وقد يطرح سؤال مهم لماذا لا نضع طريقة للعمل على إيجاد الإخلاص في الناس؟؟؟
قد البدء بطرح هذه الفكرة والرد عليها، نقول أن القاعدة العملية توجب أن يكون هناك فكر ناتج عن إحساس ثم عمل ثم غاية، وأي مخطط للتنفيذ بدون تلك الأمور محكوم عليه بالفشل، وإذا أردنا البحث في مخطط لإيجاد الخلافة، نرى أن ذلك ممكن، فالفكرة هي الخلافة وإيجادها في الحياة لتحكم الناس بالقران والسنة والطريقة هي نفس الطريقة التي سار عليها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، والهدف أو الغاية هو وصول الفكرة (الخلافة) إلى مركز الحكم، نجد بذلك أننا سرنا بالطريقة العملية.
فالفكرة وهي الخلافة وهي تطبيق الإسلام في الحياة هي فكرة فرضها الإسلام علينا، ولذلك على الكتلة التي تريد العمل للتغيير أن تدرس فكرة الخلافة وأجهزتها وكل ما يتعلق بها وان تدرس طريقة إيجادها والصعوبات التي يمكن أن تواجهنا أثناء العمل وكيفية التغلب عليها، وهذا هو المخطط لإيجاد دولة الخلافة في الحياة.
وإذا حصل الخلل في المخطط فإننا سنتعثر في الطريق، وإذا لم نقم بإصلاح الخلل من ناحية هندسية (أي من ناحية العقيدة الإسلامية) فقط، فان المخطط سيبقى فاشلا، وهنا تكمن أهمية الإخلاص، فتعرض المهندس لرشوة مثلا لإبقاء المخطط غير ناجح واستجابته لتلك الرشوة ستجعل تنفيذ المخطط يفشل مجددا ومجددا حتى نحصل في النهاية على أكوام من الحجارة تشبه الدمار والخراب، ولذلك عند فشل أي حركة أو عند عدم اعتبار أي حركة بأسباب فشل حركات أخرى سيجعلها حتما تفشل في إنقاذ الأمة الإسلامية مما هي فيه، والسبب في عدم إصلاح المخطط قد يكون قلة وعي وقد يكون عدم الإخلاص وقد يكون الاثنين معا، وفي النهاية يبقى سبب الفشل هو فساد المخطط وليس الإخلاص، وفساد المخطط يعزى دائما لقلة الوعي، ولذلك تكون قلة الوعي هي الأساس وأما سبب قلة الوعي فقد يكون الجهل مع الإخلاص أو المكر مع عدم الإخلاص أو الجهل مع عدم الإخلاص، وهنا نقول أن السبب هو قلة الوعي ولا نبحث موضوع الإخلاص لأنه عمل قلبي قد لا نصل إليه.
|