•۰•● صيام المسلمين واحد وإفطارهم واحد.٣ ●•۰•
● إن حكم الصيام فرض في خطاب التكليف، وسببه الوحيد في خطاب الوضع ثبوت الرؤية التي تدل على دخول وقت الصيام الواجب، والسبب يترتب من وجوده وجود المسبب وهو الصوم والفطر، فإن ثبتت الرؤية لزم الصيام وإذا انتفت الرؤية انتفى الصيام.
● إن الرؤية تثبت بشهادة واحد أو اثنين أو أكثر من المسلمين العدول، ويلزم بها وجوب الصيام ولا يبطل الشهادة حد رسمه مستعمر بين بلاد المسلمين التي كانت وحدة واحدة.
● لقد وقع الخلاف في بدء الصيام عمليا قديما فعزاه بعض الفقهاء إلى اختلاف المطالع، واستندوا إلى حديث يرويه كريب عن ابن عباس الذي فهموا منه أن كل جماعة من المسلمين ينبغي لها ـن ترى الهلال فتصوم وتراه فتفطر، وأن رؤية الجماعات الأخرى غير ملزمة لها، وخالفهم آخرون وأوجبوا الالتزام برؤية الجماعات الأخرى استنادا لحديث صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته.
● ولقد وقع الخلاف أيضا في بدء الصيام عمليا في زماننا وانقسموا إلى فريقين، فعزاه القائلون باختلاف الصيام إلى اختلاف المطالع مستندين إلى حديث كريب أيضا.
¤ فأي الفريقين رأيه صحيح؟
¤ وما حقيقة اختلاف المطالع؟
•● وقبل الإجابة يجب علينا أن نضع المسائل في موضعها الصحيح.
● إن إنزال الفتاوى السابقة على واقع الخلاف في زماننا هو من التدليس في الفقه ومن المغالطات المقصودة لتضليل المسلمين ولتبرير مخالفات حكام هذا الزمان لشرع الله وتلاعبهم في دين الله وفي عبادة المسلمين، وتقسيمهم لوحدة المسلمين.
واليك البيان:
¤ إن أقوال الفقهاء السابقين في اختلاف المطالع في زمانهم كان بحثا في مطلع أهل الشام ومطلع أهل الحجاز كما يدل عليه صراحة حديث كريب الذي يستندون إليه، وكما هو بحث في مطلع أهل مصر واختلافه عن أهل اليمن أو أهل العراق أو أهل المغرب أو الأندلس.
¤ إن أقوال علماء السلاطين وفسقة الحكام ومرتزقتهم يتحدثون عن اختلاف الصيام بناء على الحدود التي رسمها المستعمر وعلى الخلافات السياسية بين الحكام العملاء.
¤ إن خلاف السابقين يتحدث عن فواصل جغرافية بين البلاد الإسلامية مثل البحار والصحاري الشاسعة التي لا ساكن فيها، وهؤلاء يتحدثون عن اختلاف المدن والقرى الحدودية المتجاورة في الأرض والأهل وشتان بين الفريقين.
¤ السابقون تحدثوا عن ثبوت الرؤية في بلد لا يتمكن أهله من ان يبلغوا البلاد الأخرى إلا بعد فوات الغاية من البلاغ وذلك لبعد الديار التي يستحيل إبلاغهم في نفس اليوم واللحظة لانقطاع دائرة البلاغ، وهؤلاء يتكلمون عن واقع يمكن أن يبلغ خبر ثبوت الرؤية أقصى الأرض في دقائق معدودة والبون شاسع.
¤ السابقون كانوا علماء مجتهدين ربانيين، وهؤلاء جُلّهم جهلة، ومن علم منهم وفقه كان كإبليس لا عدالة ولا خشية لله بل ارتزاقا وعلوا واستكبارا.
¤ إن هؤلاء يعلمون أن اختلاف المطالع هو اختلاف جغرافي واختلاف في خطوط الطول وأي اختلاف جغرافي على المناطق الحدودية بين المسلمين.
● أما نقاش الأدلة ومعرفة الراي الصحيح فذلك سيكون في كلمة أخرى ان شاء الله
تعالى.
https://www.facebook.com/Said.Radwan53/phot...e=3&theater