منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> 28 رجب ذكرى هدم الخلافة الإسلامية, مواضيع متنوعة
أم سلمة
المشاركة Apr 9 2017, 07:20 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892



جريدة الراية: في ذكرى هدم الخلافة (2) ]كيف استطاع الكفار هدم دولة الخلافة

2016-04-27
جعل الله سبحانه وتعالى الصراع بين الإيمان والكفر سنة ماضيةً في الحياة منذ خلق آدم u، ومضت هذه السنة مع النبي ﷺ، الذي حمل الدعوة مبيِّنا مقتضياتها من صراعٍ فكري وصدعٍ بالحق، ومن تحدٍّ وكفاحٍ سياسي، ومن ثبات على الطريقة وتضحيات وصبر في سبيلها. ولا يزال هذا الصراع مستمراً، وإنما تختلف بعض أدواته وأساليبه، وهو اليوم على أشد ما يكون لما فيه من سفك دماء وهدم وتخطيط وتربص.
لقد تحمَّل النبي ﷺ وصحابته الكرام الأذى والعنت 13 عاماً في صراعٍ عنيفٍ شديد القسوة، إلى أن انتصر الإسلام بقيام الدولة الإسلامية التي عز بها الإسلام وأهله. وبعد إقامة الدولة الإسلامية أضاف النبي ﷺ إلى الصراع الفكري بين الإسلام والكفر الصراعَ المادي والجهاد. فتلاحقت الحروب والمعارك والفتوحات الإسلامية، وانتشر الإسلام واتسع سلطانه. ثم أتت الحروب الصليبية نهايةَ القرن الـ11 الميلادي وأوائل القرن الـ12، والتي تعرض فيها المسلمون لهزائم عسكرية كبيرة. ورغم هذه الهزائم واحتلال الصليبيين لمساحات كبيرة من بلاد المسلمين ولعواصم كالقدس وطرابلس الشام، إلا أن المسلمين لم ينهزموا فكرياً، لذلك عادوا وهزموا الصليبيين هزائم لا ينسونها، وطردوهم من بلادهم شر طِردة. ثم لم يلبث أن جاء هجوم المغول الكاسح سنة 1258 ميلادية، والذي عاث فساداً في البلاد واحتل عواصم للخلافة كبغداد ودمشق. ولكن المسلمين عادوا وقضوا عليهم في معركة عين جالوت عام 1260م. فكان تمسك المسلمين بأفكار الإسلام وعدم تأثرهم بأفكار أخرى كفيلاً بعودتهم لمواجهة الغزاة. بل إن الغزاة هم الذين تأثروا بالإسلام، وحملوه إلى بلادهم في شبه جزيرة القرم وآسيا الوسطى، وانصهروا في الأمة. وها هم اليوم في تلك البلاد يحملون دعوة الإسلام فكرياً وسياسياً، ويشكلون قوة دولية واستراتيجية في الصراع الحالي والقادم بين الإسلام والكفر.
بعد هزيمة المغول استأنف المسلمون الجهاد وانطلقوا من جديد يحملون الإسلام إلى العالم، وأخذوا يبسطون سلطانه على بلاد جديدة، وحققوا فتوحات مهمة، منها فتح القسطنطينية التي كان لها تأثير كبير على أوروبا وروسيا. وتوالى فتح البلاد، وعاش حكام أوروبا هاجس خطر الإسلام الذي لا ينهزم. إذ مهما كان حجم هزيمته عسكرياً، فسرعان ما يعود ويُعوِّض عن ذلك بانتصارات حاسمة، لأنه يجذب الشعوب التي تتحول إلى الإسلام وتنصهر به.
وبعد منتصف القرن الـ17 الميلادي حصل الانقلاب الصناعي في أوروبا ثم التفوق العلمي والصناعي على الدولة الإسلامية، وظهر الفرق في ميزان القوى، ووجدت أوروبا في هذا التفوق فرصة لضرب الإسلام. فقد كان التفكير الغربي بالانتقام من الدولة الإسلامية حلماً يداعب خيال حكام أوروبا منذ هزيمتهم الكبيرة في الحروب الصليبية. ولما كانوا مقتنعين أن هزيمة المسلمين عسكرياً لا تحقق لهم نصراً نهائياً، بل قد تجرُّ عليهم أخطاراً أكبر من التي يخشونها، لذلك صاروا يخططون لأهدافٍ أفظع ولغزوٍ أجدى، بحيث لا يهزمون المسلمين عسكرياً فقط، وإنما يقتلعون الإسلام من جذوره، ويزيلونه من النفوس. فأخذوا يعملون لهذا الأمر بجد، باختراق الدولة ومجتمعاتها، وغزوها سياسياً وفكرياً، ويفتعلون المشاكل ويتخذونها ذريعة لمزيد من التدخل والتأثير. وأخذت تبرز على الدولة الإسلامية آثار الضعف والجمود وتتراكم مشاكلها وبخاصة السياسية، كاحتلال أجزاء من أطراف الدولة، وكالقومية والطائفية والنزعات الإصلاحية والانفصالية.
لذلك فإن إعلان هدم الدولة الإسلامية في 28 رجب 1342 هجرية كان الإعلان فقط، فقد كانت الدولة بحكم الساقطة عملياً قبل ذلك بفعل الخطط الأوروبية للقضاء عليها على مدى أكثر من قرنين، وبفعل الضعف في اللغة العربية وضعف الاجتهاد، الأمر الذي أدى إلى جمود فكري وتراكم مشاكل سهَّل الفتك بالدولة والمجتمع.
لقد كان الأوروبيون متفقين على عدم الاكتفاء بتحقيق انتصارات عسكرية على الإسلام، وإنما يريدون القضاء على خطر الإسلام كلياً بالقضاء على الإسلام نفسه، وهذا يقتضي إضعاف الخلافة ثم القضاء عليها. لذلك كان تعاونهم في ذلك طبيعياً وطمعهم كبيراً. فأخذوا يقتطعون أجزاءً من أطراف الدولة الإسلامية، الجزء تلو الجزء، مما زاد من ضعف الدولة. وكذلك أخذوا يقومون بأعمال داخل الدولة، فيثيرون النعرات الطائفية ثم الفتن والحروب كما في لبنان، ويثيرون قضايا سياسية ليبرروا تدخلهم أكثر وليصنعوا عملاء لهم، وليشجعوا على العصيان والفتن، ويفتّوا في عَضُد الدولة. وكذلك يثيرون النعرات القومية كما في الصرب واليونان ودعوات الاستقلال. وعملوا أيضاً على إثارة النعرات بين العرب والترك، فانتشرت مقالات وأفكار وأشعار تشجع على الفرقة، وشجعوا أحزابا قومية عربية وطورانية، نشأت كلها وتغذَّت على الموائد اللندنية والباريسية. ووظفوا عملاء لهم في شتى بلدان العالم الإسلامي دسوهم على المسلمين كجمال الدين الأفغاني وغيره، كانت لهم أدوار الفتّ في عضد الدولة بتكثير المشاكل والنزعات والمطالبات، كعمل إصلاحات دستورية، وإعطاء حريات وتعديل قوانين...
وقد أصيبت الدولة الإسلامية جراء هذه الضربات المتكررة والمتزايدة بمزيد من الضعف العسكري والتفسخ الداخلي، وانحسر نفوذها عن مناطق كثيرة، ما سمح للإنجليز والفرنسيين بتوظيف عملاء لهم حيثما استطاعوا على مساحة الدولة الإسلامية في الهند والجزيرة العربية ومصر والشام. فنشروا جواسيسهم ورسموا سياسات لعملائهم، وأطمعوهم بأن يرثوا الخلافة أو الملك على بلادهم. ومن أخطر أعمالهم مثلاً استغلال الإنجليز لحركة الوهابيين في نجد أيما استغلال، حيث ربطوهم بعميلهم عبد العزيز بن سعود، وجعلوهم يقاتلون جيش المسلمين الذي أرسله الخليفة ليقاتل الكفار، وقدموا بذلك أعظم خدمةٍ للكفار ضد الدولة الإسلامية، وقاموا بعملية غدر تاريخية، وساهموا بإسقاط الخلافة.
وقد ترافق ذلك كله مع إنشاء مراكز تبشير ومؤسسات ثقافية وتعليمية في بلاد المسلمين، تقوم بنشاطات الغزو الفكري والتجسس وصناعة العملاء، وبإيجاد أحزاب عميلة تفتعل المشاكل للدولة. وقد أدى ذلك لأن تظهر مشاعر مقت للخلافة، وأصوات تنادي بتعديلات دستورية وبحريات وتوجهات انفصالية، أخذت تغذيها أصوات عملاء هنا أو هناك وصحف منتشرة داخل البلاد وخارجها.
وهكذا تضافر الغزو الفكري والتبشيري مع الأعمال السياسية على دولةٍ تتراكم عليها مشاكل الوهن الداخلي والضعف السياسي والجمود الفكري، ففُتح الباب على مصراعيه أمام الاختراق السياسي والأمني، ودب الشقاق وانتشر الجواسيس والعملاء داخل جسم الأمة والدولة، فما دخل القرن العشرون إلا والجزء الأكبر من بلاد المسلمين محتلا. وما أن انتهت الحرب العالمية الأولى إلا والبلاد الإسلامية ساقطة في يد الكفار. فلم يحتج الأمر إلا لبضع خطط أو مؤامرات نفذها الإنجليز وعملاؤهم وعلى رأسهم اليهودي مصطفى كمال لإعلان إلغاء الخلافة ثم نفي الخليفة، ولإلغاء تطبيق الشريعة وفصل تركيا عن سائر بلاد المسلمين وإعلانها جمهورية علمانية. وكان قد سبق ذلك اتفاقية سايكس - بيكو التي هي جزء من هذا المخطط الطويل والمتتابع الحلقات.
ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا تتتابع الهزائم، فتضيع البلاد وتُنتهك المقدسات ويُشرَّد المسلمون وتُنهب الثروات. ورغم ما يقدمه المسلمون من جهود وتضحيات فالهزائم مستمرة. وإذا حصل نصرٌ هنا أو هناك، فلا يلبث أن يتحول إلى هزيمة، وما ذلك إلا لغياب الخلافة التي تطبق الإسلام، والخليفة المسؤول عن المسلمين ومصالحهم. وسيظل الأمر كذلك إلى أن يستعيد المسلمون الخلافة، فتنقلب الحال كما حصل مع النبي ﷺ عندما أقام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، فانقلبت الحال.
إن هذا الاستعراض السريع لكيفية سقوط الخلافة إشارة خاطفة تبيِّن وقائع هذا الصراع بين الإسلام والكفر، وتؤكد أنه يجب على مريدي النهضة الصحيحة أن يصبوا جهودهم بشكل مباشر في طريق وهدف إقامة الخلافة؛ الخلافة التي هي قبل كل شيء دولة حقيقية، تستند إلى قوة تنفيذية كافية، تعتمد على المؤمنين فقط، وتطبق الإسلام، ولا تعتمد على أمريكا أو أوروبا أو الأمم المتحدة، ولا تخضع لشروط منهم ولا تقدم لهم أية ضمانات. وإقامة الخلافة ليست مجرد كلمة أو عملاً سهلاً، ولا بضعة مظاهر خارجية. إنها مجموعة إمكانات وقوى تمتلكها الأمة، يتم تنظيمها بالشكل الصحيح لأجل الهدف الصحيح. والهدف الصحيح هو فقط الخلافة؛ الكيان التنفيذي للإسلام. فإذا ما تم تفعيل تلك الإمكانات تنقلب الحال مرةً ثانية كما انقلبت مع النبي ﷺ أول مرة. ويستحق المسلمون أن يمُنَّ سبحانه وتعالى عليهم بنصره قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ صدق الله العظيم.
بقلم: المهندس محمود عبد الكريم حسن
Go to the top of the page
 
+Quote Post
 
Start new topic
الردود
أم سلمة
المشاركة Apr 9 2017, 07:51 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892




انهضي يا شام الإسلام رغم الأسى والقهر لاحت بوارق التمكين والنصر


إن القوة التي انطلقت بها ثورة الأمة الإسلامية في الشام واستمرت عليها حتى دخلت سنتها السابعة، والتي أجبرت القوى الغربية والعالمية على التكالب عليها طوال هذه السنوات ولا زال أهلها يهتفون "الله أكبر" معلنين استحالة استسلامهم للنظام مهما بلغ عدد الشهداء، هي قوة جبارة لا تنتهي!
ومنذ انطلاق شرارة الثورة المباركة في يوم الجمعة 15 آذار/مارس عام 2011 انطلاقة لم يتوقعها العالم ضد النظام النصيري الكافر، الذي دأب على قمع واعتقال وتعذيب وتكميم أفواه المسلمين طوال عشرات السنوات، كانت ثورة الشام مختلفة عن الثورات الأخرى حتى في بدايتها، حيث قدر الله تعالى للثورة أن تنفجر إثر حادثة بسيطة بعد اعتقال وتعذيب خمسة عشر طفلاً، لكتابتهم على الحوائط الجملة المشهورة "الشعب يريد إسقاط النظام"، تحولت الحادثة المحلية إلى حدث عالمي تتابعه الأمة الإسلامية عن كثب، كيف لا، والقضية قد أصبحت قضية مصيرية تمس أمة الإسلام لملامستها مطلب المسلمين حول العالم في التخلص من الحكام الطغاة، الذين ساموهم العذاب بالحكم الجبري الغربي منذ أن هُدمت دولة الخلافة العثمانية في الثالث من آذار/مارس سنة 1924م، التي طبقت الإسلام وحكمت العالم بالعدل؛ هذه الفاجعة التي كانت بداية لانحدار البشرية في غياهب الأنظمة الرأسمالية الغربية الاستعمارية الكافرة؛ أحداث غيرت في الماضي مجرى التاريخ وحرفته عن طريق الإيمان إلى طريق الكفر المعوج.
ضجَّتْ عليكِ مآذنٌ، ومنابر *** وبكت عليك ممالكٌ، ونواح
الهندُ والهةٌ، ومصرُ حزينةٌ *** تبكي عليك بمدمعٍ سَحّاحِ
والشامُ تسأَلُ، والعراق، وفارسٌ *** أَمَحَا من الأَرض الخلافةَ ماح؟ (أحمد شوقي)
واليوم، والأعين على ثورة الشام المباركة، والأمة تبحث عن خلاصها لتستعيد عزها وكرامتها لتصنع مجرى للتاريخ يعيدها إلى الطريق المستقيم مرة أخرى بإذن الله تعالى، على الثوار وعلى المسلمين الرجوع إلى أصل الأمر وأوله في عهد النبوة، إلى الإسلام وتحكيم شرع الله كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، بإقامة الخلافة على منهاج النبوة لينتصر المسلمون رغماً عن كثرة الجراح:
روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت» رواه أحمد والطبراني والبيهقي.
وهذا التغيير عمل سياسي يحتاج لوعي فكري يستطيع تحديد المشاكل التي تواجه الثورة وتواجه الأمة ووضع العلاج المناسب لها ومعرفة أسباب الفشل وأسباب النجاح، فالتغيير يحتاج إلى إرادة قوية وقيادة سياسية مخلصة وواعية تحمل الأفكار الإسلامية النقية حتى يكون للثورة مواقف عظيمة بالأقوال وبالأفعال، فالثورة الأساسية ثورة فكرية على المفاهيم العلمانية الرأسمالية التي جعلت المنفعة والمصلحة المادية مقياساً للأعمال بدلاً عن مقياس الشرع في الحلال والحرام، هذه المفاهيم الخطرة التي فتحت للمجرمين الأبواب والنوافذ لسرقة وإفشال ثورة الأمة في الشام بزرع الفتن بين المجاهدين وركونهم للظالمين وقبولهم بالمال السياسي القذر والمشاركة في مفاوضات وهدن مع النظام وحلفائه بحسب أجندات غربية تريد حرف مسارهم الصحيح من إقامة الدولة الإسلامية إلى طريق مسدود بدون النصرة الشرعية، بينما تقبع جيوش المسلمين في تركيا وفي الأردن ومصر والسودان وباكستان لا تحرك ساكناً! ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل في من خان دماء الشهداء وباع دينه لأنظمة عميلة لأمريكا مثل النظام العلماني في تركيا الذي وجه إلى الثورة في سوريا ضربات موجعة ليذكرنا بضربات مصطفى كمال الهالك عندما عمل لإسقاط الخلافة العثمانية بتآمره مع بريطانيا!
إن هذه الثورة العظيمة لن تتخطى هذه العقبات الجسام ولن تُحقن الدماء ما لم يعمل الثائرون والمسلمون في أنحاء العالم على تقويم اعوجاج الأمة على أساس الإسلام، والنصر لهذه الثورة لن يتحقق إلا بابتغاء رضا الله رب العالمين عن المسلمين العاملين لإعلاء كلمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مخلصين لا ينتظرون من الغرب الكافر وعملائه الحكام الرويبضات القرارات السياسية التي تستعبدهم، أو المعونات التي تذلهم، أو إيواء اللاجئين وهم من هجَّروهم وشردوهم! بل يجب العمل على إنجاز ما فرضه الله تعالى على المسلمين بنصرة بعضهم بعضاً والالتفاف حول المخلصين الواعين سياسياً واستنهاض همم العلماء وأهل القوة والمنعة للقيام بواجبهم الشرعي لنصرة الحق واتخاذ القرارات السياسية الصحيحة في مواجهة الباطل! فلقد ذهب الاستعمار وبقيت الشام وسيذهب الطاغية وستبقى الشام أبية شامخة! فالشام عقر دار الإسلام:
صبرا دمشقُ فكلُّ همّ زائلٌ *** وغدا يلوح مع النجوم سناك
تتألقين كمــا عهدتْكِ دُرةً *** في تاج أروعَ مِن أميةَ زاكي
يا مَعقلَ الإسلام في عليائهِ *** لا تذعَني للغاصب الـسفاك (أحمد محمد صالح)
وهنا نذكر بثوابت الثورة التي وضعها حزب التحرير/ ولاية سوريا، الذي كان له دور كبير في توجيه الثورة في الطريق الصحيح والذي يستحق بجدراة أن يمثل أهلنا في الشام باتخاذهم له قيادة سياسية مخلصة واعية لأنه يحمل مشروع الأمة النهضوي ويعمل لإقامة الخلافة الراشدة على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وحزب التحرير تهابه أمريكا وروسيا وأوروبا ويهود لأنه يعمل على توعية المسلمين وتحميلهم الأفكار والمفاهيم الإسلامية النقية ويعمل على إرجاع الأمر لأصله، متحملين ما يلاقيه شبابه من القمع والحظر والاعتقالات وإلصاق التهم بهم من الأجهزة الأمنية التي تحمي الأنظمة الفاسقة سائرٌ غير مبالٍ في طريق النصر.
وقد دخلت الثورة سنتها السابعة وغياب الخلافة دخل سنته السادسة والتسعين، ندعو أبناء الأمة الإسلامية بعامة وأهل الشام بخاصة إلى تبني هذه الثوابت والدعوة والعمل لها وأهمها؛ إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، والتحرر من دول الكفر وإنهاء نفوذها، وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، ولتحقيقها يجب:
- وقف الاقتتال بين الفصائل وتوحدها وعدم خوض معارك جانبية تستنزف طاقاتها وتوجيه بوصلة القتال إلى الوجهة الصحيحة التي تسقط النظام ألا وهي دمشق.
- رفض مشروع الدولة المدنية الديمقراطية، الذي يفصل الدين عن الحياة. فهو مخالف لشرع الله، ولم ينتج للبشرية إلا الضنك والشقاء.
- استقلالية القرار السياسي والعسكري. وذلك يقتضي منّا رفض المال السياسي، الذي فرّق المجاهدين وصادر قراراتهِم، وجعلهم أداة بأيدي الداعمين يحركهم كيف يشاء.
- رفض التدخّل الخارجي بكل أشكاله، السياسي والعسكري والأمني وغيره.
- قطع الاتصالات مع كافة الدول الغربية بشكل كامل وعلى كافة المستويات.
- قطع الاتصالات مع الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي بشكل كامل وعلى كافة المستويات.
- اعتبار كل من يتصل بأي دولة وينسق معها، هو عدواً للثورة ولتطلعات الأُمة، وهو يعمل على حرف الثورة وإجهاضها، ويعمل على إهدار دم الشهداء الذين قاتلوا لتكون كلمةَ الله هي العليا.
- التمسك بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الواجبة الاتباع بإقامة الخلافة الراشدة.
- تبني مشروع سياسي واضح ومفصل مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يكون أساسا لنا يظهر شكل دولة الخلافة وأنظمتها التي نسعى لإقامتها.
وهذه الثوابت هي ثوابت شرعية مستنبطة من القرآن الكريم ومن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد لاقى صلى الله عليه وسلم وصحبه رضوان الله عليهم أجمعين شتى أنواع التضييق والأذى والعذاب والحصار وتشويه السمعة والتنكيل والنفي والقتل والتشريد من الكفار، كما يحدث في الشام، حتى فتح الله عليهم ونصرهم بالأنصار في المدينة المنورة حاضرة الدولة الإسلامية الأولى، فلم يُحبَطوا ولم ييأسوا بل صبروا حتى أتاهم نصر الله، والابتلاء والتمحيص من الله عز وجل ليعلم الخبيث من الطيب، لتسقط أقنعة المنافقين، وإن كانت الثورات الأخرى قد فشلت فلن تفشل هذه الثورة الأبية، فالتمحيص يتبعه النصر حتماً، وإننا نسأل الله تعالى أن يتحقق ما نصبو إليه من عزة لهذا الدين وأهله بنصره ثورة الشام المباركة وإقامة الخلافة الراشدة ليصلح الأمر بأوله ويرجع لأهله على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم في دولة الحق وبثوابت الإسلام والحكم بما أنزل الله تعالى، فلنأخذ بيد هذه الثورة الأبية وبيد أمتنا الإسلامية فلقد لاحت بشائر النصر، قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ [آل عمران: 120]

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة محمد حمدي – ولاية السودان



19 من جمادى الثانية 1438هـ الموافق السبت, 18 آذار/مارس 2017مـ


Go to the top of the page
 
+Quote Post

المشاركات داخل هذا الموضوع
- أم سلمة   28 رجب ذكرى هدم الخلافة الإسلامية   Apr 9 2017, 07:20 PM
- - أم سلمة   بسم الله الرّحمن الرّحيم ما فقدته الأمة بعد هدم...   Apr 9 2017, 07:26 PM
- - أم سلمة   تقدم مشروع الخلافة وتقهقر مشاريع الكفار بسم ا...   Apr 9 2017, 07:30 PM
- - أم سلمة   كيف ستواجه دولة الخلافة الراشدة القادمة تكالب الغر...   Apr 9 2017, 07:31 PM
- - أم حنين   نظام الحكم في الإســـــلام هو نظـــام الخــــلافة ...   Apr 9 2017, 07:43 PM
- - أم حنين   أمكم الخلافة تناديكم   Apr 9 2017, 07:45 PM
- - أم حنين   https://www.facebook.com/naqedeilami/photos...e=1...   Apr 9 2017, 07:49 PM
- - الخلافة خلاصنا   مواضيع عن الخلافة http://naqed.info/forums/index...   Apr 10 2017, 01:52 PM
- - أم المعتصم   ذكرى هدم الخلافة   Apr 10 2017, 04:31 PM
- - أم المعتصم   الجهاد في ظل غياب الخلافة   Apr 10 2017, 04:36 PM
- - أم المعتصم   مقالة تربط بين غياب الخلافة الإسلامية وهتك ستر الم...   Apr 10 2017, 04:41 PM
- - أم حنين   بسم الله الرحمن الرحيم ذكرى هدم الخلافة للإستم...   Apr 10 2017, 07:49 PM
- - أم حنين   بسم الله الرحمن الرحيم في #الذكرى السادسة والتسع...   Apr 11 2017, 09:55 PM
- - موسى عبد الشكور   في ذكرى رجب الاليمة في أواسط العقد الثاني من القر...   Apr 12 2017, 12:45 PM
- - أم سلمة   النهضة الحقيقية للبشرية في إقامة الخلافة الإسلامية...   Apr 14 2017, 06:29 PM


Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 8th November 2024 - 02:09 AM