منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> سلسلة مقالات من بلاد الحرمين الشريفين حول "رؤية السعودية 2030"
أم سلمة
المشاركة Oct 8 2016, 01:16 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892



سلسلة مقالات من بلاد الحرمين الشريفين حول "رؤية السعودية 2030" (1)



بسم الله الرحمن الرحيم




سلسلة مقالات من بلاد الحرمين الشريفين حول "رؤية السعودية 2030"



(1)



"رؤية السعودية 2030" في ميزان الإسلام





منذ أن أعلن محمد بن سلمان عن رؤية 2030 لبلاد الحرمين فقد أصبحت هي المرجعية لكافة السياسات والقرارات التي تنفذها الأجهزة الحكومية وبتأييد ضخم في المؤسسات الخاصة، والانطباع العام الموجود أن الهدف من الرؤية هو تحسين الوضع الاقتصادي ولكن الحقيقة هي أكبر من ذلك، فهي رؤية متكاملة لمستقبل بلاد الحرمين بحلول عام 2030، فمثلا:



- جاء فيها عن الاقتصاد: "نريد أن نحول أرامكو من شركة لإنتاج النفط إلى عملاق صناعي يعمل في أنحاء العالم، ونحوّل صندوق الاستثمارات العامة إلى أكبر صندوق سيادي في العالم...".



- وعن التسليح: "... نريد أن نصنّع نصف احتياجاته العسكرية على الأقل محلياً، لنستثمر ثروتنا في الداخل، وذلك من أجل إيجاد المزيد من الفرص الوظيفية والاقتصاديّة...".



- وعن الترفيه: "... تُعدّ الثقافة والترفيه من مقومات جودة الحياة... لذلك سندعم جهود المناطق والمحافظات والقطاعين غير الربحي والخاص في إقامة المهرجانات والفعاليات، ونفعّل دور الصناديق الحكومية في المساهمة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية".



- وجاء فيها عن الصحة: "... سنقيم المزيد من المرافق والمنشآت الرياضية بالشراكة مع القطاع الخاص، وسيكون بمقدور الجميع ممارسة رياضاتهم المفضلة في بيئة مثالية".



كما وُضعت أهداف للرؤية نذكر منها:


ارتفاع إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة من 2.9 إلى ٦٪.
ارتفاع نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعياً من ١٣٪ إلى ٤٠٪.
زيادة متوسط العمر المتوقع من ٧٤ إلى ٨٠ عاما.


إن النظرة الكلية للرؤية تبين أن مرجعيتها هي الرأسمالية الغربية التي تجعل هدف الإنسان في الحياة الناحية المادية ومنها الاقتصادية ويسعى فيها الإنسان ليحصل على أكبر قسط من المتع الجسدية، ومقياس نجاح المجتمعات عندهم بمدى الحصول على هذه المتع الجسدية حتى لو كانت هذه الأشياء تؤدي لهلاك المجتمع كالخمرة والإباحية الجنسية، ولذلك تقاس مجتمعاتهم بالترفيه وزيادة متوسط العمر. وأما النظرة الإسلامية فهي لا تقيس المجتمعات بالمتع الجسدية ولكن بمدى تطبيق نظام الإسلام لإرضاء الله عز وجل، وهذا هو النظام الوحيد الذي يستطيع رعاية المسلمين وغير المسلمين فلذلك يجب نشره في جميع أرجاء العالم. وتطبيق الإسلام يجب أن يتم في السياسة والاقتصاد والاجتماع وكل أنظمة الحياة غير مجتزأة، وتطبيق الإسلام يتطلب توحيد بلاد المسلمين في ظل لواء خليفة واحد وتحرير البلاد المغتصبة كفلسطين وأفغانستان، وإغاثتهم في بلدان أخرى كسوريا وبورما وكشمير...



