قوة الإعلام في التلاعب بأحكام النظام الاجتماعي خيارات

[أم حنين]

للإعلام قوة وسحر على المشاهد، رجل كان أم امرأة، فيؤثر عليه بدون أن ينتبه لهذا التأثير الذي يظهر لاحقاُ في العلاقات في المجتمع بين المرأة والرجل. هذه العلاقة التي نظمها الإسلام من خلال الأحكام الشرعية الخاصة بالنظام الاجتماعي والتي يهاجمها الإعلام في المسلسلات العربية والتركية والهندية والمصرية، ومن خلال البرامج الحوارية والنسوية، بكل قوة وشراسة ويقدم الأفكار الغربية المنحطة ويبرز نموذج الحياة الغربية للكفار على أنه بديل راق ومتحضر، وهو غير ذلك!

وبالنتيجة علمتنا المجتمعات العلمانية أن الخيانة وعدم الأمان "طبع" لا يتغير في الرجل وأن الإسراف وحب السيطرة والتملك "طبع" لا يتغير في المرأة حتى أصبحت العلاقات بين المرأة وبين الرجل ساحة معركة .. أسلحتهم فيها الخبث واللؤم والغيرة المدمرة والشك والتعامل القاسي ووصل بهم الحال إلى بغض الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه العلاقة فتأففت المرأة من الاستئذان من ولي أمرها عند الخروج من البيت وطار عقل النساء من حكم تعدد الزوجات للرجل.. أما الرجل إستغل الأحكام الشرعية ل"تأديب" المرأة وطغى وهضمها حقوقها حيث أصبح الحكم الأول - الاستئذان - أداة تحكم بالمرأة وأما حكم التعدد أصبح تهديداً أفقد المرأة الأمان.. وبالنسبة للمرأة أصبح إثبات على خيانة الرجل! وضاقت النظرة التي أحاطها الله بالمودة والرحمة تارة وبالأخوة وصيانة العرض تارة أخرى وما الرجل للمرأة إلا الرعاية والأمان والثقة واﻹخلاص وما المرأة للرجل إلا الاحترام والحب والتقدير ..والرعاية. وبهذه المعاني تستقر العلاقات وتثمر وتتطور.. فالعلاقة السوية بين المرأة والرجل بمختلف أشكالها لن تستقيم إلا بتحكيم شرع الله على ما هو عليه .. مودة ورحمة وتآلف وأخوة ورعاية وحقوق وواجبات .. للاستمرار والنجاح وليس للطغيان والشك وحب التملك وفرض السيطرة فقط لأنه .. طبع. لذلك علينا البحث في الكون والحياة والإنسان، وبالتالي في أحوال المرأة والرجل في إطار وجهة نظر العقيدة الإسلامية ولا نبحث عن التوجه الصحيح في التقاليد والعادات والموروثات الإعلامية المضللة.