلمين لتفتح بلدانهم؛ فقد فتحوا القلوب قبل أن يفتحوا البلاد، ودخلت محبتهم الصدور قبل أن تدخل عساكرهم المدن والقرى؛ ذلك أن الخلافة الإسلامية دولة هداية ورعاية ورحمة وعزة وعدالة:
دولة الخلافة الإسلامية دولة هداية: قال الله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ  وقال عزَّ من قائل: وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ . فحمل الدعوة الإسلامية هو العمل الأصلي للدولة.
فدولة الخلافة الإسلامية جعلها الله دولة للهداية ولإخراج الناس من الظلمات إلى النور وليست دولة التنفير من شرع الله، ولا دولة تجعل الناس تكره تطبيق الإسلام... هي دولة تشبه عهد الخلافة الراشدة،؛ وتشبه عهد عمر بن عبد العزيز حين أرسل إليه أحد الولاة أن الخزينة فرغت فسأفرض الجزية على من أسلم حديثاً؛ فقال له عمر: «قبح الله رأيك، فإن الله بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً. والله لا تعمل لي عملا أبداً»؛ ثم عزله... هي دولة من أهم سماتها حمل الدعوة، ومن أهم أولوياتها الحرص على هداية الناس، وليس الحرص على تكفير المسلم أو اتهامه بالردة؛ لا دولة تقطع ألسنة الناس كيلا ينطقوا بالشهادة؛ ولا دولة من يرى مسلماً يتشهَّد فيقتله حتى لاينطق بالشهادة ويدخل الجنة... إنها دولة: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } وليست دولة: وإنَّ منكم لمنفِّرين!
جاء في صحيح البخاري (3/ 1096) حين غزا المسلمون خيبر، أرسل النبي صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه وقال له: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله رجلاً بك خير لك من أن يكون لك حُمُر النَّعم» فرغم أنهم يهود وأنهم أعداؤه قال له ما قال. وما أجمل ما قاله أحدهم لأحد القضاة الظلمة؛ وقد قال له هذا القاضي الظالم: أنت زنديق؛ فقال المتهم: بل أنا مسلم أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ فقال له القاضي الظالم: سأضربك حتى تقرَّ بالكفر؛ فقال المتهم: يا سبحان الله؛ كان محمد عليه الصلاة والسلام يجاهد في الله حتى يقر الناس بالإيمان، وأنتم تضربون الناس حتى يقروا بالكفر.
دولة الخلافة الإسلامية دولة الرحمة: قال الله عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ  وقال عليه الصلاة والسلام: «إنما أنا رحمة مهداة». فالشريعة الإسلامية شريعة رحمة، والخلافة الإسلامية هي القائمة على تطبيقها؛ فهي دولة رحمة... وليست دولة تعذيب للبريء حتى يقر على نفسه بالتهمة الموجهة إليه رغم براءته؛ ولا هي دولة حرق للناس وهم أحياء؛ ضاربين بعرض الحائط قوله عليه الصلاة والسلام «لايعذب بالنار إلا رب النار»... وليست دولة الخلافة على منهاج النبوة دولة اعتقالات تعسفية، ولا دولة فروع أمنية ؛ ولا دولة السجون، ولا دولة الخائفين على أنفسهم من بطش الولاة... إنها دولة وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى  وليست دولة فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى... هي دولة وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ  وليست دولة الذين يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ  ولا دولة من عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ .
ارجعوا إلى التاريخ لتقرؤوا مثلاً عن مدينة الفسطاط في مصر وسبب تسميتها بهذا الاسم؛ ذلك أن عمرو بن العاص رضي الله عنه حين تجهز لقتال الروم في الإسكندرية شاع خبر أن حمامة باضت في أعلى فسطاطه (أي خيمته) فقال عمرو: قد تحرمت في جوارنا؛ اقرُّوا الفسطاط حتى تطير فراخها؛ وبقيت الخيمة وبنى المسلمون مدينة سموها الفسطاط في مصر... فإذا كانت هذه رحمة المسلمين مع حمامة فكيف تكون رحمتهم بالرعية.
دولة الخلافة الإسلامية دولة رعاية: قال عليه الصلاة والسلام «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَمَسؤْولٌ عن رَعِيَّتِهِ. فالإمامُ رَاعٍ، ومَسْؤولٌ عَن رَعِيَّتِهِ»
وإنه لمن أهم سمات الخلافة على منهاج النبوة أن يكون مفهوم رعاية شؤون الأمة أمراً أساسياً فيها؛ وليس أمراً ثانوياً. ففي ظل الخلافة على منهاج النبوة تجد الرعية تحب حكامها لأن حكامها بالأصل يسهرون الليل على رعاية شؤونها؛ و طواف عمر بالليل حرصاً على رعيته أمر يعرفه جميع المسلمين.
فالخلافة على منهاج النبوة دولة يكون خليفتهاً مقتدياً برسول الله عليه الصلاة والسلام، باذلاً جهده ليتخلق بأخلاقه والتي منها عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ  وليست دولة قادتها ممن أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ . فالذين يتولون أمر المسلمين لابد أن تكون الشفقة على الرعية، والحرص على ما ينفعها، والسهر على مصالحها، هو محور تفكير هؤلاء الولاة. فإن فعل الولاة والأمراء ذلك؛ كانوا راشدين مهديين وعمت الألفة بينهم وبين الرعية كما وصفهم عليه الصلاة والسلام بقوله: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ: الذين تُحبُّونَهُمْ ويُحبونَكُمْ ، وَتُصَلُّونَ عليهم ويُصَلُّونَ عليكم».
والخلافة على منهاج النبوة ليست دولة جباية يغلق فيها الناس محلاتهم ويتوقفون عن زراعة أراضيهم خوف الضرائب باسم الزكاة؛ بل هي دولة تعطي من أموالها للرعية كإقطاع الأراضي، وكإعطائها مالاً لسداد الديون، أو لإعانة الزرّاع... فقد روي عن عمرو بن شعيب قال: «أَقْطَعَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَاساً مِنْ مُزْيَنَةِ أَوْ جُهَيْنَةِ أَرْضاً» أخرجه أبو يوسف في كتاب الخراج، وأما إعطاؤهم مالاً لسداد الديون، فالله جعل للمدينين من أسهم الزكاة بقوله جلَّ من قائل: وَالْغَارِمِينَ . والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: «فَمَنْ تَرَكَ دَيْناً فَعَلَيَّ، وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِوَرَثَتِهِ» متفق عليه من حديث أبي هريرة، ومعنى قول الرسول «فَعَلَيَّ» أي على الدولة، أي على بيت المال. وأما إعطاء الفلاحين مالاً للزراعة فقد أعطى عمر بن الخطاب  من بيت المال للفلاحين في العراق أموالاً أعانهم بها على زراعة أرضهم، وسدَّ بها حاجتهم دون أن يستردها منهم.
وليس من منهاج النبوة أن يشقَّ القادة على الرعية، فعن عبد الرحمن بن شماسة المهدي - رحمه الله - : قال : أَتَيْتُ عائِشةَ أسألُها عن شيءٍ ؟ فقالت: كيف كانَ صَاحِبُكُم لكم في غَزَاتِكُمْ هذه ؟ فقلتُ : مَا نَقَمْنا منه شَيئاً، إنْ كان لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا البَعيرُ فَيعْطِيهِ البعيرَ، والعبدُ فَيُعْطيهِ العبدَ، ويَحتَاجُ إلى النَّفَقَةِ فَيُعْطيهِ النَّفَقةَ. فقالت عائشة رضي الله عنها: سمعتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ من أمْر أُمَّتي شَيْئاً فَشَقَّ عليهم فَاشْقُقْ علي. ومَنْ وَلِيَ منْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِم فَارفُق بهِ» .أخرجه مسلم.
ومن الطرائف التي حدثت في التاريخ الإسلامي في مسألة رعاية الشؤون أنه كان بريد عمر بن عبد العزيز لا يعطيه أحداً من الناس إذا خرج كتاباً إلا حمله، فخرج بريد من مصر فدفعت إليه فرتونة السوداء مولاة ذي أصبح كتاباً تذكر فيه أن لها حائطاً قصيراً، وأنه يُقتحم عليها فيُسرق دجاجها، فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله أمير المؤمنين إلى فرتونة السوداء مولاة ذي أصبح، بلغني كتابك وما ذكرتِ من قصر حائطك، وأنه يدخل عليك فيسرق دجاجك، فقد كتبت كتاباً إلى أيوب بن شرحبيل، وكان أيوب عامله على صلاة مصر وحربها، آمره بأن يبني لك ذلك ويحصنه لك مما تخافين إن شاء الله. وكتب إلى أيوب بن شرحبيل: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى ابن شرحبيل، أما بعد: فإن فرتونة مولاة ذي أصبح كتبت تذكر قصر حائطها، وأنه يسرق منه دجاجها وتسأل تحصينه لها، فإذا جاءك كتابي هذا فاركب أنت بنفسك إليه حتى تحصنه لها، فلما جاء الكتاب إلى أيوب ركب ببدنه حتى أتى الجيزة يسأل عن فرتونة حتى وقع عليها، وإذا هي سوداء مسكينة، فأعلمها بما كتب به أمير المؤمنين، وحصنه لها.
