منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> خلافة على منهاج مكيافيلي؟!!
أم حنين
المشاركة Jul 19 2016, 12:53 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



خلافة على منهاج مكيافيلي

الإثنين 18 يوليو 2016

د.عبد الرحمن الحبيب


«خلافة على منهاج النبوة» شعار محرك لأغلب حركات الإسلام السياسي، ونظرياتها السياسية التي تختلف باختلاف تلك الحركات السلمي منها والعنيف، فهل هي نظرية دينية مقدسة أم دنيوية اجتهادية للبشر أم وسط بين هذا وذاك أي بالاستناد على تراث إسلامي؟

إذا بدأنا بالتعريف اللغوي لكلمة «خلافة»، في معجم الصحاح: يقال خَلَفَ فلانٌ فلاناً، إذا كان خليفته، يقال خَلَفَهُ في قومه خِلافَةً؛ ومنه قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي}؛ وخَلِيْفَتُهُ أيضاً إذا جئتَ بعده. ومن هنا نفهم اللقب الذي أطلقه الصحابة لأبي بكر الصديق بخليفة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أي جاء بعده، لذا عندما تولى عمر بن الخطاب أمور المسلمين نودي بخليفة خليفة رسول الله، ثم استثقل الصحابة نطقها فاتفقوا على تغييرها إلى أمير المؤمنين. هذا يعني أنه لقب إجرائي لقيادة الدولة قابل للتغير وليس اصطلاحاً شرعياً محددًا..

أما اشتقاقات مفردة «الخلافة» التي وردت بالقرآن الكريم: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ}، {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ..}، فهي بمعنى خلافة الإنسان في عمارة الأرض كوظيفة إنسانية عامة، وليست وظيفة سياسية محددة للخليفة كحاكم أعلى للدولة، (موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر).

يوضح الباحث نزيه الأيوبي مستنداً على اتفاق الفقهاء، أن القرآن الكريم لم ينص على صورة محددة لنظام الدولة والحكم، كما أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- لم يعين خليفة يتولى أمور الناس من بعده، مع أنه كان يدرك قرب انتقاله للرفيق الأعلى؛ كذلك فآلية الوصول لمركز قيادة الدولة اختلفت بين الخلفاء الراشدين، مما يعني أن الإسلام لم يضع أحكاماً محددة ومفصلة لنظام الحكم، باعتباره مجالاً دنيوياً خاضعًا لاجتهادات البشر، على خلاف ما فعل بالمجال الأخلاقي والاجتماعي.

المعنى الاصطلاحي السياسي لمفردة الخلافة ظهر لاحقاً وليس في زمن النبوة ولا الخلفاء الراشدين. في البداية ظهرت أدبيات سياسية كنصائح للحكام (مثل ابن المقفع ت 142هـ)؛ ولم تنشأ النظريات السياسية في الفكر الإسلامي إلا بعد ضعف مؤسسة الدولة معتمدة على الاجتهاد والابتكار والاستعارة بالاستناد على القرآن والسنة والتقاليد العربية والتراث السياسي للشعوب غير العربية... وتمت صياغة المفهوم السياسي للخلافة في القرن الخامس الهجري (الماوردي ت 450 هـ) وما بعده (الغزالي ت 505 هـ، بن جماعة ت 732 هـ).

هذا المفهوم لم يعد يستخدم، حتى ظهرت نظرية جديدة للخلافة تبنتها أغلب حركات الإسلام السياسي الحالية، وكانت في البداية كرد فعل تقليدي على التحول العلماني في تركيا، وعدوانية بعض القوى الغربية، ونكسة الإيديولوجيات العلمانية، ونتائج الأزمة الفلسطينية.. حسب الباحث حميد عنايات الذي يرى أن زوال آخر الخلافات (الخلافة العثمانية) سنة 1922م شكل صدمة فأصبح إعادتها هو أصل الفكرة الحالية بأن الإسلام دين ودولة وليس دينًا ودنيا. المفارقة أن الدولة العثمانية كانت سلطنة ولم تتحول إلى خلافة إلا في القرن الثامن عشر الميلادي مع بداية ضعفها.

