والسؤال هو: هل هذا يعني أن الوضع جيد؟؟؟
الوضع جيد وغير جيد في نفس الوقت
جيد من ناحية الرأي العام والوعي العام، فالأمة الإسلامية أصبحت تدرك أن الحكام خونة عملاء وجيد من ناحية أن الناس أصبحت تريد أن تحكم بالإسلام والخلافة، وجيد أن الناس تدرك أن الغرب الكافر عدو لها، وجيد أن الناس تدعم أي حركة إسلامية حتى لو كانت تسير على غير الطريق الصحيح، إذن الأمة الإسلامية جاهزة لاستقبال ولادة دولة الخلافة الإسلامية.
أما إذا أردنا أن نقول أن الوضع غير جيد فهو من ناحية عدم الالتزام والبعد عن دين الله تعالى، فعدم الاستجابة لصرخات حملة الدعوة والعمل معهم وعدم اكتراث الملايين بما يصيب إخوتهم المسلمين وسير الكثير خلف شهواتهم وحياتهم الخاصة، ووجود الكثيرين من لا يلتزمون بتعاليم الإسلام، ووجود جيوش نائمة لا تتحرك لنصرة المسلمين وتنتظر الأوامر من الحكام، كل هذه الأمور غير جيدة.
وهذه الحالة يجب أن لا تدفع لليأس أبدا بل يجب الاستمرار بدعوة الناس كموضع رئيسي للتغيير للعمل للإسلام ونصرة دين الإسلام مهما حصل، وذلك للحقيقة الراسخة أن أي تغيير بدون الأمة الإسلامية محال.
والخلاصة أن الأمة الإسلامية تبقى أمة عظيمة تبذل الكثير من التضحيات، صحيح أن فيها تنكب حاليا، ولكن الناظر إلى ثوراتها ضد الظالمين وقتالها للكفار والعودة التي بدأت تظهر عليها بشكل عام؛ العودة لدين الله، تدل أن هذه امة خير وبركة، والمطلوب هو الاستمرار بدعوتها وتوجيهها وتوجيه أي حركة وثورة فيها حتى لا تتم سرقتها أو إجهاضها أو حرفها عن طريقها الصحيح بسبب قلة الوعي، فمن الظلم القول أن الأمة الإسلامية امة نائمة لا خير فيها، فمن يقول هذا القول هو كعابد بني إسرائيل عندما جاء الملك ليهلكهم بسبب فسادهم ، فقال الملك يا رب إن فيهم عبدك فلان العابد، قال الله له: به فابدأ فانه لم يتمعر وجهه فيّ قط، وهؤلاء الذي يسبون الأمة الإسلامية ولا يعملون على التغيير هم كهذا العابد يجلدون الأمة دون أن يقدموا خطوة في إصلاح وضع الأمة الإسلامية.
|