كن كالشيطان في صفة عدم اليأس
الشيطان لا يكل ولا يمل من غواية بني آدم، مهما تحصنوا من غوايته، وأسلوب إبليس اللعين في الغواية ذكي شديد الذكاء والدهاء، فهو لا يطلب من الشخص مثلا أن يكفر مرة واحدة بل يطلب منه المعصية بالتدريج إلى أن يصل إلى مبتغاه.
فمثلا إنسان يصلي الفجر كل يوم في جماعة، فإن إبليس يعمل بداية على جعله يقول بقي القليل لصلاة الفجر، نم بضع دقائق أخرى حتى تقوم أنشط لصلاة الفجر في المسجد، حتى يغلبه النوم فلا يدرك صلاة الفجر أو يتأخر عنها في المسجد، فإذا أضاعها مرة، قال له الشيطان لا عليك فالصلاة في البيت جائزة، وهي مجرد مرة واحدة، وهي الصلاة الوحيدة التي أضعتها وتستطيع تعويضها في الغد، ثم يعود له في الغد بمثل اليوم السابق حتى يترك الصلاة في المسجد أو يصبح من الذي لا يترددون كثيرا على صلاة الفجر في المسجد، حتى تصبح صلاة الفجر في البيت أمرا عاديا، ثم يبدأ الشيطان بالمرحلة القادمة وهي مرحلة جعله ينام حتى تطلع الشمس بعد أن ضمن انه أصبح من المقصرين في صلاة المسجد، فيقول له نم قليلا فقد بقي وقت على طلوع الشمس، حتى يغلبه النوم فتضيع عليه مرة، فيقول له الشيطان الرجيم: النائم لا ذنب عليه، وأنت قصرت هذه المرة فقط واستغفر الله، وان شاء الله فإن الله غفور رحيم سيغفر لك ذنبك، ويبدأ الشيطان معه يوما آخر وآخر حتى تصبح صلاته بعد طلوع الشمس أمرا اعتياديا، ثم يبدأ يزين له ترك الصلاة فيبدأ بالالتهاء بالدنيا حتى تضيع عليه عدة صلاوات حتى يصبح من المقصرين، وهكذا في جميع الأعمال الصالحة.
فإذا كثرت ذنوبه في جميع المجالات أو مجال واحد قال له: إن الله غفور رحيم وقد غفر لمن قتل 99 روحا، أفلا يغفر لك وأنت لم تصل عشر معشاره من الذنوب، وهكذا يستمر بتزيين الباطل له، ويقول له في مجال آخر: دع عنك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اتجاه الحكام فانه قد يعرضك للعقوبة وعليك بإصلاح نفسك، وان امرك ونهيك لن يقدم ولن يؤخر فدع عنك هذا، ويقول له: العمل للخلافة يقال انه فرض، والعاملين له لم يقيموا الخلافة بعد، وذلك لأنهم ربما على خطا فدعك منهم وإلزم بيتك، ولولا أنهم مخطئون لأقاموا الخلافة منذ زمن، فاصبر حتى يبين الهل الحق، ويقول له: هناك أقوال فقهاء تقول أن الخلافة ليست فرض، وأنت مثلهم تسير على هذه الآراء، فهذه مسألة خلافية وأنت تستطيع تبني الرأي الذي يقول أن الخلافة ليست فريضة، وهكذا.
الشيطان إن رأى من الشخص توبة فانه لا ييأس منه، فانه يعود إلى نفس الأسلوب وغيره ليغويه ويبرر له خطأه، ويحاول أن يساعده في إيجاد التبريرات لتبرير معصيته، ويبدأ عادة بالقليل ليصل إلى الكثير، ومهما تاب الشخص ورجع فان الشيطان لا يفتر على الرجوع إليه لإغوائه.
إذن الشيطان في سبيل قضيته وهي إغواء الناس ليدخلوا معه نار جهنم لا ييأس ولا يفتر ولا يكل ولا يمل، لأنه يدرك أن النار حقيقة لا خيال وان عذابه اليم شديد، فانه في سبيل كبره وعناده يريد للجميع أن يشاركوه هذا العذاب، ولا سبيل له على الإنسان إلا الوسوسة لا غير، فهو لا يملك قدرة على إجبار الناس على المعصية، ومع ذلك للأسف يتبعه الكثير من الإنس والجان.
لماذا لا نكون مثل الشيطان في هذا الطبع "فقط" وهو عدم اليأس أو الإحباط من إصلاح الناس؟؟؟
لماذا الكثير منا يردد أن الناس لا خير فيهم، وان امة الإسلام لن يتغير حالها؟؟؟
لماذا يصر البعض على أن نغسل أيدينا من الجيوش في العالم الإسلامي، ويقول لا أمل فيهم لنصرة الإسلام والمسلمين؟؟؟؟
هل أدركنا أن الواجب علينا الفعل والنتائج على الله تعالى؟؟؟؟؟
هل قرأنا قصة أصحاب السبت؟؟؟؟؟
إذن أيها الإخوة الكرام، إذا كان عدونا اللدود الشيطان الرجيم لا يكل ولا يمل من إغوائنا وإضلالنا، ولو تبنا الف مرة، لعاد لنا في المرة الألف وواحد لإغوائنا، فالشيطان لم يقل يوما: "إن هذا إنسان صالح تائب كثير التوبة، سأتركه لأنه لا فائدة من إغوائه، بل يستمر في ملاحظته حتى يرى منه غفلة قليلة فيلج منها لإغوائه"
هذا ما يجب أن نكون عليه وهو عدم اليأس من العمل على دعوة الناس إلى التغيير والى الحكم بالإسلام وان لا نقول عن أي جهة أنه لا خير منها أبدا، فمن يأس ترك العمل للتغيير وربما لجأ إلى أساليب عنيفة قولية أو سلوكية اتجاه الناس وتكون مخالفة لشرع الهد تعالى لإجبار الناس على الصلاح، وهو في هذه الحالة يكون قد حكم على الناس بالهلاك، والرسول عليه الصلاة والسلام رغم ما عاناه من قريش وأهل الطائف وإرسال الله له ملكا ليقضي على أعدائه فيطبق عليهم الجبال إلا انه قال: "لعل الها يخرج من أصلابهم من يوحد الله"، ونحن نقول لعل الله يخرج من صلب هذا الرجل المسلم الذي تراه فاجرا لعل الله يخرج من صلبه من يكون صالحا يعمل لدين الله، فلا تيأس أخي مما تشاهده من إخوتك المسلمين من بعد عن دين الله واستمر بالعمل على التغيير والعمل لإقامة الخلافة.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater