منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> من يكتب مناهج التعليم لأولادنا؟ وماذا يزرع فيهم؟
أم سلمة
المشاركة Sep 13 2016, 06:59 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892



من يكتب مناهج التعليم لأولادنا؟ وماذا يزرع فيهم؟

5ىسبتمبر 2015، دعاء عمر.

اليوم السابع: وضع “مجلس الكنائس” في مناهج التاريخ الثانوي، وإعلان من وزارة التربية والتعليم بالسماح للكنائس المصرية للمساهمة في وضع المناهج التعليمية.

وبدورها تحذف الموضوعات الإسلامية التي ليست بهواهم وتضرهم أوتحسِن صورة الإسلام؛ ليبقوا صورته مشوهة وغامضة في عقول الأطفال المسلمين.

لنتوقف عند هذا الخبر ونأتي ببداية وضع المناهج التي أوصلتنا لهذا الخبر.

البداية والهدف:

في سنة 1882 م وقف جلادستون -رئيس وزراء بريطانيا- ممسكا بنسخة من المصحف وقال:

“إنه ما دام هذا الكتاب باقياً في أيدي المصريين، فلن يستقر لنا قرار في تلك البلاد”.


فكان الأزهر هو المستهدف لأنه معقل العقيدة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهو من مصادر الوحدة الإسلامية، ولكن لن يفعلوها بنفس طريقة الفرنسيين في الاحتلال الفرنسي بمداهمة الجامع الأزهر واستحلاله بخيولهم، فهكذا سيظهرون عدائهم الواضح وينبهوا أذهان المصريين لما يحدق بعقيدتهم، ورأوا أيضاً أن مدارس التبشير تمارسه بطريقة مباشرة تؤدي إلى عكس المطلوب؛ إذ تنبه المصريين للخطر وتزيدهم استمساكاً بدينهم الإسلام، لذلك لجأ الاحتلال إلى فعل بطئ لكنه مضمون المفعول ” Slow but sure” كما ينتهجون هذا في جميع سياستهم.

مستر دنلوب وسياسته التعليمية:

عندما اشتكى المبشرين الإنجليز من “اللورد كرومر” بالتضييق عليهم، قال لهم:”أنتم تخطفون الأطفال من الشوارع لتنصروهم و هذا يؤدى إلى إثارة الناس، ولكنني اتفقت مع (مستر دانلوب) خريج كلية اللاهوت البريطانية لكى يضع منهج تعليمى يؤدي إلى جميع أهدافكم، وتم تعيين “القس دانلوب” مستشاراً لوزارة التربية و التعليم و ترك الأزهر ولم يتعرض له ظاهرياً، جاءوا بـ”دنلوب” القسيس ليضع سياسة التعليم المصرية، وينزع هذا المصحف من أيديهم، وكان أول ما فعله:
•فتح مدارس ابتدائية “حكومية” تعلم العلوم المدنية واللغة الإنجليزية، تُخرج موظفين يعملون فى الدواوين التي يحتلها الإنجليز. وفي البداية قوبلت هذه المدارس بالاستهجان من الناس؛ لتهميشها دراسة الدين، ولكن كان في المقابل طالب الازهر يتخرج بعد 20 سنة دراسة و لا يجد عمل إلا بصعوبة كمقيم شعائر بمسجد وبمرتب 120 قرش، فكانت الناس تفضل إدخال أولادها “مدارس دانلوب” و تهجر الأزهر، وأصبح مَن يدخل الأزهر طبقة الفقراء العاجزون عن دفع مصاريف هذه المدارس.