وبالنظر إلى الرؤية من هذه الزاوية؛ زاوية مقياس الإسلام؛ نرى بوضوح بطلان رؤية آل سعود الرأسمالية وفسادها:



- أما بالنسبة لتطبيق الإسلام فإن نظام آل سعود لا يطبق الإسلام وإنما يطبق الرأسمالية، والرؤية كذلك أتت بمقترحات تخالف الإسلام وتكرس هذه الرأسمالية، تماما مثل الصناديق السيادية الربوية التي توعدها الله بحرب من الله ورسوله.



- وأما بالنسبة لتوحيد بلاد المسلمين المقسمة لأكثر من خمسين دولة، فلم تذكر الرؤية شيئا عنها رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم اعتبرها قضية حياة أو موت، حيث أمر بقتل من يعمل على تفريق جماعة المسلمين رغم عظم حرمة القتل مما يدل على أن تفريق جماعة المسلمين أعظم حرمة من القتل، فما بالكم بمن يكرس الفرقة بين المسلمين في كافة قوانينه.



- وأما بالنسبة لتحرير بلاد المسلمين وإغاثتهم، فالرؤية صامتة صمت القبور وهذا متوقع، فالنظام السعودي مشهور بولائه لأمريكا سفاحة العراق وأفغانستان، وها هو محمد بن سلمان في حج مستمر إلى البيت الأبيض يؤدي فيه فروض الطاعة لأوباما ووزرائه والمخابرات المركزية رغم أن موالاة الكفار تخالف مفهوم الولاء والبراء يقول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أولِيَاءَ بَعْضُهُمْ أولِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأنهُ مِنْهُمْ﴾. وبالنسبة لإغاثة سوريا ففي 22 آب/أغسطس وبينما الطائرات الروسية تدك حلب بكل أنواع الأسلحة، يلتقي محمد بن سلمان ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ليناقش آفاق التعاون الثنائي بدلا من إغلاق السفارة الروسية وقطع كل العلاقات معها وإرسال الجيوش لمساندة المسلمين في سوريا!



- وأما بالنسبة لنشر الإسلام وهيمنته على العالم، فالله عز وجل يقول: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾، وقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية في المدينة وبعد فتح مكة أرسل جيوشه لغزو الفرس والروم ونشر الإسلام، ومن بعده اتبعه الخلفاء الراشدون فوصل الإسلام لكل أرجاء العالم، فما هي رؤية آل سعود لنشر الإسلام؟ إن عراب الرؤية محمد بن سلمان زار أمريكا مرات عديدة ولكنه لم يزرها لينصح أوباما باعتناق الإسلام لأن الإسلام دين الحق وهو الدين الوحيد الذي يلغي العنصرية ضد السود المنتشرة في أمريكا، ولم يزرها ليقول له إن نظام الإسلام يوفر الملبس والمأكل والمسكن والصحة والتعليم للرعية، حقوق أساسية لا يوفرها النظام الرأسمالي للملايين في أمريكا، أو ليناقش مسألة مئات الآلاف الذين يموتون يوميا بسبب الجريمة أو الإباحية أو أو أو... لم يذهب بن سلمان ليحمل الدعوة للإسلام كما أمره الله عز وجل ولكنه ذهب ليقول لأمريكا إن الرأسمالية هي ربنا الأعلى ونريد من شركاتكم الرأسمالية كمايكروسوفت وجوجل أن تأتيا إلى بلادنا لترشدنا سبيل الرأسمالية، سبيل ماكنري وكل من آمن بالرأسمالية!



- وحتى عندما ذكرت الرؤية التصنيع المحلي للسلاح كانت النظرة رأسمالية بحتة، فجاء فيها: "... أن الأثر الإيجابي لتوطين الصناعات العسكرية لا يقتصر على توفير جزء من الإنفاق العسكري فحسب، بل يتعدّاه إلى إيجاد أنشطة صناعية... مما يسهم في خلق فرص عمل نوعية في الاقتصاد الوطني" فحتى التصنيع المحلي جعلت الرؤية الهدف منه توفير النفقات وتوفير الوظائف، بينما طالب الله عز وجل المسلمين بالتسليح لإرهاب العدو: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾، فتصنيع السلاح ليس لخلق الوظائف بل لتحرير بلاد المسلمين ونشر الإسلام ونصرة المستضعفين، ولكنه للأسف الشديد في عهد آل سعود أصبح يستعمل لقتل المسلمين في سوريا واليمن...



إن الرؤية عندما تضع أهدافا كرفع إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه أو رفع نسبة ممارسي الرياضة أو متوسط العمر، فهذه الأهداف عدا عن كونها مأخوذة من الرأسمالية بشكل حرفي، بل أخطر من ذلك، أن هذه الأهداف هي استخفاف وتسفيه بالأمة، فما بال رؤية تهتم بزيادة الترفيه والرياضة والمسلمون يُقتلون في كل أنحاء الأرض وليس لهم وزن ولا قيمة في العالم حيث جعلنا حكامنا مجرد قصعة تتكالب عليها الأمم؟! وما سوريا إلا مثال أليم على ذلك؛ فها هي أمريكا تضرب الشام بمساندة روسيا وفرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا، وبدعم عملائهم من بني جلدتنا في إيران وحزبها اللبناني والسعودية والإمارات والأردن وتركيا...



سنستعرض في مقالات قادمة بإذن الله المحاور المختلفة للرؤية وسنبين كيف أنها لن تحقق شيئا في هذه الدنيا كما أنها لن ترضي رب العالمين، ولكننا بداية أردنا أن نبين أن مرجعية هذه الرؤية هي الرأسمالية الفاسدة فهي لا تمت للإسلام بتاتا، وهذا ليس بغريب؛ فآل سعود ليسوا من هذه الأمة ومقياسهم في هذه الحياة ليس الحلال والحرام ولا نوال رضوان الله بل هو النفعية الرأسمالية، فمنفعتهم حسب ظنهم ببقائهم على كراسيهم مهما كلف ذلك من تآمر وتنازل وذل وخذلان، وعليه فكل ما يأتون به سيكون باطلا مثلهم...



كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد طارق محمد – بلاد الحرمين الشريفين


http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.ph...ural/39207.html
Go to the top of the page
 
+Quote Post
 
Start new topic
الردود
أم حنين
المشاركة Dec 6 2016, 08:57 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35





بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة مقالات من بلاد الحرمين الشريفين حول "رؤية السعودية 2030"

(7)

رؤية بن سلمان ورؤية صندوق النقد لاقتصاد آل سعود


أجرى صندوق النقد الدولي مناقشاته الثنائية السنوية مع السعودية نهاية شهر تموز/يوليو والمتعلقة بالمادة الرابعة من اتفاقية تأسيس الصندوق التي تنص على إجراء مناقشات ثنائية مع البلدان الأعضاء، والتي تتم في العادة على أساس سنوي. ويقوم فريق من خبراء الصندوق بزيارة البلد العضو، وجمع المعلومات الاقتصادية والمالية اللازمة، وإجراء مناقشات مع المسئولين الرسميين حول التطورات والسياسات الاقتصادية وبعد العودة إلى مقر الصندوق، يُعِد الخبراء تقريرا يشكل أساسا لمناقشات المجلس التنفيذي في هذا الخصوص.

وفي ختام المناقشات، يقوم مدير عام الصندوق، بصفته رئيس المجلس التنفيذي، بتقديم ملخص لآراء المديرين التنفيذيين ثم يُرسَل هذا الملخص إلى السلطات في البلد العضو.

