بسم الله الرحمن الرحيم
#جواب_سؤال: هل يجوز أن تكون #البيعة للخليفة محددة بأجل معين؟
إلى Taqi Naser
=========
#السؤال: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الجليل تحية طيبة وبعد. سؤالي حول البيعة واللتي هي #عقد مراضاة بين #الأمة والخليفة هل يجوز ان تكون محددة بأجل معين كأن تكون لمدة اربع سنوات او خمس سنوات كما جرت عليه العادة في الأنظمة الحالية وهل لمن يقول ذلك دليل او شبهة دليل وبارك الله فيك وجعلنا الله واياكم ممن يستعملهم الله في #نصرة_الاسلام وتمكينه) انتهى
#الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
1- إن نصوص البيعة للخليفة تناقض التقييد بالمدة، لأن البيعة للرسول ﷺ والبيعة للخلفاء الراشدين كانت على #الحكم_بكتاب_الله سبحانه وسنة رسوله ﷺ، فهذا قيْدُها، فإن ترك #الخليفة الحكم بكتاب الله سبحانه وسنة رسوله ﷺ فإن ولايته تنتهي وفق الأحكام الشرعية الواردة في ذلك التي فصَّلت كيفية عزل الخليفة وصلاحية المظالم... ووضع قيد آخر لا يجوز لأنه يخالف نص البيعة، الذي هو الحكم بكتاب الله سبحانه وسنة رسوله ﷺ، وهذا ثابت بالسنة وإجماع الصحابة:
أما #السنة، فقد أخرج البخاري عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ... فَقَالَ: دَعَانَا رَسُولُ اللهِ ﷺ فَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: «أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ»، قَالَ: «إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ» وأخرجه مسلم كذلك.
وأخرج مسلم أيضاً عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ الْحُصَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُهَا تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ - حَسِبْتُهَا قَالَتْ - أَسْوَدُ، يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا»
وواضح من كل ذلك استمرار البيعة والطاعة ما دام الحكم بكتاب الله سبحانه وسنة رسوله ﷺ، إلا عند الكفر البواح، أي المخالفة القطعية للشرع.
وأما #إجماع_الصحابة، فإن بيعة #الخلفاء_الراشدين فكانت على الحكم بكتاب الله سبحانه وسنة رسوله ﷺ، وليست على مدة محددة، وكانت بيعتهم على ملأ من الصحابة رضوان الله عليهم، فكانت إجماعاً بعدم تحديد المدة، وإنما استمرار الخليفة متوقف على طاعته لله سبحانه ولرسوله ﷺ، أي #الحكم_بما_أنزل_الله. أخرج معمر بن راشد في جامعه قال: خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ وُلِّيتُ عَلَيْكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ... أَطِيعُونِي مَا أَطَعْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَإِذَا عَصَيْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَلَا طَاعَةَ لِي عَلَيْكُمْ، قُومُوا إِلَى صَلَاتِكُمْ يَرْحَمْكُمُ اللَّهُ».
وواضح من هذه #الأدلة أن المدة غير محددة، بل طاعة الخليفة لله سبحانه ورسوله ﷺ هي المنصوص عليها، فما دام يحكم الخليفة بما أنزل الله فولايته مستمرة، فإذا خالف نصاً مقطوعاً به فتنتهي ولايته ولو كانت شهراً أو شهرين... وذلك وفق #الأحكام_الشرعية الواردة في #عزل_الخليفة وصلاحية #قاضي_المظالم...
2- أما هل للقائلين بتحديد المدة #دليل أو شبهة دليل، فإننا لا نرى لهم دليلاً ولا شبهة دليل وقد فصَّلنا هذه المسألة بتمامها في جواب سؤال أصدرناه في السادس عشر من جمادى الآخرة 1434هـ الموافق 6/4/2013 فيمكن الرجوع إليه.
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
26 محرم 1438هـ
الموافق 27/10/2016م
------
#أمير_حزب_التحرير #عطاء_بن_خليل_أبو_الرشتة
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid...122848424578904