وطبعا يجب أن لا يفهم كلامنا أن لا يعمل أفراد المسلمين فيما بينهم بالتناصح والتعليم والتذكير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على إصلاح أفراد المسلمين، وأن لا تعمل دولة الخلافة مستقبلا على تقويم اعوجاج الأفراد الظاهري، فالمسلمون عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدولة عن طريق سلطانها يقومون بتقويم من يفسد حاله، وهنا ننبه إلى عدة أمور وهي:
• إن عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدخل في باب إصلاح الأفراد وتغيير المنكر وليست طريقة لوحدها لإقامة الدولة وتغيير النظم. • إن عملية الإصلاح لها في الظاهر من المسلمين، أي لا علاقة لها بسريرة الإنسان هل صلحت أم لا، فهذا يبقى في علم الله. • إن موضوع الإخلاص في الأعمال عمل قلبي لا يمكن لأحد الاطلاع عليه، فان ظهر الإنسان في العلن أنه صالح نتوقف عنه مع انه قد يكون كافرا منافقا في داخله. • إن موضوعنا هنا في هذا البحث هو عميلة تغيير واقع المسلمين السيئ أي تغيير النظام وإقامة نظام جديد مكانه، وهذه مكان بحثها هو كيفية إيجاد الدولة الإسلامية وليس كيفية إصلاح أفراد المسلمين • عندما تقوم الدولة الإسلامية فان الدولة الإسلامية بتطبيقها للإسلام والمسلم بدافع تقوى الله والمسلمون عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشعور جمهور الرعية بعدالة القانون وقدسيته كونه من القران والسنة فان الإسلام سيطبق بسلاسة وستتم عملية إصلاح الأفراد بأكبر قدر ممكن، ولكن من المستحيل كما قلنا أن يكون سكان الدولة الإسلامية كلهم صالحين، فهذه لم تحصل في زمن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ولن تحصل في أي عصر، ولكن هؤلاء الفاسدين مع تطبيق الإسلام بشكل حسن فإنهم سيبقون مختفين لا يجرؤون على رفع رؤوسهم حتى ليخيل للشخص العادي أن كل أفراد المجتمع صالحين.
|