ووفقا للتقرير، يواجه اقتصاد السعودية تحديات مهمة بسبب هبوط أسعار النفط، لكنها تحركت في الوقت المناسب لمواجهة هذه التطورات من خلال ما طرحه ولي ولي العهد مما أسموه "رؤية 2030"، وهو ما حافظ على نمو واستقرار الاقتصاد الكلي، بدعم من الهوامش الوقائية الكبيرة في المالية العامة والنظام المالي القوي والمرن. ومع ذلك، فقد تحولت أرصدة المالية العامة والحساب الجاري إلى العجز وبدأ معدل النمو يتباطأ. لذلك، تبرز الحاجة - حسب التقرير - إلى استمرار التصحيح والإصلاح في المالية العامة؛ لإكساب الاقتصاد السعودي مزيدا من القوة وتحقيق التحول المنشود فيه؛ لكن هناك حاجة للمزيد من الوضوح في تحديد أولويات الإصلاحات المخططة وتسلسل خطواتها؛ لتقليل المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها التنفيذ وإتاحة الوقت الكافي للاقتصاد حتى يتكيف معها. كما تبرز أهمية تعظيم دور القطاع الخاص في الاقتصاد بالتركيز على الخصخصة والشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتحسين بيئة الأعمال، وتطوير أسواق رأس المال المحلية، وتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة. كما ينبغي مواصلة الإصلاحات في سوق العمل والنظام التعليمي؛ لتشجيع القطاع الخاص على توظيف السعوديين وزيادة مشاركة السعوديات في القوى العاملة.

وفي ضوء تحديات ما ينجم عن تراجع الإيرادات النفطية من آثار سلبية على المديين القصير والمتوسط، تبرز الحاجة كذلك لضبط أوضاع المالية العامة في إطار عملية تدريجية ولكنها كبيرة ومستمرة، والعمل على وضع خطة موثوقة متوسطة الأجل لتحقيق هذا الهدف. كذلك مواصلة إجراء إصلاحات في النفقات والإيرادات، بما في ذلك استمرار التعديل التدريجي لأسعار الطاقة مع تعويض الأسر محدودة الدخل، وتطبيق ضريبة القيمة المضافة والضرائب الانتقائية على السلع، واحتواء فاتورة الأجور الحكومية، وتحسين إدارة الاستثمار العام، ورفع كفاءة الإنفاق.

وعلى الصعيد المالي كذلك، يدعو الصندوق لوضع إطار متوسط الأجل للمالية العامة وتعزيز عملية الموازنة السنوية، مع إدراج صندوق الاستثمارات العامة وشركة أرامكو في الموازنة بصورة أفضل. كما أن إصدار سندات دين حكومية من شأنه أن يساعد على إنشاء منحنى للعائد خال من المخاطر ودعم إقامة أسواق للدين المحلي.

والقطاع المصرفي السعودي في وضع جيد يمكنه من تجاوز انخفاض أسعار النفط وتباطؤ النمو، لكن الصندوق يدعو الجهات الرقابية للاستمرار في مراقبة جودة الائتمان عن كثب، وتعزيز الإطار الاحترازي الكلي، والانتهاء من وضع الإطار المطلوب لتسوية الأوضاع المصرفية وتوفير السيولة.

وأخيرا، يرى الصندوق أن نظام ربط سعر الصرف بالدولار الأمريكي هو الخيار الأفضل للمملكة نظرا لهيكل اقتصادها الحالي، مؤكدا على الحاجة إلى عملية تصحيح مستمرة لأوضاع المالية العامة بما يدعم هذا النظام. ومن المفيد إجراء مراجعة دورية لنظام سعر الصرف المربوط بالدولار لضمان استمرارية ملاءمته في ضوء التطور المنشود في الاقتصاد بعيدا عن اعتماده الحالي على النفط.

وكانت السعودية قد بدأت مباحثات مع مستثمرين محتملين لإطلاق طرح للسندات الدولية بالدولار في أوّل اقتراضٍ للمملكة من السوق الدولية تنفيذا لتوصيات الصندوق، فقد نقلت وكالة الأنباء الرسمية أن وزارة المالية أنجزت "إنشاء برنامج دولي لإصدار أدوات الدين" وقامت بتعيين عدد من البنوك الاستثمارية العالمية والمحلية لتنسيق سلسلة من الاجتماعات مع مستثمري أدوات الدين". وأن الوزارة "قامت بتكليف هذه البنوك الاستثمارية بإدارة وترتيب أول طرح للسندات الدولية المقومة بالدولار الأمريكي مندرجة تحت هذا البرنامج".