ولم يكن المتخرجون في تلك المدارس متعلمون ولكنهم كتبة لا يعرفون شيئاً غير تلقي الأوامر من المدير الإنجليزي، لأن المدارس كان هدفها تخرج العديد من العبيد وتحويل الناس عن الأزهر وتعاليم دينهم ليضلوا.
•يُدرَس المقرر في صورة واحدة من كتاب واحد؛ ليحدوا من تفكير الطلاب وتُقتل ملكة الإبتكار والإبداع عندهم، غير أن مدارسهم في انجلترا –في نفس الوقت- تربي تلاميذهم على حب الإطلاع وتحث قدرتهم على الإختراع، ويمتحنوهم فيما استفادوا لا فيما حفظوه عن ظهر قلب؛ لتنبه أذهانهم وتجعل لهم القدرة على حل كل ما هو جديد عليهم والإبداع فيه.
•الناظر الإنجليزي تلفه القداسة والرهبة، يسري في نفوسهم الرعب كأنه إله يعبد، وهذه طريقة فعالة ليست للتربية ولكن لزرع العبودية في نفوس التلاميذ.
•يتعلم التلاميذ أن مصر بلد متأخر لأنه زراعي، وأن أوروبا بلاد متقدمة صناعية وفيها الفحم والحديد، هذه المدارس التي لا تعلم القرآن ولا الدين، إلا مجموعة محفوظات جامدة متقطعة يسهل نسيانها، وما هي إلا أشياء تضر ولا تنفع. وأصبح الدين لا يدخل في المجموع فلا يهتم به الطلبة وأهلهم (مادة نجاح فقط).
•وتُوضع حصص القرآن والدين في نهاية اليوم الدراسي، يكون قد ملً وكلً التلاميذ، وتسرب منهم مًن تسرب إلى بيوتهم؛ ليرتبط تعلم الدين بالملل والعجز والضعف فينفروا منه ولا يقبوا عليه في حصصهم أو حياتهم الأخرى.

برغم أن مدارس التبشير كانت تبدأ يومها بالصلاة في كنيسة المدرسة والدعاء المسيحي –بما في ذلك التلاميذ المسلمون-، وتدرس حصص الدين صباحاً وبواسطة أمهر المدرسين الشباب وخارج الفصول، ووسط الموسيقى التي تبهج الطلبة بل، وتتعدى ذلك إلى أن يتم تدريس الدين المسيحي أثناء لعب الأطفال حتى تترسخ الفكرة عندهم بدون جهد؛ ليربطوا دينهم بالنشاط والتطلع للحياة المشرقة.

التاريخ الإسلامي واللغة العربية في سياسة دنلوب:

توسعت سياسة دنلوب، فأنشأ بضع مدارس ثانوية لها سياسة التعليم ذاتها، ولا تدرس شيئاً عن حقيقة الإسلام.
فالتاريخ الإسلامي كان:

1- أن الإسلام نزل في قوم وثنيين يعبدون الأصنام، ويئدون البنات، فدعاهم لعبادة الله وحده ونهاهم عن وأد البنات وصور الجاهلية، ودعاهم للدعوة والغزوات التي انتهت بانتشار الإسلام، وبذلك فرغت مهمة الإسلام؛ لأنه لم يعد هناك وثنيين ولا مًن يئد البنات.

أما الإسلام كقوة حاكمة ونظام يحكم البشرية من جميع أطرافها، وكحضارة امتدت لآلاف من السنين، كتنظيم اجتماعي واقتصادي، كحركة علمية أضاءت وجه الأرض، كل هذا لا يُذكر وإنما هو مجموعة العبادات التي يؤديها الإنسان ليكون قد أتم حق الإسلام، أو الشبهات وما يدور حولها.

2- يركز على دور الإسلام السياسي ويهتم بدراسة تاريخ الفساد فى الحكم و المعارك الجانبية بين الأمراء “وكان من فساد بعض أمراء الدول مادة دسمة لهم”، يركز على الفتوحات الإسلامية ويصفها على أنها معارك من أجل بسط النفوذ و ليس من أجل تحرير البشر من استعباد الحكام لهم، ولا يركز على تاريخ علماء الإسلام ودورهم فى الاجتهاد، وكيف أنهم كانوا يعيشون و يتعاملون بالشريعة، وما أصابهم من رخاء بسبب تمسكهم بشريعتهم ويخفى كيف كانوا يعاملون من هم على غير دينهم بالقسط، والأمان الذي يلقوه في كنف الدولة الإسلامية.

وكذلك يُخفي التاريخ الاستعماري الغربي واستعباد البشر ونقلهم إلى أمريكا مكبلين وفي أقفاص واستغلال ثرواتهم وإذلالهم، وطمس هويتهم. وبدراسة هذا التاريخ المشوه لا يجد الطالب ما يدعوه للفخر بتاريخه الإسلامي ولا يعرف كيف عاش المسلمين الأوائل فيقلدهم ويحتذى بهم.
وفي مقابل كل هذا، كان يدرسون لهم أوروبا الحضارة، والقوة، والعلم، والعدالة، والحرية، والتقدم، باختصار هي العملاق الذي لا يقهر، ولم يكن هذا كل شئ في سياسة دنلوب.
•فقد كان يتقاضى مدرس (التاريخ واللغة الإنجليزية والرياضيات وكل المواد المدنية) 12 جنيهاً في الشهر وهي ثروة زهيدة تساوي الرخاء من ثروات وأراضي وبيوت، ومكانة اجتماعية يحظى بها في المجتمع، أما مدرس (اللغة العربية) الذي يعمل معه فى نفس المدرسة وبنفس عدد الحصص ويزيد يتقاضى راتبه 4 جنيهات في الشهر، فتنزل مكانته الاجتماعية والاقتصادية ولا يتسنى له الحياة الكريمة، ويعيش في جو من الفقر والذل والمهانة؛ ليرتبط تعلم اللغة بمدرسها وترسخ كراهية اللغة وتعلمها، فحين يراه التلاميذ، سيقولون تلقائياً:”أفٍ، هذا مدرس اللغة العربية! “.

لأن اللغة العربية كانت “وما تزال” مرتبطة بالإسلام في نفوس المسلمين الناطقين بها أو غير الناطقين بها، فلابد من تحقيرها والزراية بها، حتى يتنقل هذا التحقير إلى ما يرتبط بالدين وكل معانيه. وبدأت إشاعة سهولة الإنجليزية عن العربية وبدأ الأهل والأطفال يشتكون من صعوبة العربية. وأصبح المتنبي و البحتري و الشعر العربى مادة تخلف، فى حين شكسبير ودانتى مادة للتفاخر. بل أيضاً إدعاء أن العلم الحديث يرتبط باللغة الانجليزية ولا يمكن ترجمته إلى العربية؛ لأنها لغة قديمة، ولأن العلم يتطور بسرعة، وأدى ذلك لانصراف الأجيال عن لغة القرآن بل عن القرآن نفسه.
•ولا يكتفي بذلك بل إن المتميزين من المدرسين يتم ابتعاثهم إلى انجلترا؛ حتى يتم صبغ ما تبقى فيهم من بعض العادات الإسلامية، ويعود المدرس من الخارج وهو أكثر ملكية من الملك نفسه، فيذدري أبناء جلدته، ويستحقر عاداتهم الإسلامية، ويترقى حتى يصل إلى وزير معارف أو إعلام، أمثال: (طه حسين، نوال السعداوي، سهير القلماوي، سعد إبراهيم، وفرج فودة،)”إلى يومنا هذا”، والأسوأ أن مَن يتم تعيينه في المناصب العليا فى الأزهر هم مَن تعلموا في الخارج حتى يتم ضمان تلويث الأزهر شخصياً ولكن في خفاء. وهذا ما أراده “اللورد كرومر” وتم له ذلك.

ومن هذا كان التعليم يُدعى “تعليم القادرين” إلى أن خرج الإنجليز من مصر، وجاء “محمد نجيب” وكانت فترته قصيرة، امتلئت بالأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وصراعات بين الضباط الأحرار أنفسهم على الزعامة، وانتهت باستبعاد محمد نجيب نفسه؛ لهذا لم تشهد فترته تغيراً كبيراً في سياسة التعليم سوى إنشاء عدد من المدارس الإبتدائية والثانوية وبقي الحال كما هو إلى أن تولى:

“جمال عبد الناصر” وسياسته التهميشية لشباب الجامعة :

وبدأ يحتوي الطلاب الجامعيين؛ لأنهم كانوا قنبلة موقوتة بسبب الفراغ السياسي من إلغاء الأحزاب، فهو لا يريد أن يخرجوا من تحت سيطرته حتى لا يصبحوا مصدر إزعاج له، وتمثل ذلك في:
•انشأ الجامعات الإقليمية ليتباعد الطلاب فيما بينهم، حيث أن أي حدث يحدث في الجامعة (مظاهرات-اعتقالات) سينتقل إلى بقية الشعب من خلال أبنائهم.
•وبالنسبة للتعليم الثانوي: فقد أدرك أن هؤلاء الشباب عجينة طيّعة يمكن تشكيلها واستغلالها لمصلحة النظام عن طريق:
أ- ضمهم لتنظيم الثورة أياً كان مسماه من خلال أنشطة (الجوالة- منظمة الشباب- الكشافة).

ب- التوسع في إنشاء المدارس الثانوية في القرى، وتنويع المدارس بين المدارس التجارية والفنية والصناعية؛ لتخرج شباب صغير السن يتعين في الجهاز الإداري للدولة ومصانع القطاع العام، وذلك ليشغلهم عن السياسة إلى تأسيس أسرة جديدة.

وهكذا كان التعليم والمناهج لا تمثل لأي حكومة إشكالية سوى استخدام المناهج لتحسين صورة النظام.

وزارة التربية والتعليم ووضع المناهج:

وزارة التربية والتعليم المسؤولة عن اتخاذ القرارات الخاصة بنظام التعليم وذلك بمعاونة 3 مراكز هي: المركز القومي لتطوير المناهج، والمركز القومي للبحوث التربوية، والمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، ولكل مركز من هذه المراكز محور التركيز الخاص به لصياغة سياسات التعليم مع اللجان الأخرى على مستوى الدولة.

فإذا تأملت مليَّاً في التعليم الآن، ستجده بنفس النظام الإنجليزي والمنهجية التي وضعها دنلوب، فكل نظام يأتي لا يغير إلا من عدد سنوات التعليم في المرحلة الابتدائية، وإضافة اللغة الإنجليزية على الصف الأول الابتدائي، إلى آخره من التغييرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بتغيير المناهج بما يرتضوه ويخدم فكرتهم إما بتزوير التاريخ وتحريفه أو إلغائه جملةً، كما فعلوا بإلغاء بعض الفصول في “قصة عقبة نافع” المقررة على الصف الأول الإعدادي، وتحريف في أغلب شخصيات الدولة الإسلامية ومنهم “صلاح الدين الأيوبي”. وكلها من ثمار سياسة دنلوب، فتارةً يقولون على نهج التعليم الفرنسي، وتارة التعليم الأمريكي، تتغير أنظمة التعليم وظاهرها لكن الجوهر يظل كما هو والهدف المنشود من هذا النظام باقٍ كما أراده “دنلوب” واللورد “كرومر”.

______________________________________________________________________

التعليق:
مقال مميز فعلاً جزى الله كاتبته والموقع الذي نشره عن المسلمين خيراً. وما يميزه ربط قضية المناهج التعليمية الفاسدة بالنظام الحاكم الذي يسمح للغزو الفكري الغربي الإستعماري بأن يسيطر على المسلمين.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
 
Start new topic
الردود
أم حنين
المشاركة Sep 30 2016, 07:52 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



بسم الله الرحمن الرحيم



عدوى تغيير المناهج المدرسية... مصادفة أم إملاءات؟!



أعلنت عدد من الدول العربية عن إجراء تعديلات وتغييرات على مناهجها المدرسية، وكان من بين الدول التي أصابتها عدوى تغيير المناهج لهذا العام: فلسطين والجزائر والمغرب والأردن، مع الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تجري فيها هذه الدول تعديلات على مناهجها، وقد أثارت هذه التعديلات جدلاً كبيراً في صفوف الرأي العام، خاصة على مواقع التواصل الإلكتروني، حيث اعتبر الكثيرون أنها تتصادم مع قيمهم وهويتهم الإسلامية، إضافة إلى احتوائها على العديد من الأخطاء المطبعية والتعليمية، فهل موجة التعديلات في المناهج التي تجتاح العالم العربي في وقت متزامن هي من قبيل المصادفة؟! وما هي طبيعة هذه التعديلات؟ وما هو الهدف منها؟ هذا ما سنحاول تسليط الضوء عليه في السطور التالية.



إن موجة تغيير المناهج التي اجتاحت العالم العربي في الفترة الأخيرة خاصة في الدول التي حصلت فيها ثورات الربيع العربي لم تكن من قبيل المصادفة، فقد جاءت استجابة لإملاءات الدول الغربية ولا سيما أمريكا، تحت التلويح بعصا قطع التمويل والمساعدات عن هذه الدول، فعلى سيبل المثال وقعت الأردن في عام 2013 اتفاقية مع الوكالة الأمريكية للتنمية، للحصول على منحة تمويل لتطوير التعليم لخمس سنوات، بقيمة إجمالية بلغت 235 مليون دولار أمريكي، كما وقعت اتفاقيات متشابهة مع دول أخرى كالمغرب والسلطة الفلسطينية وغيرهما، وكانت مسؤولة مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية "إلينا رمانسكي" قد صرحت في العام 2003 بأنه "لا توجد فسحة من الآن فصاعدا للكراهية وعدم التسامح والتحريض، ونحن نحاول أن نعيش معا، وأي منهاج دراسي لا يسير في هذا الاتجاه يجب تغييره". وقبل أيام قليلة وبالتحديد في 2016/9/20 عقدت اليونسكو مؤتمراً لمنع التطرف العنيف من خلال التعليم بالتعاون مع معهد «المهاتما غاندي» للتعليم من أجل السلام والتنمية المستدامة في نيودلهي، وكان من مخرجاته أنه «لا بد من معالجة مسألة تغيير المناهج التربوية في الشرق الأوسط والمناطق الأخرى التي تشهد ازدهارا للأفكار المتطرفة بعقلانية ووعي».



أما لماذا جاءت هذه التعديلات في هذا الوقت بالذات، فلأن العالم العربي يشهد حراكاً شعبياً للتغيير، وقد بدأت الأصوات تتعالى فيه مطالبة بتطبيق الإسلام وقطع يد المستعمرين ولا سيما في الشام، ولذلك تستخدم الدول الغربية المناهج كوسيلة لإيجاد جيل من أبناء المسلمين منسلخ عن عقيدته وقيمه وأخلاقه الإسلامية، جيل يتربى على العلمانية وفصل الدين عن الحياة، جيل يتبنى أفكار المستعمر وينادي بها، والناظر في طبيعة التعديلات والمواد التي المناهج الجديدة يدرك هذا بوضوح.



لقد تمحورت تعديلات المناهج الجديدة حول ثلاثة أمور هي:



1- التطرف و(الإرهاب) ومحاولة ربطهما بالإسلام: حيث صدرت عدة تصريحات للقائمين على قطاع التعليم، وكذلك لبعض الوزراء في الدول التي حصل فيها تغيير في المناهج، بأن التغيير كان لتنظيف المناهج من مؤثرات التطرف ومن كل ما يشجع على (الإرهاب) والعنف، ومن هذه التصريحات على سبيل المثال ما قاله نائب رئيس الوزراء الأردني للشؤون الاقتصادية ووزير الصناعة والتجارة والتموين د. جواد العناني: "أن الحكومة الأردنية ليست خجلة من تعديل المناهج، فنحن نريد مراجعة المناهج لأننا اكتشفنا أن في بعضها ما يحفز على (الإرهاب)، وشدّد على أنّ المناهج يجب أن تعلّم «الطلبة الحب والتجانس لا أن يحمل السيف ويبدأ بالقتل»، ومنها أيضاً ما جاء في بيان صادر عن وزارة التربية المغربية قالت فيه "إن التعديلات جاءت بناء على تعليمات الملك المغربي محمد السادس للحكومة بضرورة مراجعة مناهج التربية الإسلامية وبرامجها في مختلف مستويات التعليم لتكريس قيم الاعتدال والتسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية".



إن هذا المحور يأتي في سياق الحرب العالمية على الإسلام والمحاولات المستمرة لوصمه بـ(الإرهاب) والتطرف، وتصويره على أنه دين يشجع على العنف والقتل وسفك دماء الأبرياء، حتى باتت كلمتا (الإرهاب والتطرف) رديفتين للإسلام، وبات التزام المسلم بأحكام دينه كارتداء المسلمات للحجاب والنقاب، وإطلاق الرجال للحاهم علامات دالة على (التطرف والإرهاب)، وذلك نتيجة الدعاية الإعلامية والتشويه المتعمد للإسلام، والذي تمارسه وسائل الإعلام والسياسيون والمفكرون الغربيون، فقامت بعض الدول الغربية وأتباعها من الأنظمة في بعض دول العالم الإسلامي بحظر ارتداء الحجاب والنقاب في الأماكن العامة ولا سيما في المدارس والجامعات، وفرضت عقوبات وغرامات على من ترتديهما، وحرمت الكثيرات من الطالبات من متابعة دراستهن لارتدائهن الحجاب أو النقاب، وكذلك حظرت هذه الدول على الرجال إطلاق لحاهم وفرضت على من يطلق لحيته غرامة، وفي هذا الإطار تمت إزالة صور الرجال الملتحين ووضع صور لرجال حلقت لحاهم في المناهج الجديدة ولا سيما للصفوف الابتدائية، وتم كذلك إزالة صور النساء المحجبات ووضع صور لنساء غير محجبات يرتدين ملابس على الطريقة الغربية ويضعن مساحيق التجميل.



ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل كان من ضمن التعديلات في الدول المذكورة وفي غيرها من الدول التي سبقتها في اتباع سنن الغرب، أنه تم حذف بعض الآيات والأحاديث بحجة أنها تشجع على (التطرف والإرهاب)! بل تم أيضاً حذف بعض الدروس التي تتحدث عن الصحابة وشخصيات من التاريخ الإسلامي بحجة أنها تحرض على العنف والتطرف، كما في التعديلات التي أجريت في مصر بعد الثورة حيث حذف درس القائد صلاح الدين الأيوبي للصف الخامس الابتدائي، وحذف ستة فصول من قصة عقبة بن نافع للصف الأول الإعدادي، بدعوى تنقيح المناهج من كل ما يحرض على العنف والتطرف، وإخماد الأصوات التي تروج جزافا أن الإسلام انتشر بحد السيف. والمقام لا يتسع هنا لذكر أمثلة من كل الدول التي حصل فيها تغيير في المناهج.



