العقلية الأردوغانية أو الإخوانية بشكل عام
هي عقلية مبررة لكل أفعال زعمائها مهما كانت سيئة. قد تقولون أن عقلية التبرير موجودة في كل السحيجة بشكل عام، وهذا أمر صحيح، ولكن ميزناهم عن غيرهم لأنهم يدعون أنهم جزء من الحركات الإسلامية، أي أنهم يبررون الإجرام لقادتهم مع إضافة مسحوق شرعي على ما يقوم به قادتهم من إجرام، أما غيرهم من المبررين فإنهم يبررون لقادتهم مستخدمين ألفاظا شرعية وعلمانية ويخلطون ما يشاؤون المهم أن يبرروا لقادتهم، أما هؤلاء فإنهم يصرون أن يلبسوا تبرريهم اللبوس الإسلامي.
والنقطة الثانية أنهم للأسف في تبريرهم يظنون أنهم بفعلهم هذا يرضون الله تعالى، ومستعدين للنيل من الخصم ولو إلى حد القتل، وهم يظنون بذلك أنهم يحسنون صنعا، أما غيرهم من المبررين فإنهم يبررون لقادتهم ولا يبتغون بذلك إلا رضا الزعيم عنهم ولا ينظرون لموضوع رضا الله أبدا.
إذن هذين السببين جعلني أكتب عنهم بشكل خاص عن بقية المبررين، وسبب ثالث جعلني أعيد الكتابة في هذا الموضوع وهو رؤية تبريراتهم التي فاقت حد الوقاحة في التبرير لزعمائهم.
فأردوغان رغم أنه بشكل واضح وجلي يحكم بالعلمانية والعلمانية لا يختلف فيها مسلمَيْن أنها كفر، ورغم أن أمريكا تخرج من الأراضي التركية لقتل المسلمين ورغم أن الخمور والعري منتشر في تركيا ومقنن، ورغم التآمر الواضح والعلني على ثورة الشام بتعاون واضح وعلني ومع إيران وروسيا، إلا انك تجد المبررين له من أتباع هذه العقلية يبررون له كل أفعاله ويبدؤون بالبحث عن مساحيق شرعية علها تخفي كل عيوب هذا الرجل، وأحيانا تراهم معتقدين من داخل أنفسهم أن هذا شخص جدي ويريد خدمة الإسلام، وآخر تبريراتهم هي عندما زاره عدو الله بوتين للتنسيق للمكر بالإسلام وأهله كانت أغلب تبريراتهم "انظر كيف استقبله استقبالا عاديا، ولو كان المستقبل زعيما عربيا لفرش الأرض لبوتين بالورود" أي أن يزوره بوتين ويخططان لضرب الإسلام، فهذا امر عادي، المهم عند هؤلاء المبررين الوقحين جدا أن لا يفرش له الأرض بالورود!!!!!!!!
حكومة حماس التي تسير على دستور أوسلوا وها هي تجتمع مع القتلة في حكومة مصر ومخابراتها، وها هي تقول علنا بعلاقاتها مع القتلة في إيران وتنوي إعادة العلاقات مع بشار الأسد، وتقمع أي صوت معارض لها في غزة، إلا أنها تجد ملايين المبررين لها، وحتى تصريحات السنوار الأخيرة التي أعلن فيها أنه ينوي كسر عنق كل من سيخالفه على تقديم التنازلات من حركة حماس، وأعلن انه سيقدم تنازلات كبيرة في سبيل إتمام المصالحة، أي في سبيل تنفيذ إملاءات الكفار والخونة حكام المسلمين، إلا انك لا تجد التعليقات إلا مبررة لكل فعل يفعله، ويركزون على القشور الخادعة ويتعامون بشكل وقح عن التصريحات السياسية الخطيرة.
ولو نظرنا فيما مضى سنجد أن نفس العقلية ما زالت تسيطر على هؤلاء القوم، فمرسي سابقا في حكمه (وطبعا نسأل الله أن يفرج عنه وعن كل المظلومين، فكلامنا عن منهجهم الخاطئ لا تجعلنا أبدا نتمنى الشر لهم، ولكن هذا بسبب ما جنت يداهم) حكم بالعلمانية وحافظ على الاتفاقيات الدولية وحافظ على العلاقات مع يهود، ومع ذلك بقي زعيما مقدسا عندهم رغم انه لم يحكم بالإسلام مطلقا، وغنوشي تونس وحركته رغم ظهورهم الشديد القبح ومساندتهم لكل العلمانيين ومدافعتهم عن قرارات السبسي الأخيرة في تشريع الكفر وتشريع قانون يبيح للمسلمة أن تتزوج بكافر، فما زال الأتباع يؤيدونه، وما زال الأتباع يؤيدون حركة الإخوان في المغرب رغم قمعها لأهل المغرب مع الملك، وما زال لإخوان العراق أتباع رغم دخولها في الحكومة الأمريكية الصليبية في العراق، وما زال لهم أتباع رغم وقوفهم مع المجرمين في اليمن، ورغم مساندتهم أيضا لملك الأردن، ورغم تبرؤ حماس من أصلها الإخواني لإرضاء الحكام، والأمثلة أكثر من أن تحصى.
الخلاصة أن تبرير هؤلاء القوم يتخذ صفتين عن بقية أنواع التبرير والتسحيج والنفاق، وهاتان الصفتان هما:
• إضافة المساحيق الشرعية على تبريرهم
• أن المبررين يعتقدون أن ما يقولونه صواب ويرضي الله تعالى
والسبب في تبرير هؤلاء هو خلو عقولهم من العلم الصحيح والواعي بالأحكام الشرعية بشكل عام، وثانيا وجود مقاييس المصلحة والمنفعة واعتقاد أن هذه المقاييس هي مقاييس شرعية ويجيزها الشرع، وهذا طبعا بفتاوى من كبرائهم ممن أوجدوا لهم وللحكام ما يسمى الإسلام المعتدل، فهم أصبحوا بين المسلمين يشكلون مشكلة مثل مشكلة الجهل الطام عند الشيعة، وهؤلاء يجب الاستمرار في طرق عقولهم قدر المستطاع بالفكر الواعي، وعندما توجد الدولة الإسلامية وتطبق شرع الله وتغير مناهج التعليم وعندما يرون الصورة الحقيقة لتطبيق الإسلام عندها سيختفون هم وكل جاهل مدمر للإسلام وهو يظن أنه يحسن صنعا.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater