فمن يكون جزء من طريقته معاقبة العصاة من الناس وذلك كالحركات التي تعاقب بعض الناس في حال سيطرتها على بقعة معينة من الأرض، أو التي تقوم بتفجيرات هنا وهناك لاماكن الفسق والفجور وتقتل الناس أثناء التفجيرات، هي حركة لا تنظر للناس كضحايا للتضليل والجهل، وإنما تعتبرهم عصاة مجرمون يجب إنزال العقاب فيهم حتى يؤوبوا ويتوبوا ويخضعوا لهذه الحركة، وهذا والله هو الجهل من هذه الحركة، فان هذه الحركة تحتاج تقويما شديدا لعدم إدراكها أن الناس ضحايا للتضليل والجهل، وأن الناس بسبب حياتهم الغير إسلامية وصلوا لهذا الحال، وأن الحل يكون بنشر الوعي والعمل على إعادة الخلافة إلى الحياة لتقوم هي بتعليم الناس أولا ونشر الخير بينهم ثم معاقبة العصاة منهم عن طريق نظام العقوبات الذي هو جزء من نظام الخلافة وليس هو نظام الخلافة، فإن عمل هذه الحركات التي تعاقب الناس يصب في صالح أعداء الله الذي يفرحون لرؤية جهلة من المسلمين يزيدون الشرخ بين المسلمين وبين تطبيق الإسلام، وذلك أن هذه الحركة بجهلها تنفر الناس من الإسلام وتطبيقه، ويصبح وجودها عقدة جديد تضاف إلى المشاكل التي ترزح تحتها الأمة الإسلامية.
|