فالوعي هو الأساس قبل الإخلاص، أما دور الإخلاص فهو مهم ولكنه يأتي بعد الوعي الصحيح، ولذلك على الكتلة التي تريد العمل للتغيير أن تركز على أفرادها لإصلاحهم وتقوية نفسياتهم ومراقبة أعمالهم، وهذه تشترط فيمن يعمل للتغيير وفي القيادة بالذات لمن يعمل في التغيير، أما عوام الناس فيكتفى بتشكيل الوعي العام عندهم على المشروع التي تنوي الكتلة التي تريد التغيير إيجاده بين عوام الناس، وتجتهد تلك الكتلة لتحويل ذلك الوعي العام إلى رأي عام يدفع الناس للتغيير وتأييد تلك الكتلة التي تريد التغيير، وإذا حصل عند الناس الرأي العام المنبثق عن وعي عام وأصبح قوة دافعة في المجتمع وتم هذا الأمر عند أهل القوة والمنعة في تلك البلاد حصلت عملية التغيير بانحياز أهل القوة والمنعة إلى الشعب وما يوجد عنده من رأي عام عن وعي عام واستطاعت تلك الكتلة التي تريد التغيير أن تتسلم مقاليد الحكم بتأييد الناس لها ودعم أهل القوة والمنعة لها وتنفذ مشروعها في التغيير.
أما المشروع الصالح لتغيير وضع المسلمين فهو مشروع الخلافة وتطبيق الإسلام في الداخل والخارج، ولذلك على الكتلة التي تريد التغيير أن تدرس الخلافة وكيفية إقامتها، وما هي قواعدها في الحكم وما هي أجهزتها، وتضع المخططات لسياستها الداخلية والخارجية ولأنظمة حكمها، ثم تبدأ العمل في المجتمع في تشكيل الوعي العام عند الناس على هذا المشروع بتفاصيله حتى تشكل رأيا عاما على هذا المشروع، ثم تتصل بأهل القوة والمنعة كونهم جزء من الأمة لإيصال هذه الفكرة إليهم والطلب منهم أن ينصروا هذه الفكرة ومن يعمل لها. وإذا حصل أن وصلت أي حركة إلى أي فكرة ومشروع غير الذي طرحناه (بدون دليل وسند شرعي) فإن عملهم محكوم عليه بالفشل الأكيد لأنه كالمهندس الذي وضع مخططا فاسدا لبناء عمارة ثم بدأ العمل على تنفيذ المشروع.
|