ثانيا : موقف النظام التركي:
إن خُطب أردوغان الرنانة وخطوطه الحمراء التي تبرزها وسائل الإعلام وتصريحاته لإيقاف محنة أهل الشام منذ بداية الثورة لم تجد لها صدى على أرض الواقع. كما أن تهديداته الفارغة ضد النظام المجرم في سوريا بأنه لن يسمح بسفك مزيد من الدماء لم تتحول يوما إلى أفعال تردع نظام الطاغية بشار أو تنصر أهل الشام المسلمين من القتل والتشريد والإجرام التي فاقت حد التصور. بل إن الأيام قد أثبتت زيف وعود أردوغان وفضحت خيانته لأهل سوريا الصامدين وأكدت شدة عمالته لأمريكا عدوة الإسلام، وقدمت لعدو الأمة خدمات كبيرة أخرت حسم الثورة ومدَّت في عمر النظام السوري وأطالت زمن المحنة لتُسفك المزيد من الدماء التي يحمل حكام تركيا إثم إراقتها.
ويتضح نفاق وتناقض أقوال أردوغان مع أقواله في موقفه مع اللاجئين حيث أن شعار "المهاجرين والأنصار" الذي رفعه ثبت أنه لم يكن سوى خدعة لتلميع صورته أمام الإعلام
أردوغان: نتّبع سياسة الأنصار مع المهاجرين في تعاملنا مع اللاجئينولو كان النظام التركي صادقا في دعمه اللاجئين لما اكتفى بإيواء "بعض اللاجئين" وإنما لسعى إلى إنهاء الأزمة السورية لقدرته على ذلك في غضون أسابيع من خلال تحريك جيشها، لكنه لم يفعل وعوضا عن ذلك يقوم النظام التركي بزعامة أردوغان بإغلاق المعابر ويقوم حرس الحدود التركي بإطلاق النار على اللاجئين الذين يحاولون الفرار من القتال المكثف في سوريا وخلق العقبات أمام اللاجئين السوريين للحصول على تصاريح الإقامة، التي تمنحهم الحق في العمل بشكل قانوني واستخدام الرعاية الطبية.
أكدت إدارة معبر باب السلامة الحدودي، اليوم السبت، أن تركيا لن تفتح المعبر من جهتها أمام اللاجئين السوريين للزيارة إلى داخل سوريا خلال إجازة عيد الأضحى هذا العام، وذلك "بسبب الأوضاع الأمنية". المصدر:
أورينت نت.ويقوم الجيش التركي باستهداف المواطنين السوريين الذين يحاولون العبور إلى الجانب التركي من المناطق الحدودية، ووفقاً لتقارير حقوقية فإن العشرات قتلوا وجرحوا على الحدود.
ونقلت منظمة
هيومن رايتس ووتش" عن أحد المدنيين قوله: " مع اقترابنا من الجدار الحدودي رأينا الجنود الأتراك على تلّة وراء الجدار، وبدأوا في الصياح فينا". وأضاف "أطلقوا النار صوب أقدامنا، فعاد الجميع أدراجهم، وركضنا في كافة الاتجاهات. أخذت عائلتي وسرنا إلى مخيم آخر قريب". وقال " نحن الآن خائفون لأن داعش قريبة من هذا المخيم أيضا، لكن أين عسانا نذهب
فأين هي السياسة التي تحدث عنها حين قال: “إننا نتبع سياسة الرحمة، والشفقة، وبعيدون كل البعد عن اتباع سياسة التفرقة والعنصرية والطائفية”.
وفي الوقت الذي دعا فيه أردوغان إلى الوحدة في ختام مؤتمر قمة حكام المسلمين الذي استمر يومين في العاصمة التركية اسطنبول قائلا: "لا يمكننا تجاوز المشاكل التي تحيط بنا ما لم ننجح كمسلمين بتحقيق العيش المشترك رغم فروقاتنا". نجده أول من يسعى لمنع وحدة المسلمين وما بناؤه الجدران الإسمنتية الفاصلة بين سوريا وتركيا وتكريس الحدود الاستعمارية التي رسمها الفرنسي جورج بيكو، والبريطاني مارك سايكس إلا دليلا واضحا على تناقض أقواله مع أفعاله.
