إذا استعرضنا قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
هذه الآية الكريمة تبين أن من يسير على منهج الله تعالى هو فقط من ينصره الله تعالى، ولم تبين الآية أن المخلص فقط من ينصره الله تعالى، ولكن [الواعي السائر على شرع الله + المخلص] فقط من ينصره الله تعالى، وهذا يعني أن رؤيتنا لعدم انتصار الكثير من الحركات في العالم الإسلامي رغم وجود الإخلاص عندهم مرده إلى عدم سيرهم على الطريق الصحيح، أما لماذا لم يذكر الإخلاص فهذا لأنه تحصيل حاصل للعمل كي يكون مقبولا عند الله تعالى، ولكن الإخلاص مع حيد عن شرع الله لا يقبل، والأخطاء التي تحصل عند تلك الحركات سببها الرئيسي قلة الوعي، ولذلك فعدم انتصارهم حكمة إلهية كي يستمر المسلمون بالتنقيب عن الحق كي يتبعوه، وهذا خير للمسلمين، لان انتصار من حاد عن شرع الله ولو كان مخلصا فان هذا سيطمس تعاليم الوحي نهائيا من الحياة، ولكن حتى يبقى المسلمون سائرون على الوحي (القران والسنة) لذلك فان الله تعالى لن ينصر إلا من ينصره أي يتبع شرعه بوعي كامل ويخلص العمل لله تعالى.
إذن عدم السير على المنهج الصحيح يعني انه لا يوجد نصر بشكل أكيد، أما لماذا يبطئ النصر مع أن الجماعة قد تكون سائرة على الطريق الصحيح فهذا لحكمة وتدبير إلهي كما حصل مع الأنبياء في تأخير النصر إلى أجل لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكن لم يرد أن الله مكن للمسلمين في الأرض ونصرهم على أعدائهم وهم زائغون عن شرعه، إذ يكون عندها خلل في الآية الكريمة، بل إن الذي حصل أن الأمة الإسلامية عندما بدأت بالتنكب عن شرع الله بدأ الضعف يدب في جسدها وبدأ الأعداء يتكالبون عليها.
|