هذا كله إن كان مفهوم رعاية الشؤون، وفكرة المسؤولية عن الأمة، وأن الله سيحاسب القادة في تقصيرهم بحق الأمة ويحاسبهم على إهمالهم رعاية شؤونها. ولكن إن غاب مفهوم رعاية شؤون الأمة تصبح كلمة الخلافة مجرد إعلان بلا قيمة، ولغواً لامعنى له؛ وهنا يكره الناس من يحكمونهم، ويتمنَّون سقوطهم والخلاص منهم؛ ويصبح حال المسلمين كما قال عليه الصلاة والسلام: «شِرارُ أَئِمَّتِكُمُ : الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكمْ ، وتَلْعَنُونَهُم ، وَيلْعَنُونَكم» أخرجه مسلم.
دولة الخلافة الإسلامية دولة عزة: قال الله تعالى وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ . فالمسلم في ظل الخلافة على منهاج النبوة يشعر بعزته وكرامته؛ فليست الخلافة الإسلامية دولة إهانة للإنسان، ولا دولة إذلال للبشرية؛ بل هي دولة تعتبر المحافظة على الكرامة الإنسانية ضرورة من ضرورات المجتمع، وهدفاً من الأهداف العليا الثابتة لصيانة المجتمع؛ فهي دولة يشعر فيها المسلم أنه سيد نفسه بل سيد الدنيا؛ فلا يجوز أن يشعر المسلم أنه في ظل سجن كبير يذله السجان متى شاء، أو أنه أسير مستعبد؛ فالله سبحانه لا يرضى لعباده الذلة والمهانة، بل رضي لهم العزة والكرامة والفخار... نعم، إن دولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة ليست دولة من إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً  بل هي دولة كما قال عمر رضي الله عنه «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً».
دولة الخلافة دولة العدل: قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وقال تبارك اسمه: وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ، وقال تعالى جده: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ.
فإذا كان العدل أساس الملك كما يقولون؛ فهذا ما كان عليه المسلمون في عصر النبي عليه الصلاة والسلام، وعصر الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. جاء في صحيح ابن حبان (11/ 607): كان عبد الله بن رواحة يأتي يهود خيبر كل عام يخرص الثمار عليهم، ثم يضمنهم الشطر. وقال لهم «والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إليَّ، ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير، ولايحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم»، فقالوا: «بهذا قامت السماوات والأرض».
وإن الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة ليست دولة الظلم، ولا دولة ضياع الحقوق ولا دولة الاستئثار بالأموال، ولا دولة طرد الناس من منازلهم وأخذها منهم باعتبارهم مرتدين؛ بل هي دولة مِن أسسها أن جميع الذين يحملون التابعية الإسلامية يتمتعون بالحقوق؛ فلا يجوز للدولة أن يكون لديها أي تمييز بين أفراد الرعية في ناحية الحكم أو القضاء أو رعاية الشؤون أو ما شاكل ذلك، بل يجب أن تنظر للجميع نظرة واحدة بغض النظر عن العنصر أو الدين أو اللون أو غير ذلك...
والخلافة على منهاج النبوة دولة تعتبر أن الأصل براءة الذمة، ولا يعاقب أحد إلا بحكم محكمة، ولا يجوز تعذيب أحد مطلقاً، وكل من يفعل ذلك يعاقب. وليست دولة تعتبر أن الأصل في المسلم أنه متهم بالكفر والردة. هي دولة يهاجر الناس إليها؛ وليست دولة يفر المسلمون منها، أو يهرب رعاياها خوف القتل أو السجن.
كلمة أخيرة: ما ذكرناه سابقاً هو غيض من فيض من سمات الخلافة على منهاج النبوة. ونحب أن نختم بالتذكير أنها دولة هي في نظر المسلمين أن المحافظة عليها من الأهداف العليا لصيانة المجتمع. هي دولة يرى كل مسلم فيها أنها دولة الأمة؛ لذلك هي تحتضنها وتدافع عنها وتبذل دمها للحفاظ عليها، وليست دولة يتمنى الناس سقوطها وزوالها بسبب أفعالها الشنيعة... إن الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة ليست دولة حزب ولا دولة تنظيم بل هي دولة الأمة الإسلامية كلها؛ هي دولة لا يتبنى فيها الخليفة رأياً معيناً في فروعيات العقيدة أو رأياً مختلفاً فيه في أمور العبادات حتى لا يشقَّ على المسلمين، بل هي دولة لا تجبر الناس على رأي فقهي، أو تلزمهم برأي شاذ في العقيدة الإسلامية؛ ثم تعتبر كل من يخالف هذا الرأي الشاذ كافراً مرتداً.
هذه هي خلافتنا الراشدة على منهاج النبوة التي نسعى إلى إقامتها من جديد، والتي من يقرأ أو يسمع عنها يدخل في هذا الدين. أما من عايشها ورأى بأم عينيه أنها دولة «هداية ورحمة ورعاية وعزة وعدالة...» فسيدخلون في دين الله أفواجاً، قال تعالى: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) .


مجلة الوعي 349
Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 17th June 2025 - 07:37 AM