أما الجيوش وهي القوة العسكرية التي لم تفد الأمة الإسلامية بحروب تدافع عنها، فهي الأخرى يجب عدم اليأس منها ومن تغيير قادتها لتقف في صف الأمة الإسلامية، فقد حدثت حالة بسبب خذلان الجيوش للمسلمين بل ووقوفها مع الحكام في قمع الناس وتنفيذ مخططات الكفار، حصل عند الناس يأس منها ومن استجابتها لآهات المسلمين.
فالجيش في أي بلد هو ثروة للبلد تم بناؤه وتسليحه بالأسلحة العسكرية والتدريب على القتال، فهو ثروة يجب استغلالها، فالحكام يعملون جاهدين على السيطرة على هذه الجيوش وإغداق الأموال عليهم حتى يبقوا طوع أمرهم، ويحرصون على تعيين من يثبت إخلاصهم للحكام في مراكز القيادة، ولكن الذي يحصل منهم لليوم هو خذلان للمسلمين، فما الحل معهم؟؟؟؟
القول بتركهم وبناء قوة عسكرية فان هذه الطريقة ثبت فشلها، فان أي حركة لا تستطيع بناء قوة عسكرية توازي قوة الدولة، وقد حصل الكثير أن الدولة اشتبكت معهم وقتل الكثير من أبناء المسلمين من جراء هذه العمليات، وهذه يتم استغلالها من قبل دوائر المخابرات لقتل الكثير من أبناء الجيش لإقناعهم بحرب هؤلاء المقاتلين ويجري سفك الكثير من دماء الناس ونسبتها لهذه الجماعات لإقناع الرأي العام بإجرامهم، وهذه الطريقة لم تثبت بدليل شرعي، فهي طريقة مخالفة لشرع الله، ومن سلكها حتى لو كان مخلصا فان عدم وعيه على طرق التغيير الشرعية يجعله يعصي الله تعالى من حيث لا يدري.
أما بناء قوة عسكرية داخلية بدعم من الخارج، فان هذا أمر محرم لأن عمله سيكون مرهون بتنفيذ مخططات تلك الدول الداعمة، والدول الداعمة لا تخلو أن تكون دول كافرة أو أنظمة ظالمة في العالم الإسلامي، وهو ركون محرم للظالمين، قال تعالى {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون} وكلاهما دول الكفر أو الأنظمة في العالم الإسلامي لن تدعم أي جهة لأمر يخص إقامة الخلافة، بل ستدعمان فقط للإضرار بالإسلام وأهله وتنفيذ مخططات الكفار، فهو أمر محرم ولا يجوز بأي حال تجريبه والقول أننا سنخدع هؤلاء المجرمين بأخذ الدعم منهم وتنفيذ ما نريد، فان هذا يدل على قلة وعي وعلى عدم إخلاص في نفس الوقت فيمن يقول هذا القول.
إذن لم يبق أمامنا إلا دعوة الجيوش لنصرة قضايا المسلمين حتى لو تعرضنا للخذلان منهم، ألا ترون أننا نتعرض للخذلان من أبناء المسلمين، فهل نيأس منهم ونتركهم ونقول لا خير فيهم، فالأمر سيان، ولذلك يجب الاستمرار بدعوة أبناء الجيوش مهما حصل منهم من خذلان، ومن أصابه اليأس فليقرأ قصة أصحاب السبت فهي من تعالج يأسه من هؤلاء القوم.
|