منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> الحكم الشرعي في إنعاش الطفل الخداج, فقهي
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jan 21 2016, 03:20 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الموضوع منقول من صفحة "حسن عطية" عن الفيس بوك، ويبين فيها كيف يصدر الحكم الشرعي باجتهاد صحيح من قبل أمير حزب التحرير عطاء بن خليل أبو الرشتة، ويبين الجانب الاخر كيف يصدر علماء اليوم الأحكام الشرعية مستندين إلى الواقع والى تقديرات الطب حاليا ورابطين اصدار الاحكام الشرعية بالتكاليف، واترككم مع جواب السؤال حسب ما هو موجود.......
رابط الصفحة: https://www.facebook.com/profile.php?id=100...143&fref=nf


>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>


هذا جواب شيخنا العالم #عطاء_بن_خليل_أبو_الرشتة على سؤال قمت بإرساله إليه، والجواب موجود قبل السؤال والمرفقات لطولها.
===============================================

الأخ الكريم
تحية طيبة وبعد
الله نسأل ان يأجرك على صبرك واحتسابك ابنائك... ونرجو ان يكونوا لك قدم صدق عند الله...
يجب على الطبيب ان يبذل وسعه في إنعاش المولود ورعايته إذا ولد حيا بغض النظر عن عمره... ويستخدم الإمكانات التي بين يده وفي طاقته...
أما ترتيب الأحكام الشرعية عليه فهي إن استهل ... فتجري عليه الأحكام من ميراث ... الخ أما إن لم يستهل فلا تجري عليه، أخرج ابن حبان بإسناد صحيح عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا استهل الصبي صلي عليه، وورث»
والخداج الذي يوضع في العناية المكثفة لا تجري عليه الاحكام حتى يستهل...
اما أقل الحمل فهو ستة أشهر وهذا ما انعقد عليه اجماع الصحابة، وهذا لا يعني أن الجنين إذا ولد قبل الستة أشهر لا يجب العناية به ورعايته، بل على الطبيب ان يبذل وسعه في رعاية الجنين بما يملك من إمكانات ولا يجوز له أن يتقصد اهماله لإعاقة كبيرة قد تصيبه أو نفقة باهظة تترتب على رعايته ...
والجنين هو ما زاد عمره عن 40 يوما، روى مسلم وابن حبان عن ابن مسعود، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم يقول: يا رب ذكر أم أثنى؟ فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب أجله؟ فيقضي ربك ما يشاء ويكتبه الملك، ثم يقول: يا رب رزقه؟ فيقضي ربك ما يشاء، فيأخذ الملك بالصحيفة في يده فلا يزاد في أمر ولا ينقص» وفي رواية "أربعين ليلة" فالحديث دل على ان بدء التخلق وظهور الأعضاء بعد مرور أربعين يوما أو اثنتين وأربعين ليلة وبذلك يكون الاعتداء عليه اعتداء على جنين فيه حياة إنسانية معصومة الدم... والجنين إذا تجاوز الأربعين يوما تجب رعايته بما يملك الأطباء من إمكانات تمكنهم من المحافظة عليه... بغض النظر عن التكاليف أو ما ينتج من إعاقة قد تصيبه.

وتقبل تحياتي
3/1/2016


================================================
السؤال والمرفقات:

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرفق موضوع وبعده السؤال، وعذرا على طول الموضوع، ولكن الموضوع يبين ويوضح السؤال:
==================================================

الموضوع:
الخديج (Premature) - كما عرفته منظمة الصحة العالمية - هو: «كل مولود يولد قبل أن يبلغ الحمل الأسبوع السابع والثلاثين اعتباراً من آخر دورة طمثية للأم».
أي أنه المولود الذي يولد قبل اكتمال مدة الحمل، ومدة الحمل الكامل المتعارف عليها هي ما بين (37) أسبوعاً و (42) أسبوعاً اعتباراً من آخر دورة طمثية للأم، وعليه فإذا ولد الطفل لستة وثلاثين أسبوعاً وستة أيام (366) فإنه يعتبر مولوداً خديجاً.
والتعبير بـ(المولود) في التعريف يعني أنه لا يكون خديجاً إذا خرج من بطن أمه قبل (20) أسبوعاً من التلقيح أو (22) أسبوعاً من آخر دورة طمثية للأم، لأنه يسمى حينئذ - في اصطلاح الأطباء - سِقطاً (Abortus ).
ومما لا شك فيه أنه لا توجد حضانة للجنين مثل رحم أمه، ولكن قد يحصل أحياناً أن يولد الجنين قبل أوانه بإذن الله، أو يكون هناك خطر على الحامل أو الجنين مما يجعل التعجيل بالولادة أمراً ضرورياً.
وقد كان الاعتقاد في الماضي أنه لا أمل يرجى في بقاء مثل هذا المولود الخديج، لكن مع مرور الوقت وتقدم العلوم الطبية بدأ الشعور بالاهتمام تجاه الأطفال الخِداج ينمو، وصار الخديج ينقل بعد الولادة مباشرة إلى وحدة الرعاية المشددة التي تكون قريبة من غرفة الولادة، لتأمين العناية الطبية المكثفة في أسرع وقت ممكن.
وتبلغ نسبة الولادة المبكرة (7-10 %) من مجموع الولادات، وهذه النسبة وإن كانت تبدو ضئيلة إلا إنها بالنظر إلى مجموع الولادات ستكون محصلتها أعداداً كبيرة جداً من الأطفال حديثي الولادة.
ومن أهم أسباب الولادة المبكرة ما يلي:
(أ) أسباب تعود إلى الأم:
[1] ارتفاع ضغط الدم.
[2] مرض السكر.
[3] الالتهاب المزمن بالكلى أو الفشل الكلوي.
[4] الأمراض المعدية والتناسلية (مثل الزهري وغيره).
[5] إصابة المرأة بحادث أو صدمة وخاصة في منطقة البطن.
(ب) أسباب تعود إلى الجنين:
[1] الحمل التوأمي.
[2] وجود تشوهات خلقية في الجنين.
(جـ) أسباب في الرحم والمشيمة والأغشية المحيطة بالجنين:
[1] ضعف عضلات عنق الرحم.
[2] وجود أورام ليفية بالرحم.
[3] وجود عيوب خلقية بالرحم.
[4] ضعف الأغشية المحيطة بالجنين، فتنفجر الأغشية، ويتسرب الماء الموجود حول الجنين ويفقد الطفل واحداً من أهم العوامل التي تحافظ على وجوده داخل الرحم.
[5] هبوط المشيمة إلى عنق الرحم، أو انفصال المشيمة عن الرحم.
(د) الأسباب المجهولة:
ففي كثير من الأحيان لا يستطيع الأطباء تحديد سبب معين لحالات الولادة المبكرة، كما أن كثيراً من حالات الولادة المبكرة تحدث بصفة متكررة، أي يتكرر حدوثها في كل حمل بالنسبة للمرأة دون معرفة السبب المباشر لذلك.