كما ويستمر في ممارسة التضليل بإظهار رفضه لبقاء المجرم بشار في السلطة رغم أن ثورة الشام قد فضحت النظام العلماني التركي وكشفت سيره وفق أجندة أمريكا ومخططاتها الرامية إلى الحفاظ على نظام الإجرام في سوريا ومنعه من السقوط لحين إيجاد عميل آخر يحل محله وإجهاض ثورة الشام ومنع قيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. حيث ادعى أردوغان دعمه وتأييده لهذه للثورة وبأنه لن يسمح بحماة ثانية، بينما كان يلعب دور تأمين النظام البديل العميل لأمريكا ومنع المخلصين من إيصال الإسلام إلى الحكم.
أردوغان: على العالم أن يجد حلاً لا يشمل الأسدفي حين أن وجه النظام التركي الحقيقي ودوره في التآمر على ثورة الشام يظهر بشكل علني بفتح قواعده لطيران التحالف بدعوى محاربة (الإرهاب) ليقصف ويقتل المسلمين المظلومين، بفتح قواعده لطيران التحالف بدعوى محاربة (الإرهاب) ليقصف ويقتل المسلمين المظلومين.
وبعد أن قررت أمريكا ضم النظام التركي رسميا وبدون ستار إلى المعركة ضد أهل الشام انتقل النظام التركي من مرحلة الشعارات الخداعة الكاذبة إلى مرحلة جديدة من الخيانة والخذلان بتقديم التنازلات المذلة أمام ألد أعداء الثورة، روسيا والتطبيع معها، وإقامة علاقات صداقة وتعاون والتنسيق الأمني والعسكري معها ومع راعية "الإرهاب" أمريكا ليسقط القناع عن وجهه الحقيقي بأنه مجرد عميل للغرب يدور مع مصالح أسياده حيث دارت.
"... ويضيف المصدر بأنّ تركيا تعلم أين ستقوم بعملياتها الجويّة، وأنّ المقاتلات تتزاحم عندما يكون هناك حاجة لأن نقوم بدعم قوات الجيش الحر على الأرض، لذلك فإن اتصالات الأتراك مع الجانب الروسي تعمل بشكل ممتاز".
وأوردت
الجزيرة نت في تاريخ 11/10/2016" تصريحات أردوغان بإن تطبيع العلاقات بين بلاده وروسيا ما زالت تتخذ زخما جديدا، وأنها ستشمل مختلف القطاعات مثل الاقتصاد والتجارة والدفاع. وعبر أردوغان عن ثقته بأن عملية التطبيع بين تركيا وروسيا ستتواصل بسرعة. كما قال بوتين إنه اتفق مع نظيره التركي على زيادة الجهد لتطبيع العلاقات، مشيرا إلى أن بلاده قررت رفع الحظر عن المنتجات التركية التي كان استيرادها ممنوعا"
وتابع أردوغان أن لقاءات ستعقد بين وزيري الخارجية وكبار القادة العسكريين ومسؤولي المخابرات في البلدين لإجراء الترتيبات بهذا الشأن، مشيرا إلى أن المحادثات الثنائية تناولت أيضا العملية العسكرية التركية شمالي سوريا.
من جهته قال بوتين إنه وأردوغان متفقان على ضرورة وقف إراقة الدماء بسوريا في أسرع وقت ممكن. وأضاف "لدينا موقف مشترك بأن علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب، والمسألة المطلوبة هي فقط ضمان أمن تلك الشحنات".
تعاون استخباراتي تركي-روسي يؤكد تآمر تركيا على ثورة الشام!"ذكرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية، اليوم الإثنين، أنّ روسيا بدأت بتسليم تركيا المعلومات الاستخباراتية اللازمة لتنفيذ عملية "درع الفرات". ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري روسي أنّ الجانب التركي "يشارك أيضاً المعلومات، إذ إنّ الأتراك لديهم أجهزة خاصة فعالة وشبكة جيدة من العملاء في سورية".
لا يمكن أن يبرر هذا التعاون الاستخباراتي بذريعة حرب تنظيم الدولة، ولا بأية ذريعة كانت، فلا تفسير لهذه الجريمة سوى أن النظام التركي لاعب رئيسي وشريك في التآمر على ثورة الأمة في الشام، وعمليته المسمى بدرع الفرات ليست إلا فصلا من فصول المخططات الأمريكية التآمرية ضد الشام وثورتها، وتعاونه مع روسيا المجرمة عار وشنار فوق كونه جريمة فظيعة.
لقد كان حريّاً بل واجباً على النظام التركي أن يحرك جيشه لنصرة أخوته المستضعفين من أهل الشام وللقضاء على النظام السوري العميل وهو قادر على ذلك في ساعات، بدل أن يحركه لصالح مخططات أمريكا التي لا تريد خيرا لا للشام ولا لتركيا ولا لبقية البلاد الإسلامية."
يتبع بإذن الله ....