الإسلام دين ودنيا التي يتفق حولها المسلمون تعني أن نظام القيم الاجتماعية والأخلاقية يجب أن يتبع الدين الإسلامي، أما إضافة الدال الثالثة (أي الدولة) -حسب تعبير نزيه الأيوبي- فهو ابتكار حديث، نجده غالباً في أطروحات الإخوان المسلمين. لكن إذا كان مصطلح «الخلافة» كدولة ابتكاراً حديثاً فلماذا يعتبره البعض جزءاً أصيلاً من الدين؟ إنها عبارة خلاصية تكشف، كما يقول الباحث فهمي جدعان: «عن حالة من نفاد الصبر خطيرة، أكثر مما تكشف عن الاستجابة للمتطلبات الحقيقية للوحي الإسلامي نفسه. «فينبغي التمييز - حسب جدعان - بين عبارتي أنه «لا خلاص إلا بالإسلام» و»لا خلاص إلا بالدولة الإسلامية»، مقترحاً التفريق بين فكرة الحل الإسلامي وفكرة الدولة الإسلامية، كأمر جوهري لفهم تيار «الإسلام السياسي» فهماً دقيقًا.

أي أنه ينبغي التمييز بين عبارتي: دولة مسلمة وخلافة إسلامية، فالأولى تستند أنظمتها على التشريعات الإسلامية، أي اجتهاد بشري في إطار التزام بقيم الإسلام ومبادئه العامة في نظام الحكم كالعدالة والشورى والتزام الجماعة؛ بينما الثانية تضفي على كيانها طابع القداسة الدينية الذي لا اجتهاد فيه. تذكر موسوعة السياسة (المشار إليها) أنه حدث في عصور إسلامية متوسطة ومتأخرة أن بعض الحكام وبعض الفقهاء صرف مدلول الخلافة عن المدلول الذي نشأت له، كخلافة عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- في سلطته السياسية وسلطانه الدنيوي، لأن سلطانه الديني ليس موضعاً للاستخلاف، فجعلوها خلافة عنه في سلطانه الديني، كي يضفوا على سلطتهم الطبيعة الدينية لتجعلهم فوق المحاسبة وتعطي تصرفاتهم مظهر التقديس.

نخلص مما سبق أن المفهوم السياسي الأول للخلافة ظهر بعد تدهور مؤسسة الدولة بالقرن الخامس الهجري، والمفهوم الحالي ظهر بعد زوال الخلافة العثمانية بالقرن الرابع عشر الهجري وصلته بالأول تنحصر بالعلاقة اللفظية، مما يدعم فكرة أن ظهور مصطلح «الخلافة» كمفهوم سياسي كان رد فعل على حالة مضطربة واستغلالاً لغوياً مكيافيلياً، وليس مصطلحاً أصيلاً في التشريع الإسلامي، أي أنه مصطلح دنيوي خاضع للاجتهاد والتغيير.



أرشيف الكاتب

مقالات أخرى للكاتب
هل تحكم الفوبيا سياسة العالم؟
ورطة بريطانيا.. درس للعالم
ماذا يعنينا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي؟
ماذا يعني مركز دعم اتخاذ القرار..؟
سيناريو ما بعد الفلوجة
Go to the top of the page
 
+Quote Post
 
Start new topic
الردود
أم حنين
المشاركة Jul 20 2016, 10:11 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



التعليق:

1 - وضع الكاتب في السطر الأول من المقال ثلاثة خيارات لما هي الخلافة: "نظرية" دينية مقدسة أو "نظرية" دنيوية إجتهادية للبشر أم وسط بين هذا وذاك أي بالاستناد على تراث إسلامي؟ وإستثنى عن قصد السؤال الصحيح شرعاً وهو هل إقامة الخلافة فرض أم مندوب أم مباح لأن الأصل في الأعمال التقيد بالحكم الشرعي كما أن هذه الأحكام الشرعية ليست مجرد " نظريات" وكلمة نظرية تعني أن هناك إحتمال أن تكون هذه النظرية صحيحة أو خاطئة والإسلام ليس نظرية! كما النظرية الدينية المقدسة مقابل إجتهاد بشري أي هما شيئان منفصلان هذه نظرة علمانية للمسألة أي فصل الدين عن الحياة والمعلوم بأن الدين والدنيا في الإسلام واحد أي أقوال المسلم وأفعاله تحتكم إلى شرع رب العالمين ولا يوجد إنفصال بين المفهومين. والأسوأ كلمة تراث التي توحي للمتلقي أن الخلافة مسألة موروث تاريخي قديم وبالتالي لن ينفع للعصر الجديد. في كل الأحوال هذه الإختيارات منفرة للقارئ ومضللة. والعجيب أن يقيس المسلم قضية إسلامية شرعية وفقهية على أساس العلمانية
وليس على أساس العقيدة الإسلامية!!

2 - حصر الكاتب تعريف مصطلح الخلافة في زاوية ضيقة حين كتب "ثم استثقل الصحابة نطقها فاتفقوا على تغييرها إلى أمير المؤمنين" (!) فما هو دليله على "إستثقال" الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين للقب خليفة المسلمين؟! بل هو يحاول مرة أخرى أن يُنفر القارئ من لفظ خلافة.


3 - من هو الباحث نزيه الأيوبي الذي إستدل الكاتب بأقواله؟ هو شخص متشرب بالأفكار الغربية واخضع نظام الإسلام لهذه الأفكار ليخرج بإسلام جديد يرضى عنه الكافر المستعمر، إسلام كالإسلام الذي درسه المستشرقون لمحاربة الإسلام الصحيح وتضليل المسلمين بترسيخ أفكار ومفاهيم خاطئة بعيدة عن أفكار ومفاهيم العقيدة الإسلامية: نزيه الأيوبي ولد في 1944 وتوفي عام 1995 حاصل على دكتوارة في العلوم السياسية من جامعة اكسفورد في بريطانيا , ودرس في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس , وفي جامعة إكستير في بريطانيا , حاصل على الجنسية الأمريكية وهو من أصل مصري.


بالتالي أقواله ليست مبنية على إجتهاد شرعي خالص ونقي ولا يعتمد عليه في تعريف مصطلح الخلافة.

4 - أما العنوان وإلصاق كلمة "مكيافيلي" إلى خلافة على منهاج مكيافيلي ذلك الكافر مستنكر ومقصود للتلاعب والتشويش على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ".... ثم تكون خلافة على منهاج النبوة."
أما معنى كلمة مكيافيلي تثبت مرة أخرى أن الكاتب علماني يقيس قضية إسلامية على أساس علماني وذلك غير مقبول فالقضايا الإسلامية تقاس على أساس الأحكام الشرعية ومصدرها العقيدة الإسلامية وليس علم الفلسفة والمنطق الذي يحتوي على أفكار هدامة مدمرة ضلالية من صنع البشر !!

فقد روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه الله، قال: كنا جلوساً في المسجد فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته. فجلس أبو ثعلبة.
فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت. قال حبيب: فلما قام عمر بن عبد العزيز، وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته، فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه. فقلت له: إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين - يعني عمر - بعد الملك العاض والجبرية، فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فَسُرَّ به وأعجبه.
وروى الحديث أيضًا الطيالسي والبيهقي في منهاج النبوة، والطبري ، والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، وحسنه الأرناؤوط.


فكرة الميكافيلية ومبدأها الشهير بـ "الغاية تبرر الوسيلة". أفكار ومفاهيم مبنية على المصلحة المادية والكفر وتنظيرية!!
Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 17th June 2025 - 01:50 PM