فلنغير طريقتنا في التفكير (8)
أنظر أي قوانين تتبع؟
لا بد للإنسان أن يعيش وفق قيود معينة هي توجيهات تدله على النظام الصحيح وإلا ضل الطريق. ولا يمكن لهذه القيود إلا أن تكون قيود ربانية حتى ينصلح حال الإنسانية لأن الخالق سبحانه يعلم إحتياجات الإنسان والحياة والكون.
وما تعاني منه البشرية اليوم بإنتشار الأفكار والمفاهيم العلمانية التي تروج للحريات ورفض التقيد حتى الإنفلات الكامل قد أضل الإنسان ضلالا بعيدا وجعله يتقيد بقوانين البشر الوضعية ويرفض التقيد بأحكام الله الشرعية ظنا منه أنه متحضر... فجعل يتبع شعارات الغرب الكافر بدون تفكير!
والصحيح أنه، وفي كل الأحوال، عندما يختار الإنسان نمط حياة يعيشه وفقا لقوانين المجتمع والدولة يكون قد تقيد في أعماله بالفكرة الأساسية التي تسود في لمجتمع والدولة.
فالإنسان ومهما فعل يكون قد تقيد بقانون ما.. وهذا القانون هو بمثابة نظام ينبثق عن عقيدة ووجهة نظر عن الهدف الذي خلق من أجله الإنسان والحياة والكون ويطبقه الإنسان على نفسه ويطبق عليه من قبل الأخرين.
وعلى المسلم أن يتقيد بالأحكام الشرعية التي تنبثق عن عقيدته الإسلامية وإلا تقيد بقوانين البشر الوضعية المهلكة وأصبح عبدا للبشر بدلا عن أن يكون عبدا لله رب العالمين وبدلا عن إتباع سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
قال الله -جل وعلا- في كتابه العظيم في سورة طه: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (123-124) سورة طـه.
"قال ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- في الآية, تكفل الله لمن اتبع هدى الله أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة, والمعنى أن من اتبع الهدى واستقام على الحق الذي بعث الله به نبيه محمد -عليه الصلاة والسلام- فإنه لا يضل في الدنيا بل يكون مهتدياً مستقيماً ولا يشقى الآخرة بل له الجنة والكرامة, وهدى الله هو ما دل عليه كتابه العظيم –القرآن- وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- من فعل الأوامر وترك النواهي وتصديق الأخبار التي أخبر الله بها ورسوله، والإقامة عند حدود الله وعدم تجاوزها. هذا هو الهدى، فاتباع الهدى هو تصديق الأخبار وطاعة الأوامر وترك النواهي والوقوف عند حدود الله، فلا يتعدَّ ما حد الله له ولا يقع في محارم الله -عز وجل- فمن استقام على هذا طاعةً لله وإخلاصاً له ومحبة له وتعظيماً له وإيماناً به وبرسله فإنه لا يضل في الدنيا بل هو على الهدى, ولا يشقى في الآخرة بل هو سعيد في الدنيا والآخرة، ومن أعرض عن ذكر الله يعني عن كتابه وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- ولم يتبع الهدى فإن له معيشة ضنكاً, والله -جل وعلا- يبتليه بالمعيشة الضنك وهي ما يقع في قلبه من القلق والضيق والحرج ولو أوتي الدنيا كلها فإن ما يقع في قلبه من الضيق والحرج والشك والريب هو العيشة الضنك, وهذا من العقاب المعجل وله يوم القيامة العذاب الأليم في دار الهوان في دار الجحيم, ومع هذا يحشره الله أعمى يوم القيامة, فعلى العبد أن يحذر معصية الله وأن ينقاد لشرع الله وأن يستقيم على هداه الذي جاء به كتابه الكريم وسنة رسوله الأمين وأن يستقيم على الحق أينما كان فهذا هو اتباع الهدى والله سبحانه هو الموفق لعباده, فعلى المسلم والمسلمة أن يتضرع إلى الله, كل مؤمن ومؤمنة يضرع إلى الله يسأله سبحانه التوفيق والهداية يجتهد في التفقه في الدين والتعلم والتبصر فيتدبر كتاب الله ويكثر من تلاوته حتى يستقيم على الأوامر وينتهي عن النواهي "
https://www.facebook.com/naqedeilami/photos...e=3&theater