2- قضية فلسطين والعمل على ضرب علاقة الأجيال الناشئة بها، والسعي إلى جعل وجود كيان يهود أمراً عادياً، خاصة في ظل الاتفاقات الخيانية التي وقعتها الأنظمة المتخاذلة مع هذا الكيان المجرم: حيث كتب "إسرائيل" بدل فلسطين في بعض المقررات الدراسية، كما حصل في كتاب الجغرافيا بالجزائر، مما أثار حفيظة الشعب الجزائري المسلم، فخرج إلى الشوارع محتجاً وأحرق نسخ هذا الكتاب، فيما بررت الوزارة بأن ذلك كان نتيجة خطأ مطبعي وقامت بسحب الكتاب، فهل يُعقل أن يكون الأمر خطأ في مثل هذه القضية؟! وكما حصل أيضاً في التعديلات التي أجرتها الأردن على مناهجها الدراسية عام 2014 حيث طال التعديل المنهاج الرديف (دليل المعلم) الذي يوزع على المعلمين، حيث تم شطب كلمة فلسطين من بعض الخرائط التوضيحية بمادة الجغرافيا للصفوف الإعدادية، ووضع كلمة "إسرائيل". كما تم حذف درس عن القدس وآخر يشيد ببطولات الطيار الأردني فراس العجلوني الذي كان أول طيار عربي يقصف كيان يهود، وفي إطار إرضاء كيان يهود طال مقص الحذف في المناهج المصرية فقرات تتهم كيان يهود بــــ (الإرهاب) في كتاب التربية الدينية للصف الثالث الإعدادي. هذا عدا عن الترويج للاتفاقيات الخيانية التي وقعتها الأنظمة مع دولة يهود، كما أدخل مفهوم السلام إلى هذه المناهج.



3- تكريس الرابطة الوطنية وتنشئة الأجيال عليها: إنهم يسعون من خلال هذا المحور إلى أن يغرسوا في نفوس أبناء المسلمين الانتماء إلى التراب وقطعة القماش التي وضعها المستعمر، لا الانتماء إلى أمة الإسلام التي لا تعترف بالحدود والسدود بينها، وفي هذا الإطار نراهم يركزون على مفهومي الوطن والمواطنة، ويضعون دروساً وأناشيد تتغنى بالوطن ومن يسمون بالقادة والرموز فيه، ويضيفون ما يسمى برموز "السيادة الوطنية" كالكوفية مثلاً في المناهج الفلسطينية، وفوق هذا وذاك يركزون على ضرورة أداء الطلاب تحية العلم وترديدهم النشيد الوطني لبلادهم ويصدرون تعميمات للمدارس بهذا الخصوص.



فهل ينجح الغرب في تدمير عقول أبناء المسلمين وحشوها بأفكاره العفنة؟ وهل يتمكن من كسب هذه الجولة في الحرب على الإسلام؟!



إن الاحتجاجات وردود الأفعال الغاضبة التي صدرت من المعلمين وأولياء الأمور ضد تغييرات المناهج الجديدة، لتؤكد على خيرية هذه الأمة، وأنها تمرض ولا تموت، وأنه لا يمكن انتزاع العقيدة الإسلامية من نفوس وعقول أبنائها، وأنهم لم ولن يقفوا يوماً موقف المتفرج من أية محاولة للمساس بدينهم وثوابتهم، ومهما استعمل المجرمون من أساليب ووسائل في سبيل القضاء على الإسلام والمسلمين فإن الله سيجعل كيدهم في نحورهم بإذن الله. ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.





كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أختكم براءة مناصرة


- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.ph...h.zEYLrQqo.dpuf
Go to the top of the page
 