والخديج يتراوح وزنه غالبا ما بين 500-2500 جرام، ويمكن تقسيم الأطفال الخِداج إلى أقسام ثلاثة حسب أوزانهم:
[1] خديج وزنه من 1500-2500 جرام ، ويسمى الخديج ذا الوزن الناقص.
[2] خديج وزنه من 1000-1500 جرام ، ويسمى الخديج ذا الوزن الناقص جدا.
[3] خديج وزنه من 500 أو أقل -1000 جرام ، ويسمى الخديج ذا الوزن الناقص نقصاً كبيراً.
ولا إشكال فقها وطباً في وجوب إنعاش القسم الأول من الأطفال الخِداج:
أما وجوب إنعاش القسم الأول من الأطفال الخِداج فقهاً:
فلأن هذا الخديج هو خديج عمره عند الأطباء (28) أسبوعاً فأكثر، أي أنه طفل قد تم له ستة أشهر من الحمل - والتي هي إكمال (25) أسبوعاً ويومين من التلقيح، أو (27) أسبوعاً ويومين من بداية آخر دورة طمثية للأم-، وهذه المدة تعتبر أقل مدة الحمل إجماعاً، وقد دل على ذلك قول الله تعالى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} سورة الأحقاف، الآية [15], وقوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ}سورة البقرة، الآية [233]، فالآية الأولى حددت مدة الحمل والفصال - أي الفطام - بثلاثين شهراً, والثانية تدل على أن مدة الفطام عامان، فبقي لمدة الحمل ستة أشهر، والواقع يؤيد هذا ولا يخالفه، قال ابن القيم رحمه الله: «وأما أقل مدة الحمل فقد تظاهرت الشريعة والطبيعة على أنها ستة أشهر»[ التبيان في أقسام القرآن ص213]، وقال الشوكاني رحمه الله: «لم يسمع في المنقول عن أهل التواريخ والسير أنه عاش مولود لدون ستة أشهر، وهكذا في عصرنا لم يسمع بشيء من هذا، بل الغالب أن المولود لستة أشهر لا يعيش إلا نادرا، لكن وجود هذا النادر يدل على أن الستة الأشهر أقل مدة الحمل»[ السيل الجرار (2/334)].
والفقهاء متفقون على أن جميع الأحكام المتعلقة بالكبير تنطبق على هذا الخديج إذا استهل صارخاً: فيرث، ويستحق الدية كاملة بالجناية عليه وغير ذلك.
والجدير بالذكر أن الأطباء كانوا يعتبرون إلى عهد قريب أن الجنين إذا خرج من بطن أمه قبل (28) أسبوعاً من بداية آخر دورة طمثية فإنه يعتبر غير قابل للحياة؛ وذلك بسبب عدم تطور الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي بشكل ملائم، وهذا ينسجم مع ما ذكره الفقهاء من أن أقل مدة للحمل التام ستة أشهر.
والحقيقة أن أقل مدة للحمل التام الذي يمكن أن يعيش بدون مساعدة طبية - وهي ستة أشهر - لم تتغير إلى الآن ولن تتغير، وإنما التطور الطبي جعل بالإمكان توفير بيئة مناسبة يمكن من خلالها للأطفال الخداج الذي ولدوا لأقل من ستة أشهر استكمال نموهم حتى يمكنهم العيش، ولو تركوا بدون إنعاش لما عاشوا، أما من ولد لستة أشهر ولو في مكان لا تتوفر فيه الخدمات الطبية فإن فرصة العيش أمامه قائمة، فليس في تطور إنعاش الأطفال الخداج معارضة للإجماع المتقدم من أن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر، فهذه المدة هي أقل مدة للحمل التام أو الكامل، أي الذي يمكن أن يعيش بدون إنعاش، أما من ولد قبل ذلك فإنه يسمى عند الفقهاء (مولوداً ناقصاً)، ويحاول الأطباء من خلال إنعاشه توفير وسط ورعاية حتى يصلوا به ليكون مولوداً كاملاً ، والله تعالى أعلم.
وأما وجوب إنعاش القسم الأول من الأطفال الخِداج طباً: فلأن نسبة عيش هذا الخديج كبيرة جداً [98-100 % ]، ونسبة أن يعيش بدون إعاقة شديدة هي ذات النسبة .
أما القسم الثاني والثالث من الأطفال الخِداج فلا إشكال أيضاً في إنعاش من عمره 27 أسبوعاً من بداية آخر دورة طمثية فأكثر:أما فقهاً: فلأنه طفل قد تم له ستة أشهر كما تقدم.
وأما طباً: فإن نسبة عيش هذا الخديج أكثر من 90% ، ونسبة الإعاقة غير البسيطة لا تجاوز 21% في أسوأ الحالات - أي عند (27) أسبوعاً من بداية آخر دورة طمثية -.
أما الأطفال الخِداج الذين تقل أوزانهم عن 1500 جرام، وأعمارهم عن (27) أسبوعاً من بداية آخر دورة طمثية فهم محل البحث [فقهاً وطباً ]
وهنا لا بد من نظرين :
الأول: في نظرة الفقهاء - رحمهم الله - للطفل الذي يولد قبل تمام ستة أشهر من بداية الحمل إذا ظهرت منه علامات الحياة - كالاستهلال صارخاً - ، وهذا محل خلاف .
الثاني: في الإحصائيات الطبية لنتائج إنعاش الأطفال الخداج ، الذين تقل أوزانهم عن 1500 جرام، وأعمارهم عن (27) أسبوعاً من بداية آخر دورة طمثية للأم - أي قبل تمام الشهر السادس من الحمل -، وهؤلاء تختلف إمكانية عيشهم ونسب إعاقتهم بعد الإنعاش، وبيان ذلك فيما يلي - مع مراعاة أن عمر الجنين يذكر على طريقة الأطباء بحسابه من أول آخر حيضة حاضتها المرأة، أي بزيادة أسبوعين تقريباً عن عمر الجنين الحقيقي -:
[1] من هو دون 23 أسبوعاً فهذا من النادر جداً أن يعيش، ونسبة أن يعيش هي فقط 3% لمن في الأسبوع (22)، وتنعدم النسبة لمن هو أقل من ذلك، مع نسبة إعاقة غير بسيطة - إذا عاش - تصل إلى 68 %، وتكلفة علاج تقارب 70 ألف دولار في كندا، بينما قد تصل في المملكة إلى نصف مليون ريال سعودي.
[2] من هو دون 500 جرام فهذا نسبة أن يعيش لا تجاوز 24%، ونسبة أن يعيش بدون إعاقة شديدة هي 12 % فقط، مع تكلفة علاج قد تصل في المملكة إلى نصف مليون ريال سعودي.
[3] من 500 -1499 [أقل من 1500 جرام ] فهذا يختلف حاله باختلاف الأسبوع الذي هو فيه:
وإذا أردنا أن نجمع بين نسبة العيش ونسبة الإعاقة لنصل إلى نسبة الاستفادة الحقيقية من الإنعاش-بأن يواصل الخديج حياته بعد الإنعاش سليماً معافى أو بإعاقات خفيفة-فسنخرج بالنتيجة التالية:

الأسبوع مات أو عاش معاقاً (إعاقة شديدة أو متوسطة) بعد الإنعاش من عاش سليماً أو بإعاقة خفيفة بعد الإنعاش
23 86 % 14 %
24 64 % 36 %
25 48 % 52 %
26 35 % 65 %
27 29 % 71 %

وقبل أن نجمع بين النظرين السابقين لا بد أن نستصحب معنا قضيتين مهمتين، هما:
[1] أن من الضروريات التي جاءت الشريعة الإسلامية - بل كل الشرائع السماوية - بها حفظ النفس والنسل، كما أن منها أيضاً حفظ المال.
[2] أن من القواعد المقررة في الشرع أن (الأكثر له حكم الكل)، وأن (الحكم للغالب والنادر لا حكم له).
وبعد هذا نأتي لبيان حكم إنعاش الخديج صغير الوزن وذلك من خلال النظرين السابقين، مستصحبين معنا القواعد آنفة الذكر ، فأقول وبالله التوفيق:
(أ) الخديج الذي عمره (27) أسبوعاً فأكثر من أول آخر حيضة حاضتها المرأة - أي عمره 25 أسبوعاً من التلقيح -يجب إنعاشه، ولا خيار للأهل في ذلك؛ لأنه قد تم له 6 أشهر، وله حكم الأحياء باتفاق.
(ب) الخديج الذي عمره أقل من (24) أسبوعاً من أول آخر حيضة حاضتها المرأة - أي عمره أقل من 22 أسبوعاً من التلقيح - لا يجب إنعاشه .
(جـ) الخديج الذي عمره (25 و 26) أسبوعاً من أول آخر حيضة حاضتها المرأة - أي عمره (23 و 24) أسبوعاً من التلقيح - لا ينبغي التردد في إنعاشه؛ إذ حكم إنعاشه دائر بين الوجوب والاستحباب.
(د) الخديج الذي عمره (24) أسبوعاً من أول آخر حيضة حاضتها المرأة - أي عمره 22 أسبوعاً من التلقيح - فهذا يباح إنعاشه.
وينبغي ألا يغيب عن البال أن الإحصائيات السابقة صادرة عن مراكز غربية متقدمة علمياً؛ لذا فهي تختلف من مستشفى إلى أخرى، ومن دولة إلى أخرى حسب الإمكانات المتوافرة والخبرة العلمية المتواجدة، وأيضاً فإن وحدة الرعاية المشددة للمواليد باهظة التكاليف، ولا تتحمل نفقاتها إلا الدول الغنية.
ولما كانت الواجبات الشرعية منوطة بالقدرة كما قال الله جل وعلا: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}سورة البقرة، الآية [286]، فإن الحكم الشرعي المتقدم إنما ينزل حيث توفرت الإمكانات التي يمكن معها إنعاش الخديج: من أجهزة، وعلاجات، وخبرات طبية وتمريضية، أما حيث لم تكن الإمكانات متوفرة فلا إثم في ترك الإنعاش.أما في حال التزاحم على أجهزة الإنعاش فيقدم من يرجى أن يستفيد من الإنعاش أكثر، ويؤخر من يغلب على الظن عدم استفادته، فإن تساووا قدم الأسبق وصولاً إلى وحدة العناية المركزة.
هذا، وقد درس مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في دورتيه السابعة والستين والثامنة والستين بتاريخ 5/8/1428هـ و تاريخ 23/2/1429هـ موضوع إنعاش الأطفال حديثي الولادة قليلي الوزن وصغيري العمر الحملي (الخدّج)، ثم أصدر قراراه رقم (231) وتاريخ 27/2/1429هـ، والذي قرر فيه المجلس ما يلي:
أولاً: التأكيد على حرمة النفس البشرية، ووجوب بذل الأسباب لحفظها. قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ } سورة الأنعام، الآية [151]، وقال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا} سورة النساء، الآيتان [29-30]، وقال سبحانه: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}سورة البقرة، الآية [195].، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -:"إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام"[ رواه البخاري ومسلم ].
ثانياً: من ولد من الأطفال وقد تجاوز حمله ستة أشهر وجب بذل الأسباب لإنعاشه؛ لأن الحمل قد تم له ستة أشهر لقوله تعالى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}سورة الأحقاف، الآية [15], مع قوله: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ}سورة البقرة، الآية [233]. فالآية الأولى حددت مدة الحمل والرضاع بثلاثين شهراً, والآية الثانية تدل على أن مدة الرضاع عامان (أربعة وعشرون شهراً)، فبقي لمدة الحمل ستة أشهر.
ثالثاً: من ولد قبل أن تبلغ مدة الحمل ستة أشهر فحينئذٍ ينظر طبيبان مختصان في حالته، فإن غلب على ظنهما انتفاعه بالإنعاش فإنه ينعش، وتبذل الأسباب لإنقاذه. اهـ
وهنا مسألة وهي أن الأطباء إذا بدأوا في إنعاش الخديج ثم ظهر لهم بعد ذلك أن حالته ميئوس منها، فلا حرج عليهم في رفع أجهزة الإنعاش عنه إذا قررت ذلك لجنة من الأطباء المختصين لا يقل عددهم عن ثلاثة.
والله أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين
الدكتور محمد بن هائل المدحجي
dr.almdhgi@gmail.com