وكان المحلل لدى "أوكسفورد إيكونوميكس" باتريك دنيس، قال لوكالة فرانس برس في 15 أيلول/سبتمبر الماضي إن قيمة الإصدار السعودي قد تناهز 37 مليار دولار، بما يكفي لمواجهة المشاكل المالية التي تعانيها جراء تدهور أسعار النفط منذ منتصف عام 2014 وانخفاض إيرادات المملكة - أكبر مصدر للنفط في العالم جراء ذلك. وأضاف أن السعودية سبق وأن اقترضت من السوق الداخلية إلا أن هذا الإصدار سيكون أول عملية اقتراض للحكومة من السوق الدولية.

وبحسب أرقام نشرتها صحيفة "الحياة" السعودية الثلاثاء نقلاً عن وزارة المالية، بلغ إجمالي الديون المباشرة على الحكومة مع نهاية آب/أغسطس، زهاء 273.8 مليار ريال (نحو 73 مليار دولار أمريكي). وأوضحت الصحيفة أن ديون الحكومة ارتفعت تدريجياً منذ العام 2014، إذ بلغت في نهايته 44,3 مليار ريال (11,8 مليار دولار)، بينما وصلت في نهاية 2015 إلى 142,2 مليار ريال (37,9 مليار دولار). ووفقاً للإحصاءات الرسمية، تراجع الاحتياطي السعودي من 732 مليار دولار في 2014، إلى 562 مليار دولار في آب/أغسطس 2016.

هذه هي نصائح صندوق النقد الدولي وهذه هي الاستجابة الفورية من نظام آل سعود الذين طرحوا ما أسموه بـ"رؤية 2030" وما هي إلا رؤية صندوق النقد الدولي الذي يفرض على الدولة القيام بما يسميه إصلاحات وما هي إلا إملاءات تدخل الدولة في دوامة الاستدانة وتضعها في مشاكل لا حصر لها تجعلها رهينة للدول الكبرى تملي عليها ما تريده من سياسات تحفظ بها مصالحها ونفوذها في طول البلاد وعرضها.

منذ أكثر من ثلاثين سنة، أصبح صندوق النقد الدولي هدفا لانتقادات لاذعة. فهو متهم بأنه أداة لفرض التبعية على دول العالم الثالث وتعطيل التقدم والنمو في هذه الدول وفرض اصطفافهم سياسيا واقتصاديا وراء الدول الغربية. وتعالت الأصوات وقتئذ لإعادة توجيه الصندوق في سياساته بعيدا عن "المنطق التجاري". كل هذه الانتقادات ناتجة في مجملها عن تخمينات ولكن نادرا ما تكون مبنية على تحليل عميق ومستنير. ومن هذه التخمينات الاعتقاد بأن صندوق النقد الدولي لا يتمثل ضرره في نشر النظام الاقتصادي الرأسمالي الغربي ولكنه بهذا التوجه يهدم أسس تطور النظام الرأسمالي وهذا لا يمكن أن يكون صحيحا لأن "المنطق التجاري" المنبثق عن العقيدة الرأسمالية حسب مقياس النفعية فرض ذلك التوجه في سياسات الصندوق وبالتالي يستحيل تغيير ذلك المسار، فلا فائدة من الحديث عن تحسين أداء الصندوق وتطويره. فالتبعية السياسية والاقتصادية لدول العالم الثالث ليست نتيجة للسياسة الخاطئة لصندوق النقد الدولي ولن تتحرر تلك الدول من التبعية بمجرد تغيير سياسة الصندوق. إن طبيعة الصندوق كمؤسسة نقدية هو السبب في كل هذا البلاء.