+Quote Post

المشاركات داخل هذا الموضوع
- أم سلمة   من يكتب مناهج التعليم لأولادنا؟ وماذا يزرع فيهم؟   Sep 13 2016, 06:59 PM
- - أم سلمة   https://www.facebook.com/naqedeilami/photos...e=3...   Sep 13 2016, 07:43 PM
- - أم حنين   المكتب الإعــلامي المركزي #بيان_صحفي #الجزائر تنتص...   Sep 18 2016, 06:05 PM
- - الخلافة خلاصنا   إلى من ضجوا لتغيير المناهج: سابقا كانت سيئة وغيرو...   Sep 23 2016, 12:30 PM
- - أم حنين   بسم الله الرحمن الرحيم تصاعد الاحتجاجات في الأرد...   Sep 30 2016, 07:52 PM
- - أم حنين   جريدة الراية: تطوير للمناهج أم تدمير للقيم الإسلا...   Oct 5 2016, 12:43 PM
- - أم حنين   الهجمة الشرسة على مناهج التعليم في عدة بلاد الجزائ...   Oct 5 2016, 08:08 PM
- - أم حنين   السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،   Oct 6 2016, 02:41 PM
- - أم حنين   خبر واحد يكفي لفضح تواطؤ الإعلام مع النظام الذني...   Oct 6 2016, 04:00 PM
- - أم حنين   #المسجد_الأقصى: درس #الجمعة "تغيير #المناهج ج...   Oct 8 2016, 07:44 PM
- - أم سلمة   تحرير #المناهج_الأردنية من (الفكر الداعشي)! ك...   Oct 9 2016, 02:15 PM
- - أم سلمة   فريق #وزارة_التربية و(المسحجين) لها ممن برروا هذه ...   Oct 9 2016, 02:17 PM
- - أم سلمة   تحرير #المناهج_الأردنية من (الفكر الداعشي)! ا...   Oct 9 2016, 02:25 PM
- - أم سلمة   شاهدوا بالصور جميع الآيات والأحاديث والأسماء التي ...   Oct 10 2016, 11:08 PM
- - أم سلمة   خبر وتعليق يسلط الضوء على الواقع المأساوي للتعليم ...   Oct 24 2016, 08:32 PM
- - أم سلمة   النظام التعليمي في ظل غياب الخلافة   Oct 24 2016, 08:50 PM
- - أم سلمة   التسمية المسمومة ! ضمن حملة تغيير المناهج، تم...   Oct 24 2016, 09:27 PM
- - أم سلمة   بسم الله الرحمن الرحيم #كتاب_مفتوح من #حزب_التحرير...   Nov 3 2016, 07:47 PM
- - أم سلمة   بسم الله الرحمن الرحيم سلسلة مقالات من #بلاد_الحرم...   Nov 3 2016, 08:04 PM
- - أم حنين   ولاية الأردن: القسم النسائي- تحرير المناهج المدرسي...   Nov 4 2016, 11:11 AM
- - أم حنين   الجزيرة البريطانية التوجه تكشف حقيقة تعديل المناهج...   Nov 6 2016, 01:22 PM
- - أم حنين   فلسطين: خطبة جمعة "تعديل #المناهج_المدرسية كا...   Nov 6 2016, 08:08 PM
- - أم حنين   حرب مستعرة في المدارس لتغييب الوعي وتقدّيم إسلاما ...   Nov 8 2016, 05:26 PM
- - أم سلمة   كتاب إلى الهيئات التربوية والتعليمية   Nov 18 2016, 07:00 PM
- - أم حنين   بسم الله الرحمن الرحيم الهجمة الغربية على مناهج...   Nov 25 2016, 08:22 PM
- - أم سلمة   ندوة حوارية بعنوان {المناهج وأثرها في ثقافة الأجيا...   Nov 29 2016, 07:38 PM
- - أم سلمة   السفارة الأمريكية رأس الحربة في الحرب على الإسلام ...   Nov 29 2016, 07:48 PM
- - أم سلمة   السفارة الأمريكية رأس الحربة في الحرب على الإسلام ...   Nov 29 2016, 07:48 PM
- - أم سلمة   حذف 220 آية قرآنية و 39 حديثا نبويا من مناهج الأرد...   Feb 4 2017, 08:51 PM
- - أم حنين   حملة عالمية : "الخلافة والتعليم: إحياء العصر ...   Feb 18 2017, 12:40 PM
- - أم حنين   النظام التعليمي في ظل غياب الخلافة > اللغة ال...   Feb 18 2017, 12:45 PM
- - أم حنين   رؤية حزب التحرير لسياسة التعليم التي ينبغي تطبيقها...   Feb 20 2017, 06:01 PM
- - ام عاصم   #المرأة_والشريعة #الخلافة_التعليم #Khilafah_Educat...   Feb 27 2017, 06:54 PM
- - ام عاصم   #المرأة_والشريعة #الخلافة_التعليم #Khilafah_Educat...   Feb 27 2017, 07:01 PM


Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 1st July 2024 - 04:16 PM