فوائد تطبيق الإسلام
هذا العنوان لا أريد طرحه لإثباته بل لإثبات بطلانه، لان تطبيق الإسلام الهدف منه إرضاء الله تعالى فقط، ومصلحة البشر في تطبيق شرع الله سواء أدركوا الحكمة منها أم لم يدركوا، قال تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} والعبادة هي لإرضاء الله تعالى وليست لإنتاج الفوائد المادية وان كان تطبيق الإسلام بشكل عام يحقق للمسلمين الرخاء الاقتصادي والقوة في الأرض، قال عليه السلام: ((حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون)).
فمثلا نرى من يقول أن من فوائد الصلاة الرياضة وتحريك مفاصل الجسد، ومن فوائد الصوم الصحة، والإتيان بدراسات بينت فائدة تطبيق الإسلام، والسؤال المخيف هو لمن يأخذ بتلك القاعدة (فوائد الأحكام الشرعية): ماذا لو وجدت دراسة تبين ضرر تطبيق الإسلام؟؟؟؟؟؟
ولكن إن نظرنا في أحكام شرعية أخرى نرى أن الفائدة المادية غير موجودة أو أن هناك ضرر مادي حسي، فأين الفائدة مثلا من التسبيح والاستغفار وقراءة القران؟؟، وأين الفائدة في إطلاق اللحية ولبس اللباس الشرعي للمرأة بشروطه الشرعية، ومن ناحية أخرى ألا يسبب الجهاد الضرر الجسدي للمجاهد من إعاقة أو قتل مع انه سنام الإسلام، ألا يسبب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأذى من سجن واعتقال وتعذيب إن كان موجها للحكام الظلمة.
إذن لو بحثنا موضوع الفائدة لوجدنا انه مجرد اجتهاد بشري ليس إلا، وان هناك أعمال تفوق الصلاة بالفائدة المادية مثل الرياضة تقوي الجسد أكثر من الصلاة وهي ليست خير من الصلاة، وإتباع حمية غذائية ورجيم معين يعطي صحة أكثر من الصيام، وقراءة بعض الكتب العلمية يعطي معلومات أكثر من ترداد الاستغفار والتسبيح، وأن المهادنة لا تؤذي الجسد مثل الجهاد.
إذن يجب النظر إلى الأحكام الشرعية فقط نظرة واحدة وهي انه يجب تنفيذها لإرضاء الله تعالى، ولنترك موضوع الفوائد سواء تحققت أم لم تتحقق، لأنه لا دليل شرعي عليها، إلا ما ورد به نص شرعي مثل قوله صلى الله عليه وسلم ((صوموا تصحوا)) وهو عند المحدثين ضعيف.
هذا خطورة هذا الأمر أنها جعلت الكثير من المسلمين عند تطبيق الأحكام الشرعية يُعملون عقولهم بالفوائد المرجوة من هذه الأحكام فان وجدوا أن عقولهم أرشدتهم لفائدة معينة طبقوا تلك الأحكام، وإن وجدوا أن عقولهم قالت لهم: أن في تطبيق تلك الأحكام مضرة تراهم يعرضون عن تلك الأحكام الشرعية، ولنأخذ أمثلة تبين كيف أن مسلمين خالفوا شرع الله لان عقولهم أرشدتهم إلى منافع معينة لترك تلك الأحكام الشرعية، ولندرك خطورة القول بأن للأحكام الشرعية فوائد.
• ترك الكثير من المسلمين لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لان الظالمين يعاقبون من يقوم بذلك، فالفائدة هي المحافظة على النفس والعمل والوظيفة بترك هذا الأمر.
• عدم انخراط الكثير من المسلمين في العمل لإقامة الخلافة لأن هذا الأمر يهدد عروش الحكام ويعاقبون من يقوم بذلك مثل النقطة السابقة، وأيضا هذا العمل يلهي عن النيل الكثير من الدنيا.
• اخذ المال السياسي من الظالمين كي يتقوى هؤلاء الجلهة على قتال ظالمين آخرين، فهم يدّعون أنهم بالمال السياسي يتقون لقتال الأعداء، مع أنهم يصبحون مع الوقت عملاء للمجرمين والكفار.
• مدح الكثير من الحكام المجرمين لأنهم حققوا رخاء اقتصاديا من جراء تطبيق العلمانية والربا في الاقتصاد، فانصرف الناس عن موضوع الحرام وركزوا على موضوع الرخاء الاقتصادي حتى وان كان خادعا.
• ترك الكثير من المقاتلين قتال الأعداء والانخراط في المفاوضات مع المجرمين والنزول عند شروطهم من باب تحقيق أمن وسلامة الناس.
وغيره الكثير من الأمثلة.
وهكذا نرى أن بحث الفائدة المادية من تطبيق الأحكام الشرعية إن تطور عند المسلم جعل كل الدين عرضة للمساومة بعروض دنيوية زائلة، وأصبح يبرر أي عمل يقوم به أو أي قول يقوله أو أي موقف يتخذه بأنه بسبب أن هذا الأمر يحقق فائدة للمسلمين، وأن نقيضه يجلب الضرر للمسلمين أو لا فائدة منه لأن عقله اخبره بذلك.
https://www.facebook.com/permalink.php?stor...145478009128046