جرعة وعي (7)
يشكك البعض في أن التغيير على واقع الأمة الإسلامية الفاسد الذي يعيشون فيه بسبب الأنظمة الحاكمة التي لا تحكم بما أنزل الله تعالى أن يكون ب "مجرد الكلام" ويدعون لحمل السلاح وتلك ليس الطريقة الشرعية على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إقامة دولة الخلافة الأولى في المدينة المنورة كان سلاحه فقط الكلام.
أما الدعوة إلى الخير إلى الإسلام عقيدة ونظام إلى الحكم بما أنزل الله والآمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف عند حرمات الله وخطوط الشرع الحمراء فهو كلام الله عز وجل:
وليس هذا الكلام أي كلام! بل هو بيان وهدى وتقوى يحقق بطاعته وتطبيقه في معترك الحياة السيادة للشرع والسلطان للأمة.
وأليس الإعلام ومؤسساته سوى كلام في كلام؟ وهكذا يصل تأثيرهم الفاسد ويسيطر على عقول المتابعين!
أما كلام الله تعالى لا يتناوله الإعلام بحجم الله أكبر الله أعظم فأين الإعلام من شهر رمضان المبارك شهر القرآن الكريم؟ الإعلام الفاسد يتكلم ويتكلم ويأخذ بالناس إلى التهلكة لأنه أداة بيد الحكام العلمانيين المنبطحين للغرب الكافر.
أما كلام الإسلام فهو كلام الله تعالى وكلام الله عز وجل سيادة للشرع وسلطان للأمة وهو أساس التغيير.
أنظر لتفسير هذه الآية العظيمة:
يتكلم الله تعالى عن القرآن الكريم ويصفه بقوله سبحانه: "(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)." المزمل.
تفسير قوله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {سنلقي عليك قولاً ثقيلاً...}. أي: ليس بالخفيف ولا السّفساف؛ لأنه كلام ربنا تبارك وتعالى). [معاني القرآن: 3/197]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قولًا ثقيلًا} أي ثقيل الفرائض والحدود. ويقال: «أراد قولا: ليس بالخفيف ولا السّفساف، لأنه كلام اللّه عز وجل»). [تفسير غريب القرآن: 493]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله - عزّ وجلّ -: {إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5)} جاء في التفسير أنه يثقل العمل به، لأن الحلال والحرام والصلاة والصيام وجميع ما أمر اللّه به أن يعمل، ونهى عنه، لا يؤديه أحد إلا بتكلف ما يثقل عليه.
ويجوز على مذهب أهل اللغة أن يكون معناه أنه قول له وزن في صحته وبيانه ونفعه، كما تقول: هذا كلام رصين، وهذا قول له وزن، إذا كنت تستجيده وتعلم أنه قد وقع موقع الحكمة والبيان). [معاني القرآن: 5/240]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَوْلاً ثَقِيلاً} أي ثقيل الفرائض والحدود). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 283]
وقال تعالى:
"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ." فصلت الآية 33.
يقول عزَّ وجلَّ: { ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى اللّه} أي دعا عباد اللّه إليه ومن أمر بالخير وترك الشر، وهذه عامة في كل من دعا إلى الإسلام.
وقال تعالى : (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) [النور:54].
{ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا } إلى الصراط المستقيم، قولا وعملا، فلا سبيل لكم إلى الهداية إلا بطاعته، وبدون ذلك، لا يمكن، بل هو محال.
لأن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم شرط في حصول الهداية، وعلق الله الهداية على شرط طاعة الرسول فلا وجود للهداية إلا بوجود شرطها، ومن كان عنده خلل ونقص في طاعة الرسول كان الخلل والنقص في هدايته على قدر ذلك الخلل والنقص.
... فتكلم وانطق بالحق قبل أن يتكلم لسانك عنك يوم الحساب.كلام الله عز وجل سيادة للشرع وسلطان للأمة