رابط الموضوع على الانترنت:
http://fiqh.islammessage.com/NewsDetails.aspx?id=4689
انتهى الموضوع

================================================
هذا سؤال عن أطفال الخداج، ويتبين من الموضوع أن الأطفال اقل من ستة أشهر (اقل من 26 أو 27 أسبوع) حسب الموضوع "لا يجب" إنعاشهم إذا حصلت الولادة المبكرة، أما فوق الستة أشهر فيجب إنعاشهم، وهذه الفتوى يأخذ بها أحد الأطباء من شبابنا في مستشفى (.........)، وقال لي أن الحزب مطلع على هذا الأمر ويقر هذا الفعل ولكني لم أجد جوابا للحزب في هذه المسالة، حيث قال لي أن أي طفل يولد اقل من ستة أشهر يتم وضعه جانبا حتى يموت أو بلغة طبية يتم إجهاضه إذا حصلت الولادة المبكرة للأسباب المذكورة في المقال.
وعندما سألت أحد شبابنا الفقهاء عن هذا الموضوع أجابني بهذه الإجابة:
"إن الربط بين المحافظة على النفس والنسل، والمحافظة على المال، هو ربط عقلي نابع من المصلحة ، ولا علاقة له بالحكم الشرعي مطلقا. وأما قولهم بأن وحدة الرعاية المشددة باهظة التكاليف ولا تتحمل نفقاتها إلا الدول الغنية، فذلك تعايش مع الواقع الذي فرضه الرويبضات بدلا من محاسبتهم على التفريط في رعاية الخدج الذين هم جزء من الرعية، والذين يجب عليهم توفير هذه الأجهزة مهما بلغت تكاليفها، وإلا فليتنحوا عن الحكم ويسلموا الأمر إلى أهله الذين يتقون الله في رعيتهم. سيما أن الأمة الإسلامية أمة غنية في تشريعها ومواردها، ولا ينقصها إلا الراعي الذي يقوم بمسؤولياته على أكمل وجه وأتمه. وأما ربط التكاليف الباهظة بقول الله تعالى [ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} فإنه مغالطة ليست في محلها، ذلك أن الآية في حق الفرد وليست في حق الدولة، فلا أم الآية على موضوع البحث. وهنا مسألة وهي أن الأطباء إذا بدأوا في إنعاش الخديج ثم ظهر لهم بعد ذلك أن حالته ميئوس منها، فلا حرج عليهم في رفع أجهزة الإنعاش عنه إذا قررت ذلك لجنة من الأطباء سالم لا يقل عددهم عن ثلاثة.هذا قول صحيح يجري على كل حالة مهما بلغ عمرها، فأيما حالة توصل الأطباء لكون حياتها ميؤوس منها جاز إزالة الأجهزة، ولكن بعد بذل الجهد اللازم في العلاج والمحافظة على النفس البشرية.

إن الواجب على الدولة أن تحفظ النفس على نفقتها، وإن لم يكن في بيت المال مال تقترض من الرعية ، وإن لم يتوفر لها سداد القرض، تفرض ضريبة للقيام بهذه الرعاية فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « والإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته».

الأمة الإسلامية سبّاقة في كل شيء فهي أمة سبقت جميع الأمم في الطب وغيره، وإلى بلادها كان يأتي الناس للتداوي من أطراف الأرض . فكيف بها تقف عاجزة؟ فالعجزة عن الواجبات ليس حال خير الأمم الأمة الإسلامية، كيف بأمة الإسلام تقتل أجنتها ويصادق على ذلك علماؤها؟ حسبنا الله ونعم الوكيل."
انتهى جوابه

وللعلم فقد رزقني الله بتوأم طفل وطفلة بعمر 23 أو 24 أسبوع في المستشفى (.......) بتاريخ 18/11/2014م في مدينة .......، توفي الطفل بعد يومين وبقيت الطفلة بعد وضعها في غرفة العناية المكثفة، واضطررت لنقلها بعد ستة أشهر لمستشفى (..........) لإجراء عملية جراحية، وقال لي الطبيب في المستشفى وهو من شبابنا أن هذه الطفلة لو ولدت في مستشفى الذي يعمل فيه لما وضعوها في العناية المكثفة ولأجهضوا الحالة.

وقد زادني الدكتور أن الناحية القانونية لا تحاسب الأطباء على عدم إنعاش الأطفال في هذا العمر، وهو أمر مختلف فيه بين دول العالم.

وقد أرسلت السؤال لصفحة الأمير على الفيس بوك بتاريخ 14-6-2015، ولكن لا اعلم إن كان سيتم الإجابة على هذا السؤال. وقد توفى الله الطفلة بعد ثمانية أشهر من ولادتها والحمد لله رب العالمين.

فأرجو بيان الحكم الشرعي في هذه المسالة وتعميمه على الشباب إن أمكن خاصة الأطباء منهم.

وفي الخلاصة بارك الله فيكم وأعانكم على حملكم، واعتذر مرة أخرى على الإطالة في السؤال.

إلى الأمير
Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 27th July 2025 - 09:28 PM