هي بأمر زعيمنا حلالجلست يوما في السوق ومر من أمامي شيخ معروف ذو لحية طويلة تخرج من جامعة العفة والفضيلة التي بناها ولي أمرنا صاحب المكرمة العظيمة، فرأى شخصا يسمع موسيقى فتوقف وقال له: يا فاسق كيف تستمع لرجز من عمل الشيطان سيد الفسق والرذيلة؟
فرد عليه الرجل وقال له: يا شيخنا الحاكم الذي على رؤوسنا ينشر الرذيلة والفساد، وينشر الجنود الصليبيين في عرض البلاد، ويطبق قانونا يغضب رب العباد، ويعمل في الرعية بالسرقة والنهب والفساد، فما رأيك يا شيخنا في مثل هكذا بشر يدعي أنه قائد البلاد؟؟؟.
رد عليه الشيخ قائلا: يا عدو الله أتجرؤ على رمي ولي أمرنا بتهم الفساد، والله إنك لزنديق يجب قتلك حتى تستريح منك البلاد والعباد، قطعا لرقبتك بالسيف أو شنقا على الأعواد.
فلما أحس الرجل بالتهديد والوعيد وظهر عليه الرعب والخوف من سياط الجلاد، قال له: وهل فعلت أنا إلا ما هو موجود بالبلاد، أسمع موسيقى يطرب لها سيد البلاد، فلقد رأيت الزعيم ينصت لها وتدبك حوله الدبكات، وقد قررت أن أقلد من رأيه صواب وسداد، وإني أصاحب الفتيات اللاتي ينتهين من إمتاع ولاة الأمر... أصحبهن باليمن والبركات، وأشرب الخمر شراب زعيمنا وأقلده في كل لهو يكلف خزينة الدولة مئات الجنيهات، فهل أنت يا شيخنا مخالف لزعيم البلاد؟؟؟
رد الشيخ مرتعبا مذعورا والعرق يتصبب منه: إن كنت فعلت ذلك ضرورة فهي لك حلال، وتقليد الزعماء فعل لا يقوم به إلا الرجال، وبعدما فهمت قضيتك فاعذرني فقد ظننتك من أهل الكفر والضلال، ولكن بعدما سمعت حجتك أدركت أنك من أهل السلم والاعتدال، فاستمع لهذه الموسيقى فهي بأمر زعيمنا حلال.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...7976896/?type=3