إليكم هذا المشهد المعبر عن السياسة الاقتصادية المتبعة بعد موجة التحرر من الاستعمار في ستينات القرن الماضي: ما إن تمسك الحكومات بمقاليد السلطة والإدارة التي تركها المستعمر، تبدأ في تنفيذ مشاريعها عن طريق الديون والتضخم وبدون أي محاولة لإقناع شعوبها بجدوى هذه المشاريع. ثم، وفي يوم ما، تنتبه إلى أن هذه المشاريع لم تحقق أهدافها المرجوة وأنها لن تستطيع المحافظة على بيروقراطيتها والامتيازات التي منحتها مقابل مساندة مؤيديها مع العلم إن سلطتها غير مبنية على قاعدة فكرية ولكن على المنافع التي وعدت بها شعوبها. فلا ترى إلا حلا واحدا حتى تثبت في الحكم: اللجوء إلى التمويل الخارجي في شكل إعانات تنموية وقروض طويلة الأجل وقروض قصيرة الأجل، وهي كذلك مستعدة لأن تقدم تنازلات سياسية واقتصادية: كاستعمال القروض في مشتريات من شركات غربية بعينها أو إعطاء الشركات الغربية امتيازات خاصة للانتفاع بمواردها الطبيعية وتطويع سياساتها الاقتصادية والمالية والاجتماعية لشروط خبراء صندوق النقد الدولي. وهذا بالضبط ما يحدث الآن، فمما لا شك فيه أن نظام آل سعود قدم ويقدم مثل تلك التنازلات لأمريكا وغيرها من دول الكفر الفاعلة في الصندوق، والشركات الغربية تسرح وتمرح بحجة تشجيع الاستثمار في طول البلاد وعرضها.

هذا إذاً هو السبب، وهذه هي حقيقة تبعية معظم دول العالم الثالث. وصندوق النقد الدولي ما هو إلا وسيلة مميزة تسهل جعل هذه الحكومات تابعة للطبقة السياسية الغربية، والاستعمار الجديد هو الثمرة الأبرز لهذا الصندوق.

فمنذ تأسيسه، لعب صندوق النقد الدولي هذا الدور لانبثاقه من طبيعته، فالإمبريالية المالية الممارسة من الصندوق لا علاقة لها البتة بسياسات الصندوق، بل قدرته على منح قروض كبيرة بدون أي أصول تجارية ترتب عليه التكلس السياسي في داخل الدول "المتمتعة" بالقروض وترسخ التبعية السياسية للغرب. وهذا هو الإطار الذي مكن صندوق النقد الدولي من الحصول على كل هذا الدعم المالي من أهم الحكومات الغربية.

والخلاصة أن صندوق النقد الدولي، المُنشأ أساسا لفرض الهيمنة على الدول الضعيفة التي تلجأ إليه كالمستجير من الرمضاء بالنار، هو ليس فقط غير قادر على حل مشاكلها، بل هو قادر فقط على زيادة تعقيدها ومضاعفتها. ولهذا السبب فإن لجوء آل سعود للصندوق والأخذ بنصائحه لن يقودهم إلا إلى المهالك كما أهلك غيرهم ولكنهم قوم لا يتعظون، وكان الواجب عليهم أن ينأوا بأنفسهم عن دخول جحر الضب هذا، ولكنهم أبوا إلا أكل الربا وقد نهوا عنه، وأبوا إلا أن يسلموا البلاد والعباد للغرب الكافر يفعل بهم ما يشاء، ولكي نوقف الإمبريالية وسياستها الضنوك ونقلص من استغلال السواد الأعظم من الشعوب ونقضي على التبعية السياسية للغرب في دول العالم الثالث، يجب وبكل بساطة إلغاء صندوق النقد الدولي.
قرار إلغائه في الحال سيكون كارثة بالتأكيد من وجهة نظر الأوساط السياسية، ولكنه سيكون في صالح الغالبية العظمى للشعوب بما فيها الشعوب الغربية التي بدأت تنتفض.

والأكيد هو أن الإلغاء سيكون بقرار من (الخليفة)؛ رئيس دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القادمة قريبا بإذن الله.


كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله الشريف – بلاد الحرمين الشريفين
- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.ph...h.UvSU2IZA.dpuf
Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 24th September 2024 - 04:48 PM