طباع الذئاب لا تتغير
كان يا مكان في قديم الزمان لمن يريد أن يصبح فهمان، كان هناك ذئب يعمل بطبيعته الذئبية في اصطياد الخراف الغبية ليأكل من لحومها الشهية، وفي يوم من الأيام حاصر مجموعة قليلة من الخراف أب وزوجته وابنتهم الصغيرة، فسال لعابه عليهم، وقرر أن يقتلهم أولا ثم يفترسهم على راحته!!!
فقرر الأب الخروف الذكي أو "المتذاكي ربما" أن يخدع الذئب، فاقترب منه بعد أن أدرك أن لا مجال للهروب من أنيابه، فقال والخشوع يقطر من لحيته:
"أيها الذئب الحكيم، هلا استمعت إلي ولو لدقائق" ، فجلس الذئب بهدوء وقال للخروف:
تكلم.فقال الخروف:
أيها الذئب صاحب القلب الكبير، انظر حالنا وما تستفيد من قتلنا وما ستقول عنك حيوانات الغابة، لو قتلتنا لقالوا عنك متوحش لا رحمة في قلبك، وهكذا ستفقد احترامك عند حيوانات الغابة، ونحن ثلاثة خراف لن تستفيد من قتلنا، اتركنا نعيش وستصبح حيوانات الغابة تقول عنك حيوان رحيم.
انظر إلى طفلتي الصغيرة كم هي خائفة!!!!
فنظر الذئب إلى تلك الطفلة ودمعت عيناه!!!فاستمر الأب في طرح قضيته للذئب، وقال له:
لقد عانى أفراد قبيلتنا من هجوم الذئاب والأسود والنمور عليهم، وقد قتلوا منا الكثير، وبقروا بطون إخوتنا وضحكوا وهم يقتلوننا ونحن نصرخ ولا مجيب.والذئب في هذه الحالة تزداد دموعه حتى وضع يده على عينه ليمسح الدموع وهو يستمع لهذا الخروف، وقال له:
أكمل قصتك الحزينة!!!!فقال الخروف:
لقد قتلونا وهجرونا، وفي المخيمات وضعونا، وأبناؤنا في الأسر ينتظرون الذبح والقتل، ولقد خرجت عدة مسيرات من قبلنا تطالب ملك الغابة أن يقوم بكف المفترسين عن اصطياد الحيوانات الأليفة مثلنا، وأضرب إخوتنا الأسرى في السجون عن الطعام كي تهزل أجسادهم فلا يستفيد السجان منا ولا من إطعامنا، وقد رفعنا إلى مجلس أمن الحيوانات والذي يترأسه: أسد ونمر وذئب وتمساح ودب، رفعنا إليهم قضيتنا بوجوب وقف الافتراس، وقد وعدونا بالنظر في قضيتنا.
أيها الذئب الرحيم:
لقد عانينا كثيرا من الافتراس وما زلنا نصر على نيل حقوقنا بالسلام والأمن وعدم استعمال العنف.
لقد خرج العديد من إخوتنا وقالوا: أن هناك آلة إن دخلتها غيرت عقلك وتحولت إلى أسد قوي، وطلبوا منا دخولها لكي نتحول إلى أسود ونتصدى للأسود الحالية وكل الوحوش الموجودة، ولكننا رفضنا أن نصبح عنيفين وأسودا ونمورا للتصدي للحيوانات المفترسة، فنحن ضد العنف والإرهاب، ونحن ندعمكم في محاربة أي خروف يفكر بالدخول في هذه الآلة لكي يصبح أسدا، نحن ولدنا خرافا ونصر على أن نبقى خرافا، ونرفض الاستئساد لأنه كما عرفه مجلس امن الحيوانات نوع من التطرف والإرهاب، ونحن لسنا إلا دعاة سلام ورحمة.
أيها الذئب الحكيم:
لقد عانى أفراد قطيعنا كثيرا من الافتراس والقتل، ونطلب من حضرتكم أن تنظروا في قضيتنا نحن الخراف الثلاثة، ولا يهمنا ما تفعلوه ببقية الخراف، المهم أن تتركونا نحن الخراف الثلاثة في هذه الأرض، أما بقية الأراضي فاذبحوهم واقتلوهم فهذه قضية لا شان لنا بها، ونحن لا نتدخل في شؤون الآخرين.
فهلا نظرتم إلى قضيتنا العادلة أيها الذئب الحكيم؟؟في هذه الفترة كانت الدموع قد ملأت أعين الذئب، واحمرت من شدة الدموع، ثم اقترب ليعانق الخراف الثلاثة وهو يقول لهم:
أحبائي المساكين، وما أن اقترب منهم حتى بقر بطن الطفلة وأمها، وقال للأب:
سأبدأ بأكلك أيها الخروف بعد أن تخلصت من زوجك وابنتك، وسأدخرهما جانبا!!! فقال له الأب:
وماذا عن الدموع في عينيك أيها الذئب؟؟؟؟؟؟.فقال الذئب:
هي دموع نضحك بها عليكم، ونحن نعيش في غابة القوي يأكل فيها الضعيف، وانتم طعام لنا ولحمكم أصبح من خيراتنا، وسنستمر في أكلكم، وأنت وجبتي الشهية، واني ذاهب إلى الأسد ملك الغابة لأنذره من تلك الآلة التي تحدثت عنها حتى لا تتحولوا إلى اسود تنازعونا غابتنا، وعندما تموت فسلم لي على كل الخراف البلهاء مثلك، أما أنا فاني ذاهب إلى ملك الغابة ومجلس أمننا نحن لا أمنكم أيها الأغبياء لنرى ما يمكن أن نصنعه إذا استأسدتم علينا.وقتل الذئب الخروف وذهب ليكمل مهمته الذئبية.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater