كن عاجزا ولا تكن فاجرا
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((يأتي على الناس زمان يخير فيه الرجل بين العجز والفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور)) [رواه أحمد وأبو يعلى عن شيخ عن أبي هريرة، وبقية رجاله ثقات].
هذا الحديث يتحدث عن حالة تخيير المسلم بين أمر محرم وبين أن يجلس لا يستطيع أن يلوي على شيء، فالمطلوب في تلك الحالة هي ترك الأمر والمحرم والبقاء عاجزا، وعدم الخوض في الحرام تحت أي مبرر.
أما إن وجدت حالة ثالثة تزيل الحرام فالأصل اختيارها وعدم البقاء عاجزا.
لكن وجد أناس هذه الأيام يختارون بداية الفجور ولا يقرون بعجزهم ويعملون على محاربة من يدعو إلى الهدى والتقى.
• فمثلا عندما نرى أن حركة حماس استدرجت لتدخل سلطة أوسلو ولتسير على نفس دستور سلطة أوسلو العلماني، وتم استدراجها لحكم غزة، فالسؤال هو من العمل أو ما الحكم الشرعي في حقهم إن أرادوا إرضاء ربهم؟؟؟؟
فالحل هو ترك السلطة، وإن استطاعوا القتال قاتلوا، وإن لم يستطيعوا تحولوا إلى أناس عاديين غير مقاومين... خير لهم مليون مرة من الاستمرار في البقاء في سلطة علمانية تحكم بالكفر وتنفذ أجندات الكفار، لا بل وتسير هذه الأيام في مشاريع تصفية قضية فلسطين.
فلا يقبل منهم القول أننا قد وصلنا للحكم ويجب مسايرة الواقع، ولا نستطيع ترك السلاح حتى لا يبيدونا!!!!!.
• والحالية الثانية هي حالة ثوار سوريا، فان تصبح ثائرا على الظلم فهذا عمل عظيم، ولكن البعض تورط في الارتباط بدول عميلة للغرب كتركيا والسعودية وبعضهم سفك الدماء، فالأصل أن يقطعوا الارتباط بالدول العميلة ويستمروا بالقتال لتحرير سوريا من رجس هذا النظام العميل المجرم ويقيموا الخلافة أو يكون مصيرهم الشهادة في سبيل الله، أو يعودوا مثلهم مثل الناس العاديين لا يفعلون شيئا.
أما أن يستمروا بالارتباط بالدول العميلة وتنفيذ مخططاتها الشيطانية ويطالبوا بدولة علمانية تحت اسم دولة مدنية ديمقراطية، ويعملوا مع الدول الإجرامية على القضاء على ثورة الشام، فهذا زيادة في الإجرام من قبلهم.
• ومثلهم حالة الجندي الذي يؤمر بقتال مسلمين، فان رفض فإن مصيره الموت أو السجن، وان أطاعهم عصى الله تعالى، فالأصل أن يختار العجز على الفجور، وأن يختار أن يقتل ولا ان يطلق رصاصة واحدة اتجاه أي مسلم.
ولنا العبرة كل العبرة في قصة أصحاب الأخدود، كيف اختاروا مصيرهم الذي يرضي ربهم على الحياة في الكفر والشرك، وقد أبيدوا عن بكرة أبيهم.
فالأصل أن لا ينزلق المسلم لمزالق الشيطان، ولكن إن انزلق فهذا لا يعني أن باب التوبة قد اقفل، فيستمر بالمعصية، بل عليه التوبة ،ولو كان ثمن توبته الموت والإفناء، فموتة في طاعة خير من حياة في معصية.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater